الوسام .. الاكاديمي ابن الجنوب ..حسن القرشي ... لؤلؤة زهران كل الحكاية قسم المحاورة


 
 عدد الضغطات  : 5725


إهداءات


 
 

منتدى الأسرة والطفل الحياه الاسريه *الزوجيه *الاطفال *وفن الاتكيت

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03/01/2005, 10:34 PM   #11
عضوة مؤسسة ومشرفة المنتديات النسائية سابقا


الصورة الرمزية نهرالعسل
نهرالعسل âيه ôîًَىà

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  Aug 2004
 أخر زيارة : 19/01/2011 (04:09 AM)
 المشاركات : 3,254 [ + ]
 التقييم :  311
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي الفتى الذكي والأسرة المحتالة



كان لجدتي الحبيبة باعُ في حكاية القصص لا يضاهي.
وكانت تقصّ على الصغار والكبار، دون سالف ترتيب أو استعداد منّا أو منها.





فحين هرع أخي الأكبر منبهراً بحسن ابنة جارنا الجديد، ومذهولاً بما سمعه عن فطنتها وذكائها ومهارتها في الحياكة والتطريز، وباشر بالإلحاح على أمي للحديث مع أبي، حين يعود من حجه المبرور بإذن الله من بيت الله الحرام، هتفت جدتي.
اللهم صلي وسلم وبارك على المختار... اسمعوا هذه الحكاية... كان ياما كان في سالف العصر والأوان... ولدُ بهي الطلعة، أريب.




مات أبوه فأورثه مالاً حلالاً وفيراً، وأرضاً خصبة فسيحة، وعدداً من الأغنام والمواشي والخيول والحمير " أجلكّم الله"، لا تعد ولا تحصى..!



كان فقده لأبيه وبتلك السرعة، قد هزّه وملأه كمداً وحزنا، خصوصاً وأنه قد سلف له أن فقد أمه قبل ذلك ببضع سنين...! التف حول الفتى من التف من الطامعين، ولكنه كان نبيهاً وإن لم يكن بخيلاً إذ كان يكرم وفادة الوافدين أيما إكرام...!



ولكن الفتى، كان يسمع من هنا، فيبتسم بودٍ، ويدير الكلام جهة أخرى، حتى احتار في أمره الطامعون، فانصرفوا محبطين...!



