#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
من ذكريات الطفولة - موسى محمد هجاد الزهراني
من ذكريات الطفولة !! موسى محمد هجاد الزهراني لعل عَتْبَــكَ محمودٌ عواقبُهُ *** فربما صحت الأجسام بالعلل ! العتاب بين الأحبة أمر لابد منه .. فربما صحت الأجسام بالعلل.. كما قال الشيخ ! أبو الطيب(1) في هذه ( الروشتة )التي قدمناها . وبالمناسبة .. فقد جلست يوماً مع طبيب فأخبرني أن الأجسام بعد إصابتها بالأمراض وشفائها منها، تعود خيراً مما كانت عليه ، فتكتسب مناعة أكثر من ذي قبل … والله أعلم . أما العتاب .. فإنه يجدد الود ؛ ويبعث كوامنَ الأشواق ؛ والأحاسيس ؛ والمشاعر ، ويستخرج دفين الكلام . لكنه .. لابد من الاعتدال فيه ؛ حتى يكون ( عتاباً ) وإلاَّ أصبح (عذاباً )! أو غرفة تحقيقٍ جنائيٍ ليس فيها إلاّ اثنان ؛ المتهم ؛ والمحقق الذي يخرج – غالباً – منتصراً ! وهكذا العتاب إذا كثر واستفحل أمره في كل طرفة عينٍ أو همسة تسليمٍ.. وكما قيل .. إذا كنت في كل الأمور معاتباً *** صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه ! * * * أما ما أريد ذكره بعد تلك المقدمة المبعثرة .. فهو .. أنه في ليلة الثلاثاء .. الواحد والعشرين من شهر ربيع الأخر من عام 1420هـ وبالتحديد في تمام الساعة الحادية عشر ليلاً .. تم الاتصال من مُعَاتِبٍ ..على مُعَاتَبٍ ! هاتفياً .. بعد قطيعة دامت أشهر .. كعادة الأصدقاء والأخلاء ..المتهاجرين ..فحدث ما حدث.. وتنقلنا من تهمة إلى براءة .. ومن براءة إلى تهمةٍ .. حتى غسلنا القلوب ؛ وجعلنها قاعاً صفصفاً ..! ولعل أكثر ما أجرى المياه إلى طبيعتها ؛ وساقها إلى مجاريها .. أمور .. يطول استقصاؤها .. أعان الله على إيجازها .. قال لي صاحبي(2) بنبرة الحزين : هل هانت عليك العشرة وأيام الصبا ..أما تذكر كذا في يوم كذا وكذا في يوم كذا . . . فهل فهمتم شيئاً من هذه ( الكذاءات)؟!! على كل حالٍ .. لا غريب في الدار والبساط أحمدي(3).. قال لي : أما تذكر حينما كنا صغاراً نغدوا ونروح ..وكنا كنخلتي ( حلوان ) اللتين كانتا دهراً طويلاً قائمتين ..يُضرب بهما المثل في طول الصحبة (4) أو (كـالفرقدين)(5) .. أما تذكر يومَ الهدهد ! أما تذكر يوم أن كنتُ الضحية .. وكدت أكون صريع السرير حينما أوشكت رقبتي أن تنفصل برأسي عن جسدي من جرّاء ضغط حافة السرير عليها ؛ لأنني أردت أن أصنع معروفاً فأستخرج (كُرةً) عفى عليها الدهر فلم يبق فيها روح .. من تحت ذلك السرير ..!! أما تذكر أيام الحصالة .. أما تذكر أيام الرحلات البعيدة التي كنا رفيقيها دائماً .. تطول طريقها حتى تبلغ كيلو متراً واحداً فقط! أما تذكر كيف كنا نسطوا على شجر البخار اللذيذ ..عندما يبلغ بنا الجوع كل مبلغ ..حتى نرى السماء صافية (بوجهٍ عام) زرقاء اللون ليس بها سحب رعدية ممطرة ولا ركامية !(كما يقول حسن كراني مذيع الأحوال الجوية)! وقام صاحبي بحرقة يردد على مسامعي تلك الذكريات التي تستخرج الدموع من محاجر العين بالقوة ..( حقيقةً لا كذباً)! وسترون .. كان هذا موجز النشرة وإلى حضراتكم الأنباء بالتفصيل !! * * * ماهي حقيقة ماذكره من هدهد وغيره ..أيها الأفاضل؟؟ أما قصة الهدهد .. فإنه في يوم مشرق أبلج من أيام عام 1397هـ تقريباً لا تحديداً ..