الوسام .. الاكاديمي ابن الجنوب ..حسن القرشي ... لؤلؤة زهران كل الحكاية قسم المحاورة


 
 عدد الضغطات  : 5725


إهداءات




(خطبة الجمعة )(من منبر رباع)

المنتدى الإسلامي


إضافة رد
قديم 18/01/2013, 09:33 PM   #11
المؤسس والمشـــرف العــــام


صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه

افتراضي



سبحان الله خالق كل شي ومبدع كل شي
خطبة مؤثرة جزى الله شيخنا وجزاك كل خير


 
مواضيع : صقر الجنوب



رد مع اقتباس
قديم 25/01/2013, 01:37 PM   #12


الفقيرالى الله âيه ôîًَىà

 عضويتي » 23394
 تسجيلي » May 2011
 آخر حضور » 25/06/2020 (05:56 AM)
مشآركاتي » 1,184
 نقآطي » 2255
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي



اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صقر الجنوب [ مشاهدة المشاركة ]
سبحان الله خالق كل شي ومبدع كل شي
خطبة مؤثرة جزى الله شيخنا وجزاك كل خير

الله يثيبك على القرائه ياابو احمد


 

رد مع اقتباس
قديم 25/01/2013, 01:41 PM   #13


الفقيرالى الله âيه ôîًَىà

 عضويتي » 23394
 تسجيلي » May 2011
 آخر حضور » 25/06/2020 (05:56 AM)
مشآركاتي » 1,184
 نقآطي » 2255
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي



آفـات اللسان )

للشيخ : ( عبد الله حماد الرسي )

الحمد لله رب العالمين أحاط بكل شيء علماً, فلا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء, هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء, أحمده وأستعينه وأستهديه وأستغفره وأتوب إليه, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين, وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
أيها الناس! اتقوا الله عز وجل, فاجعلوا بينكم وبين عذاب الله وقاية بالحذر من معاصيه ومعصية رسوله صلى الله عليه وسلم, واعلموا أن عليكم رقيبا ًعليماً, عليماً بكم لا تخفى عليه منكم خافية, ووكّل بكم حفظة قال الله جل وعلا: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [قّ:16-18] ويقول جل وعلا: كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ [الانفطار:11-12].
أيها المسلمون! أيها المؤمنون حقاً! أيها المؤمنون بالله وبرسوله وبكتبه وباليوم الآخر! اعلموا واعملوا, فهذا معاذ بن جبل رضي الله عنه, يسأل نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم ويقول: { أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار؟ قال صلى الله عليه وسلم: لقد سألت عن عظيم, وإنه ليسير على من يسره الله عليه, تعبد الله لا تشرك به شيئاًَ, وتقيم الصلاة, وتؤتي الزكاة, وتصوم رمضان, وتحج البيت، ثم قال صلى الله عليه وسلم: ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطايا كما يطفئ الماء النار -أي: تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار- وصلاة الرجل في جوف الليل ثم تلى قول الحق جل وعلا: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ [السجدة:16] } فما جزاؤهم؟
لا يعلم جزاءهم إلا الله حيث قال سبحانه: فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة:17].
ثم يستهل رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الوصية لـمعاذ ويقول: {ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله } ثم قال صلى الله عليه وسلم: {ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا رسول الله, فأخذ بلسانه وقال: كُفَّ عليك هذا }, يقول معاذ رضي الله عنه: قلت: يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: {ثكلتك أمك يا معاذ ! وهل يكب الناس في النار على وجوههم -أو قال: على مناخرهم- إلا حصائد ألسنتهم }. أمة الإسلام: شاهدنا من هذا الحديث هو قوله صلى الله عليه وسلم: {وهل يكب الناس في النار على وجوههم -أو قال على مناخرهم- إلا حصائد ألسنتهم }. أمة الإسلام: هذا توجيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لـمعاذ فحسب؛ بل لكل فرد من الأمة الإسلامية, إذ يرسم فيه الرسول الله صلى الله عليه وسلم طريق السلامة في الحياتين, ويرشد به إلى الفلاح والسعادة في الدارين (كف عليك هذا) ويشير إلى لسانه صلى الله عليه وسلم.

