من أشـراط السـاعة الكبــرى (( الشيـخ سعـد البريــك

بسم الله الرحمن الرحيم


أعزائي : زوار المنتدى الإسلامي ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، هذا الموضوع من شريط قديم لشيخنا المحبوب الدكتور: سعد البريك . ومن مجموعة من الخطب بعنوان : أشراط الساعة الكبرى ، الشريط : الثاني . الخطبة : الرابعة .


.................................................. ............................................

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ند ولا شبيه له ولا نظير ولا مثيل له (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) .


يا رب أنت المستعان وإننا**أبدا لجودك عالة فقراء
ندعوك في كل الأمور وما لنا*في غير جودك يا عظيم رجاء
أنت الغني وما لجودك منتهى**بيديك سر الخلق والإحياء
ما كان أو سيكون أو هو كائن *يفنى وليس لما سواك بقاء
أبدعت هذا الكون في صنع وفي*يدك التصرف فيه كيف تشاء


وأشهد أن محمدا عبدالله ورسوله وصفيه وخليله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده وعبد ربه مخلصا حتى أتاه اليقين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.أما بعد فيا عباد الله اتقوا الله تعالى حق التقوى(( يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جازعن والده شيئا إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور )) معاشر المؤمنين : الأحداث تترى والنوازل متتابعة والعجائب لا تنقضي والليالي من الزمان حبالى يلدن كل عجيبة لكن عجائب الوقائع وغرائب الفجائع لا تشغلنا عن أمر خلقنا لأجله وغيب لابد من الايمان به والاستعداد له . نعم في هذه الأيام أزمات بعضها مفتعل وبعضها يستغل تدفع اليها حكومات جائرة من أجل أن تمارس مزيدا، من الضغط والاستبدادعلى الشعوب المسلمين في ثرواتهم من أجل ماذا ؟ من أن يعيش الكفار في دعة وسعة من العيش ورفاهية وطمأنينة على حساب أقوات المسلمين ومصادر ثرواتهم . لكن هذا لا يشغلنا عن الايمان بالغيب والاستعداد له نعم ، فجائع مروعة في سوء خاتمة وأمور عجيبة ينبغي لكل واحد أن يستعد ليعلم ان المنية تصبح أو تمسي :

يا غافلا عن العمل ** وغره طول الأمل
الموت يأتي بغتة ** والقبر صندوق العمل

لكن ذلك ينبغي أن لا يشغلنا عما خلقنا من أجله وعن غيب لابد من الإيمان به والاستعداد له وقد مضى الحديث في خطب سابقة عن أشراط الساعة الكبرى وعلاماتها . فمر بنا الحديث عن :

المهدي
والدجال
وخروج يأجوج وماجوج
ونزول عيسى عليه السلام


والحديث اليوم عن مزيد من هذه الأشراط لأن العبرة أن نستعد لما نقبل عليه لا أن نشتغل بالحديث فيما نحن فيه دون أن نعتبر أو نعمل ، فمن ذلك : الخسف. (( فعن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سيكون بعدي خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب. قالت قلت يارسول الله:أيخسف بالأرض وفيها الصالحون؟ قال:اذا أكثر أهلها الخبث )) رواه الطبراني وبعضه في الصحيح . هذه الخسوفات الثلاثة قد وردت أيضا فيما رواه الامام مسلم في صحيحة : (( عن حذيفة ابن أسيد الغفاري رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : ان الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات : خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف في جزيرةالعرب والدخان والدجال ودابةالأرض ويأجوج ومأجوج وطلوع الشمس من مغربها ونار تخرج من قعرة عدن ترحل الناس ))وفي رواية: (( والعاشرة نزول عيسى عليه السلام )) . قال ابن حجر رحمه الله : وقد وجد الخسف في مواضع ولكن يحتمل أن يكون المراد بالخسوف الثلاثة قدرا زائدا على ما وجد كأن يكون أعظم منه مكانا أو قدرا ، والخسوفات الثلاث التي ستقع في آخر الزمان ليست خسوفات عادية كالتي نسمع بها ، بل هي خسوفات عظيمة وكبيرة وعامة لأماكن كثيرة من مشارق الأرض ومغاربها ، وفي جزيرة العرب لم تشاهد من قبل ولم تعرف البشرية من أولها الى آخرها لها مثيلا تدمر مناطق واسعة من الأرض وتخرب ما عليها وتتغير أحوال الناس وتضطرب معايشهم مما يعتبر ايذاء بهلاك الدنيا وقرب الساعة .

