بعد ركود الرمي /الاستاذ صلاح بن سعيد الزهراني المستشار بامانة مدينة الرياض

الاستاذ صلاح الزهراني
المستشار في امانة مدينة الرياض طالعنا اليوم
بما يفيد الاجيال القادمه ن الجزيرة العربية والشعر وما انجبت من شعراء في المجتمع
ومن هنا فان الاستاذ صلاح له باع طويل في المواضيع التي يعدها ولديه اطلاع واسع
ومن هنا فانني اقدم الشكر والتقدير الى الاستاذ صلاح على كل جهوده التي يقوم بها في
الصحافة المحليه ومنها صحيفة الجزيرة الغراء التي تنشرله مقالاته تباعا في عدة مجالات
منها الرياضية والشعرية وهو في الحقيقة يجيد الكتابة ولديه اطلاع واسع ومنتدى رباع
يفخر بان احد ابناه يشارك في الصحافة المحليه وكذالك صحيفة الرياض التي يتناول فيها
مواضيع لها اهميتها شكرا استاذ صلاح على ما تقوم به من عمل مشرف ونحن سعداومن
هنا ننقل لك جميع مقالااتك التي تقوم باعدادها ونشرها في الصحافة شاكرين لك ذالك مع
تحيات منتديات رباع
مشهور
بعد ركود الرمي
صلاح بن سعيد الزهراني - الرياض
الجزيرة العربية، منبت الفصاحة والشعر، أرض البطولة والرجولة والشهامة والفروسية والكرم، اختارها الله عز وجل لتكون مهبط الوحي، ومنبع الرسالة الخاتمة، التي أنزلها بلغة الضاد على أفصح أهلها وأكثرهم دراية بها، إعجازاً وإثباتاً أنه الحق من رب السموات والأرض، معجزة ربانية أنزلها على قلب نبي أمي، هو المختار من قبل السماء لحمل لوائها منذ الأزل.
ومع انتشار الأمية بين العرب فيما قبل الإسلام، فقد كانوا يقرضون الشعر وكأنهم يأكلون أو يشربون أو يلعبون فهو كأنفاس الشهيق والزفير، وهو صحيفتهم المسموعة، وسجلهم التاريخي، لأنها الفطرة التي فطروا عليها، ومن هذه الجزيرة بزغ رواد الشعر والنثر في الجاهلية وفي صدر الإسلام وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ستظل الجزيرة العربية بمشيئة الله زاخرة بأعلامها من الشعراء، ومهما ظهر من نجوم في سماء الشعر، سيظل شعراؤها هم الشموس والأقمار.
وتعالوا بنا إلى التاريخ، لا لنجتر الماضي، ولكن لنسوق الدليل على ما أوردنا.
من أي البلاد كان امرؤ القيس والفرزدق وجرير وزهير بن أبي سلمى والمتنبي وبشار بن برد وقيس وعنترة والأخطل وطرفة بن العبد والأصمعي وأبي فراس الحمداني.. وغيرهم، إنهم من هذه البلاد، من الجزيرة العربية.
وكان حسان بن ثابت شاعر الإسلام والمسلمين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان النسوة يأتين إلى النبي صلى الله عليه وسلم، يسألنه ويستفتينه فيما يعن لهن من أمور دينهن، وما قد يعرض لهن من أمور لا يجدن لها حلاً فيما تعلمن أو علمن، مثل ما روته سورة المجادلة، ومنهن تماضر بنت الشريد الشهيرة بالخنساء، التي بكت في الجاهلية أخاها صخراً حتى أبكت الصخر حزناً عليه، فقد كانت شاعرة مفوهة، فإذا جلست إليه مع غيرها من النساء يقول لها: إيه خناس، فتنشده عن الإسلام واستشهاد أبنائها في معارك الإسلام والمسلمين واحتمالها وصبرها.
لقد تابعنا بالصوت والصورة برنامج شاعر المليون في نسخته الثانية، ومنذ العام الفائت ومع بداية جولاته الأولى قلت لمن حولي: لا حظ لأبناء بلدي، وقد صح حدسي فيما قلت، وما حدث هذا العام كان نسخة مكررة من العام الفائت، وإن استمر لسنوات بهذه الكيفية، سيكون تكراراً سقيماً هزيلاً لبداياته، ولو كنت من المتسابقين لانسحبت منذ البداية فكلهم يعلمون أن العلم مكتوب لغيرهم، ولكن ألا يكفيهم شهرتهم بيننا وفخرنا بهم بلا حدود.
