خلايا سمعية قد تساعد على علاج الصمم

خلايا شعيرية انتجتها ابحاث فريق هارفارد

تمكن العلماء من إنتاج خلايا سمعية اساسية في المعمل، مما قد يزيد من آمال علاج الصمم الناجم عن تقدم العمر.

وتقوم الأجسام المعروفة بالخلايا الشعيرية المستقبلة للترددات، بوظيفة التقاط ذبذبات الصوت وتحويلها إلى إشارات عصبية، غير أن تلف هذه الخلايا على مدى السنين يعد أحد الأسباب الشائعة للإصابة بالصمم.

وقد وجد فريق من جامعة هارفارد طريقة لإنتاج هذه الخلايا السمعية من خلايا جنينية، فيما قد يساعد في النهاية على إنتاج عقاقير لتحسين حالة الكثير من المرضى الذين يعانون من ضعف حاسة السمع.

ويفقد أربعة من بين كل خمسة أشخاص ممن تزيد أعمارهم عن 65 عاما سمعهم بسبب فقدان الخلايا الشعيرية المستقبلة داخل آذانهم.

ويمكن أن يفقد الأشخاص الذين يتعرضون لضوضاء صاخبة بشكل متكرر أسماعهم لنفس السبب، في سن مبكرة.

ولم يكن يعتقد حتى وقت قريب أنه يمكن مساعدة هؤلاء الأشخاص لعدم تمكن الجسم من إصلاح أو استبدال أي من الخلايا الشعيرية البالغ عددها 15 ألف خلية في كل أذن.
تجارب على الخلايا الجذعية

وقام فريق العلماء بإجراء تجارب على خلايا جذعية مأخوذة من جنين فأر، وتعد الخلايا الجذعية هي الخلايا الرئيسية في تطور الجنين، حيث يمكن تحويلها في حال وضعها في ظروف جيدة إلى أي خلية أخرى من خلايا الجسم.

وقد بدأ العلماء في اكتشاف كيفية أخذ خلية جذع جنينية ودفعها للتكاثر والانقسام، لإنتاج أنواع أخرى من الخلايا في جسم الإنسان.

وتتعرض خلايا الجذع في هذه الحالة إلى مواد كيماوية معروف أنها تساهم في تطور الأذن الداخلية للجنين.

وقد أدى ذلك إلى إنتاج خلايا سمعية شعيرية قام الباحثون بوضعها بعد ذلك في أذن أجنة دجاج في مرحلة النمو ثم وجدوا أنها تتطور بشكل صحيح وتنتج كيماويات متوافقة مع هذه الخلايا السمعية.
إمكانية العلاج

وتعد نتائج الدراسة التي نشرت في دورية الأكاديمية القومية للعلوم، خطوة هامة على طريق علاج العديد من حالات الصمم المرتبطة بتقدم العمر، ومشكلات السمع الأخرى الناجمة عن إصابات.

غير أن خبيرا بريطانيا حذر من أن التوصل إلى علاج من خلال هذا الاكتشاف قد يستغرق عدة سنوات.

وقال البروفيسور توني هولي من جامعة شيفيلد لبي بي سي أونلاين "إذا تجاوز عمرك 65 عاما وتعاني من قصور في السمع، فإن العلاج لن ياتي لك في الوقت المناسب.

غير أننا نتوقع أن يساعد هذا البحث الأطفال الذين يعانون من هذه المشاكل منذ ولادتهم."

وأضاف هولي أن فكرة زرع هذه الخلايا الشعيرية في الأذن تواجه العديد من الصعوبات، حيث يتعين وضع كل خلية على حدة في مكانها الصحيح تماما في الأذن الداخلية، وأي خطأ قد يجعل الأمر كله بلا فائدة.

وأوضح أن فكرة التوصل إلى علاج تكمن في إدراك كيفية تحول الخلايا الجذعية إلى هذه الأجسام الشعيرية المستقبلة، مما قد يمكن الباحثين من ابتكار أدوية تقوم بنفس العملية ولكن في أذن البالغين بدلا من الأجنة.