مصنع خياطة نسائي بجدة 95% من عاملاته من فئة الصم والبكم

مصنع خياطة نسائي بجدة 95% من عاملاته من فئة الصم والبكم



الجمعة, 13 مارس 2009


فاطمة آل عمرو – جدة تصوير: أروى أبونمي



في خطوة تعتبر الأولى من نوعها على مستوى المملكة تم إنشاء أول مصنع يقوم بتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة من فئة الصم والبكم سيتم افتتاحه خلال الأسابيع المقبلة.. حيث تم فعليا توظيف 40 عاملة من فئة الصم والبكم لتشجيعهن للدخول إلى سوق العمل وانخراطهن في المجتمع. وتصل تكاليف المصنع لاكثر من 3 ملايين ريال.. حيث تتنوع فيه مجالات العمل بمتوسط أجور مقبول جدا.
في البداية قالت مدربة التطريز الالكتروني عبير الهملان التي تحمل البكالوريوس للملابس والنسيج: طبيعة عملي في المصنع مدربة التصميم الالكتروني ومشرفة مكائن لتعليم الصم وأقوم بتدريب 40 طالبة من هذه الفئة على التصميم الالكتروني واستخدام المكائن، وأضاف لي هذا العمل خبرة من ناحيتين فمن جهة كنتُ أتعامل مع التطريز اليدوي والأعمال اليدوية والحرف اليدوية وأملي أن أقوم بتطوير نفسي في التطريز الالكتروني نظراً لارتفاع أسعار المكائن في الوقت الحالي وبتوفيق رب العالمين مُنحت لي فرصة التدريب على هذه المكائن، ومن جهة اخرى تم تدريسي لغة الإشارة من خلال الغرفة التجارية وكان طموحي أن أعمل مع هذه الفئة وأنا لازلت متطوعة في نادي الصم والبكم كل يوم اثنين.
وقالت مدربة التطريز الآلي اميمة بامانع (بكالوريوس اقتصاد منزلي قسم ملابس ونسيج): تم تدريبنا على استخدام المكائن قبل أن يتم تعييننا في المصنع وأنا متطوعة في نادي الصم والبكم لمدة عامين ولازلت إلى جانب عملي في المصنع، وما دفعني هو حبي للعمل التطوعي فهذه الفئة أحبها وأتمنى خدمتها وأنا أتعامل معهن وأقوم بتدريبهن من خلال لغة الإشارة التي تعلمتها من الغرفة التجارية التابعة لنادي الصم والبكم، وأنا كمدربة أقوم بتدريب الفئتين المتحدثات وفئة الصم على استخدام المكائن وطريقة العمل بها ولله الحمد حققت طموحي أن اختلط بهذه الفئة واخدمها إلى الأبد حيث زادت لغة الإشارة لدي من خلال احتكاكي بهن يومياً وهذا سيساعدني أكثر على تعليمهن طريقة استخدام المكائن.
وقالت مسؤولة المخازن في المصنع هدى آل عمرو (جغرافيا): لي في العمل التطوعي ثلاث سنوات وانضمامي إلى هذا النادي أضاف لي الكثير منها حبي لهذه الفئة وحبهن لي هو مايسعدني ونتمنى تقديم المزيد لتقديم المساعدة لهذه الفئة التي هي جزء من المجتمع.. وقالت مشرفة مكائن ابتسام المكي (بكالوريوس تربية فنية): طبيعة عملي في المصنع اشرف على المكائن واعمل في نفس الوقت مصممة وأغلب الوقت مع بنات الصم من 8 إلى 9 ساعات وأحببت هذه الفئة كثيراً وهذا السبب في دخولي المصنع وما جعلني أتعلم اللغة لمساعدتهن على انجاز أعمالهن في المصنع.