ومع بزوغ شمس ذلك اليوم الجميل؛ خرجنا أنا وصاحبي(6) لكي نعرض للشمس وجوهنا التي بها بقايا من طينٍ يابسٍ من أثر لعب يوم أمسٍ في حفرة الطين التي كنا نرها خير مرتع لنا ؛ فلا يضاهيها اليوم أي ( ملاهي ) في الدنيا لاسيما وأنها (مجاناً ) لا تكلفنا إلاَّ تحمُّل ضربٍ شديدٍ على مؤخرةِ كلٍ منا في حال عودتنا إلى البيت من قِبل أُمهاتنا ـ حفظهن الله ـ فقط! الحاصل .. أنه عندما خرجنا في ذلك الصباح الجميل .. وإذا بصاحبي يرى مالا أرى!! ويهب مسرعاً لا يلوي على شيءٍ ولا يُعقِّب !! فانطلق كالبرق الخاطف .. وفي سرعة هائلةٍ ..حمل حجراً في يده .. ولكنني ..كنت أسبق منه .. فنحن كفرسي رهان .. فقد رأيت ما رأى .. رأيت ذلك الصيد السمين .! المزخرف الجميل .. الذي لم يكن سوى (هدهدٍ) يستعرض جمال ريشه وعُرفه البارع !! تحت أشعة الشمس الذهبية ؛ في ذلك الصباح المشرق. فحملت على الفور في يدي حجراً كأنما نُحت نحتاً حتى أصبح في طول القلم ..وأعرضَ منه قليلاً .. فأردت أن أخدم صاحبي .. وآتي بشيءٍ لم تستطعه الأوائلُ! فقذفت بالحجر تجاه الهدف المغلوب على أمره ..الذي كان في الحقيقة .. رأس صاحبي المركب في جانبيه أُذنان طويلتان كأنهما أُذنا أرنبٍ داهمه الخطر فرفعهما يصيخ السمع ..! فانطلق ذلك الحجر من يدي كأنما هو سهمٌ طائر فاستقر في رأس صاحبي بين أُذنيه ..وثبت في مكانه ..فكأنه- سبحان الله – أنفٌ قد نَبَتَ له من خلفه بين أُذنيه!(7) والله المستعان . أما أنا فلم يكن أمامي إلاّ إطلاق ساقيَّ للريح لا أدري إلى اتجاه أُوجه وجهي .. فكان من محاسن الصدف أن وقعت أسيراً في يدي أخته الكبيرة(8) التي أمسكت بتلابيبي على أثر سماع ذلك الصريخ(9) العظيم من عدو الهدهد ! فأصبحت بين يديها كالفرخ الذي ينتظر أن يذهب لقمةً سائغةً في فم قطٍ جائع .. سألتني بصوت ملأ جوانب قلبي رعباً : ـ(ليش رميته بالحجر؟!) أما أنا فمن هول المنظر .. الحجر المعلق بين أُذنيه .. والدم المنبثق من جوانبه.. وصوتها الذي دخل قلبي كدخول (العراق) على (الكويت) عام 1411هـ لم أستطع أن أفتح فمي ؛ وأحسست أن أسناني في الفكين السفلي والعلوي قد تلاصقت ببعضها تماماً! ففتحت أذنيَّ وأصغيت إلى ذلك الفيض العذب العجيب الذي جادت به قريحتها من تلك الشتائم واللعنات .. وأنا معلق بين يديها كالفرخ ..لاحول لي ولا قوة ..(سامحها الله)!! دقائق مرَّت .. اختلط فيها بكاء صاحبي من الألم .. من ذلك الحجر ( الأنف) ! وبكائي من شدة الخوف الذي جمَّد أطرافي المعلقة في الهواء كحدائق (بابل) المعلقة بأرض العراق التي هي من عجائب الدنيا السبع كما قيل.. دقائق مرَّت وكأنها ساعات طوال!! لم أصدق وَقْعَ أقدامي على الأرض بعد أن تكرمت ( أخته ) بإنزالي من ذلك العلو الشاهق .. تنفستُ الصُّعداء(10) .. وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض ..ثم لبيت أهلي بسرعة الريح .. وكأنني خارج من حرب (فيتنام) ! استقر بي المقام أمام أمي التي دعوتُ الله طويلاً ألاَّ تشعر بما حدث .. وإلاَّ ..(.. لكم أن تتخيلوا كُلَّ شيءٍ بعد ..إلاَّ ..هذه)! والحمد لله كان الأمر كما توقعت ..لم تشعر بما حدث .. مرت الأزمة بسلام .. تذكرت في لمحة خاطفة ..