وإلى أبناء بلدي من الشعراء المفوهين الذين أبدعوا وشنفوا الآذان المحبة والذواقة للشعر بما خرج من بين ثناياهم من سلاسل الذهب المرصعة بالماس شعراً أقول: ألا يكفيكم ما تناقلته الصحافة عنكم وسجلته على صفحاتها الغراء من شهادات الفخر والإعزاز والتقدير، ولئن حجبت عنكم جوائز هنا أو هناك لأمر في نفس يعقوب فجائزتكم محبة في قلوب الملايين الذين يتذوقون ويحسنون التذوق وبإرادتهم وكما يقولون: لكل ذي رأي رأيه، ولكل قضاء حجته.
قال الشاعر:
إذا أنت لم تشرب مراراً على القذا
ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
هذا هو رأيي ونصحي، أما رؤيتي ككاتب في صحيفة الجزيرة التي منحتني الفرصة تلو الفرصة للكتابة، فبعد انقطاع دام قرابة خمسة وثلاثين عاماً أعادتني إلى صفوف كتابها، وهي الصحيفة التي أعتبرها بحق منبر الرأي الأول، وذلك لريادتها وتبنيها لحرية الرأي والرأي الآخر ما داما لا يتجاوزان حدود اللياقة.
لماذا لا يكون لدينا برنامج أو مسابقة عن الشعراء عبر القنوات الفضائية السعودية، ولدينا من الشعراء ومحبي الشعر ومن هم على استعداد لإنجاح مثل هذا البرنامج ورعايته الكثيرين من ذوي المال والجاه والسلطان، ولماذا لا يكون هذا مشروعاً يشمل شعراء العربية من المحيط إلى الخليج، وتختار لجنة تحكيم محايدة تماماً، سيلقى مثل هذا المقترح الكثير من التأييد إن شاء الله، ولماذا لا تخصص جوائز للشعر وجوائز للنثر وجوائز للإلقاء، لماذا لا يبعث سوق عكاظ في الرياض عاصمة الثقافة العربية.
لدينا رواد الشعر، منهم من قضى إلى رحمة الله ومنهم من ما زال يغترف من ينابيع القوافي، مثل الأمير عبد الله الفيصل رحمه الله والأمير خالد الفيصل والأمير بدر بن عبد المحسن والأمير سعود بن بندر رحمه الله والأمير عبد الرحمن بن مساعد وأحمد الناصر وخلف بن هذال وغيرهم كثيرون.
وفي قرارة نفسي واعتقادي أنا وكثير من محبي الشعر أن هناك من ينتظرون مثل هذه النافذة ليطلوا منها على العالم بنظمهم الرصين وتجاربهم الشعرية الحية، فالشعر يعرف طريقه إلى القلب والعقل معاً، لأنه مرآة لتجربة الشاعر الحسية والمعنوية، لذا يشعر به كل ذواق، ويطرب لموسيقاه أهل الفن والأدب، وأرجو أن يصل هذا الصوت إلى من يتبنى هذا المقترح من أهل الحس والذوق الرفيع، ومن واقع خبراتي المتواضعة أرشح لهذا المشروع قناة (إم بي سي) راديو وتلفزيون العرب، صاحبة البرامج الناجحة مثل (من سيربح المليون) وغيرها، حيث تتمتع هذه القناة الزاهرة بقبول واسع من جميع العرب في الشرق والغرب، وأنا على ثقة من أن مديرها العام الشيخ الوليد بن إبراهيم سيقول في هذا كلمة تثلج الصدور.
وأخيراً أوجه كلمتي إلى الشعراء: الفراعنة والسفياني واليامي وعذراً عن ذكر كل الأسماء فليس الذكر هنا للحصر، وجميع الشعراء الذين لم يواتهم الحظ أقول هذا البيت:
سألت أحبتي ما كان ذنبي
أجابوني وأحشائي تذوب
إذا كان المحب قليل حظ
فما حسناته إلا ذنوب
وخير ما أختم به قولي قوله عز وجل في (سورة ص الآية 26): {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ}.

من أي البلاد كان امرؤ القيس والفرزدق وجرير وزهير بن أبي سلمى والمتنبي وبشار بن برد وقيس وعنترة والأخطل وطرفة بن العبد والأصمعي وأبي فراس الحمداني.. وغيرهم، إنهم من هذه البلاد، من الجزيرة العربية.

بارك الله فيك اوجزت فأبدعت