#1
|
||||||||||
|
||||||||||
بطـــون قبيلـة زهــران
الزوار الكرام : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : أنقل لكم مقتطفات وبعضا من كتاب بعنوان : (( بطـون قبيلة زهـران ، شيوخها ، أسواقها شداتها )) للمؤلف : علي بن محمد بن معيض سدران الزهراني ، وذلك حفظا منا واهتماما على حفظ تاريخ وتراث الأجداد والآباء الأولين لقبيلة زهران ولزيادة الفائدة والمعلومات التاريخية القديمة في الماضي وفي الحاضر في هذا العهد الميمون ، عهد المملكة العربية السعودية الزاهر ، أدامها الله عز وجل وحفظها الله تعالى اللهم آمين يا حي يا قيوم ، وسأعود بإذن الله تعالى للتدقيق في الموضوع مرات ومرات ، حتى تكتمل الفائدة بإذن الله تعالى ، فنترككم مع بعض مقتطفات بسيطة من هذا الكتاب ، ونتمنى للجميع الفائدة بإذن الله تعالى ، والله تعالى من وراء القصد . وبداية نترككم مع مقدمة المؤلف لهذا الكتاب : علي بن محمد بن معيض سدران الزهراني جزاه الله كل خير ، حيث قال في مقدمة كتابه :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بسم الله الرحمن الرحيم : الحمد لله الواحد القهار ، الملك الفرد الصمد يهب الملك لمن يشاء يعز من يشاء ، ويذل من يشاء ، والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين محمد ابن عبد الله ، سيد الأولين والآخرين ، ثم أما بعد : فإن المرء ليحار عندما يريد أن يكتب عن أوضاع القبائل العربية في جزيرتهم قبل انتشار الحكم السعودي وبسط سيادته الشرعية في أنحاء هذه البلاد أيبدأ بمعاناة تلك القبائل مع حكومات تلك العصور التي لم تهتم إلا بجمع الزكاة والحولية والضرائب ؟ وما جرت عليها من فقر وجهل وتخلف في ميادين الاقتصاد والعلم والحضارة ، أم يبدأ بمعاناتها مع بعضها بعضا لعدم انتشار الأمن في ربوعها ، وما نتج عن غيابه وعن البحث عن لقمة العيش من إحن أدخلتهم في حروب قبلية لم تسلم منها قبيلة من قبائلها المنتشرة على أرض الجزيرة . ولبعد العهد عن حكومتي الأمويين والعباسيين ، لتباعد مقر الحكومتين عن ديار قبائل زهران وغامد ، ولعدم وجود مؤرخين من أبنائها آنذاك يدونون ما جرى من أحداث في ديار القبيلتين ، فإننا لا نعرف عن أوضاع هذه القبائل في ظل تلك الحكومات التي امتد حكمها أكثر من خمسمائة عام شمل كافة البلاد الإسلامية إلا النزر اليسير . أما في العهد العثماني فإن هذه البلاد وأعني بها بلاد زهران لم يتطلع حكام آل عثمان إليها إلا مع مطلع القرن الثالث عشر الهجري ولاسيما بعد أن توالت حملات محمد علي الألباني (1) حاكم مصر لاحتلال الحجاز بموافقة الدولة العثمانية منذ سنة : 1226 هـ أما قبل هذا التاريخ فلم يكن للدولة العثمانية وجود في هذه الديار . ولعل السبب في عدم تطلع العثمانيين إلى بلاد السراة قبل سنة : 1226 هجرية ، رغم قربها من مكة المكرمة ، يعود إلى طبيعة البلاد الجبلية التي يجهل الأتراك مسالكها ، والتي أصبحت فيما بعد مقبرة لجنودهم ومن يقلب صفحات التاريخ يجد أن تلك الحكومة التي حكمت الأمة الإسلامية قرابة أربعة قرون لم تكن تحكم هذه البلاد ، وأعني بها بلاد زهران إلا بواسطة الأشراف الذين كانوا يسيطرون على الحجاز ، أو آل عائض ، حكام عسير ، ولم يكن يعني هؤلاء ولا أولئك من أمر أبناء قبيلة زهران وبعض القبائل البعيدة عن ( الطائف وأبها ) سوى جمع الضرائب وتجييش الجيوش وما عدا ذلك فالأمر متروك لشيوخ هذه القبائل ، ولذا فلا غرو أن نرى كل قبيلة تستقل