ومن العلامات يا عباد الله : الدخان . قال تعالى(( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم )) قال القرطبي رحمه الله: والمعنى : انتظر يامحمد بهؤلاء الكفار يوم تأتي السماء بدخان مبين واضح يغشى الناس ويعمهم و عند ذلك يقال لهم هذا عذاب أليم تقريعا لهم وتوبيخا أو يقول بعضهم لبعض ذلك . (( وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال صلى الله عليه وسلم بادروا بالأعمال ستا . وذكر الدخان منها )) رواه مسلم.
وعن عبدا لله ابن أبي مليكة رضي الله عنه قال (( غدوت على ابن عباس رضي الله عنهما فقال : ما نمت الليلة حتى أصبحت ، قلت : لما ؟ فقال ابن عباس:ما نمت الليلة حتى أصبحت ،قلت : لما ؟ قال : قالوا : طلع الكوكب ذو الذنب فخشيت أن يكون الدخان قد طرق فما نمت حتى أصبحت )) . والدخان آية عظيمة من الآيات الكونية يرسله الله على الناس فيغشاهم ويعمهم جميعا لا ينجوا منه أحد ولا يفر منه مخلوق يعذب به الكفار أشد العذاب وآلمه وأما المؤمن فلا يصيبه منه إلا كما تصيب الزكمة الإنسان . (( وعن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ربكم أنذركم ثلاثا : الدخان يأخذ المؤمن كالزكمة ويأخذ الكافر فينتفخ حتى يخرج من كل مسمع منه )) رواه الطبراني . قال مجاهد : كان ابن مسعود يقول : يملأ ما بين السماء والأرض لا يجد المؤمن منه الا كالزكمة وأما الكافر فتثقب مسامعه منه .

ومن الآيات : طلوع الشمس من مغربها . وهي العلامة العظيمة . (( قال صلى الله عليه وسلملا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ، فاذا طلعت فرآها الناس آمنو أجمعون فذاك حين لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا ))متفق عليه . (( وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم أتدرون أين تذهب هذه الشمس ؟ قالوا الله ورسوله اعلم ، قال : إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر الشمس ساجدة فلا تزال كذالك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة ولا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري لايستنكر الناس منها شيئا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش فيقال لها ارتفعي اصبحي طالعة من مغربك فتصبح طالعة من مغربها . فقال صلى الله عليه وسلم : اتدرون متى ذاكم ؟ ذاك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا ))رواه مسلم . والسبب في عدم قبول الإيمان ممن لم يؤمن قبل ذلك وعدم قبول توبة العاصي ممن لم يتب قبل ذلك ، أن طلوع الشمس آية عظيمة يراها كل من كان في ذلك الزمان فتنكشف لهم الحقائق ويشاهدون من الأهوال ما يجعل أعناقهم تلوي وتذعن إلى الإقرار والتصديق بالله وآياته والإيمان الذي يجزى به العبد أعلى الدرجات إيمانه بالغيب واستعداده بالعمل لأمر لم يكن يره بعد . فالصالحون الذين أظمئوا نهارهم وأسهروا ليلهم صياما وقياما يخشون من فزع الموت وسكراته وعذاب القبر ومفاجأته وأهواله وهول المطلع والفزع الأكبر والحشر يوم القيامة وهذه أمور لم يروها ، لكنهم يستعدون لها غاية الاستعداد كأن أحدهم قد رآها عين اليقين وعلمها علم اليقين فإذا بات فيها حق اليقين حمد ما أسلف من العمل الصالح وعند الصباح يحمد القوم السرى . إن أقواما لا يكادون يتفاعلون لأمورالغيب أبدا فتخويفه بالنارلا يردعه عن خيانة ولا يصده عن كذب ولا يمنعه من عقوق وقطيعة بل ولا يجعله يتراجع عن ربا ورشا وزنا وفساد وخنا ، بل تراه في شغل شاغل من الملاهي وتراه في شغل شاغل من المعاصي لا يستغفر إذا زل ولا يتوب إذا وقع ولا يرجع إذا زلت به قدم وأقوام كأنما خلقت النار لهم على عظيم عملهم وجليل زهدهم وخشيتهم وخوفهم . كما قال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه: إن صحب محمد في جباههم أمثال ركب المعز من السجود وإذا جن الليل تهادوا قياما بأقدامهم على خدودهم مثل الخطوط من البكاء إذا ذكرت النار ماجواواضطربوا كأنما خلقت لهم يخشون الله ويخافونه يحزبون القرآن تحزيبا . لكننا يا عباد الله جمعنا مع الغفلة عظيم أمل وجمعنا مع عظيم الأمل عظيم غفلة وعظيم تقصير وتفريط والعبد لا يدري بهذه المنايا فكم من واحد مات على فراشه وكم من لابس ثوب نزع منه ولم ينزعه وكم من مسافر لم يرجع :

وكم من صغار يرتجى طول عمرهم ** وقد أدخلت أجسادهم ظلمة القبر
وكم من عروس زينوها لزوجها ** وقد نسجت أكفانها وهي لا تدري
وكم من صحيح مات من غير علة ** وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر العظيم أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل الكريم التواب الرحيم لي ولكم فاستغفروه ، فاستغفروه ، فاستغفروه من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم ..............................


