يا عـيـنـي عالرومانسية .

يُقال أن فيه واحد من أهل الديرة في قديم الزمان تزوّج واحدة من قرية ثانية غير قريته ،وطبعاً من العادت في الزواج قديماً أن أهل الزوجة يحطّـوا لـبـنـتـهم ( رِفْـد ) إما حبوب أو مكاسي أو أي أغراض أخرى لأهل الزوج تكون هدية للزوج ، وأهل الزوجة في قصـتـنا هذه وضعوا لـبـنـتـهم رِفْـد ( بقرة ) وكما تعلمون أن البقرة قديماً كان لها شَـنّـة ورنّة ففـيها الحلـيـب واللبن والسمن وهذه الأشياء الثلاثة تكون في الغالب البُلالة التي تكون مصاحبة لجميع الأكلات من خبز وعصيد وعيش مسواط وخلافه ، ومن محاسن الصّـدف أن الزوج لديه ثور واحد فقط وليس لديه بقرة ، ولذلك كانت هذه البقرة بمثابة عروس لـثور الزوج ويا بخت من وفّق بـيـن رأسيـن بالحلال ، فالـثور والبقـرة عِرسان وصاحب الثور وصاحبة البقرة عِرسان وكُلاً منهم يُغـنّي على ليلاه ، بعد فترة من الزواج حصل بين الزوج والزوجة مشكلة وتزاعلوا فيما بـيـنهما وأصرت الزوجة على الذهاب إلى أهلها ، حاول الزوج أن يرضي زوجته ويـثـنـيـها عن الذهاب إلى أهلها ولكنها حلفت ما عاد تقعد معه ولا دقيقة واحدة ، فقامت الزوجة وافـتـكت البقرة من المذود حقها لأنها تعـتـبرها حق من حقوقها وأخذت بقشة معها فيها أغراضها ولوازمها وذهبت إلى أهلها في القرية المجاورة لقرية زوجها ومعها بقرتها ، وعندما إقـتـربت من قرية أهلها إلـتـفـتـت وراءها إلى والله إن زوجها ماشي وراءها يعطي الساق ملاه ومعه الثور حقه ، وقـفـت قليلاً إلى أن وصل عندها وقالت له وشبك الله ياخذ عقلك إنت خَـبَـل جـيـت في ثاري تـتطاردني من البيت كأن معك خِـلّـة في عقـلـك ، قال لها لا والله ماني بـخَـبَـل ولا معي خِـلّـة في عقلي ولكـنـني بأروح معك أنا وثوري عند عُوالك ، والله ما أقعد أنا وثوري عزوبـيـة لحالنا ونموت من الجوع ، عندها ضحكـت لين بغت تفطس من الضحك وشاركها زوجها الضحك ثم قامت وأخذت رباط الـثور من إيده وأعطـتـه رباط البقرة وتماسكا بالأيدي وعَـوّدوا بـيـتـهم ،،،، ويا عيـنـي عالرومانسية .
إخواني وأخواتي الكرام وين تحصّلوا قـلوب طـيـبـة ونظيفة من الغل والحسد والحقد وحنونة مثل قلوب الأولين شوفوا هذا الزوج بحركة كريكاتورية رجّـع المياه إلى مجاريها بـيـنه وبـيـن زوجته ولا عِنزيّات ولا مخاتـيـم ولا رِضوات ولا طـلّـقـني مثل ما يحصل في وقـتـنا الحاضر بين الزوج وزوجته إذا تزاعلوا ، يا لـيـتـكم تـقـتـدوا بأفعال الأولين وتطبقوها بحذافيرها .
دمتم جميعاً في خير وسعادة وحفظكم الباري .