أنني لم أدر ما مصير الهدهد .. وما حالُ الحجر الذي يبست عليه يدا صاحبي ؛ وكان يريد أن يرمي به الهدهد ؟! لعله يخبركم هو .! * * * ماقصة السرير الذي كاد أن يهلك رقبة صاحبي ؟! أطيلوا النفَس .. فله قصة أغرب من قصة الهدهد المتقدم ذكرها .. عادت المياه إلى مجاريها .. بعد أيام .. وكأن شيئاً لم يكن .. فالتقينا كالعادة على غير ميعاد ... عند حفرة الطين ؛ وسط (الرَّبَعَة)(*)!..العريقة في التاريخ ( أعني تاريخنا نحن الأثنين)! لم نكن نتقن فن العتاب .. فلم نحوج أنفسنا إليه .. ودخلنا مباشرة في صلب المهم .. وهو اللعب إما بالطين .. وإما بـ(كُرةٍ) أصبح منظرها محزناً .. فهي ( منفوخةٌ) من إحدى جوانبها ( نحيلةٌ ) من الجانب الآخر .. كأن بها ( فَقْر دَم)! فتراها إذا دحرجتها تعرج عرجاً شديداً .. وعلى كل حال .. كانت ولا كُرة ( بيليه) في (البرازيل) في زمانه ! بقي علينا ..اختيار مكان ..نلعب فيه بتلك الكرة الجريحة!! ضاقت علينا الأرض بما رحبت ..فلم نجد أرحب مكاناً ولا أفسح موقعاً ..من اللعب بجوار(أبي عبد الله) وهو"عمي أخو والدي" و(علي بن معيض)(11) وكانا على مايبدو في حالة من الانسجام لا مثيل لها .. بجوار (مَلَّةٍ)(12)! قد ملئت رماداً وجمراً ..يستدفئان به من برد الشتاء .. في وسط ذلك البيت القديم الذي لم يبق منه (اليوم)إلاَّ أطلالٌ يوشك أن تنهار.. أُطلقَتْ الصافرة .. وبدأ اللعب على أَشُده.. ومن عظيم الحماس ..أخذت الكرة تمرُّ من على رأس الشيخين المستغرقين في الأحاديث ..كأنها طائرة( الكونكورد) التي تقطع (2000) كيلوا متراً في الساعة الواحدة تقريباً ... وأحياناً تضرب بينهما في تلك (المَلَّة) فتثير زوبعة من الرماد ..نسمع على أثره ..صوت السعال منهما .. والانتهار أحياناً .. وهكذا كانت المباراة على أشُدّها..! وفي لحظة حماس .. ضرب أحدنا تلك الكرة الجريحة ! ضربةً قويةً استقرت بعدها آمنة مطمئنة تحت سرير عظيم الخلقة كأنني أراه الآن ..مصنوع من الفولاذ ..أو هكذا أظن ..توجد في مقدمته من جهة رأس النائم ..وفي مؤخرته من جهة الأرجل صفائح عظيمة صفراء اللون ..إذا ضربتها بيدك سمعت لها مثل صوت الرعد القاصف في ليالي الشتاء المظلمة .. احترنا في أمرنا ..ماذا نفعل ..وكيف نقضي بقية يومنا دون تلك الكرة التي ولَّت هاربة منا حتى كانت في مكان أمين .. تطوع صاحبي .. وانبرى بشجاعة الأسد الغضنفر الهزبر الضرغام(**) ! وقال لي : أنا آتيك بها .. فشكرته على ذلك مقدماً وأحسست أن الله قد فرَّج عنا أزمتنا .. قام صاحبي ..وأخذ يحبو كما يحبو الطفل الرضيع ..حتى إذا حاذى ذلك السرير(13) الذي يذكرنا بـ(عرش كسرى بن هرمز) في وقته {سمعنا به ولم نره} !! حَنَى رأسه وأدخل نصف جسمه العلوي تحت عرش كسرى وزحف حتى تمكن – بحمد الله – من الإمساك بتلك الكرة المشؤمة ! أمّا أنا ..فعزّ عليّ أن أبقى واقفاً أتفرج على الموقف ..فأردت المساعدة ..ونيتي سليمة .. والأعمال بالنيات ! فتقدمت وأمسكت بحافة السرير من منتصفه الذي دخل صاحبي تحته .. أمسكتها بكلتا يديّ .. ثم رفعته .. زاعماً أنني سأخفف الوطء عن صاحبي .. فأحسستُ وكأن نَـمْل الدنيا كلها يسري في يديّ ..وشعرت بِحِكَّةٍ شديدةٍ في باطن يدي ؛ فلم أستطع الصبر .. فأفْلَتُّ السرير بقوة فخرج من (مفصلاته) التي كان مركباً عليها .. ووقع بكامل ثقله على رقبة صاحبي .. ووقعتُ أنا مجدداً في أزمةٍ جديدةٍ ..