بنفسها عن الأخرى وتصوغ من الأنظمة والقوانين ما يحفظ عزتها ومنعتها بين جاراتها . وبعد مجيء محمد علي إلى الحجاز ، كثر اصطدام جيوشه برجال القبائل التي لم ترضخ لحكمه ، لأنها لم تعتد على حكم الأجنبي ، فرفضت الدخول في طاعته وناصبته العداء مما حدا به أن يستعين بالأتراك وغيرهم لإخضاع هذه القبائل لسلطانه . ثم توالت الحملات التركية المسعورة على هذه البلاد - كما سيمر - قرابة قرن من الزمان ، مارست خلاله ألوانا من التعذيب والنهب والتدمير ، ومع ذلك لم تستطع إخضاعهم لحكمها الجائر . وما تدمير بلدة الدرعية عام : 1233 هـ ، وحرق بيوت بعض مشايخ قبائل زهران كبيوت ابن خضران الدوسي ، وابن رقوش العامري ، وعبد الله بن مقبل الصغير الفهمي ، ومحاولة حرق بيت عصيدان بن محمد الحسني ، وتدمير المزارع ، ونهب الثروات ، وفرض الإتاوات ، ومضاعفة الزكوات ، إلا قليل مما كانت تقوم به الحكومة العثمانية من أعمال وحشية تجاه عرب الجزيرة العربية . ومن الإنصاف أن نذكر أوائل حكام تلك الدولة بالخير ، فلقد كان منهم رجال خدموا الإسلام ووسعوا من دائرته ، بحيث شملت أجزاء عديدة من أوروبا لا تزال راية الإسلام إلى يومنا هذا ترفرف في أرجائها ، تشهد لهم بجهاد الكفار ونشر الإسلام في ديارهم ، ومن أولئك الحكام على سبيل المثال السلطان محمد الفاتح ، فاتح قسطنطينية ، كما اهتم بعض سلاطينها والحق يقال بالعناية بالحرمين الشريفين ، ومن متأخريهم من وقف بصلابة وحزم ضد أطماع اليهود في فلسطين ، وهذا لا جدال فيه ، غير أن من بين القبائل التي لم تنل نصيبا من اهتماماتهم هي قبائل زهران وغامد وما حولهم ، فلا أمن ولا أمان نعمت به ولا مشاريع تعود بالنفع لسكان تلك القبائل ، حتى بيوت الله لم يشهد التاريخ بأنهم أقاموا مسجدا واحدا في حواضر زهران أو غامد . ولو رأت منهم خيرا لرضيت بحكمهم ولما ناصبتهم العداء . ولما أراد الله سبحانه الخير لعرب الجزيرة ، هيأ لهم حكومة من أنفسهم ، ترعى مصالحهم ، وتسهر على راحتهم ، تقيم العدل ، وتنشر الأمن ، وتأخذ على يد الظالم وتنصر المظلوم ، فرحبت هذه القبائل بتلك الحكومة حين رأتها على الحق قولا وعملا ، ودخلت في حكمها طواعية فعمها الخير وشملها التطور ، وأصبحت زهران وجارتها غامد في هذا العهد الزاهر واحدة من مناطق المملكة العربية السعودية ، تحظى كمثيلاتها بنصيب وافر من مشاريع الخير والنماء في عهد العدل والأمن والرخاء . ولكي يقف الجيل الحاضر والأجيال القادمة على معاناة الأجداد إبان تعاقب تلك الحكومات الغابرة على بلاد زهران ، وما آلت إليه أوضاعهم طوال تلك الحقبة المظلمة ، وما قدم أبناؤها من تضحيات في سبيل التخلص منها ، فقد أرتأينا أن نتصل بمشايخ قبائل زهران وبعضا من مثقفيها ، ممن لديهم بعض الوثائق التي تحكي جانبا من جوانب تلك الفترة المظلمة التي عاشتها المنطقة ، لنبين بالحجج الدامغة والبراهين القاطعة أن هدف تلك الحكومات لم يكن جمع الكلمة ووحدة الصف تجاه عدو خارجي ، وإنما كان الهدف هو ابتزاز أموال تلك القبائل واستغلال ثروات بلادها فيما يعود على بعض المسؤولين فيها بالثراء العريض دون تلمس حاجة القبائل التعليمية والصحية أو أية إصلاحات اقتصادية من شأنها رفع مستوى الوعي والمعيشة لدى الأفراد والجماعات . فشرعت في هذا العمل مع بداية عطلة صيف عام : 1420 هـ ، حيث قمت بزيارة مشايخ قبائل سراة زهران ،وطرحت عليهم جميعا فكرة الكتابة عن تلك الوثائق التي بحوزتهم والتي