مشاعر الزوجين لازالت في المخاض

استاذنا الفاضل اسمح لنا بمرورنا المتواضع على موضوعك الرائع الذى يعبر عن واقع تعيشه بيوت عربية
يشتكي كثير من الأزواج ولا سيما الزوجات اليوم من الجفوة والقسوة العاطفية من ازواجهن حيث لا يولونهن أدنى قدر من المعاملة العاطفية والكلام الحلو الرومانسي ولا يهدونهن تلك الوردة الحمراء وتلك اللمسة الحانية الدافئة التي كان يهديها الزوج لزوجته في الأفلام العربية ظن الزوجات انه طالما ان الأمر كذلك فمن المؤكد ان ازواجهن لا يحبونهن او ليس لديهم أي أحاسيس رومانسية او مشاعر عاطفية تجاههن ومن هنا نشات المشكلة
قديما كانت العرب في الجاهلية اذا احب رجل امرأة وعشقها فانه لا يتزوجها في الغالب حتى لا يتناقص ذلك الحب او يزول وعندما جاء الإسلام عكس هذا المفهوم تماما فحثّ كل متحابين بضرورة الزواج حيث قال الرسول عليه الصلاة والسلام - لم نر للمتحابين مثل النكاح



لنقف مع وصف الله سبحانه وتعالى للعلاقة الزوجية في القرآن وذلك يقوله تعالى في الآية 21 من سورة الروم " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " ‏
يفسرها بن كثير بقوله " وجعل بينهم وبينهن مودة وهي المحبة والرحمة وهي الرأفة فإن الرجل يمسك المرأة إما لمحبته لها أو رحمة بها أو للألفة بينهما وغير ذلك " وذلك بلا شك معنى أشمل وأرقى وأسمى بكثير من حب تلك الصور الخيالية التي تصورها لنا الأفلام والروايات
هنا سيرة الرسول الحبيب عليه الصلاة والسلام تؤكد لنا ان الحب الدنيوي ليس كل شئ بل ان هناك ما هو أعظم منه وهو الحب في الله وحب الله ورسوله وهذا الذي ما يجب ان نملأ به القلب لا حب العشق والهيامه و حب معتدل تستقيم به الفطرة ويحقق التكاثر والتزاوج وقضاء الوطر والتلاطف بين عشيرين يفترض ان علاقتهما باقية حتى الممات بمنتهى الانسجام والتفاهم والود يؤديان فيها رسالة عظيمة تبدأ ببذرة سرعان ما تكون نواة لمجتمع اسلامي قوي الا وهي الذرية ولذلك شرع التلاطف والتقبيل واللعب والمعاشرة بينهما بالمعروف

اذا ما الذي حدث لأزواج اليوم
فنجد الاتى : عدم الفهم الصحيح لما يجب ان تكون عليه العلاقة الزوجية الواقعية ومعنى المودة والرحمة
عدم فهم الحياة الواقعية للأزواج وأنها حياة مليئة بالمشاكل الحياتية اليومية التي تحتاج الى قرار وتصرف وعناء وزخم حياتي وأجواء مشحونة قد يفرض على الزوجين البعد عن الجو العاطفي الرومانسي
عدم فهم الزوجات لحقيقة الوضع الراهن الذي يعيشه الأزواج اليوم من الضغط والإرهاق النفسي في أعمالهم واللذان بلا شك يؤثران على الرجال أيمّا تأثير ويتفوقان بمراحل عن الجهد البدني والعضلي
الفرق بين واقعية الرجل ورومانسية المرأة هي أساس المشكلة فنساء اليوم الا ما رحم ربي لو مهما قدّم لها زوجها من معروف وطيبة وحسن معاملة وترفيه ثم اذا ما قصر في موضوع الرومانسية والكلام المعسول فإنه بذلك يكون لم يفعل لها أي شئ وتعيش الزوجة في جحيم وقلق وفراغ عاطفي

ان نسيان كثير من النساء هذه الحقيقة وان الرسول عليه الصلاة والسلام حذّر ونبّه النساء كثيرا من كفران نعمة العشير وانه مهما فعل لها من خير ويقصّر في شئ تقول ما رأيت منه خيرا قط " وهدّدهن بأن اكثر أهل النار من النساء لهذا السبب
لذلك لا بد من خطوات مهمة لإذابة الجليد وتحريك العواطف بين الأزواج و هذا ما يجب على كلا الزوجين حيث انه من عشرتهم كل منهم عرف الاخر فيتصرف على هذا الاساس على طبيعة الاخر ما يحتاج و ما الاوقات المناسبة لمناقشة امور هامة لحياتهم
و اسمح لى استاذى الفاضل بالعودة مرة اخرى

همسة شوق :
تحيتي لك ولمرورك الدائم .
عوفيتي أختنا الكريمة وحفظك الرحمن
من كل مكروه ونشكرك على التعليق
الجيّد
والمفيد .