وعندما ثقلت عليه الوحدة، وتوالت الأيام حزينة متشابهة في اللون والطعم، فكر ملياً في الأمر، فداعبت خياله الأفكار العذبة الطيبة، في أنيسٍ أريب حبيب عذب الصوت حلو الطباع جميل الخلقة، يؤنسه ويملأ كاس أيامه بالسرور.
تحسر بعمقٍ، وهمس لنفسه:
-لو كنت هنا يا أبي، لساعدتني، وهديتني، ولكنك رحلت باكراً، وأنا لم أزل غير مطمئن لرشدي وصواب رأيي...!
تراءى له وجه أبيه في فضاء غرفته الفسيحة وهو يقول:
-بل إنك راشد يا ولدي، وأنا مطمئن لحسن اختيارك، تمثل صورة الغالية أمك، فإنها كانت نعم الزوجة ونعم الأم والرفيقة...!
-أمي... وأين أجد مثل أمي يا أبي...!!
ظل يقلب الأمر زمناً، ثم غلبه سلطان النوم فنام...!
ما إن حلّ الصباح، حتى خرج إلى أهل قريته، هاشاً باشاً لهذا ومداعباً لذاك، وكان قد عزم في باله على استقصاء رفقة الأمس، من جيرانه وأصحاب أبيه الطيبين المخلصين ...!
تقلب هنا وهناك بين مجالس القوم، ممن عاتبوه وأسرفوا بالعتاب لانقطاعه الطويل عنهم.
وفجأة هتف واحدُ من القوم، وكان كبيراً في السن:
-أما أذن الله لك يا بني بإكمال نصف دينك..!
-إني والله لراغب يا عم، ولكن...!
-يا بني لقد رحل المرحوم منذ زمن أوشك أن يقارب العام، كفاك حزناً يابني، أكمل دينك، ثم تفرغ بعد ذلك لمصالحك التي تعطلت...!
-هو ذاك يا جد... ولكن... أين لي بابنة الحلال التي يمكن أن تحسن رفقتي في هذا الزمن العصيب...!
-يا سبحان الله، وكأني أرى أباك أمامي وهو يتكلم... لافض فوك يابني.. الاختيار صعب، ولكنك لاشك أريبُ أديب... ثم تنحنح الرجل وشرد فكره قليلاً ثم تابع ما رأيك بابنة عمك " مسعود "، يقولون إنها جميلة، بارعة الجمال، وفوق هذا فهي ماهرةُ في الحياكة والغزل وطهي الطعام و...!
-من قال هذا يا جدي..!
-الناس .. الناس أجمعون، ويسرفون في مدحها، حتى لقد توارد عليها من الخطاب، العديد من أبناء القرية والقرى المجاورة و...!
-ولماذا لم تتزوج إذن..!
-يا سيدي، أنت تعرف عمك " مسعود" أو ربما لا تعرفه كما أعرفه أنا.. رجل طماع غفر الله له أقسم أن لا يزوجها إلا لغني مفرط في الغنى، و... مسكينة هي الفتاة... والله إن قلبي ليتقطع كمداً عليها.. ما ذنبها...!!
-نعم... هو ذاك يا جدي... المهم... علي أن أعود الآن إلى بيتي...!
وانصرف الفتى عائداً إلى بيته وقد أضمر أمراً...!
وما إن أطل صباح اليوم التالي، إلا وكان الفتى " عمران " يطرق باب العم مسعود.
-مَن.. ولدي عمران.. يا أهلاً وسهلاً.. تفضل .. تفضل..!!
ودخل الفتى وقد تصبب منه العرق غزيراً، إذ فوجئ بهذا الاستقبال المفرط.
-لقد مررت على مجالس القوم يا سيدي، وشكرتُ الأحبة والجيران ممن وقفوا معي في مصابي بفقد الغالي أبي... صحيح أني تأخرت عليكم.. ولكن... يشهد الله أني لم أبارح حزني حتى الساعة..!
-هو ذاك يا ولدي فالمصاب جللُ، ولكن كل نفس ذائقة الموت... والبقاء لله وحده... والمهم أنك خرجت من حزنك وعزلتك... فمرحباً بك في بيتي، لقد كان المرحوم أباك أخاً وصديقاً، له في عنقي أفضال جليلة.
-لا أفضال بين الأهل والجيران يا عم .. المهم.. كيف حال خالتي و.. الأولاد..!!
-استبشر الرجل لذكر الأولاد.. إذ لحظ أن في عين الفتى بارقة لا تغيب عن من خبر الناس مثله..!




فهب من ساعته لينادي على زوجته..!
لاحظ الفتى بطرف من عينه، كومة من الغزل كبيرة، تساءل في نفسه، ومن يغزل كل هذا الغزل، وكم من الزمن سيستغرق .. يا سبحان الله..!
ولما دخلت الأم، هاشة باشة نهض الفتى محيياً مصافحاً..!
-يا أهلاً وسهلاً ومرحباً بهذه الإطلالة المباركة..!
-حياك الله يا خالة، واعذريني عن القصور..!
-لا عليك يا بني.. هيا.. قولي لابنتك أن تعد لنا الطعام..!
-حسناً.. " وعندما نهضت.. بادرها الفتى: خالة.. عذراً للسؤال ولكن.. من يغزل كل هذا الغزل..!




ابتسمت المرأة باعتداد وهتفت.. سعاد .. ابنتنا ووحيدتنا.. إنها تغزل أنواع الغزول.. وتصنع أحسن السجاد
-ما شاء الله... " وقال الفتى بإعجاب ثم تابع سائلاً"
-لا شك أنه يأخذ منها وقتاً طويلاً..؟
-ماذا .. هه.. ليلة أو بالكثير ليلتين...!
-عجبا.. ليلة أو ليلتين.. كيف...!
-هكذا.. إنها ماهرة خفيفة اليد، صبورة، إذا أدنت الغزل، ما تركته إلا وقد اكتمل سجاداً بديع الصنع..!
-يا الله " وتفكر في نفسه.. هل هذا معقول.. إن كان الأمر كذلك. فإنها حقاً لأعجوبة الزمان " همس لنفسه وهو يطالع كرة الغزل، ثم تابع" .. لا بأس.. سنرى..!
-ولما خرج الأم والأب.. وهما يوشكان أن يتعثرا من فرط فرحهما المكتوم، لمح الفتى مفتاحاً كبيراً معلقاً عند الباب... فكر مع نفسه.. لا شك إنه مفتاح بيتهم.. تناوله وعاد بخفة إلى مكانه..!




