للمتزوجين والمتزوجات فقط

بسم الله الرحمن الرحيم

في هذا الموضوع لن أتحدث بكلام منمق ومزخرف وغير موجود على أرض الواقع بل سأتحدث بلغة مفهومة للكل ويعيشها الجميع شعورًا وإحساسًا متى قُرِئت بالقلب قبل اللسان لأنني سأتحدث عن أمر هام يحتاج إلى مشاركة العقل والقلب معًا ، سأتحدث عن علاقة الرجل بزوجته عاطفيًا ولا أخفيكم أن هناك أكثر من سبب لاختيار هذا الموضوع منها : محاولة لردم الفجوة العاطفية التي أصبحنا نلحظها بين الزوج وزوجته وعلاج ما قد تحدثه من أثر نفسي وعكسي لأنها ( أي الفجوة ) تكون في أحيانٍ كثيرة سببًا في هروب الزوجة بمشاعرها بعيدًا عن زوجها وبيتها ، والسبب الأخير هو محاولة تذكير الزوج بخطورة بخله العاطفي على زوجته خاصة في ظل مشاهدة الجميع لذلك الحب الذي يبديه أبطال المسلسلات والأفلام لزوجاتهم حتى وإن كان مزيفًا إلا أنه يجعل المرأة تعقد الكثير من المقارنات بين ما تشاهده وبين ما تعيشه على أرض الواقع ، فإذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( عفوا تعف نساؤكم في المحرم ... إلى آخر الحديث ) فإنه ليس المطلوب في هذا الحديث أن يعف الرجال بمعنى ( أن يبتعدوا عن المعاشرة المحرمة قولاً وفعلاً وتفكيرًا ) فقط كي تعف النساء ، فقد يعف الرجل ولكنه يبخل على زوجته بما هي في أمسّ الحاجة إليه ، لذلك فالواجب علينا ألا نأخذ ما جاء في ظاهر الحديث فقط بل المطلوب تطبيق المعنى الباطن أيضًا الذي يؤكد أنه متى عفّ الرجل واتجه بمشاعره وأحاسيسه وتعامله الأخلاقي والشعوري نحو زوجته وأغدق عليها بمشاعره الفياضة من حبه وعطفه ورحمته وكرمه فإنها بالتالي لن تجد أي سبب يحملها على إتباع طريق الهوى والشيطان والبحث عمن يشبعها عاطفيًا بل إنها ستبادله حبًا بحب وتتغاضى عن أي عيوب قد تجدها فيه فتكون هذه بتلك . ففي داخل المرأة كُتَل من المشاعر تحتاج من يهزها ويحركها فمثلما أن النساء يتعاملن مع الرجل بالمَثل القائل ( أقرب طريق لقلب الزوج معدته ) فإن على الرجل أن يتعامل مع المرأة بسَلْك أقرب طريق لقلبها وهو العزف على وتر العاطفة لديها وإشباعِ نهمها فهل فعل كلٌ منا ذلك ؟ لا اعتقد ، فما نسمع به ونقرأ عنه هذه الأيام من هروب للزوجات بمشاعرهن وليس بالضرورة بأجسادهن إلى خارج بيتهن يؤكد على أنه بالرغم من معرفة الكثير من الأزواج بأهمية دغدغة مشاعر الزوجة وإثارة عاطفتها إلا أنهم يعزفون لسبب أو لآخر عن فعل ذلك حتى ولو كان الثمن كلمة حلوة يقولها لزوجته وأم أولاده ، بل أن البعض من الرجال يعتبرون أن الكلام في الحب والتعبير عن المشاعر شيء تافه ومضيعة للوقت وكلام فارغ من المضمون وهذا شيء مخالف لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( إذا أحبّ أحدكم أخيه فليعلمه أنه أحبَّه ) فكيف إذًا تقولها لأخيك المسلم وتبخل بها على زوجتك ؟ فالواجب عليك( أن تبدأ بمن تعول ) كما أوصانا الحبيب صلى الله عليه وسلم .
باقة ورد :
-أخي الزوج :
*-اسأل نفسك : متى كانت آخر مرة خرجت فيها أنت وزوجتك لوحدكما ؟ أليس لها حق عليك ؟ فمثلما تعطي لأصدقائك نصف يومك فاعطِ وخصص لزوجتك ولو ساعة واحدة في الأسبوع ، فاجئها يومًا ما بنزهة قصيرة لوحدكما أو باتصال ولو لدقيقة واحدة وأنت في عملك أو حين تكون في عملها أشعرها أنك في شوق إليها أو خذها للعشاء في الخارج أو اجلس معها في مكان هادئ ، فوالله أن تلك الساعة لها من الأثر والقيمة في نفس الزوجة ما لا تعادله هدية ذهبية ( مع علمي بحب النساء للذهب ) . غيروا نمط حياتكم بين فترة وأخرى حتى تبتعدوا عن الروتين الممل بل القاتل للمشاعر .
*-: هل تعلم أن التغيير حتى لو في أثاث المنزل كسرير النوم مثلاً بنقله من جهة إلى أخرى سيقضي على الشعور بالملل .
*- وأنت قادم من عملك أو من أي مكان قم بالمرور على محل ورود واشترِ وردة ولو ( بخمسة ريالات ) وسلمها لها يداً بيد ، قم بذلك ولو كل شهر مرة وسترى كيف ستكون حياتك معها .
