عروس المصايف ودرة الجنوب

منطقة الباحه

من اثار المنطقه

تزخر المنطقة بالعديد من الاثار التاريخية المنتصبة وسط الجبال او على ضفاف الاودية المتناثرة في اجزاء متفرقة على طول وعرض المنطقة تشير الى انها شهدت حركة علمية وثقافية وادبية وفنون فلكلورية وان كانت لاتروى ظمأ الباحث عن التفاصيل في هذا المجال الا انها تحتاج الى جهد كبير لاستخلاص خباياها وطلاسمها

وقد ظلت منطقة الباحه عبر التاريخ مسرحا لحياة غنية بالاحداث والجهاد والمثابرة والمكابدة ولاشك انها تعرضت الى نوع من الاتصال الحضاري مع شعوب جاورتها او هجرات تعرضت اليها تدل على ذلك مجموعة من الشواهد والاثار المتناثرة في ارجاء المنطقة فهناك قرى اووديان او طرق تظهر فيها بعض النقوش والاثار والحصون القديمة والقلاع والبيوت الحجرية العتيقة والابار والمناجم وبقايا قبور منحوتة شواهدها وبيوت مجوفة داخل الجبال ولكن بفن معماري لايخلوا من الابداع الهندسي كل هذه الاثار تدل على ان ساكني هذه المنطقة عاشوا حياة لاتخلوا من حضارة ازدهرت ويجدر بنا ان نذكر طريق الفيل الذي يمر بالمنطقة ومن الاثار التاريخية الت يقف امامها المرء متاملا تلك الحصون المتناثرة وقد شيدت بطريقة هندسية جيدة في طريقة بنائها واختيار مواقعها اما على قمم الجبال او عند ربوة او على ضفاف الاودية والضفاف الجارية

وهذه الحصون تتشابه في تصميمها وان اختلفت مساحتها ومن الشواهد المميزة للمنطقة المساطب الزراعية وبقايا البساتين على ضفاف الاودية وطريقة تنظيم هذه المدرجات الزراعية كاحدى وسائل حجز المياه وري الزراعة الى السواني كاحدى طرق الري و من الاماكن الاكثر جذبا للمصطافين والزوار هي قرية ذي عين في غرب المنطقة في نهاية طريق عقبة الباحه التي تشكل لوحة فنية رائعة عبارة عن قرية شيدت على قمة جبل بطريقة هندسية بديعة



أثر بقايا قبر لقمان

في قرية وبالقرب من بيوت القشاش أثار بناء قديم مهدوم يذكرون أنه مكان قبر لقمان ويقلون إنه كان عليه بناء حائط وكان الناس يزورون ويتبركون به وعند دخول جيش الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بقيادة سلطان بن خالد بن لؤي بالجرشي هدموا تلك البنايات لأنه لا يجوز رفع بنايات القبور والتبرك بها وقد ورد في معجم البدان قوله : وفي شرقي بحيرة طبريا قبر لقمان الحكيم وابنه والله العلم .

وقد ورد في السيرة النبوية لا بن هشام قوله :

قدم سويد بن صامت حاجا أو معتمراً ، فتصدى له رسو الله r حين سمع به ، فدعاه إلى الله والى الإسلام فقال له سويد : وما الذي معك ؟ قال: مجلة لقمان ، يعنى حكمة لقمان – فقال رسول الله r : أعرضها علي فعرضها عليه فقال له إن هذا ، الكلام حسن والذي أفضل من هذا ، قرآن أنزله الله تعالى هو هدى ونور. فتلا عليه رسول الله r

القرآن , ودعاه إلى الإسلام , فلم يبعد منه , وقال : أن هذا القول حسن , قال السهيلي : ولقمان كان نوبيا من أهل ايلة .

وقد ورد ذكره القرآن قال تعالى ] ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر الله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد [

قال الحافظ بن كثير : قال تعالي : ] ولقد آتينا لقمان الحكمة[ . أي الفهم – والعلم والتعبير ] أن اشكر الله [ .أي أمرتاه أن يشكر الله عز وجل على ما أتاه الله ومنحه ووهبه من الفضل الذي خصصه به عمن سواه من أبناء جنسه , وأهل زمانه .

ولم أجد في هذا المكان وما حوله شيئا من الآثار أو الكتابات ماعدا ما أشرت إلية من الأنقاض وفي الجهة الشمالية من هذا الوادي وجدت بقايا حجر منقوش بالخط لمسند وربما ذهب الجزء الأكبر منه لغرض البناء, وقد تزاحم العمران الحديث في ذلك المكان وربما تذهب معالم ذلك الآثار في وقت لاحق والله أعلم .



