رؤى ومشاعر ماقبل الموت

بقلم طريف سردست

رؤى ومشاعر ماقبل الموت

ليست نادرة القصص التي تتداول نقلا عن اشخاص كانوا على حافة الموت ، تصف مشاعرهم وروآهم. بعض الناس الذين تم إنقاذهم من براثن الموت، بعد مرض عضال او حادثة، يقصون مامر بذهنهم ومشاعرهم لحظة وقوفهم على عتبة الموت. حيث يذكرون انهم يرون صور حياتهم تمر امامهم بثوان او ان انفجارا قد حدث ادى الى إنبعاث ضوء شديدا او انهم غادروا جسدهم واصبحوا ينظرون اليه عن بعد.
حوالي 10% من الذين تم إسعافهم بعد إصابة بالسكتة القلبية ، يتكلمون عن معايشة مشاعر ماقبل الموت، والتي غالبا يكون لها ملامح دينية، الغرض منها إعطاء راحة نفسية وقدرة على التحمل.
حسب إستنتاجات بعض الباحثيين الامريكان، يمكن ان يكون سبب هذه المشاعر ان الدماغ يتحول الى حالته في وضعية الاحلام، وذلك تحت ضغط مايتعرض اليه الجسم من ضغط نفسي هائل.










مشاعر ماقبل الموت تتشابه للغاية مع ظاهرة اخرى معروفة تسمى "شلل النوم". هذه الظاهرة يعايشها المرء لثوان لحظة إستيقاطه من حلم، بعد نوم طويل. لبضعة ثوان يكون الجسم مشلول بحيث ان الجسم لايستطيع التحرك او التكلم، والرؤية في الدماغ لازالت مختلطة. عادة تكون الرؤى تعبر عن اللذة كالجنة ولكن يمكن ان تكون ايضا حلم مرعب يشعر المرء فيه بعدم قدرته على التصرف.

من اجل استيضاح اسباب مشاعر ماقبل الموت ودراسة اسبابها، قرر عالم الاعصاب الامريكي Kevin R. Nelson من جامعة كينتوكي، البحث في هذه الظاهرة ومقارنة مدى تشابه ردات الفعل عند المتعرضين للموت. إنطلق الباحث من فرضية، انه إذا كان المرء يمكن ان يواجه حالة شلل النوم كظاهرة عادية فلربما هذه الحالة لها القدرة على الظهور في ظروف المرور بخطر مؤكد يهدد الحياة، وإطلاق مشاعر معايشة ماقبل الموت، . النتائج التي نشرت عام 2006 تؤكد هذه الفرضية.


كيفين نيلسون عثر على 25 شخصاً كانوا قد تعرضوا سابقا لحوادث وضعتهم على حافة الموت وعايشوا مشاعر ماقبل الموت. معايشاتهم كانت مختلفة للغاية من واحد الى اخر كما انه لايوجد تعريف محدد لمعنى معايشة او مشاعر ماقبل الموت الامر الذي يصعب المقارنة او فيما إذا كنا نتكلم عن الشئ نفسه. عادة يستخدم المرء مجموعة الاسئلة التي صممها عام 1983 عالم النفس Bruce Greyson. هذه الاسئلة تسعى لتوضيح فيما إذا كانت التصورات حقيقية وتنتمي الى معايشة لحظات ماقبل الموت ومدى دور مختلف العوامل في ظهور معايشة ماقبل الموت. هذه الاسئلة ، وعددها 16 سؤالا، قسمت الى اربعة اقسام وزعت على الحواس، المشاعر،مافوق الطبيعية والمعايشة الدينية/الروحانية (راجع الاسئلة اسفل المقال). كل سؤال يمكن ان يحصل على (1) او (0) او (2)، وإذا تمكن المشارك من الحصول على مجموع، على الاقل (7) في القسم الواحد، فأن ذلك يعني، حسب غريسون، أن المشاعر تنتمي الى مشاعر ماقبل الموت.