رحاب :
القرآن تحدث عن هذا ، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أيضاً أحاديث روت عنه حول ما تكلمنا عنه . لكن العالم العربي لازال بعيداً عن هذا ، في نظري أنا وليس غيري ، عدة أمور تجهلهم منها :
1ـ ضعف المعرفة الكافية بسيرة المصطفى مع زوجاته صلى الله عليه وسلم ، والرقة المتناهيه في ذلك ، ما أروعها رحاب .
2ـ المناهج الدراسية التي تكاد تخلو تماماً بالعناية بالزوجين ، ومدى الاستفاده منها في المستقبل ، منتاهجنا حشو اذهان فقط .
3ـ تأصل وتمسك بعض المجتمعات ومنها المجتمع السعودي بالعادات والتقاليد القديمة ، ويرى البعض أن في ذلك سواد وجه أمام الغير وكذلك في الخلوة .
اشكرك رحاب على هذا الطرح المتقن .

اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة د.الموسى

رحاب :

القرآن تحدث عن هذا ، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أيضاً أحاديث روت عنه حول ما تكلمنا عنه . لكن العالم العربي لازال بعيداً عن هذا ، في نظري أنا وليس غيري ، عدة أمور تجهلهم منها :
1ـ ضعف المعرفة الكافية بسيرة المصطفى مع زوجاته صلى الله عليه وسلم ، والرقة المتناهيه في ذلك ، ما أروعها رحاب .
2ـ المناهج الدراسية التي تكاد تخلو تماماً بالعناية بالزوجين ، ومدى الاستفاده منها في المستقبل ، منتاهجنا حشو اذهان فقط .
3ـ تأصل وتمسك بعض المجتمعات ومنها المجتمع السعودي بالعادات والتقاليد القديمة ، ويرى البعض أن في ذلك سواد وجه أمام الغير وكذلك في الخلوة .
اشكرك رحاب على هذا الطرح المتقن .

يا استاذنا الكريم
بالرغم من الدعوات المستمرة لتحرر المرأة و المحافظة على حقوقها استعانوا باحاديث رسولنا صلى الله عليه و سلم فى هذا الامر و حقوق المرأة و غيره ....
و كان من باب دعوتهم للتحرر هو تعليمها الان المرأة ما شاء الله تصل لدرجات علمية مميزة
و بعض النساء نجدهم حصلوا على اعلى الشهادات العلمية و بالرغم من ذلك حياتهم الزوجية فاشلة
نجد العادات القديمة فى حرج المرأة فى ان تتحدث بما داخلها لزوجها من عواطف او طلبها لحقوق زوجية هى بالدرجة الاولى ليست عادات فقط و لكنها فطرة و هى حياء المرأة و لكن حيائها مع زوجها بعد الزواج بيختلف بيكون له صورة اخرى تحتفظ بحيائها و فى نفس الوقت فإنها متوازنة
اما من ناحية اخرى نجد نساء يتجاهلن مشاعرهن و يعيشن حياتهن بوتيرة واحده دون اى تغيير و نجدهن يطلبن من الرجل ان يراعى هو شعورهن و ان يعطيهن حقوقهن العاطفية ....
من اين سيعطيك اختى حقوقك العاطفية ؟؟؟ و فاقد الشىء لا يعطيه
انتى اولا لم تعطيه حقوقه العاطفيه بجهل منك او تجاهل او تحول اهتمامك بدرجة 100% لاطفالك او اهتمامات اخرى حياتيه ..
لا يمكن القطع ان فشل الحياة الزوجية يرجع لعادات او تقاليد بالمجتمع العربى
الاساس هو البيت ثم البيت كما ذكرت حضرتك لو ان ابنتى او ابنى وجد الاب يدخل من بااب البيت يسلم على الجميع بود و حب و وجدوا الاب يلاطف الام بكلمات رقيقة حانية كل ذلك بيغرس داخلهم .. و هذه حقيقة واقعية

الموضوع كبير جدا و يحتاج منا مناقشات و احاديث مطولة لانه بكل صدق محور حياة البيوت العربية
لانه ان صلح البيت صلح المجتمع لاننا كما نعلم ان البيت نواه المجتمع
لو كانت النواه خاوية و تملئها الامراض النفسية فكيف سيكون المجتمع ؟؟؟

مرة أخرى نرحب بك رحاب :
صدقيني أن في الغرب تدرس حتى طريقة الجنس بين الزوجين ، وأنا لم ادعو إلى هذا معاذ الله ،
حتى الحيوانات تمارس ذلك فطرة الله بين كل زوجين ،
أنا اتحدث هنا عن العواطف والأحاسيس ،
ازواج كثيرون قد لايسمعون بها لذا أجيال
بعدهم تتوارث هذا وكذلك بيوت
تفكك بسبب هذا
والحل
بسيط جداً
دمتي
رحاب .