مكة المكرمة عاصمة الثقافة الإسلامية

نقل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس الهيئة العليا الإشرافية لبرامج مكة المكرمة عاصمة الثقافة الإسلامية صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وتمنياته بأن تكلل مساعي المشاركين في الاحتفاء ببرامج مكة عاصمة الثقافة الإسلامية بالتوفيق والنجاح.


جاء ذلك في كلمته خلال رعايته أمس انطلاقة فعاليات الاحتفال بمناسبة اختيار مكة المكرمة عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 1426هـ وذلك بقاعة الاحتفالات الكبرى في المدينة الجامعية لجامعة أم القرى بحي العابدية في مكة المكرمة.

وقال الأمير عبدالمجيد "إن الحديث عن مكة المكرمة ممزوج بمشاعر من الحب والرهبة فالحب منبعه تجذر هذه الأرض بمقدساتها في وجدانه وما تحمله من عبق يسري في كيانه وأما الرهبة فمبعثها أن مكة المكرمة أكبر من أن تحد بسطور وأعمق من أن ترسم بمداد".
وأشار إلى أن كل مدن العالم تحشد قواها لتشكل هويتها الخاصة إلا أم القرى حيث كانت السباقة دوما على غيرها من المدن فتصبغها بنور التوحيد والإيمان.

وقال " وكم هو جميل أن نلتقي على بساط الاحتفاء بهذه المناسبة العزيزة على نفوسنا إلا أن الاحتفال الحقيقي قد بدأ على هذه الأرض المباركة منذ الأزل فالبيت المعمور في السماء قد احتفى بالبيت العتيق وحمل النبي الأمي رسالة التوحيد قبل 14 قرنا فكانت اقرأ أول كلمات الوحي و5 صلوات ارتبط مئات الملايين من المسلمين في أركان المعمورة بالتوجه نحو الكعبة المشرفة لأدائهن". وأضاف أمير مكة قائلا "إن الاحتفاء الكوني بطبيعة الحال لا يلغي دور المقل الذي نتوخاه في احتفاء نرجو أن يكون تتويجا لمشاعرنا نحو مكة المكرمة و دورها الفاعل في ترسيخ الوحدة الثقافية للأمة الإسلامية وتشجيع الحوار بين الحضارات المختلفة واضعين نصب أعينكم كمثقفين دوركم الريادي لتكريس قيم التسامح والوسطية ونبذ كافة أشكال الإرهاب التي هي أبعد ما تكون عن جوهر الدين ومقاصده السامية". وأردف يقول "إن الأمانة الملقاة على عواتقكم مثقفين و مثقفات في حاجة مستمرةإالى مواكبة مستجدات الساحة الثقافية و الفكرية وصولا إلى انحسار موجة أي فكر لا ينسجم مع دين اسمه مشتق من السلام فهاجسكم الأول يظل مرتبطا بحمل الفكر الإسلامي الصحيح لدحر فلول الفكر الظلامي أينما كان على أسس واضحة تستمد قوتها من كتاب الله وسنة المصطفى صلى الله عليه و سلم". وشدد سمو أمير منطقة مكة المكرمة على أن المثقفات شقائق الرجال إثرهن أكبر في الناشئة منوها في ذات الوقت بالدور الحيوي الذي تقوم به المرأة كعنصر فاعل في المجتمع وإسهامها المقدر في تحصين الأجيال القادمة من شر الفكر الهدام.

وكان الحفل الخطابي بدأ بكلمة لمدير جامعة أم القرى الأمين العام للجنة العليا الإشرافية لبرامج مكة المكرمة عاصمة الثقافة الإسلامية الدكتور ناصر الصالح أكد فيها أن هذه المناسبة حظيت باهتمام كبير من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز منذ تأييد مقترح وزراء الثقافة في الدول الإسلامية باختيار مكة المكرمة عاصمة الثقافة الإسلامية مشيرا إلى أنه تم تشكيل اللجان التحضيرية والفرعية العامة وسارعت القطاعات الحكومية والأهلية للمشاركة ببرامج وفعاليات مختلفة معربا عن الأمل في أن تتحقق الأهداف المرجوة منها وإخراجها بما يليق بمكة المكرمة.

