في جدة وحدها وخلال ثلاثة أسابيع فقط تم ضبط 1264 سائق أجرة «ليموزين» في قضايا أخلاقية وجنائية ــ وفق ما صرح به مدير دوريات أمن محافظة جدة العقيد سعد الغامدي للصحف مطلع الأسبوع!!
وأستطيع أن أتخيل رقما مرعبا لو شملت الإحصائية بقية مدن المملكة، فقد بات واضحا أن «الليموزين» اليوم هو إحدى أهم وسائل المجرمين واللصوص ومديري شبكات الدعارة في تسويق وممارسة أنشطتهم الإجرامية، إنه باختصار ثغرة أمنية تنفذ منها العمالة الوافدة الفاسدة على البلاد لتبث سمومها وتنز صديدها!!
عندما صدر قرار سعودة «الليموزين» لم يكن القرار يهدف فحسب إلى توفير فرص العمل للمواطنين الذين هم في كل بلد أحق و أجدر بهذه المهنة، بل كان يعي المخاطر الأمنية والأخلاقية التي تهب رياحها من وراء هضاب هذا القطاع المسيطر عليه بالكامل من الوافدين الأجانب، لكن لوبي الملاك الذي لا ينظر للمسألة إلا من خلال مصلحته الخاصة الضيقة حارب قرار السعودة ونجح في تأجيله إلى الأبد!!
طبعا، لست هنا في وارد التعميم ولن أقع في مثل هذا الخطأ، كما أن سعودة قطاع سيارات الأجرة لن تضمن تماما القضاء على سلبياته، فالفساد لا هوية له وليس محصورا بزمان ولا مكان، لكن حان الوقت لإيجاد آليات وضوابط تضمن أن يكون ممارس هذه المهنة من طلاب «المشاوير» المستقيمة لا الملتوية!!