الإرث ومنزلته في الإسلام - كتبه إمام جامع التقوى بقرية الصفح

الإرث ومنزلته في الإسلام

كتبه فضيلة الشيخ / محمد بن أحمد الزهراني

إمام جامع التقوى بقرية الصفح

****

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي حفظ الحقوق وحرم العقوق ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، أعطى كل ذي حق حقه ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله الذي أرسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، وصلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن سلك طريقه إلى يوم القيامة، أما بعد
فإن الله تعالى جعل الدين عنده الإسلام وجعلنا به خير الأنام، أقام الله به العدل ورفع به الجهل وحفظ به الحقوق بعد ضياعها، وجعل الميزان هو ﴿ إن أكرمكم عند الله أتقاكم ﴾ فعاش أهله آمنين مطمئنين على أموالهم ودمائهم وأعراضهم، أما الجاهلية الجهلاء فالحياة عندهم للأقوى ، وأما الضعيف فمظلوم ، ولذا كانوا لا يورثون المرأة فأبطل الإسلام باطلهم وكشف عوارهم وأظهر مثالبهم إذ ورّث الله المرأة وأعطاها ميراثاً مقدراً حتى لا يهضم 0
لذا يعتبر علم المواريث من أشرف العلوم وأجلها وأعظمها قدراً، حيث حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على تعلمه وتعليمه فقال ( تعلموا الفرائض وعلموها الناس فإنها نصف العلم وهو ينسى، وهو أول علم ينزع من أمتي ) رواة بن ماجة
وعن عمر رضي الله عنه قال ( تعلموا الفرائض، فإنها من دينكم )0 وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ( من تعلم القرآن فليتعلم الفرائض )0
لذا لا يجوز تغيير المواريث عن وصفها الشرعي ، لأن ذلك كفر بالله عز وجل قال تعالى بعد آيات الفرائض ﴿ تلك حدود الله 000 ﴾ إلى أن قال ﴿ ومن يعص الله ورسوله يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين ﴾ قال الإمام الشوكاني في تفسيره ، والإشارة بقوله ﴿ تلك ﴾ إلى الأحكام المتقدمة يعني في المواريث وسماها حدوداً ، لكونها لا تجوز مجاوزتها ولا يحل تعديها 0
فمن تصرف في المواريث عن مجراها الشرعي فورّث غير وارث أو حرم الوارث من كل حقه أو بعضه أو ساوى بين الرجل والمرأة في الميراث كما في بعض الأنظمة والقوانين الكفرية مخالفاً بذلك حكم الله في جعله للذكر مثل حظ الأنثيين فهو كافر مخلد في النار والعياذ بالله إلا أن يتوب إلى الله قبل موته0
إن أهل الجاهلية كانوا يحرمون النساء والصغار من الميراث فجاء الإسلام بإبطال ذلك فقال تعالى ﴿ للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيباً مفروضاً ﴾ النساء أية ( 7 )0
وقال تعالى ﴿ يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين ﴾ النساء آية ( 11 )0
وفي هذه الآيات إبطال لما عليه بعض الجاهليات المعاصرة من تسوية المرأة بالرجل وإثارة الشبهات حول الميراث انطلاقاً من مساواة المرأة بالرجل في كل شي وكيداً لإحكام الإسلام وشرائعه التي فصلت الأحكام وأعطت كل ذي حق حقه فلله الحمد والمنة وهناك من يقوم بحرمان المرأة من ميراثها كله أو بعضه كما في بعض المجتمعات و القبائل والقرى وهذا أمر في غاية الخطورة بل هو محآدة لله ورسوله وتعدياً لحدود الله0
منقول