بعض الأمثلة على حلم رسول الله صلى الله عليه وسلم:

1ـ حلمه على اليهودي الحبر زيد بن سعنه الذي أساء الأدب معه،وتطاول عليه فكان سببا في إسلامه،روى الطبراني عن عبدا لله بن سلام قال(إن الله لما أراد هدي زيد بن سنعه:ما من علامة من علامات النبوة إلا وقد عرفتها في وجه محمد صلى الله عليه وسلم حين نظرة إليه اثنتين لم اخبرهما،يسبق حلمه جهله،ولا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلما،فكنت ألطف له لأن أخالطه فأعرف حلمه من جهله،قال زيد:فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما من الحجرات ومعه علي بن أبي طالب رضي الله عنه،فأتاه رجل على راحلته كالبدوي فقال:يا رسول الله إن بصرى قريبة من بني فلان،وقد أسلموا،ودخلوا في الإسلام،وكنت حدثتهم إن أسلموا أتاهم الرزق رغدا،فقد أصابتهم سنه وشدة وقحط من الغيث،فأنا أخشى يا رسول الله أن يخرجوا من الإسلام طمعا،كما دخلوا فيه طمعا،فإن رأيت أن ترسل إليهم بشيء تعينهم به فعلت.فنظر إلى رجل جانبه أراه عليا رضي الله عنه فقال:(يا رسول الله ما بقي منه شيء)،فقال زيد بن سنعه:فدنوت إليه فقلت:
يا محمد هل لك أن تبنوني تمرا معلوما من حائط بني فلان إلى أجل كذا وكذا ؟ فقال 0 لا يا يهودي،ولكني أبيعك تمراً معلوماً إلى أجل كذا وكذا ولا تسم حائط بن فلان ) قلت: بلى،فبايعني فأطلقت همياني،فأعطيته ثمانين مثقالاً من ذهب في تمر معلوم إلى أجل كذا وكذا،فأعطاها الرجل،فقال: ( اغد عليهم،فأعنهم بها) قال زيد بن سعنه: فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاثة،أتيته فأخذت بمجاميع قميصه وردائه،ونظرت إليه بوجه غليظ،فقلت له: ألا تقضيني يا محمد حقي ؟ فوالله ما علمتكم يا بني عبد المطلب إلا لمطل،ولقد كان لي بمخالطتكم علم،ونظرت إلى عمر وإذا عيناه تدوران في وجه كالفلك المستديم ثم رماني ببصره،فقال: يا عدو الله،أتقول لرسول الله e ما أسمع وتنصع ما أرى فوالله بعثه بالحق لولا ما أحاذر فوته لضربت بسيفي راسك،ورسول الله e ينظر إلى عمر بسكون وتؤده،ثم قال: ( يا عمر أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا،أن تأمرني بحسن الأداء،وتأمره بحسن التقاضي،أذهب يا عمر فاقضه حقه وزده عشرين صاعاً مكان ما رعته).قال زيد: فذهب بي عمر رضي الله عنه فأعطاني حقي،وزاد عشرين صاعاً من تمر فلت ما هذه الزيادة يا عمر ؟ فقال: أمرني رسول الله e أن أزيدك فمكان ما دعتك،قتل: وتعرفني يا عمر،قال،فما دعاك،أن فعلت برسول الله e ما فعلت ؟! وقلت ما قلت ؟! قال: لا،من أنت ؟ قلت: أنا زيد بن سعنه قال: الحبر ؟ قلت الحبر،قال فما دعاك أن فعلت برسول الله e ما فعلت ؟! وقتل ما قلت ؟! قلت: يا عمر لم تكن من علامات النبوة شيء إلى وقد عرفته في وجه رسول الله e،حين نظر إليه إلا اثنتين لم أخبرهما منه،تسبق حمله جهله ولا زيد الجهل عليه،إلا حلماً،فقد أخبرتهما،فأشهدك يا عمر أني قد رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً،وبمحمد بيناً،وأشهدك يا عمر أن شطر مالي وإني لأكثرهما مالا صدقة على امة محمد،فقال عمر رضي الله عنه: أو على بعضهم فإن لا تسعهم،قلت: أو على بعضهم،فرجع عمر وزيد إلى رسول الله e فآمن به وصدقه وتابعه،وشهد مع رسول الله e مشاهد كثير ثم قتل في غزة تبوك شهيداً مقبلاً غير مدبر رحمه الله[1]).
2- روى الإمام مسلم عن انس رضي الله عنه قال: كنت أمشي مع النبي e وعليه رداء غليظ الحاشية،فأدركه أعرابي،فجبذبه برائده حبذه شديدة،نظرت إلى صفحة عنق رسول الله e وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة الجذبة ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك ؟ فالتفت إليه رسول الله e فضحك ثم أمر له بعطاء[2])..
3- روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( ما ضرب رسول الله e شيئاً قط بيده،ولا امرأة،ولا خادماً،إلا أن يجاهد في سبيل الله وما نبيل منه شيء قط فينتقم من صاحبة،إلا أن ينتهك شيء من محارم الله عزل وجل[3])..

(احمد صالح زارب)

[1][ المعجم الكبير ،للطبراني 5/222،وقال الهيثمي في "مجمع الزائد " 2/240 ،رواه الطبراني ورجاله ثقات ،وقال ابن حجر في " الإصابة " 2/607 رجال الإسناد موثقون ورواه البيهقي في "الدلائل " 1/6033]

[2] [ مسلم بشرح النووي ،7/147]

[3] [ مسلم " 4/1814]

عليه الصلاة والسلام
جزاااك الله خيرعلى موضوعك الرائع والهادف
وجعله فى مواززين حسناتك
بارك الله فيك ..
دمت بخير ..//

صلى الله عليه وسلم وجزاك الله خير