الحمد لله ، الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشانه وأشهد أن محمدا عبد ه ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.أما بعد:فيا عباد الله ، اتقوا الله تعالى حق التقوى تمسكوابشريعة الإسلام وعضوابالنواجذ على العروة الوثقى واعلموا أن خيرالكلام كلام الله وخيرالهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشرالأمورمحدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة في دين الله ضلالة وكل ضلالـة في النـاروعليكـم بجماعـة المسلمين ، فإن يد الله على الجماعة ومن شذ ، شذ في النار عياذا بالله من ذلك أيها الأحبة في الله : هذه الأخبار في أشراط الساعة وعلاماتها التي تكون آخر الزمان من أعظم الأدلة التي تؤكد للمسلم يقينه بأن دينه حق من عند الله وأن هذه الشريعة ما فرطت في الكتاب من شيء وأن هذا الدين أنبأنا بأخبار من قبلنا والأخبار التي تكون بعد موتنا وقبل بعثنا وحشرنا ونشرنا ، أن هذا الدين واضح جلي بوحي معصوم لم يختلف فيه اثنان كما اختلفت طوائف اليهود والنصارى في مللهم ومذاهبهم ونحلهم فكل يأتي بدين من عنده وكل يقول هذا هو الدين الصحيح هذا الدين دليل على أن مسير العبد في هذه الحياة منذ أن كان ترابا إلى أن يعود إلى التراب إلى أن يبعث رحلة واضحة جلية .ليست كما قال ذلك الملحد أو قال ذلك الجاهل أو قال ذلك المشكك :


جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت
ولقد أبصرت قدامي طريقا فمشيت
وسأبقى سائرا إن شئت هذا أم أبيت
كيف جئت كيف أبصرت طريقي لست أدري
ولماذا لست أدري لست أدري
قد سألت البحر يوما هل أنا يا بحر منك
أصحيح ما زعموا عني وعنك
ضحكت أمواجه مني وقالت: لست أدري .

قصائد المتشككين وأقوال الملاحدة وأفكار المترددين في هاوية الزندقة والفجور ، أولئك الذين هم في أمر مريج وفي شك مريب ليس لهم مكان ولا لمقالتهم موقع في هذا الدين العظيم الذي يقوله كل من اعتقده بحق ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) فنحن من الله وبالله وإلى الله وعلى الله ولا حول ولا قوة إلا بالله . علمنا أصل نشأتنا وعلمنا أصل خلقنا وعرفنا رحلتنا ومسيرتنا وعلمنا نهايتنا وبعثنا وحشرنا ونشرنا ونسأل الله أن يجعل الجنة دارنا وإلى دار النعيم مصيرنا بمنه وكرمه ، يقول الحق تبارك وتعالى :(( هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك ، يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا )) والمعنى في قوله تعالى : بعض آيات ربك : طلوع الشمس من مغربها كما قال صلى الله عليه وسلم (( إن الله عز وجل جعل بالمغرب بابا عرضه مسيرة سبعين عاما للتوبة لا يغلق حتى تطلع الشمس من قبله ، وذلك قول الله تبارك وتعالى : يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا )) رواه الترمذي . وقال صلى الله عليه وسلم : (( إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل حتى تطلع الشمس من مغربها ))رواه مسلم .قال القرطبي رحمه الله : قال العلماء : وانما لا ينفع لأنه خلص إلى قلوبهم من الفزع ما تخمد معه كل شهوة من شهوات النفس وتفتر كل قوة من قوى البدن فيصير الناس كلهم لإيقانهم بدنو القيامة في حال من حضرة الموت . قال صلى الله عليه وسلم (( لا تنقطع الهجرة ما تقبلت التوبة ولاتزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من المغرب فإذا طلعت طبع على كل قلب بما فيه وكفى الناس العمل )) رواه أحمد .
أسأل الله بمنه وكرمه أن يأخذ بأيدينا وأيديكم إلى الاستدراك قبل الفوات .
ـــــــــ انتهى الموضوع جزاكم الله خير لا تنسونا من صالح دعائكم .المـوج الجندبي ـــــــــــ

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

أخي أمير العشاق
أختي الرميصاء

جزاكم الله خير جميعا على وجودكم الكريم .

بسم الله الرحمن الرحيم

جزااااااااك الله خير ...//