تبودلت بين شيوخ القبائل السابقين وأمراء كل من الدولة السعودية الأولى والثانية ، وحكام المملكة العربية السعودية ، والدولة العثمانية ، وأشراف مكة ، وإمارة عسير ، والأدارسة ، بالإضافة إلى ما يحتفظون به أيضا في مكتباتهم من مكاتبات فيما بينهم واتفاقيات ( شدات ) لأسواقهم وأحمياتهم وشؤون حياتهم . منها : مساهمة زهران عام : 1365 هـ ، في بناء مستشفى بمكة المكرمة ، احتفاء بعودة الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ، من جمهورية مصر العربية. ومنها : أن بعضا من تلكم الوثائق تبرز بوضوح نفور المجتمع الزهراني من حكم الدولة العثمانية الذي اتسم بالإهمال التام لشؤون القبائل بصفة عامة . بينما نجدها ترحب بأية حكومة ذات أصول عربية ، لقناعتهم بتفهمها مطالبهم ، فها هو الأمير بخروش بن علاس أمير قبائل بني عمر ، والشيخ علي القفعي شيخ قبائل بني أوس ، ينضمون إلى الحكومة السعودية الأولى في عهد الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود رحمه الله ، بل ويحاربون معها جيوش العثمانيين في أكثر من معركة حربية () ومنها أن قبائل زهران سراة وتهامة انقادت طواعية لحكم الملك عبد العزيز يرحمه الله . ومنها أن الحكومة السعودية عينت الإمارة بداءة في بلدة المندق بزهران ، لقبيلة زهران خاصة ، لأن قبيلة غامد آنذاك تتبع إمارة بيشة () ومنها أن الحكومة السعودية أنشأت في عهد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود يرحمه الله ، ولأول مرة في تاريخ القضاء محكمة شرعية ببلدة المندق لقبيلة زهران وكان مكتوبا على خاتمها : المحكمة الشرعية بالمندق لقبائل زهران () واذا ما ابتعدنا قليلا عن النواحي التاريخية ونظرنا في تلك الوثائق من وجهة نظر أدبية وخُلُقية ، فأول ما نلاحظه طابعها الإسلامي المتمثل في طريقة الاستهلال على النهج المحمدي ، فلقد كان محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، يبدأ كتبه بعد البسملة بقوله : من محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم إلى فلان ، وهكذا سارت الدولة السعودية على هذا النهج الإسلامي المحبب ، يتضح ذلك في منشور الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد ، ورسائل الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن ، وابنيه سعود وفيصل ، لشيوخ وأمراء وأعيان القبائل ، كما نشاهد ذلك أيضا في رسائل الأشراف وحكام عسير والأدارسة ، وهو نهج إسلامي فريد في نوعه وعرضه ينبغي الالتزام به في مكاتباتنا ومراسلاتنا . كما نلاحظ بساطة اللغة المستخدمة في تلك الوثائق ، فلا تكلف ولا تقعر أو تطويل بل إن رأس السلطة وقاعدتها تستخدم في التخاطب لغة عربية سهلة وربما في بعض الأحيان لهجة متداولة يفهم منها الغرض المراد دون ديباجة مطولة . كما نلاحظ الكتابة على أي قرطاس يتيسر وجوده ، فقد يكون الحاكم بعيدا عن قصر الحكم أو ليس لديه أوراق رسمية فيطلب الكتابة على أية ورقة رسمية أم غير رسمية ، صغيرة كانت أم كبيرة كما أنه لا يطلب تغيير الكتاب نتيجة شطب الكاتب المتكرر أثناء الكتابة أو يتذمر من ذلك ، بل يرسل الكتاب كما هو . كم نلاحظ في أغلب وثائق ذلك العصر ولا سيما الشدات ووثائق الأملاك ، الاكتفاء بوضع أسماء الشهود أو المقررين دون الحاجة إلى توقيعاتهم بجانب تلك الأسماء ، أما الحاكم أو شيخ القبيلة فقد يضع خاتمه إلى جانب اسمه ويثقون في ذلك الاسم المرسوم على الوثيقة ربما أكثر من