بعد أزمة السيد هدهد قبل أيام ..إنا لله وإنا إليه راجعون .! أطلق صاحبي صرخةً مدوّيةً .. خرجت من أعماق قلبه ؛ وكأنه في بئر عميقةٍ (***) .! أفزعت تلك الصرخة الشيخين المستغرقين في الحديث ..فقاما فزعين ..يجران ثيابهما ..متجهين نحو مصدر الصوت .. وصلا في الوقت المناسب والحمد لله .. قام أحدهما برفع السرير بيد واحدة ! وأخرج صاحبي من تحت الأنقاض ؛ والآخر وهو ( أبي عبدالله ) رحمه الله .. توجه إلي بسيل جارف من الشتائم لا يقل عن ذلك الذي داهمني قبل أيام في حادثة الهدهد المؤلمة!! بل كان كسيل العرم الذي اجتاح سد مأرب في اليمن ! ومما حفظته منه (.. رحمه الله وسامحه فهي مجرد دعابة) كلمتُه لي بعد أن ضربني بسبابته في جبيني وقال لي( أنت دنبور..أنت)! لاتسألوني عن معناها فلست أعلمه! خرج صاحبي برأسه وكأنه رأس الديك الواقف عُرْفُه!! وبدوره هو .. أهدي إليَّ مافتح الله به عليه... . من اللعنات والسب والشتم ! المهم .. أنني عدت إلى بيتنا أجُرُّ أذيال الخيبة .. فلم أكمل تلك المباراة التي ماتت قبل أن تولد .. ولم أستطع الدفاع عن نيتي السليمة في إنقاذ صاحبي .. هذه ـ كانت ـ القصة الثانية !! * * * أما قصة الحصالة المالية .. فتلك قصة أخرى .. لها وقع عظيم في حياتنا الاقتصادية .. التقينا أنا وصاحبي بعد شفائه من آلآم رقبته من جراء نزول ذلك السرير عليها .. قابلته واضعاً رأسي ( من الخجل ) بين أقدامي .. ويديَّ في جيوبي متعثراً في خطواتي .. أدرك صاحبي ..أنني وصلت إلى قمة الإحراج من آثار تلك الفعلة الشنيعة قبل أيام .. - خلاص ..ارفع رأسك .. رفعت رأسي .. فانفجرت ضاحكاً ..عندما رأيت أُذنيه الواقفتين على جانبي رأسه المنفوش الشعر وفي الحقيقة لم أر مثلهما في حياتي إلى الآن .. ومن لم يصدق ذلك ..فلينظر إليهما ..يجد الخبر!! فَتَحَتْ تلك الضحكات آفاقاً جديدة في العلاقات الدولية مع صاحبي .. تمخضت عقليته الجبارة ..عن فكرة لم يسبق إلى مثلها .. قال لي: - ما رأيك أن نأتي بـ(علبة نيدو حجم وسط).. وندفنها تحت تلك الشجرة .. ونضع فيه ما يرزقناه الله من مالٍ نقوم بادخاره لليوم الأسود.. ……………………………………. فهيَّج أشجان الفؤاد ومايدري!! وافقت على الفور ..فرحاً مستبشراً .. مرت الأيام ... ونحن كلما وقع في أيدينا ريال ! أو نصفه !! بادرنا مستخفين إلى حصالة الخير نفتحها ..واحدٌ يقوم بفتحها .. والآخر يراقب المكان ..فنضع فيها الرزق ثم ننطلق !! ولأن دوام الحال من المحال.. فقد أدرَكَتْ صاحبي رحمةٌ لهذه الحصالة المكتومة الأنفاس تحت التراب ..فاقترح عليَّ أن نبعثها من رقدتها ونستخرج ما أودعناه بها من كنوز!! وكان يوماً مشهوداً .. استخرجنا حصالتنا .. ننفض عنها التراب ..فَتَحَهَا صاحبي ( وكان ديكتاتوراً في قراراته منفرداً دائماً بالرئاسة) ..فماذا رأينا بها ؟؟! تملكنا العجب .. وأخذتنا الدهشة .. حينما لم نر في تلك الحصالة التي كنا نعاملها معاملة الشريد المطارد المستخفي ..!! طوال أيام كانت هي فيها شغلنا الشاغل !! لم نجد فيها سوى مبلغ ثلاثة ريالات ونصف..