الاستهزاء بالدين أيها المسلمون: كم للسان من عثرات وهفوات محرمة, منها ما يوصل إلى الشرك والكفر والعياذ بالله, ومنها دون ذلك, فالاستهزاء بالله وبدينه وبكتبه وبرسله وبآياته وبعباد الله الصالحين الذين يعبدون ربهم كفر بالله, ومخرج من الإيمان وهو من حصائد اللسان, ألا فليحذر الذين يرمون المتمسكين بالدين بالرجعية, يحذرون من فلتات ألسنتهم التي يطلقونها بدون مبالاة, وبدون أن ينظروا إلى عواقب تلك الكلمات, فكم قالوا للمتدين: هذا رجعي, هذا متزمت, هذا موسوس؛ لأي شيء سموه بهذه الأسماء؟ لأنه صار متمسكاً بدين الله, راجعاً إلى المولى جل وعلا, راجعاً إلى الغفور الرحيم, حافظ على الصلوات، وترك لحيته، ورفع الثوب عن الكعبين, فهل في هذا رجعية؟! هل في هذا تزمت؟! هل في هذا وسوسة يا من تعقلون؟! أنا أجيب عنكم وأقسم بالله ثلاث مرات وأقول: كلا والله, ثم كلا والله, ثم كلا والله؛ بل هذا مطلوب من كل من يؤمن بالله ورسوله, لأن تارك الصلاة كافر, أكفر من اليهود والنصارى, يعتبر مرتداً, يقتل إذا أبى أن يجيب داعي الله مرتداً كافراً, خارجاً من دائرة المسلمين, لا يغسل, ولا يكفن, ولا يصلى عليه, ولا يورث؛ بل ينبذ بعيداً عن بلاد المسلمين, هذا تارك الصلاة.
وحالق اللحية قد ارتكب محرماً لأن حلق اللحية حرام, أبى الذين يعارضون أم لم يأبوا, عارضوا أم لم يعارضوا, حلق اللحية حرام, بنصوص الكتاب والسنة, أما الكتاب فقوله جل وعلا: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر:7] والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: {اعفوا اللحى, أكرموا اللحى, ارخوا اللحى } كل هذا من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهذا واضح من أحاديث الرسول, ومن أراد الزيادة فليرجع إلى صحيح البخاري وصحيح مسلم وكتب أهل السنة يجد فيها أن حلق اللحية حرام في نصوص رسول الله صلى الله عليه وسلم, من أراد أن ينهي النفس عن الهوى فليرجع إلى الصواب, أما من أراد أن يتمادى ويطغى فموعده يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون.
وجر الثوب حرام, جر الثوب الذي يعير به المتمسك بدين الله, الذي يرفع الثوب فوق الكعبين يقال له: موسوس, فاعلم يا من تعارض أن جر الثوب حرام، وما أسفل الكعبين ففي النار.
وبعض الناس يقول: أنا لا أجره خيلاء, أنا أجره وأطول الثوب زينة! نقول له: تعال إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وهو حديث صحيح لا يعارض: {ما أسفل الكعبين ففي النار } وليست النار تأكل الخرق, وإنما تأكل صاحب الخرق, تأكل الذي سحب الثوب والعياذ بالله, تأكل الذي يجر الثوب معصية لله ولرسوله, فلينتبه لذلك من أراد أن يتحرى الصواب ومن أراد أن يجيب داعي الله.
عباد الله: الحذر الحذر من فلتات اللسان, ويا أيها الشاب المتمسك بدينه, اصبر فإن موعدك إن ثبت على دينك أن يظلك الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله, اصبر على أذى الأب والأم, اصبر على أذى القرابة إن كانوا يعارضونك على ذلك, يقولون لك: موسوس.
.
ومتزمت.
.
ومجنون.
.
ولكن إن ثبت على ذلك فموعدك أن يظلك الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله, الخلائق تحت شمس محرقة في أهوال شداد, يعانون منها يوم القيامة, وأنت إن كنت مطيعاً عابداً لله, فالله يظلك تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله, فعليك أيها الشاب بالتمسك بدينك, والصبر على الأذى، فمن الأسف الشديد ما يصدر من بعض الآباء, يلقبون أولادهم بالمجانين.
.
وبالموسوسين.
.
لأنهم تمسكوا بدين الله وابتعدوا عن المنكرات, فلا حول ولا قوة إلا بالله!ولقد ورد في الحديث أن الرجل في آخر الزمان يعير بدينه كما تعير الزانية بزناها, وورد في الأثر في آخر الزمان أن المؤمن يكون أذل من الشاة, ورد في آخر الزمان أن المؤمن يمر على القبر ويتمرغ فوقه ويقول: يا ليتني مكانه مما يرى.
فالتمسك بدين الله يا عباد الله, والقبض على دينكم أيها المسلمون, لا يغرنكم أهل الأهواء, لا يغوينكم شياطين الجن والإنس, الذين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً.

