السعوديات: عريس افتراضي أو عريس وفق التقاليد !

السعوديات: عريس افتراضي أو عريس وفق التقاليد !

22

طالب ك إبراهيم هنا أمستردام 'لن أقبل أن أتزوج رجلاً سعودياً بالطريقة التقليدية. قناعاتي لا تسمح لي بأن أتزوج من رجل لا أعرفه. أنا أعرف أني تخطيت سن الزواج. وأعرف أن الشاب السعودي لا يبحث عن فتاة قطعت سن الثلاثين. لكني أعتبر شهادتي ودراستي ووظيفتي، منقذ لي وملجأي الأخير'، تقول مروى.
صفات الرجل
تضيف في حديث لـ 'هنا أمستردام' قائلة: 'أبحث دائماً عن الرجل المناسب عبر مواقع التواصل الاجتماعي. أستخدم اسماً مزيفاً. ووجهاً مزيفاً. في البداية كانت المسألة صعبة أن تتحدث مع غريب من خلف قناع. لكن كل المعلومات الشخصية التي أقدمها للشاب صحيحة. وأوضح للشاب الذي أتحدث معه، أن اسمي ليس حقيقياً، وأن وجهي أيضاً. لكني أضطر لذلك. فأنا مواطنة سعودية تعيش في مجتمع مغلق'.
تحدد مروى (اسم مستعار) صفات الرجل الذي تريده. وتعتبر أن أهم صفة، أن يكون مرناً ومتفهماً، بالإضافة إلى الخصائص الأخرى التي تريدها كل فتاة.
لا تخشى مروى من المستقبل، وتعتبر أن الرجل الذي ستختاره عبر شبكات التواصل الاجتماعي يجب أن 'يكون متفهماً ويجب أن يعرف أني وجدته عبر الأنترنت. وأن تقاليد المجتمع السعودي، لا تسمح لي بمقابلته. ولا تسمح لي أن أختبره، وأن أعرف تفاصيل حياته'. وتؤكد أن الأنترنت قد خيب ظنها في البداية، لأنها وجدت الكثير من الكذب والمراوغة. ولكنها لم تيأس خاصة أنها تتواصل باسم مستعار. ثم وجدت فيما بعد أكثر من شاب مرن ومتفهم. وكان بعض الشباب أيضاً يبحثون عن نساء مناسبات، ليتزوجوا منهن. وهو ما جعل تصميمها كبيراً، لتحصل على زوج مناسب وحياة أكثر استقرار.
الأخت الصغرى
لا توافق منى (اسم مستعار) أختَها مروى، وتعتبر أن التقاليد والعادات هي ما يناسب حياتها. ولن تغامر في أن تتحدث مع رجال عبر الأنترنت. وتعتبر منى أن حياتها ليست ملكاً لها. وإنما هي ملك أسرتها. وإذا كان والدها ووالدتها يسمحان لهما باستخدام الأنترنت، فلأن ثقتهما بهما كبيرة جداً. ويجب ألا تخونا تلك الثقة. ومنى تثق أيضاً بأختها. وتعتبر أن قناعات مروى تختلف عن قناعاتها. ولكن لمنى حياتها أيضاً وثقافتها. وتنتظر على أن تحصل على زوجها بالطريقة التقليدية.
تضيف منى أنها كانت في التسوق مع أختها الكبيرة، وكانتا بلباسهما الشرعي. حين أسقط أحد الشباب رسالة على الأرض، وأشار لها لتلتقطها. كان قد كتب في الرسالة اسمه ورقم هاتفه.
وتشير منى أنها أعجبت بالشاب. لكنها لم تجرؤ على الاتصال به. ربما كانت نيته سيئة. لكنها رغبت حقيقة أن تعرف طباعه، وتفاصيل حياته. وصادف في مرة أخرى أن ترك شاب آخر رسالة لها. لكنها لم تلتقطها. لأن الشاب لم يثر إعجابها.
الطريقة التقليدية
يشير الناشط السعودي أبو عبد الرحمن الحسيني إلى أن هناك طريقة ما، يستطيع الشاب أن يرى الفتاة من خلالها. ثم يرسل أهله لرؤيتها. وتتدخل الأخوات لتقدير المسائل. ثم يتقدم الشاب لخطبة الفتاة. وفي تلك الحالة يستطيع الشاب أن يرى وجه الفتاة. وفي حالات أخرى يستطيع أن يراها بدون حجاب، لكنها حالات قليلة. فترة الخطوبة تعني أنه تم عقد القران شرعاً. وبعد الخطبة يستطيع الشاب أن يخرج مع الفتاة إلى خارج المنزل بصحبة أمها أو إحدى أخواتها.
يعتبر أبو عبد الرحمن أن هناك زيجات في السعودية الآن، تحصل بعد علاقة سابقة مع الفتاة. وقد ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في ذلك. وتلك مسألة خاضعة إلى إرادة الأهل ودرجة مرونتهم.
ويؤكد الناشط أن المجتمع السعودي شهد تطورات ملحوظة في الفترة الماضية، وأن عادات معينة بدأت في التغير. ويضيف الناشط السعودي أن أسراً سعودية كثيرة لا تفرض على بناتها زوجاً معيناً. لكن إذا تخطت فتاة ما سن الزواج، يبدأ القلق عليها، وعلى حياتها خوفاً من الانحراف.