( نسيت الآن)!! أو أكثر قليلاً .. فإذا بخيبة الأمل ترفرف علينا .. فترى وجوهنا كالحة.. كلٌ يرمي بالنظرات تجاه الآخر .. وكلٌ يضمر في صدره أن صاحبه قد خانه في غيابه فسطا على الكنز !!-مع أنه نادراً جداً ما يغيب أحدنا عن الآخر..فعلاً- واختلس منه ما أنقصه .. ولم يكن ذلك !! الحاصل ..أننا اشترينا بتلك الحصيلة ..عدد (2 بيبسي) بريالين .. وبالباقي!.. (..بسكويتاً) !! ثم .. انقدح في ذهن صاحبي فكرة جديدة .. وما عليَّ إلاَّ الاستماع والتنفيذ .. - مارأيك أن نقوم برحلة؟! - أين ؟ - إلى جبل (الصفا)(14). - فكرة رائعة ..أين الأكل؟! - هذا الذي في يدك. - نعم .. هيا بنا .. وانطلق هذا الموكب المبارك .. حتى بلغ جبل (الصفا) الذي لايبعد عن بيوتنا سوى (1) كيلومتر تقريباً.. أكلنا وشربنا..نظرنا إلى الناس تحتنا كالذَّر.. ورعاة الأغنام لهم من حولنا أهازيجهم المعروفة .. عدنا بعدها من الجبل ..إلى فقرنا مرة أخرى ! ننظر بعيون حسيرة كسيرة ؛ إلى تلك الحصالة الملقاة على الأرض ..دحرجها صاحبي برجله نحوي ركلتُها أنا أيضاً ..أظلم الليل ..ارتفع أذان المغرب عذباً ندياً ؛ بلا مكبرات صوت فلم نكن نعرفها تلك الأيام ..ودَّعنا بعضنا وتفرقنا إلى منازلنا (..القديمة) الملاصقة لبعضها .. على أمل مغامرة جديدة في صباح اليوم التالي ( فلم نكن نعرف النوم حتى الضحى في تلك الأيام مطلقاً)..!! * * * ماهي قصة السطو على أشجار البخار اللذيذ..؟! لا.. لن أخبركم بها .. فهي سرٌ بيني وبين صاحبي وما خفي أعظم !! ألم أقل .. بأنها تستخرج الدموع من العين بالقوة ! فهل علمتم أي دموع استخرجتها تلك المغامرات الطفولية ؟! ------------------------- (1) المتنبي في قصيدته المشهورة ( أنا الغريق فما خوفي من البلل ) . (2) عبدالله بن موسى ؛ ابن بن عمي ؛ حفظه الله !. (3) مثل دارج قديم لاعلاقة له بالصوفية كما يظن البعض ( قاله الشيخ بن عثيمين حفظه الله). (4) هما نخلتان كانتا بعقبة (حلوان) يضرب بهما المثل في طول الصحبة ؛ قيل أنها من غرس الأكاسرة قطعها الرشيد فندم وفيهما قال الشاعر: أسعداني يانخلتي حلوان *** وارثيا لي من ريب هذا الزمان أسعداني وأيقنا أن نحساً *** ســوف يلقاكما فتفترقان ( كتاب قطوف الريحان من زهر الأفنان ص67) (5) نجمان في السماء قيل فيهما : وطال ثواء الفرقدين بغبطة *** أما علما أن سوف يفترقان؟ ! (6) لم نتجاوز حينها العشر سنوات من أعمارنا تقريباً ؛ فتأمل! (7) لايزال حسب علمي أثره في رأس صاحبي إلى الآن.( سامحني الله) قولوا آمين! (8) متزوجة من سنوات طويلة ؛ لها (أربعة )أولاد و(ست) بنات. (9) في اللغة صوت المستصرخ والصراخ الصوت. مختار الصحاح ( صرخ) (10) تنفسٌ ممدودٌ ؛ قالها في مختار الصحاح. (*) عامية يقصد بها قطعة أرض صغيرة ؛ والمرباع في اللغة : أرض ينبت فيها العشب أول الربيع ؛ والرَّبْع : أي الدار نفسها ؛ تأمل! (11) رحمهما الله تعالى فقد ماتا منذ زمن بعيد. (12) في اللغة الرماد الحار فهي عربية كما هي في الاستعمال لدينا قديماً. (**) كلها من أسماء الأسد. (13) علمت فيما بعد أن هذا السرير قدم به أبو صاحبي ( موسى بن موسى) وهو ابن عمي يرحمه الله ؛ ؛ من المنطقة الشرقية منذ زمن بعيد جداً. (***) البئر مؤنثة . (14) جبل عظيم الارتفاع على يمين القادم من الطائف إلى الباحة مقابل قرية ( رباع) قريتنا!
