روائح ذي عين تنافس العطور الباريسية

روائح ذي عين تنافس العطور الباريسية
بـاعـة طــرق بنكهــة الكادي والموز البلدي



عبدالخالق الغامدي-الباحة
مشاهد عديدة تستوقف المارة في الطريق إلى قرية ذي عين، غرب منطقة الباحة، لأناس بسطاء يفترشون الأرض لبيع أشيائهم البسيطة، فيما انتشرت بعض مطاعم المندي والمظبي في الطريق إلى المخواة. العم حسين بن محمد عارف (100 عام) من أهالي قرية ذي عين، يتواجد بصفه يومية أمام مدخل القرية، مفترشا الأرض تحت مظلة بدائية، وأمامه حزمة من عذوق الكادي معدة للبيع، يقول لدي ثلاث قطع زراعية في القرية، مزروعة بأشجار الموز البلدي والكادي والنخيل، وأحمد الله على وجود تلك العين الجارية التي تروي مزرعتي وبقية المزارع الأخرى لأهالي القرية منذ سنين عديدة دون انقطاع، وفي جميع المواسم يزداد ماء العين في فصل الشتاء لوجود الأمطار والسيول ولا نعرف نبعها، وقد انعكس توفر الماء على خصوبة مزارع الكادي، حيث يباع عذق الكادي الواحد بـ 15 ريالا في حين نقوم بحفظها في أكياس من الخيش ورشها بالماء حتي تحتفظ ببرودتها وطراوتها وبيعها على مدار اليوم خاصة في عطلة نهاية الأسبوع، معربا عن حزنه العميق لترك الشباب عموما وأبناء قرية ذي عين على وجه الخصوص لتلك المزارع والاتجاه إلى الأعمال الوظيفية بحيث لم يبق إلا بعض كبار السن للحفاظ على تلك المزارع وإحيائها والاستعانة بالعمالة الوافدة التي أصبحت تعمل في تلك المزارع، وتزاول البيع والشراء أيضا.



خريج ثانوية يبيع الكادي

يجلس مشعل حسن العمري 19 عاما، خريج ثانوية عامه، وأمامه مجموعة من عذوق الكادي مختلفة الأحجام، في مدخل قرية ذي عين في تهامة الباحة، معربا عن أمله في أن تقوم الهيئة العليا للسياحة بتشغيله وزملائه عقب اكتمال المشروع، وإيجاد الفرص الوظيفية لهم، مستدركا أن بيع الكادي والموز البلدي عمل شريف، فلقد كنا في البداية نشعر بالخجل من جلوسنا هنا أمام الأعداد الهائلة من زوار ذي عين، سواء كانوا من أبناء الباحة أو الوفود التي تزور المنطقة عموما والقرية على وجه الخصوص.



منعطف خطير

ويقول فواز العمري الذي يقوم ببيع الكادي إن قرية ذي عين أصبحت من المعالم الأثرية المشهورة، ولكنها لم تحظ بنصيب وافر من الخدمات، خاصة مدخل قري ذي عين الذي يقع في منعطف خطر، رغم مطالب الأهالي بالعمل على توسعة الطريق، وإيجاد وسائل سلامة ولوحات إرشاديه فضلا على خدمات النظافة و البلدية.



مندي ومظبي

في الطريق إلى المخواة وتحديدا في الجوة تقف عدد من سيارات المواطنين أمام أحد مطاعم المندي والمظبي أسفل عقبة الباحة، بينما يقوم العم محمد سعيد عيدان العمري (60 عاما) بنفسه في الإشراف على إعداد وتجهيز المندي والمظبي، واستقبال زبائن المحل وبنسبة 95 % من زوار الباحة الهاربين من موجة البرد والصقيع إلى المخواة، فهو يخرج من بعد صلاة الفجر، ولايعود إلى بيته وأسرته إلا عند الساعة 12 ليلا، لايعرف المناسبات الرسمية والخاصة، ولا الأعياد فكل وقته للعمل ويلتقي أحبابه وأصدقاءه في محله دون أن يتضجر من مجيئهم.

ويقول العم محمد العمري منذ 22 عاما، وأنا أشرف على إعداد وتجهيز جميع الوجبات، خاصة العشاء لإقبال الزبائن على المندي والمظبي، ويوجد لدي موظف سعودي يعمل براتب 2500 ريال، يقوم فقط بإحضار المشتريات من السوق للمحل، وله الآن حوالى أربع سنوات، إضافة إلى ثمانية مقيمين يقومون بالطهي والتجهيز ومباشرة الزبائن، ويوميا أقوم بذبح من 10 إلى 12 رأسا من التيوس، وتزداد مع ارتفاع الإقبال عليها من الزبائن، وسعر الكيلو الواحد يصل إلى 35 ريالا.

وعن سر الخلطة في نكهة المندي والمظبي قال ليس هناك أية خلطة تضع على الأكل، وكل مافي الأمر أن الذبائح بلدي وصغيرة في السن.

مضيفا أتمني أن أجد من الشباب السعودي من يعمل في تجهيز وإعداد وجبة المندي والمظبي وهي عملية لاتحتاج لأية شهادة.