حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون

الأخ الدكتور الموسى جزاك الله خير على الموضوع المهم والذي غفلنا عنه وغفل عنه الكثير

وما ذاك إلا من قسوة في قلوبنا

يقول الله تعالى في كتابه الكريم :
( فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم ) الآية

وقال تعالى : ( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة ) الآية
وقال تعالى : ( فويل للقاسية قلوبهم ) الآية

ثم قال تعالى : ( وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يهبط من خشية الله ) الآية
وقال تعالى : ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ) الآية

إن من قسى قلبه لا يمكن أن يردعه الموت ، ولو فكر في الموت لما فعل ما فعل من جرائمه ، هذا
الإنسان الضعيف لا يمكن أن يكون أقوى من الجبال والحديد والحجارة ، ولكن عندما يقسو قلبه
ويأخذه الكبر والعجب بنفسه والغرور واستيلاء الشيطان على قلبه ، فيبدأ يدخل في مرحلة القسوة

التي تجعله يظلم ، وينهب ويسرق ، ويأكل أموال اليتامى ، غير مبال بجرائمه التي سيحاسب عنها
يوم القيامة ، وبعد مرحلة القسوة يدخل مرحلة الظلم ، والظلم كله ظلمات يوم القيامة ،

قد لا يستمتع بما سرق وأخذ وظلم إلا فترة يسيرة في الدنيا ثم بعدها ماذا ؟ بعدها محكمة الجبار
العزيز القهار قاهر الجبابرة والملوك وقاصم الأكاسرة الطغاة ، عند قاضي الآخرة وليس قاضي
الدنيا ، عند الملك الجبار الحي القيوم الذي لا يمو ت ، عند ذو الملك والملكوت والقوة والعزة
والجبروت .


وليقف هذا الظالم عند قوله تعالى ( لمن الملك اليوم ) فيجيب الله على نفسه ( لله الواحد القهار )

حتى ملك الموت ينحر نفسه يوم القيام ولا يبقى عين تطرف ولا شفة تتكلم وجميع الخلائق يموتون
إلا هو جل جلاله .

ويقول الله تعالى : أين الجبارون ؟ أين الجبارون ولا من مجيب ، كل الخلائق يموتون ، العادل والظالم
والصغير والكبير والذكر والأنثى ، والطيور والوحوش والإنس والجن والملائكة .

والظالم والظلام فترة قصيرة ويواجهون رب العباد ، وسيختم لهم بالخاتمة السيئة في الدنيا

لقد نسي الظالم الموت عندما يأتي ملك الموت فينتزع منه الروح ويئن كل عرق في جسمه
وكل شعرة من جسدة يعس بألمها وتنزع روحه ويكون ألمه آلالام جميع الناس في ألم واحد
كل عضو يحس بنزعة الموت كل جزء من جسمه يحس بألمها .

ولا يستطيع ساعتها يندم ، بعدها هناك عذاب آخر ينتظره ، يضرب بمطارق الحديد حتى يتفتت
في قبره ويعاد مرة اخرى ويضرب حتى يتفتت ويحس بالم مرزبة الحديد .

ويأتي يوم القيامة ويأتيه عذاب ثالث عذاب الحساب في يوم المحشر ، فيحشر في يوم مقداره
خمسين ألف سنة ، ويبلغ منه العرق ما يبلغ إلى يغرق في عرقه وهذا قبل الحساب ،

ويأتي وقت الحساب ويحاسب على كل صغيرة وكبير ، من أين لك هذا ؟ ومن أين لك هذا ؟ يحاسب
على الهللة والقرش والدينار وعلى النهب وعلى الخردلة والقطمير .

في يوم يصير الولدان شيبا ، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد .
( يوم تضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد )

وكل ذات حمل أي كل من تكون تحمل من الإناث ويقول الشيخ عائض القرني في تفسيره :
( كل ذات حمل حتى الحيات تضع ما بجوفها )

النساء والحيوانات والأسماك والحيات وكل من تحمل تضع حملها خوفا من هول ذلك اليوم العظيم .