عند مجموعة مؤلفة من 55 شخصا كانوا قد افلتوا من يد عزرائيل وشاركوا بالتجربة ، كانت مشاعر ماقبل الموت قد ظهرت بالارتباط مع الاصابة بالسكتة القلبية او حوادث الغرق او اصطدام، في حين عند البقية كانت هذه المشاعر بالارتباط مع حوادث تسمم او الاصابة بالصواعق او طفحة حساسية.
مجموعة المقارنة تم اختيارها من بين متطوعين لهم مواصفات تتطابق مع مواصفات مشاركيي المجموعات الاخرى ولكنهم لم يتعرضوا ابدا لمعايشة لحظة ماقبل الموت. تم توجيه اسئلة الى المشاركين عن خبراتهم السابقة لحالة "شلل النوم" وفيما إذا كانوا قد تعرضوا للهلوسة او رؤى غير طبيعية كسماع موسيقى علوية او اصوات غير موجودة، بالارتباط مع الاسترخاء للنوم او الصحو. إضافة الى ذلك تم تسجيل إجاباتهم عما إذا كانوا قد تعرضوا عند الصحو من النوم للحظات شعروا فيها انهم غير قادرين على إتخاذ قرار بالتحرك، او ان اقدامهم فجاءة لم تعد تحملهم بالرغم من انهم كانوا صاحيين.

النتائج اظهرت انه في الوقت الذي كان 13 شخصاً من بين 55 من الاشخاص المشاركين في مجموعة المقارنة قد تعرضوا على الاقل لواحدة من هذه المعايشات، كانت النتائج 33/55 عند المجموعة التي تعرضت لمعايشة لحظة ماقبل الموت.


المعايشة نتيجة "شلل النوم"
في الوقت الذي نرى ان الاشخاص الذين خبروا لحظات ماقبل الموت غالبا كانت خبراتهم عن شلل النوم ترافقها رؤى واصوات هلوسية، نرى انه عند اشخاص مجموعة المقارنة كان هناك اثنين فقط لهم معايشة مماثلة.
بمعنى آخر " شلل النوم" يتكرر اكثر وبمشاعر اوسع عند الاشخاص الذين عايشوا لحظات ماقبل الموت بشكل روحاني.

هذه النتائج اقنعت نيلسون بأن " مشاعر ماقبل الموت" شكل دراماتيكي من اشكال " شلل النوم" وبالتالي يملك جذوره في الاحلام وليس في الموت. الاستنتاجات حصلت على دعم إضافي من خلال دراسة اخرى تؤكد ان "مشاعر ماقبل الموت" يمكن ان تأتي ايضا في الحالات التي لاعلاقة لها بالموت، اي عندما لاتكون الحياة مهددة. احدى الداراسات الامريكية التي جرت عام 1990، اظهرت انه فقط نصف من تعرض لمشاعر ماقبل الموت كان فعلا معرض للموت.

عادة تنشأ الهلوسة بالارتباط مع ظاهرة " شلل النوم"، لكون منطقة الاحلام في الدماغ قد تنشطت بشكل مفاجئ بالرغم من ان الدماغ في حالة الصحو، ولكن في طريقة الى النوم، لتصبح لحظة تداخل بين حالتين، مع العلم ان للدماغ القدرة على الوصول الى حالة "حلم اليقظة" بدون الحاجة للنوم. نعلم ان مرحلة الاحلام في النوم (النوم ينقسم الى عدة مراحل) إضافة الى تتداور مراحل النوم يجري التحكم فيهم من الجذع الدماغي الذي يصل الدماغ بالنخاع الشوكي. ولكن الجذع الدماغي مسؤول ايضا عن إدارة مركز التحكم بالوظائف الحيوية كالتنفس ودقات القلب وتغير الضغط.