الكذب والغيبة فالحذر يا عباد الله من فلتات اللسان, ومنها الكذب والغيبة, الغيبة التي صارت فاكهتنا في مجالسنا, نمزق أعراض الآخرين وأولئك يمزقون الأعراض, في المكاتب والمجالس والأسواق, فإنا لله وإنا إليه راجعون.
الغيبة التي وصفها الله بأبشع وصف كالذي يأكل لحم أخيه ميتاً, ثم النميمة وهي السعي بين الناس بطريق الإفساد, ويكفي بالنمام أنه لا يدخل الجنة, وفي الحديث: {لا يدخل الجنة نمام }.
احذروا من فلتات اللسان؛ ومن الفحش والسب واللعن الذي هرم عليه الآن الكبير, وشب عليه الصغير, حتى إن بعض الأطفال إذا اجتهد في اللعنة قال: (يلعن أبوك.
.
يلعن أمك.
.
يعلن جدك.
.
!) والأب يتبسم ويضحك -ولا حول ولا قوة إلا بالله- والأب يفرح لأنه نطق بهذه الكلمة الخبيثة, بل يقول له: أعد يا بني.
.
ويستبشر بهذه الكلمة الخبيثة.
كذلك القذف -يا عباد الله- كثيراً ما نسمعه كل هذا من حصائد اللسان: {وهل يكب الناس على وجوههم -أو قال: على مناخرهم- إلا حصائد ألسنتهم } صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم, مع الأسف الشديد على آداب الدين وأخلاقه القويمة, لقد شاع في كثير من الناس أخلاق سيئة من حصائد اللسان, فكثير من الناس لا يبالون بالكذب, ولا يهتمون به, ولم يحذروا من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن الكذب يهدي إلى الفجور, وإن الفجور يهدي إلى النار, ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً }.
وبعضهم يصف كذبته بأنها كذبة بيضاء أو كذبة صغيرة, والرسول صلى الله عليه وسلم لما سمع امرأة تنادي طفلاً تقول: هاك.
.
فقال: {هل أردتي أن تعطيه شيئاً, قالت: نعم تمرة بيدي, قال: لو لم تصدقي لكتبت عليك كذبة } أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