إثر ذلك ألقى وكيل جامعة أم القرى للدراسات والبحث العلمي الدكتور محمد العقلا كلمة الندوة أشار فيها إلى أنه منذ أن اختيرت مكة المكرمة لتكون عاصمة الثقافة الإسلامية تضافرت الجهود للإعداد والتحضير للندوة العلمية الكبرى التي ستشارك بها الجامعة في هذه المناسبة حيث حرصت اللجنة المكلفة على أن تشمل محاورها كافة الجوانب الثقافية والحضارية والتاريخية والأدبية والعلمية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وحظيت باهتمام من جميع الجهات وكانت الحصيلة تزيد عن الثلاثمئة بحث فحصت ومحصت واستقر اختيار اللجنة على تسعة وثمانين بحثا أخرجت في عشرين مجلدا ستعرض بإذن الله في ست عشرة جلسة على مدى يومين. بعد ذلك ألقى وزير الثقافة والإعلام إياد مدني كلمة قال فيها: تبدو صورة مكة المكرمة كما أرادها الله تبارك وتعالى شخصية جاذبة ومدار لقاء وتعارف وتثاقف".

وأوضح أن علماء مكة المكرمة عبر التاريخ كانوا مقصد الآخرين للدراسة عليهم وأخذ إجازاتهم وكانوا في الذروة علما وفضلا وخلقا وكان الحرم الشريف خلية دائبة الحركة ليلا ونهارا للعلوم الإسلامية والعربية في الدين وأصوله والقرآن الكريم وعلومه واللغة والنحو والأدب والبلاغة والتاريخ والمنطق وكان الحرم الشريف كما وصفه الرحالة الهولندي هرخرونيه في القرن التاسع عشر جامعة كبرى لها أهميتها وخطرها فيما تتعاطاه من علوم.

وأضاف وزير الثقافة والإعلام: إننا في هذا اللقاء المبارك الذي تحتضن فيه مكة المكرمة أنشطة وفعاليات" مكة المكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 1426هـ - 2005م " إنما نومئ إلى بعض ما وهبته مكة المكرمة للإنسانية وكأننا ندلل على الشجرة الوارفة بغصن وعلى الحديقة الغناء بزهرة وعلى المعجم الضخم الثر بكلمة أو بحرف فهذا شأننا مع هذه المناسبة التي اختطتها وزارات الثقافة في دول منظمة المؤتمر الإسلامي وكان من الطبيعي أن نبدأ بمكة المكرمة وإن كانت مكة المكرمة تتسع وتتسع حتى لا مجال لها أن تختصر في عام ولكن يكفيك من القلادة ما أحاط بالعنق مظهراً من مظاهر الطبيعة. بعد ذلك ألقيت قصيدة شعرية بهذه المناسبة.

ثم أعلن سمو أمير منطقة مكة المكرمة انطلاق الاحتفاء ببرامج مكة المكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية بحلقة النقاش الأولى بعنوان "بين الواقع والمأمول" شارك فيها كل من الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ صالح الحصين و رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور صالح بن حميد وأدارها أمين عام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن معمر.
وفي نهاية الحلقة تسلم سمو أمير منطقة مكة المكرمة الأبحاث المطبوعة المقدمة في الندوة العلمية الكبرى التي تنظمها جامعة أم القرى في هذه المناسبة من مدير جامعة أم القرى كما تسلم سموه هدية تذكارية من الأمين العام المساعد لمنظمة الأسيسكو.
بعد ذلك سلم مدير الجامعة الأبحاث المطبوعة لوزير التعليم العالي ولوزير الثقافة والإعلام وللمشاركين في الحوار.