ثقتنا في الوقت الحالي بالتوقيعات والأختام التي تزخر بها صكوك هذا العصر . وما ذلك إلا لصدق نواياهم وثقتهم في بعضهم البعض ، والتزامهم بالقول إذا قيل ، ولذا فهم يقولون للرجل الذي لا يلتزم بقوله : ( فلان لا يفي بقوله ولا يمسك بوله ) فجعلوه وصاحب السلس سواء . وقد أدركت أناس يتبايعون ويتشارون في أسواق القبائل الزهرانية والغامدية فإذا لم يكن لأحدهم دراهم يدفعها ثمنا لما اشتراه ، طلب إمهاله إلى أجل ، فإذا ما طولب بالضمان وضع يده ( رَبَطَ) على لحيته قائلا : هذه لحيتي ضمان والله على ما أقول ضامن . فيكتفي البائع بذلك الضمان العرفي دون الحاجة إلى كتاب وشهود لعلم البائع بوفاء المشتري بذلك الضمان . كما يبدو واضحا من خلال ما دُوِّن في تلك الوثائق : إكرام الضيف ، إيثار الجار ، واحترام عابر السبيل ، والدفاع عنهم ضد من يعتدي عليهم ، وبذل النفس رخيصة من أجل حمايتهم وحماية من في جانبهم ، وما ورد في الست اللوازم من قوانين يؤكد ذلك . هذا بعض ما استخلصناه من وثائق ذلك العصر الزاخرة بالكثير من من مكارم الأخلاق لرجال تحلوا بالبطولة والتضحية والوفاء والكرم والنجدة والشهامة والإيثار والمروءة والصدق والإباء ، على الرغم مما كانوا فيه من حياة قاسية مريرة . ولعلنا نعتبر نعتبر بمعاناة الأجداد في ذلك العصر الذي سبق عصر صقر الجزيرة العربية الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ، لنحمد الله عز وجل ، على ما نحن فيه من أمن وعدل واستقرار وخير عميم قلما نعموا به . وقد خصصت هذا الجزء لبطون قبيلة زهران التي بالسراة ، على أمل أن أُتبعه إن شاء الله بآخر عن بطون قبيلة زهران بتهامة . وفي الختام أسأل الله العلي القدير ، أن يديم علينا في هذا البلد المعطاء ، وعلى الأمة الإسلامية جمعاء نعمة الأمن والأمان ، وأن ينصر دينه ويعلي كلمته ، وان يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل ، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على نبينا وحبيبنا محمد ابن عبد الله وعلى آله وصحبه وسلم . الدمام . صندوق البريد : ( 14219 ) . الرمز البريدي : ( 31424 ) هاتف جوال : ( 0505879091 ) . تحريرا في : 15/1/1424 هـ . علي بن محمد بن معيض سدران الزهراني . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ يتبع بإذن الله تعالى |
اخر 5 مواضيع التي كتبها almooj | |||||
المواضيع | المنتدى | اخر مشاركة | عدد الردود | عدد المشاهدات | تاريخ اخر مشاركة |
** خيـر الكـلام مـا قـل ودل ** | المنتدى العام | 5 | 3677 | 25/04/2013 12:05 AM | |
تعلليـن الوصـل تدليـع واحنا بعـادي | محاورات شعراء المنتدى ( القصائد الجنوبية ) | 12 | 5418 | 24/04/2013 11:33 PM | |
يـا غامـد اعتزوا ترى شيخكـم جمـل | أساطير من غامد وزهران | 3 | 4847 | 04/03/2013 02:06 AM | |
** ـ رومنسية - حزينة - حكيمه - مضحكة ـ ** | المنتدى العام | 7 | 3860 | 28/02/2013 01:05 AM | |
ماهي مالبوسن وسمسم تلي | محاورات شعراء المنتدى ( القصائد الجنوبية ) | 10 | 3667 | 24/02/2013 09:42 PM |
26/07/2010, 09:52 PM | #5 |
|
الأخت في الله همسة شوق ، لك الاحترام والتقدير على مرورك الكريم
الأخ الكريم أعز إنسان تسلم لمرورك لاهنت أخي أبو أروى تسلم لاهنت أخي العزيز الغالي |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 5 : | |
, , , , |
|
|
الإعلانات النصية ( أصدقاء الأكاديمية ) |
|||||