*- تبسم في وجه زوجتك ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( تبسمك في وجه أخيك صدقة ) فكيف إذا كان هذا التبسم في وجه زوجتك ؟ تأكد أيها الزوج أن كل ما تقدمه لزوجتك من مشاعر ما هو إلا واجب عليك ومع ذلك فأنت مأجور عليه ( فالكلمة الطيبة صدقة ) كما جاء في الحديث الشريف وباعتقادي أنها في حق الزوجة أكثر من ذلك .
*- هل تعلم أن بعض الزوجات من شدة يأسها من تغيُّر زوجها للأفضل أصبحت لا تبحث عن كلمة جميلة يقولها لها بل تبحث فقط عن بقائه صامتًا حتى لا تخرج منه كلمة قد تجرح مشاعرها فبعض الرجال وللأسف يتعامل مع زوجته وأبنائه بصلف وشدة غير مبررة في كل الأوقات ولا يكتفِ ببخله الشديد في المشاعر بل يتحول ذلك البخل إلى كرم ولكن كرم في ماذا ؟ إنه كرم في عبارات اللوم والقمع حتى أضحى بعض الأبناء وبعض الزوجات يفرحون بخروجه من المنزل ليجدوا راحتهم في الكلام والجلوس ومشاهدة التلفاز وغير ذلك .
*- لماذا نجد أن بعض الأزواج تتبلد مشاعرهم بعد مرور سنة من زواجه أو بعد حضور طفله الأول بل أن بعضهم تتبلد بعد مرور شهر العسل ؟
*- قد يقول قائل أنني أحب زوجتي ولكنني لا أحب أو لا أجيد التعبير عن ذلك بالكلام فأرد عليه وما الفائدة من كتمك لمشاعرك ؟ وكيف ستعرف زوجك بأن لها مكانة في قلبك ؟ فإن كنت أيها الزوج لا تجيد التعبير عن مشاعرك بالقول والفعل فعبِّر على الأقل بأحدهما وإن كان الفعل أجدى وأنفع .
*-: خذ رأي زوجتك في أي أمر وحتى لو لم تكن مقتنعًا به بل استمع لها ولا تسفه رأيها وشاركها في همومك العملية فعلى الرغم من تأكدنا بأن الزوجة لا تملك إقرار ما قد يريحك في عملك إلا أن الهدف من استشارتها كي تشعر أن لها اعتبار ومكانة عندك وشاركها في همومها العملية إن كانت تعمل .
*- ثق أيها الزوج الكريم أن الكمال لله وحده وأنه ليست هناك زوجة كاملة فحتى أنت لابد أن فيك عيب كبقية البشر فإن كملت زوجة في الجمال فربما نقصت في الأخلاق أو الدين والعكس ، لذلك اترك البحث عن المستحيل . ويكفي أن تجد من زوجتك كمالاً في الخُلُق والدين .
أختي الزوجة المسلمة :
*- ما ينطبق على الزوج ينطبق أيضًا عليك فأنتِ أيضًا مطالبة بالتعبير عن مشاعرك والتزين لزوجك بصورة دائمة ولا أقصد بالتزين في الشكل فقط بل في اللبس والكلام وحتى التنويع في الأكل .
*- : لا تحادثي زوجك كثيرًا بأي طلبات أو أمور أخرى حال حضوره من عمله فإنه سيكون متعبًا أو متضايقًا بل هوني عليه وأزيلي عنه تعبه وإرهاقه بالكلمة الطيبة .
*- كوني بلسمًا له ، خففي عليه ليس حين يحتاجك بل قبل أن تشعري بحاجته إليك ، صدقيني كلما ارتفع سعر طلباتك قل احترامه لذاتك .
*- دعي مشاكلك داخل بيتك وحافظي على أسرار زوجك ولا تظهريها لأهلك أو لغيرهم ، فإن في هذا إغضاب للزوج قال الشاعر:
لا تشكي للناس همًا أنت صاحبه فلا يؤلم الجرح إلا مَن به الألم

ملاحظة هامة :*- لا أعني من خلال كلامي أن كل زوج بخيل في التعبير عن مشاعره لابد أن تبحث زوجته عمّن يؤجج مشاعرها حتى لو اضطرت لمؤاخاة الشيطان ، لا أتجرأ أن أقول ذلك وليس هذا مقصدي ولكن ما أقصده أننا نجد في زماننا هذا بالذات أن الزوجة في حاجة أكثر من أي زمن مضى إلى زوجٍ أكثر دفئًا وحبًا وعطفًا قولاً وفعلاً في ظل ما يشاهدنه الزوجات في كل مكان .
خاتمة
قال الله تعالى
( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقومٍ يتفكرون )
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
" ‏لا يفرك مؤمن ‏من مؤمنة ، إن كره منها ُخلقاً ، رضي منها آخر " أو قال غيره .
ملاحظة /( الآيات والأحاديث التي تحثنا على المعاشرة بالمعروف وحسن الخلق بين الزوجين عديدة ولا يسع المجال هنا لذكرها ) فالمعذرة

قليل من يفهم هالكلام وهنا المشكله
موضوع حلوووو واختيار اروووع
يعطيك العافيه اخوي
باانتظار جديدكــ
الف شكر

يسلمو عل الموضووع