ويشهد تاريخ المنطقة أنه في نهاية العام العاشر للهجرة النبوية المباركة انطلقت من المنطقة كوكبة من وفد الازد عبر طرق وعرة قاصدين الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وكان الوفد بقيادة الطفيل بن عمرو الدوسي الزهراني في ثمانين رجلا وهناك قابلوا الرسول الكريم وامنوا بامانزل عليه وان صح نسبة ام شريك الى دوس فهي اول المسلمين من قومها وان لم تكن كذلك فالسابق منهم هو الطفيل بن عمرو الدوسي الذي بلغته الدعوة اسلم الطفيل وعرض استضافة الرسول ودعاه الى دوس من ديار زهران وكسب الطفيل ثمانين بيتا من اهل دوس رجع بهم الى المدينه وبعدها بدات افواج اهل المنطقة في الدخول الى الاسلام ومع نهاية السن العاشرة للهجرة كان نور الاسلام قد اضاء اجزاء كبيرة من منطقة الباحه ثم تسابقت قبائلها للجهاد في سبيل الله مع الرسول الكريم وشاركت قبائلها في غزوات عديدة منها خيبر وذات الرفاع وحنين وفتح الطائف وتبوك ومؤتة ولاننسى الصحابي ابوهريرة عبدالرحمن بن صخر الدوسي الزهراني وعندما توسعت رقعة الاسلام وظهرت الدولة الاسلامية وقسمت الجزيرة العربية الى مخاليف لضمان حسن الادارة جعلت منطقة الباحه مخلافا من مخالف الطائف وسميت بمخلاف شنؤة وامر غليهم حميضة ابن النعمان الشنوئي الازدي وقبيل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ظهرت بوادر للردة عن الاسلام بقيادة الاسود العنسي بنبوة مزيفة من اليمن والذي ارتد عن الاسلام مع شرذمة فاسدة من اتلاعه وارسل الرسول الكريم اليه رساله فابى واستمر في ضلاله الى ان قتل ولكن الفتنة ظلت قابعة في صدور اتباع الاسود العنسي الذاب واوقظت بعد وفاة الرسول وخرجت اليهم طلائع التاديب في عهد الصديق رضي الله عنه بعد ان توغلت اثار الردة من الجنوب شمالا حتى الطائف دور المنطقة في دحر الردة كان بعض اهالي شنوءة قد ارتدوا ليامنوا بطش المرتدين الا ان الايمان كان متمرسا في قلوبهم فعندما وصلت جيوش المسلمين الى المنطقة لتاديب المرتدين بقيادة جرير بن عبدالله البجلي وكان من ضمن افرادها جمع من زهران وغامد سارع الاهالي الى المشاركة معهم في تاديب ودحر اتباع الاسود العنسي الذين كانوا قد تمكنوا من فرض سيطرتهم حتى نجران وشاركت قبائل زهران وغامد في لفتوحات الاسلامية في عهد الفاروق رضي الله عنه منهم بشير بن الخصاصية الذي استشهد في اصفهان وكعب بن سور الزهراني الذي ولي قضاء البصرة وجنادة الزهراني الذي اشترك في فتح مصر وسفيان بن عوف الغامدي وطارق بن عبدالله الغامدي وقيس الغامدي وابو ظبيان الاعرج الغامدي وعبدالله بن عمر الزهراني وغيرهم حركات الاصلاح واستمرت حياة سكان المنطقة بوتيرة عادية تؤثر وتتاثر بالاحداث التاريخية بالجزيرة العربية وبصفة خاصة جهاد محمد بن سعود الذي تحمس لدينه وعقيدته وظهر في عهده المصلح الديني الشيخ محمد بن عبدالوهاب فامتدت الحركة الاصلاحية وتم توحيد الامارات المتفرقة الى ان توفي عام 1179 هـ وخلفه ابنه عبدالعزيز حيث تم في عهده تاسيس الدولة السعودية الاولى وتوسعت حدودها الى الرياض والقصيم وبريدة والاحساء واغتيل عبدالعزيز اثناء الصلاة فتولى ابنه سعود بن عبدالعزيز مقاليد الحكم وهو الملقب بسعود الكبير وبايعه الشيخ محمد بن عبدالوهاب وبعد وفاته تولى ابنه عبدالله الحكم واستمر في الجهاد من العهد التركي الى العهد السعودي الزاهر جاء العهد التركي بعد غزوات متكررة فاشلة باعمال وحشية ومجازر ضد الاهالي وانتشرت الفوضى والاقتتال في انحاء متفرقة من الجزيرة واستمر الجهاد ضدهم الى ان تمكن سعود بن فيصل من الرياض ودخلها عام 1387 هجرية وبعد وفاة سعود بويع عبدالرحمن بن فيصل عام 1307 هـ اماما وحاكما على الرياض وشهت الجزيرة العربية احداثا كبيرة حرص فيها عبدالرحمن تجنب الفتن فيما شب ابنه عبدالعزيز متحرقا لتوحيد الجزيرة العربية وقاد اولى عملياته بالاغارة على قلعة الصمك بالرياض واستردها من ابن الرشيد ايذانا ببداية تاسيس الدولة السعودية الحديثة وبعد ان تمكن عبدالعزيز من فتح الرياض عام 1319 وهو في الحادية والعشرين من عمره استمر الجهاد لتوحيد الجزيرة الى عام 1334 حيث بويع السلطان عبدالعزيز في 15/6/1334 ملكا على الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها وفي 21/5/1351 سميت البلاد بالمملكة العربية السعودية وسمي الملك عبدالعزيز بملك المملكة العربية السعودية ومنذ ذلك التاريخ بدات مناطق المملكة ومنها منطقة الباحه بالطبع تعيش حياة الامن والاستقرار في ظل شريعة الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله وبدات خطوات البلاد على طريق الرخاء والاستقرار والتنمية تنطلق الى افاق المستقبل المشرق