•
رحلة في ذاكرة الشاعر جريبيع رحمه الله
• أهالي رباع : الخير في مقدمكم يانسل الكرام ( عكاظ ) • رسائل واتس اب جديدة كل يوم .. شاركونا بكل جديد |
اخر 5 مواضيع التي كتبها صقر الجنوب | |||||
المواضيع | المنتدى | اخر مشاركة | عدد الردود | عدد المشاهدات | تاريخ اخر مشاركة |
دهاء الشيخ محمد بن يحيى العسيري شيخ رباع | تاريخ قرية رباع بين الماضي والحاضر | 0 | 1218 | 20/10/2024 02:27 PM | |
وقفات ودروس من حروب بخروش بن علاس ضد جحافل... | تاريخ زهران وغامد | 2 | 4604 | 17/09/2024 11:11 PM | |
الشعراء بن حوقان وعبدالواحد | منتدى القصائد الجنوبية ( المنقولة) | 0 | 13693 | 04/01/2024 11:35 AM | |
القصة (مورد المثل) | منتدى القصص و الروايات المتنوعة | 0 | 9524 | 02/01/2024 09:28 AM | |
الله لايجزي الغنادير بالخير | منتدى القصائد النبطية والقلطة ( المنقولة) | 1 | 9947 | 28/12/2023 05:06 PM |
04/12/2004, 02:56 PM | #2 |
مشرف متميز سابق
|
اسلوب رائع من شيخنا الكريم /موسى لاتملك حياله الاالمتابعه حتى النهاية
ذكريات جميله لاتنسى ولو حاول البعض هذه الايام نسيانها شكراً ياصقر الجنوب على المشاركة الممتازة واتمنى من شيخنا الانضمام لاسرة المنتدى ليثرينابما لديه ونستفيد من مشاركاته في جميع اقسام المنتدى |
|
04/12/2004, 08:02 PM | #3 |
المؤسس والمشـــرف العــــام
|
وانا اضم صوتي لصوتك يابو خالد لانضمام أخي موسى الى المنتدى واشرافه المباشر على وعبر المنتدى نوجه له التحية .
|
•
رحلة في ذاكرة الشاعر جريبيع رحمه الله
• أهالي رباع : الخير في مقدمكم يانسل الكرام ( عكاظ ) • رسائل واتس اب جديدة كل يوم .. شاركونا بكل جديد |
06/02/2006, 06:42 PM | #6 |
المؤسس والمشـــرف العــــام
|
لأخي الشيخ موسى ولكم جميعا وافر التحية
|
•
رحلة في ذاكرة الشاعر جريبيع رحمه الله
• أهالي رباع : الخير في مقدمكم يانسل الكرام ( عكاظ ) • رسائل واتس اب جديدة كل يوم .. شاركونا بكل جديد |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
706 معلماً في حركة النقل الداخلية لمعلمي منطقة عسير | ابو رؤى | منتدى الجامعات والدراسات العليا | 1 | 07/08/2008 02:39 PM |
نقل 1632 معلماً .. حركة نقل المعلمين الداخلية بالمنطقة الشرقية | ابو رؤى | منتدى الجامعات والدراسات العليا | 2 | 06/08/2008 05:40 PM |
2025 معلماً في حركة النقل الداخلية لمعلمي منطقة الرياض | ابو رؤى | منتدى الجامعات والدراسات العليا | 3 | 06/08/2008 05:15 PM |
أسماء الطلاب الناجحين في الثانوية العامة بـ 9 مدارس في الباحة | سعود | منتدى التربية والتعليم | 6 | 28/06/2008 02:40 PM |
حركة النقل الخارجي للمعلمات | تركي بن محمد | منتدى الجامعات والدراسات العليا | 0 | 19/04/2007 01:28 AM |
الإعلانات النصية ( أصدقاء الأكاديمية ) |
|||||