اضاءة المتقاعدون.. آمال وآلام **صلاح بن سعيد بن ناصر الزهراني

الاستاذ/ صلاح بن سعيد بن ناصر الزهراني هو احد ابنا رباع
ويعمل مدير لمكتب سعادة وكيل امانة مدينة الرياض لشؤن الخدمات

ولاستاذ صلاح تدرج في كثيرا من الوظايف في عدة جهات حكومية فقد عمل
في المؤسسه العامة للبترول والمعادن حتى وصل الى مدير لشؤن الادارية المساعد
ونقل الى امانة مدينة الرياض بنا على طلب امانة مدينة الرياض ورغبتها في نقل خدماته
الى املاكها انذاك والاستاذ صلاح من الكوادر الممتازة في عمله ويتمتع بخلق كبير ويحب
مساعدة الاخرين كما انه له في الكتابة دور بارز ويكتب في صحيفة الجزيرة والرياض ويتمتع
بذكا وذاكرة وحفظ التواريخ ويحب القصة والشعر ولديه الكثير والكثير جدا من الاشعار والتواريخ
عن الاحداث ويستطيع المساجلة الشعرية وله في الادب والقصة وهو بحق يستحق التقدير منا جميعا



إضاءة
المتقاعدون.. آمال وآلام


صلاح الزهراني

في مقال سابق، وعلى صفحات هذه الصحيفة الغراء، بعددها الصادر صباح الأحد 1427/4/16ه تحت عنوان "المتقاعدون إلى أين"، عرضت بعض أشكال المعاناة التي يتكبدها المتقاعدون، واليوم أركز الضوء على بعض هذه الجوانب لعلها تلقى لدى القارئ والمسؤول الاهتمام المأمول، فتتكاتف الجهود للتخفيف عن كاهل المتقاعد واشعاره بأننا معه ومن حوله فلا يشعر بالاغتراب في وطنه وبين ظهرانيه.
المتقاعدون هم احدى شرائح المجتمع الهامة، أفنوا سنين عمرهم في خدمة الوطن المعطاء، امضوا شبابهم في العمل والبناء، لذا آليت على نفسي وأنا أحدهم أن أتناول بقلمي همومهم، وكيفية التيسير عليهم، بعد أن بدأ خريف العمر، وتغير مجرى حياتهم إلى ما يسمى (الموت قاعداً)، وبدأ معظمهم يجتر ذكريات الماضي التي كان يشار فيها اليه بالبنان، ومشاعرهم التي تترنح الآن بين اليأس والاحباط، ومشاكسة رفيقات دربهم في المنازل وما يواجهونه من متاعب عند قضاء احتياجاتهم، هم شيب اليوم ووروده الذابلة بعد أن كانوا زهرة شباب الأمس، فما احوجهم اليوم إلى رد الجميل، إلى ابتسامة عند اللقاء، قد يدخل بعضهم نفس الجهات التي كانوا يخدمون بها فيلقون غير المعاملة التي يأملون، ويلاقون ما يلاقون وهم صامتون، فهل سأل الموظف الحالي عن موقع هذا المراجع المسن في شبابه، وهل يلقى نفس معاملة الشباب الذين يستطيعون الوقوف في الصفوف ولو لساعات، أليس واجباً أن نشعرهم بالعرفان والتقدير لجهودهم التي نلمس اليوم نتائجها في تنمية المجتمع ورفاهية أفراده.

إذا احتاج احدهم لاداء بعض الخدمات، فعليه تصديق بعض الأوراق من العمد في مراكز الشرطة، وكثيراً ما يكون العمدة قد خرج في عمل فيضطر المتقاعد إلى التردد وكأن له قضية، وقد يكون في حالة صحية لا تسمح له في هذه السن بالتردد لقضاء هذه الحاجة، فحبذا لو أن للعمد مكاتب في الأحياء منظمة ومرتبة ومعروفة للجميع بما يسمح بانجاز اعمالهم والتيسير على المراجعين بكل سهولة ويسر، فنجنبهم عناء التردد على تلك الجهات في هذه السن.

لذلك أناشد أصحاب القرار، وأصحاب الفكر والرأي، بالنظر في مراعاتهم، والتيسير عليهم، واشعارهم بأهمية ما قدموه لوطنهم طيلة عقود في عملهم.

