رفقاء الطريق
هناك علل وخلفيات سلبية عديدة تقف وراء ضعف الروابط الأخوية وذبول المحبة في الله تعالى .
وقد قرر الله - سبحانه وتعالى - هذا المبدأ في القرآن الكريم بقوله: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } ؛ فهذا رابط يجب أن يستشعره كل من اتصف بصفة الإيمان وتمتع بعقيدة الإسلام نحو بقية المسلمين؛ رابط يستجيش عاطفته الدفّاقة تجاه إخوانه المؤمنين في كل عصر ومصر بكل ما تحمله كلمة الأخوة من سلامة صدر ونقاء سريرة، وما يتبعه - بالضرورة - من محبة وانسجام ورحمة ووئام، وما يقتضيه من إغاثة عند العوز، وإعانة عند الحاجة، وتفريج همٍّ عند الضرورة.
وأول أمر قام به الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعد هجرته إلي المدينة - بعد بناء المسجد - هو مؤاخاته بين المهاجرين والأنصار، إذ بهذه المؤاخاة شدت لبنات المجتمع الإسلامي إلي بعضها البعض، وارتفع صرح الجماعة المسلمة عالياً متيناً فاستعصى على محاولات الهدم والتخريب التي سعى بها يهود المدينة وأعوانهم من المنافقين والمرجفين، وقد ضربوا في ذلك أروع الأمثلة مما تفيض به كتب التاريخ ، وتزدان به مصنفات التراجم والسير .
|