اما مديرة المصنع نهى جندي (إدارة أعمال) فقالت: تم تعييني عن طريق شركة نسمة وهي الشركة المساهمة والداعمة للمصنع مادياً لأن لي خلفية واسعة في التعامل مع هذه الفئة وقبل كل شيء تعلمتُ لغة الإشارة، وهذا المصنع الذي سيتم افتتاحه قريباً ان شاء الله ولكن أتمنى أن يكون لي عمل لذوي الاحتياجات الخاصة وهذه لوحدها مجرد إحساس لمساعدة هذه الفئة لنُشعر هذه الفئة أنهن جزء فعال في المجتمع وهذا أكبر هدف لدي وقد سعيتُ أن اعمل في مجال الاحتياجات الخاصة.
وحول مدى توظيف المواطنات تقول الجندي: 95 في المائة من موظفات المصنع من فئة الصم والبكم ومن المواطنات وهناك إداريات ومشرفات متحدثات ونادي الصم والبكم باستمرار يقوم بتدريب الفتيات على لغة الإشارة ونقوم بتوظيف ممن لديهن اللغة ونحاول التأهيل قبل دخولهن إلى المصنع وبفتيات الصم.. لأن أحد الأشخاص الذي يعمل في شركة نسمة يعرف أن لي خلفية مع فئة الصم لأن أخي وزوجته من هذه الفئة وهذا ماجعلني أتعلم هذه اللغة. وتضيف: قبل دخول أي عاملة المصنع من المتحدثات نقوم بتدريبها وتأهيلها على اللغة وحتى وإن لم توجد لديها اللغة تستطيع التعلم من خلال احتكاكها في المصنع ولكن نفضل من لديها هذه اللغة.
وتقول مسؤولة مصنع الخياطة ونادي الصم والبكم النسائي فائزة نتو: جاءت فكرة هذا المصنع عندما التقيت بأحد المستثمرين اليمنيين ويُدعى عبدالله العراقي وهو من تلقيتُ منه الدعوة لحضور معرض وكان معرضاً عاماً يضم مكائن للخياطة ويقوم بتوزيعها في المناطق العربية وتحدثتُ معه فيما يتعلق بفئة الصم والبكم وإنشاء مصنع للخياطة مخصص لهن وكانت هذه البداية واقترح لي أن يكون مصنعاً مخصصاً للصم ونقلنا بعد ذلك الفكرة إلى الشيخ صالح التركي وتحدثتُ معه عن المستثمر وأنه على استعداد لتدريب العاملات والصيانة وطلبتُ منه أن يكون هذا المصنع للصم فرحب التركي بالفكرة ودعم هذا المصنع وتكلفته أكثر من 3 ملايين ريال وتم اختيار اسم مبدئي له (مصنع نسما للخياطة والتطريز) والذي يُعتبر المصنع الأول على مستوى المملكة يقوم بتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة من فئة الصم والبكم إضافة إلى وجود موظفات عاديات للتحدث مع الشخصيات التي تزور المصنع والتعامل مع المواعيد والمحلات التي سنتعامل معها. كما تم التعاقد مع إحدى الشركات لتسلم منتجات المصنع.
وتضيف نتو: بالنسبة لفئة الصم فهي مقسمة إلى فئتين فئة متخصصات في التصميم على الكمبيوتر والقسم الثاني العمل على المكائن والمتحدثات فقط هن المدربات والمشرفات وموظفات العلاقات العامة والسكرتارية.. وعن عدد العاملات المتحدثات ومن فئة الصم والبكم تقول نتو: يبلغ عدد العاملات المتحدثات 20 عاملة متحدثة و40 عاملة من فئة الصم والبكم ونحن نقوم بتشجيع المواطنات على العمل عموماً والمصنع حالياً يقوم بتدريب هؤلاء المواطنات للدخول إلى سوق العمل ومتوسط الأجور من 5000 إلى 5125 ريالا وتم تدريبهن لمدة 5 أشهر ومازلن يتدربن ونحرص على أن يكون التدريب بأعلى مستوى من الخبرة وتشجيعاً منا لفئة الصم للدخول إلى سوق العمل.

بجد مشروع رائع حتى يشعرو زوي الاحتياجات انهم موجودون بدنيا بارك الله فيك واشكر على الموضوع الرئع لك كل احترامي

مشروع جبار والله يوفق الكل