وقد تم تأسيس جمعية لرعاية المتقاعدين والاهتمام بشؤونهم، وانتخب الأستاذ الدكتور عبدالرحمن الطيب الأنصاري رئيساً لمجلس ادارتها، والدكتور علي بن أحمد السلطان نائباً له، وجهود المجلس لكي تصبح الجمعية حقيقة في حياتنا بعد ان كانت ضرباً من الخيال، ولكن شتان بين ما على الورق، وما هو في الواقع الذي لا يتعدى تصور المستقبل، وما تعد به الجمعية لرعاية المتقاعدين وتحقيق بعض رغباتهم، وقرب تحقيق ما يتطلعون اليه من قضاء الأيام الباقية بمثل ما عاشوا فيه من تكريم وهم يعملون، حتى لا يكون التقاعد عبئاً نفسياً وجسدياً على المتقاعد، فيترحم على تلك الايام التي حفظت له فيها الوظيفة كرامته واليسر في قضاء أموره، ومازالت هذه الطروحات والأفكار مجرد قصور من رمال، أو حبراً على ورق، فهي اضغاث أحلام.

ولعل القارئ يسأل أو يتساءل، ما هي احتياجاتهم، وكيف يعامل ابن اليوم اباه أو عمه أو جده المتقاعد.

والمتقاعد أخي القارئ لا يطلب منك إلا اليسير، الابتسامة في وجهه، التعامل معه بما يليق به في كبره.

لهذا نأمل أن ترعى جمعية المتقاعدين هذا التوجه بمنح المتقاعد بطاقة تعريف لا تتعدى في حجمها بطاقة الهوية الوطنية، تغنيه عن حمل دفتر العائلة اللازم للاثبات في كثير من الاحيان، أو استئجار سيارة مثلا، فلتصدرها أي جهة من الجهات بمبادرة منها سواء كانت جهة عمله السابقة أو المؤسسة العامة للتقاعد أوالتأمينات الاجتماعية أو الجمعية، حتى يلقى المعاملة التي تليق به في دواوين الدولة التي سبق له الخدمة ببعضها، ويعيش بقية أيام عمره قرير العين جذلانا، فمن ينكر عليه هذا الحق يكون جاحداً.

ولا يخلو الكثيرون من المتقاعدين من بعض الأمراض المزمنة وأمراض الشيخوخة، لذلك فقد يكون من المناسب أن تتبنى جمعية المتقاعدين مشروعاً لعلاج المتقاعدين، تتعاقد فيه مع بعض المستشفيات المتخصصة لاجراء تخفيضات ملموسة في تكلفة علاج المتقاعد وأسرته، كذلك السعي لدى الخطوط الجوية السعودية وغيرها من جهات النقل البري لتخفيض تذاكر السفرللمتقاعدين، وحث الجهات والمصالح التي كثيراً ما يتردد عليها المتقاعدون لعمل كاونتر خاص لهم لانجاز معاملاتهم دون تأخير، أسوة بما قامت به جوازات منطقة الرياض التي نثمن لها هذه الرعاية الخاصة للمتقاعدين والمسنين.

وتذكروا أيها الاخوة أن "البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت، يا ابن آدم اعمل ما شئت فإنك كما تدين تدان".

وقد سبق ان قرأت في احدى الصحف اليومية أن المؤسسة العامة للتقاعد في سبيلها لاصدار بطاقات للمتقاعدين، ولكني أرجو ألا ينطبق على ذلك المثل القائل (أسمع جعجعة ولا أرى طحناً).

وأكون شاكراً للجميع إذا تم التنسيق بين الجهات المعنية بالمتقاعدين لاصدار هذه البطاقة أو تقديم الخدمات المقترحة من قبلها، وإلى أن يأذن الله بتحرك ايجابي من تلك الجهات، لا يسعني ومن هم على شاكلتي من المتقاعدين وخاصة كبار السن منهم، إلا أن أرفع يداي بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الكريم بالتوفيق والسداد، أمدهم الله والمسؤولين بالصحة والعافية وأدام هذا الحكم الميمون، ووفق بطانتهم إلى ما يحبه ويرضاه، والدعاء إلى الله موصول منا لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزيرالداخلية والرئيس الفخري للجمعية الذي دعم فكرة انشاء جمعية للمتقاعدين ويرعاها - رعاه الله ووفقه إلى كل خير ونأمل أن يتحقق كل خير على يديه إن شاء الله، ومني يصل الدعاء لحبيب الرياض وحبيبنا سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز وفقه الله ومنحه الصحة والعافية. رعى الله الجميع وأعانهم ونفع بهم.. آمين. وأخيراً أقول:

من يعمل الخيرلا يعدم جوازيه

لا يذهب العرف بين الله والناس


@ أمانة منطقة الرياض

* هل هناك علاقة بين المتقاعد، والموت قاعد ؟ والمعاش والما عاش ؟
* هل سيصدرون لهم بطاقات، أم سيقذفونهم من الطائرات ؟
* إذا كانت الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء لايراه إلا المرضى، فهل ننتظر حتى يصاب المسئول بالمرض فيشعر بآلام هؤلاء ؟
* هل يمكن أن يتحول الأمل إلى ألم ؟
* ما معنى أمل ؟ هل له علاقة بالملل ؟
* (ألم) أقل لكم ؟