نظر إلى الباب، وعندما اطمأن إلى أنهم منشغلون في الداخل، بالتهامس والتآمر، مدّ يده بالمفتاح ودسّه في جوف كرة الغزل الكبيرة المعروضة على الطاولة...!
هنيهة وإذ بالرجل يعود حاملاً إناء لبن بارد، تتبعه المرأة السمينة الضاحكة دوماً وفي يدها إناء فيه رطب شهي..!




-بسم الله.. تفضل يا بني..!
-شكراً يا عم.. لقد أتعبتك والله..!
-لا تقل هذا.. سيكون بيننا لا شك زيارات متواصلة.. أليس كذلك..!
-طبعاً.. طبعاً.. وهل لي أن أستغنى وقد رأيت ما رأيت " قالها الفتى وعيناه تطالعان الغزل"
هب الرجل وهو يوشك أن يفيض به الحبور..!
-ما رأيت قليل بل، جد قليل يا ولدي.. انتظر وسترى ما تصنع اليد في المطبخ..!
-وفي المطبخ أيضاً.. يا سبحان الله... ليتني أستطيع أن أنتظر لأرى فعل اليد في المطبخ، ولكن هو أسبوعُ لا أكثر وأعود بإذن الله.. وعندها سأرى فعل اليد في المطبخ.. بل.. وخفض صوته بحياء.. واليد ذاتها..!




-هو ذاك .. هو ذاك يابني
مرّ الأسبوع كما تمرّ الساعات، وعاد الفتى طارقاً الباب، فاستقبل أحسن استقبال.
نظر إلى الطاولة التي تتوسط صالة الاستقبال المتواضعة، فلمح كرة الغزل مكانها...!
-لا شك أن ابنتكم قد أنهت الكرة السابقة، وتناولت واحدة أخرى...!
-أوه.. واحدة فحسب.. بل قل ثلاثة.. أربعة.. لقد غزلت سجادتين في غضون هذا الأسبوع الذي مضى..!




وبدأ الكلام يتشعب ويتسع، وتطرقت الأم وهي في غمرة الفرح لما جدّ في الأسبوع الذي مضى، ماذا فعلت " سعاد "، ماذا قالت.. ماذا قال الناس عنها، كيف إنها تناولت المفك وغيرت القفل و...!
-ماذا .. وغيرت القفل أيضاً.. يا للمهارة.. كيف .. ولماذا، أهي من هوة تغيير الأقفال أيضاً..!
اضطرب الأب قليلاً.. نظر إلى زوجته الثرثارة بعين غاضبة، ثم هتف بصوت يوشك أن يختنق..!
-بلى يا بني.. لقد غيرنا القفل الرئيسي، لأننا فقدنا المفتاح..!
-آه .. المفتاح..!
ومدّ الفتى يده إلى كرة الغزل.. وأخرج المفتاح..!
-تفضلوا.. هذا هو مفتاحكم ... يبدو إن ابنتكم الجميلة لم تحرك كرة الغزل من مكانها طوال الأسبوع ..هه.. ربما كانت مشغولة طوال الأسبوع بتبديل القفل..!




وخرج الفتى وهو يحمد الله على فطنته وذكائه التي فضحت أمامه كذب الأبوين..!
وقال لنفسه إذا كان الأبوان هكذا، فكيف تكون الابنة يا ترى..!
ها.. أسمعت يا " سعدون" .. ما رأيك بالحكاية..!



 
 توقيع : نهرالعسل

ليت عند الباب نهرا من العسل
والسماء تمطر سحايسها ذهب
والفرح ثوبا عسى مابه طسل
والنسايم هبهبتها هب هب
والمزون اللي بحمله قد رسل
ورنة المطر شبيهات الشهب


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 6 :
, , , , ,

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إرشادات تجنب طفلك الإمساك نهرالعسل منتدى الصحه والغذاء 2 11/04/2009 12:19 PM
الفراق الأول بينك وبين طفلك ....المدرسة (1) نهرالعسل منتدى علم النفس 1 07/04/2009 05:39 PM
هل تريدين أن يكون طفلك مهذباً؟ نهرالعسل منتدى علم النفس 2 06/04/2009 08:45 PM


الإعلانات النصية ( أصدقاء الأكاديمية )

انشر مواضيعك بالمواقع العالمية من خلال الضغط على ايقونة النشر الموجودة اعلاه

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع

a.d - i.s.s.w