سفاح العجائز
بعد محاكمة استمرت 29 يوما ، وقف القاضي الانجليزي جون فوربس ليعلن الحكم على د . هارولد شيبمان بالسجن مدى الحياة ليصبح واحدا
-----
على قائمة عتاة المجرمين والقتلة في تاريخ بريطانيا .
وهارولد شيبمان طبيب بريطاني 54 سنة ذو لحية بيضاء ، ونظارات طبية ، يعمل في احدى المدن البريطانية الصغيرة ويعامل مرضاه بطيبة مثالية . وشملت قائمة التهم الموجهة له 15 امراة في اواسط العمر واكبر ، ولم يكن كثير من الضحايا يعاني من امراض حقيقية ،لكن الشرطة فتحت ملفات لاكثر من 120 حالة وفاة اخرى ينكن ان يكون هارولد متورطا في ارتكاب بعضها كاثلين جروندي كانت ضحيته الاخيرة ، وقد ارتكب غلطتين فيها ، اولاهما محاولة الاستيلاء على ثروتها عن طريقة كتابة وصية مزورة تعطي اسرته الحق في ارث جميع ممتلكات كاثلين التي تقدر باكثر من 380 الف جنيه استرليني . والغلطة الثانية انه حقن ضحيته بجرعة قاتلة من مخدر الهيروين الذي وجدت اثاره عند تشريح الجثة بعد اخراجها من القبر .
انجيلا وودراف ابنة الضحية قالت ان والدتها كانت تضع كل ثقتها في الدكتور شيبمان ولا تتوقف عن الثناء عليه لكل من تلتقي به من اهالي مدينة هايد الانجليزية الصغيرة الذين كانوا يشاطرونها الراي . وكانت جريمة قتل كاثلين هي الاولى التي يظهر فيها الدافع بعد تزوير الوصية ، اما بقية الجرائم التي ارتكبها فانها تظل امرا غامضا . القاضي جون فوربس قال لشيبمان بعد اصدار الحكم عليه : عندي قليل من الشك في ان كل امراة من ضحاياك كانت تبتسم وتشكرك وانت قائم على خدمتها ومساعدتها وجاء في اخر تقارير المحكمة ان شيبمان كان يتصل بالضحية وهي بمفردها في بيتها ، ويخبرها انه سوف ياخذ منها عينة دم بينما يحقنها بجرعة قاتلة من مخدر الهيروين ثم يراقب تاثيره عليها .
وكان عندما ينهي مهمته يعود الى منزله المتواضع المكون من طابقين ، الذي كانت تعيش فيه معه زوجته واطفالهما الاربعة ، وكان جرس الهاتف يرن بعض الاحيان ، حيث يطلب منه اقارب الضحية الحضور لكتابة شهادة الوفاة . وتقول هيلاري ماسون ان جميع العائلات التي كان يشرف شيبمان على علاج احد من افرادها كانت تكن له احتراما كبيرا وله منزلة رفيعة ، وتشير الى انها قالت لنفسها عندما قبضت عليه الشرطة انه لا بد خطأ ما قد حدث . لكن كثيرا من البريطانيين لم يخفوا دهشتهم لتاخر السلطات وقتا طويلا قبل الامساك بهذا المجرم القاتل به بها ، ان الطبيب يكون في وضع نموذجي يمكنه من تنفيذ مثل هذا النوع من جرائم القتل ، فالمريض يضع فيه ثقته الكاملة ، ويؤمنه على حياته ، والطبيب هو الذي يكتب روشتة العلاج وله الحق في توقيع شهادة الوفاة .