جنونيات وعقلانيات ...فتعالوا نفكر بصوت عالى

بسم الله الرحمن الرحيم

تبقى مساحة تعبيرية بعيدة عن الأعين

أحياناً تقف في أسفل الوادي و تنظر لأعلى قمة الجبل و تجد بعض الأشخاص

يلعبون و يضحكون فتنظر لهم نظرة من لا يستطيع الوصول إليهم .

لأن كل الطرق التي تؤدي للجبل تكاد تكون معدومة و إذا وجدت فإنها تحتاج

إلى جهد و تعب ربما يستمر لسنوات طويلة حتى تصل أو لا تصل لتلك القمة .

بعض النفوس تكتفي بالنظر فقط و التمني بأن تصل لتلك القمة ، والبعض منها

يفكر كيف يصل فيجعل ذلك حلمه و يعمل ويجتهد و ترهقه السنون حتى يصل

لتلك القمة .

لكن ماذا بعد ذلك ..؟؟

للآسف كانت نظرتي خاطئة ، كانت مجرد نظرة حالمه من أسفل الوادي لتلك القمة

رسمت خيالات كبيرة ليس لها أصل بالواقع ، و هذا أنا في هذه القمة أرى كل

الأمور تتعرى أمامي من تلك الخيالات الخاصة أو تلك الخيالات التي رسمها كل من

كان في ذاك الوادي ، لم استفد سوى التعب و الجهد ، هذه طاقتي نفذت

و هاهي تلك الخيوط الفضية تنير على رأسي و هاهي الخطوط الشاحبة تملأ وجهي .

شعور بالخيبة عندما تجتهد و تتعب و تجد شيء أنت لم تتوقع أن تراه ، أين ذاك

العالم الملائكي التي رسمته أو رسم في مخيلتي ، للآسف إهباط لن يشعر به

إلا من وجد في نفسه .

لم تكن الضحكات في أعلى ذاك الوادي سوى ضحكات جنونية لعقول لم تعرف

من العقل سوى خواءه .

هذا أنا في أعلى تلك القمة و اعرف أن هناك شخص ما في ذاك الوادي يتأمل

و يتخيل الأشخاص الذين في أعلى الجبل و تأخذه خيالاته لكي يصل إلى هنا .

لكن هل استطيع أن أصرخ بأعلى صوتي بأنني أتمنى لو كنت في ذاك الوادي

هل سيسمع ندائي أم ستشتته رياح الشرق .

ما أجمل أن تقف بشموخ في أرض الواقع أفضل من الشموخ في أرض الضياع

وللجنونيات والعقلانيات بقيه
وسنفكر بصوت مسموع
فتعالوا نفكر