عرض مشاركة واحدة
قديم 17/10/2011, 06:26 PM   #6


الصورة الرمزية الحنونة الأصيلة
الحنونة الأصيلة âيه ôîًَىà

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15303
 تاريخ التسجيل :  May 2009
 أخر زيارة : 16/04/2012 (11:49 PM)
 المشاركات : 36 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



ومن العجيب أن البعض


يستدل بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم


في حديث البغي من بني إسرائيل التي سقت كلبا فغفر الله لها ,


ويقارنها بحال الكافر إذا قدم خيرا؟


والرد على هذا من أوجه :



1- أن هذه كانت بغيا من بني إسرائيل, أي زانية, ولم يقل أنها مشركة كافرة,




وعقيدة أهل السنة والجماعة كماأسلفنا أن الله يغفر إن شاء للعاصي الموحد


أو يعذبه بعصيانه ثم يدخله الجنة, وليس هذا للكافر المشرك الذي يموت على شركه


قال الله عز وجل


( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء(


2- الإسلام نسخ كل الأديان السابقة,




ومن مات على غير الإسلام مات على الجاهلية


إذا قامت عليه الحجة,


فالله تعالى يقول


(وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)


فالنصراني أو اليهودي أو البوذي أو أي عقيدة أو ملة مات عليها الشخص


فإنه مردود عند الله تعالى إلا الإسلام,


قال تعالى( إن الدين عند الله الإسلام(


3- أن العمل الصالح لا يقبل من الكافر , بوّب الإمام مسلم رحمه الله




"باب ا لدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ مَنْ مَاتَ عَلَى الْكُفْرِ لا يَنْفَعُهُ عَمَلٌ "


وأورد حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت:


(قلت يا رسول الله ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين ,




فهل ذاك نافعه؟ قال: لا ينفعه إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين(


قال النووي رحمه الله في الشرح




:"مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ :


أَنَّ مَا كَانَ يَفْعَلُهُ مِنَ الصِّلَةِ وَالإطْعَامِ وَوُجُوهِ الْمَكَارِمِ


لا يَنْفَعُهُ فِي الْآخِرَةِ ; لِكَوْنِهِ كَافِرًا ،


وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :


( لَمْ يَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ )


أَيْ لَمْ يَكُنْ مُصَدِّقًا بِالْبَعْثِ ، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْ بِهِ كَافِرٌ وَلا يَنْفَعُهُ عَمَلٌ,


قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ - رَحِمَهُ اللَّهُ - تَعَالَى - :


وَقَدِ انْعَقَدَ الإجْمَاعُ عَلَى أَنَّ الْكُفَّارَ لا تَنْفَعُهُمْ أَعْمَالُهُمْ ،


وَلا يُثَابُونَ عَلَيْهَا بِنَعِيمٍ وَلا تَخْفِيفِ عَذَابٍ ،


لَكِنَّ بَعْضَهُمْ أَشَدُّ عَذَابًا مِنْ بَعْضٍ بِحَسَبِ جَرَائِمِهِمْ , هَذَا آخِرُ كَلامِ الْقَاضِي"اهـ


وقد قال تعالى : ( إنما يتقبل الله من المتقين)
أماعن الإنصاف والعدل,




فإن الإسلام كما أكد على البراءة من الكفار, أكد على العدل معهم وعدم ظلمهم,


ووضع تعاليم وأحكام تختص بالتعامل مع أهل الذمة والمعاهدين


على وجه الخصوص والكفار عامة حتى الوالدين, فلما جاء الرجل


يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن والداه الكافران كيف يصنع معهما


أنزل الله تعالى :


(وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا)


أمره الله بالإحسان إلى الوالدين بالمعروف مع أنهما كافران




ولكن لحق الأبوة والأمومة عليه, ولكن إذا مس أمرهما الكفر بالله ومعصية الله


هنا أتى المنع ( فلا تطعهما ) , فالمسألة موازنة .


ولا يمنع من العدل في الشهادة للكفار بما عندهم من دنيا وإنجازاتهم,




بل إن الله سبحانه وتعالى نسب ذلك لهم وعلى سبيل الاحتقار مقارنة بالآخرة!


قال تعالى : (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ)


فالعلم بالدنيا مهما عظم يحقرعند الجهل بالآخرة.


وإن القبور نوعين


, إما روضة من الجنة وذلك للمؤمنين,


وإما حفرة من النار وذلك للكافرين,


فكيف يقال لكافر وهو في قبره أنه في راحة وسلام؟


 

رد مع اقتباس