إذا انخفض الضغط نتيجة مشاكل في القلب او إذا اصبحت نسبة الاوكسجين في الدم منخفضة الى درجة تهدد الحياة ، بسبب مشكلة في الرئة فأن الجذع الدماغي يصبح على الفور في حالة إنذار من خلال العصب المسمى .vagusnerv
كيفين نيلسون يعتقد انه إذا تعرض هذا العصب الى تنشيط اكثر من اللازم بفضل حادثة تهدد الحياة، فأنه يبعث على الفور وظيفة الاحلام. حتى الان لازال هذا الاستنتاج بدون دليل ولكن بعض الوقائع تشير الى ان الامر فعلا كذلك. عام 2002 نشر الباحثين المكسيكين نتائج تشير الى انه اذا جرى تنشيط عصب فاكو، عند القطط، بالكهرباء تتنشط في الدماغ منطقة الاحلام فورا، بالرغم من ان القطط صاحية.

ولكن لماذا تكون معايشة مشاعر ماقبل الموت تحتوي دائما على معايشات إيجابية على العكس من مايمر خلاله المرء في " شلل النوم" الذي غالبا يحتوي على معايشات مخيفة. في الحالات التي يصبح فيه الوجود مهدداً تنشط ردود فعل الدفاع والنضال او الهرب، مما يعني وضع الجسم في إستعداد فوق العادة، ومن مضمون هذا التهئ كبح الخوف من اجل اعطاء الفرصة للتفكير المنطقي. مشاعر ماقبل الموت، هي من هذا النوع الذي ينشئ في حالات الخطر وبالتالي فالميكانيزم ينشط جميع الذكريات الطيبة ويبعد السيئة.

الان يحاول العلماء الوصول الى طريقة تسمح بقياس نشاط الدماغ خلال معايشة لحظة ماقبل الموت بدون تعريض الانسان المعني للخطر، في سبيل تحديد المناطق الدماغية المسؤولة عن إثارة هذا الميكانيزم.


إختبار التأكد من ان المرء قد مر بمعايشة حقيقة لمشاعر ماقبل الموت.
للسؤال الذي لاتوافق عليه تضع له علامة (0)،
إذا كنت تعتقد انك عايشت مايصفه السؤال بشكل جزئي تضع علامة (1)
اما إذا كنت موافق تماما على يتضمنه السؤال فتضع علامة (2):

الاحاسيس:
1-حدث الامر بشكل سريع او بطئ بشكل غير طبيعي؟
2-مرت بدماغك سيل من الافكار؟
3-استعرضت حياتك امام عينيك؟
4-حدث ان اصبحت كل الامور واضحة لك فجاءة؟
المشاعر:
1-احسست بالاطمئنان والسلام تملئ جوانحك؟
2-شعرت بالسعادة تغمرك؟
3-شعرت بالانتماء الى العالم؟
4-شعرت بأن ضوء قوي يحتضنك وشضمك اليه؟
مافوق الطبيعة:
1-شعرت بأحاسيسك اقوى من السابق؟
2-احسست بوجود حاسة سادسة؟
3-هل استطعت ان ترى المستقبل؟
4-شعرت انك تساميت فوق جسدك؟
المعايشة الروحانية:
1-هل احسيت نفسك في مكان غير ارضي؟
2-هل احسيت بحظور كائنات غير ارضية الى جانبك؟
3-هل شاهدت ارواح الاموات او الملائكة؟
4-هل شعرت بوجود حدود بين الحياة والموت؟




مصادر:
near death experience
Bruce Greyson
near-death studies
Out Of Body Experiences Explained
The Survival of Bodily Death
Death Experience

ربي يخليك

’،’يسلمووو أمير القلوب
موضوع ‘ رآئع ‘ يعطيك العافيه
لك كل تقديري وودي
تقبل مروري ~

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بدر البدور

ربي يخليك

تسلم عل المرور

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جنوبيه عسلٌ

’،’يسلمووو أمير القلوب

موضوع ‘ رآئع ‘ يعطيك العافيه
لك كل تقديري وودي
تقبل مروري ~

عوافي اختي عل المرور