أقلامنا وشجاعة قلوبنا

فضحتونا

ليست الأقلام وحدها تكتب ، بل ليست وحدها تخطط للحاضر ، والمستقبل . أرى أن الكثير من الأقلام كان بها من الجبن الكثير ، رغم أن الجماد لا يجبن ، ولا يعرف للجبن معنى ...نعم حرية الصحافة في أي بلد دليل على وعي ذلك البلد ، وأي جدار يُنصب بين الصحافة الحرة والرأي العام دليل على قصر قامة تلك الأقلام التي لا يرى حتى رؤوسها في جيوب أصحابها خوفا أن تقمع ، أو يكسر سنها . هاهم الغرب رغم بعدهم عن الحق إلاّ أن أقلامهم تطال الكبير قبل الصغير بكل حرية فيما يسمح به العقل والمنطق ، بمعنى لا ضرر ولا ضرار ، ومن يجرؤ على الآخرين دون وجه حق يحاكم محاكمة عادلة في أقفاص الاتهام ، والشاطر من لديه مخالب أو أسنان تستطيع لياكة تلك القضبان . فضحونا بين الشعوب ، والسبب أن كلمة الحق لا تقال أو أنها لا تلقى صدى بين صنّاع القرار ، رغم أنها هي من صنع تلك الحكومات في الكثير من الأحيان ، ويرى البعض اليوم أنه ليس بالضرورة أن تعدل تلك الأقلام في خضم المصالح اليوم . هاهو الإعلام الأمريكي وتحديدا (اللوبي اليهودي ) عندما لا يريدون منتخب رغم كفاءته تسل تلك الأقلام حتى توحي للعامة من الشعب الأمريكي أن ذلك المنتخب لا يصلح حتى لحكم خمسة نعاج . لكنها وبكل صراحة تقول الفصل ولا تأخذها في الحق لومة لائم .. قد يقول قائل إنها تشرى وتباع أحيانا أخرى ، وأقول نعم هذا صحيح ، لكن ليس هناك وجه مقارنة مع أقلامنا العربية فهي؛( تباع في سوق النخاسة ،) وبأثمان زهيدة لتمدح هذا وتذم ذاك دون مراعاة أو حتى ضمير يؤنبها الحقيقة . ما نراه اليوم في عالمنا العربي من فضائح لحكامها الذين سقطوا أو لا زالوا يترنحون بين هاماتهم والأرض المغطاة بالأتربة الداكنة جراء عفن الزمن الذي عاشته تلك الحكومات حتى تحللت نواياهم تجاه شعوبهم . هذه الحكومات كانت الأقلام المتابعة لها لا تتوقف عن مدحهم ، وتمجيدهم بما لا يستحقون أما رغبة في الوصول إلى مكانة ما، أو أن الدفع مقبوض مسبقا ، وبثمن بخس حتى جعلت من أولئك الخونة أصنام تعبد وقبلة تستقبلها بعض العامة . زج ببعض الأقلام التي رأت أن الحقيقة ولو بعضها يجب أن تقال ، حتى وجدت نفسها تقبع في السجون إلى أجل غير معلوم لا لشيء إلاّ أنها حاولت قول الحقيقة المرة ، والتي تجرعها بعض طبقات المجتمع المغلوب على أمره ، ولو سألت لما كل هذا السكوت؟ قال : أسكت إن أخي يعمل في مخابرات الحاكم المبجل . بعض القلوب احترقت بل انطفأت ، ولم بعد لها أي مكان في الساحة خصوصا الساحة التي تقول الحقيقة ، ولا يسمح لها بالتجوال إلاّ في ساحة الحاكم ، وكما يريد هو . الحُكام ما أن سمعوا كل هذا المديح صدقوا أنفسهم حتى أن البعض منهم شكك في رسالة المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى قال : ( محمد ساعي بريد .)
وبعضهم قال في حاكمه شعرا مفاده أن البنايات رقصت وتهدم بعضها حبا وخشوعا لك أيها الحاكم ،وآخر قال أن صوت الأذان مزعج ويجب أن يتوقف ، وعلى كل من يرغب في الصلاة لابد أن يتسلم بطاقة بعدها لا يحق له الصلاة في غير مسجده ، وإلاّ أصبح مشكوك في أمره ، هذا خلاف منع حلق الذكر ، ودروس التربية الإسلامية في المدارس ، ومحاربة الحجاب . في خطاب أحدهم قال سنعطي السلطة ليد آمنة لا يعرف الفرق بين آمنة ، وأمينة ، ويعد نفسه من الأخيار...... فضحتونا . عقود من الزمن وتلك الأقلام تكتب دون كلل ولا ملل حتى بانت الحقيقة ، وأنكشف المستور الذي كان في غيابة ردحا من الزمن ، وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده . لو أن تلك الأقلام قالت كلمة الحق من البداية لما آلت تلك البلدان إلى ما آلت إليه الآن ، ولكن المنافقين أوهموا تلك القيادات أن العروش باقية لهم .

الله يعطيك العافيه

ويعطيك مثل ذلك وزيادة .

[table1="width:70%;background-color:red;border:10px inset black;"]

ونه جنوبية :
حيّاك الله أخي ومرورك
أسعدني .