الشائعات وكثير من الناس يشيعون أشياء بين الناس بمجرد الظنون بغير مبالاة, وربما كانت تلك الشائعات تسيء إلى أحد من المسلمين, وتشوه سمعته وليس لها حقيقة؛ فيبوء بإثم الكذب والعدوان على أخيه المسلم, ويخشى أن يكون ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن الرجل يتكلم بالكلمة لا يرى بها بأساً يهوي بها سبعين خريفاً في النار } حللوها يا عباد الله! وما أكثر تلك الكلمات التي يصدرها البعض من الناس, وفي صحيح البخاري رحمه الله عن سمرة بن جندب رضي الله عنه في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم وأتاه ملكان فمرّا على رجل مستلق على قفاه, وآخر قائم عليه بكلوب من حديد فإذا هو يأتي إحدى شقي وجهه ويشرشر شدقه, ومنخره وعينيه إلى قفاه, ثم يفعل بالشق الآخر كذلك فما يفرغ منه حتى يعود الجانب الأول صحيحاً, فيرجع إليه ويشرشره كما فعل في المرة الأولى, فقال الملكان للنبي صلى الله عليه وسلم: هذا الكذاب يكذب الكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق, فيصنع به هكذا إلى يوم القيامة.
فليحذر الذين ينقلون للناس ما يفكرون به من أوهام لا حقيقة لها, بل ربما يكون في كلامهم إلقاء للعداوة والبغضاء بين المسلمين, وإذا حصل ذلك حصل التفكك للمجتمع, والتفرق للجماعة من أجل أمور وهمية وظنون كاذبة.
أيها المسلمون: عليكم بالتثبت في الأخبار, والتحري في نقلها, حتى لا تنقلوا إثماً ولا كذباً, فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب } وقوله صلى الله عليه وسلم: (ما يتبين فيها) أي: لا يتثبت ولا يعلم هل هي خير أو شر, ويقول صلى الله عليه وسلم: {كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع }.
أمة الإسلام: احفظوا ألسنتكم, لا تطلقوا لها العنان فتهلككم وتوردكم الموارد الوخيمة, وإذا أردتم الكلام في شيء فتذكروا كلام الله تعالى: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق:18] وتذكروا كلام الناصح الأمين محمد صلى الله عليه وسلم: {من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت }.
ثم اعلموا أنكم محاسبون على كل كلمة تخرج من أفواهكم, فما جوابكم يوم القيامة إذا سؤلتم؟ قال الله تعالى: وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً [الكهف:49].
فاتقوا الله يا عباد الله ونزهوا الألسنة عن كل ما يغضب الله جل وعلا, واشغلوها بذكر الله عز وجل, اشغلوها بقراءة القرآن, اشغلوها بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم, وسيرة صحابته الكرام, اشغلوا ألسنتكم بالنصح لإخوانكم المسلمين, وبالقول السديد امتثالاً لأمر الله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب:70-71].
اللهم وفقنا لصالح الأعمال والأخلاق وأحسنها, واصرف عنا سيئ الأعمال والأخلاق وأبغضها إليك يا رب العالمين.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب, فاستغفروه وتوبوا إليه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.


 
التعديل الأخير تم بواسطة صقر الجنوب ; 26/01/2013 الساعة 03:57 PM

رد مع اقتباس
قديم 26/01/2013, 12:03 AM   #14


زهراني زهران âيه ôîًَىà

 عضويتي » 24261
 تسجيلي » Mar 2012
 آخر حضور » 08/12/2014 (02:34 PM)
مشآركاتي » 8,043
 نقآطي » 3095
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي



أثابك الله
وجعلنا واياك من المهتدين


 

رد مع اقتباس
قديم 26/01/2013, 12:07 PM   #15
نائب المراقب العام


أبـو مشاري âيه ôîًَىà

 عضويتي » 5681
 تسجيلي » Feb 2007
 آخر حضور » 19/01/2017 (01:12 PM)
مشآركاتي » 38,466
 نقآطي » 25000
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي



الله يرضى عليك


 

رد مع اقتباس
قديم 26/01/2013, 03:53 PM   #16
المؤسس والمشـــرف العــــام


صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه

افتراضي



الله يجزاك خير على ماتقدم من علم نافع


 
مواضيع : صقر الجنوب



رد مع اقتباس
قديم 26/01/2013, 05:58 PM   #17


الفقيرالى الله âيه ôîًَىà

 عضويتي » 23394
 تسجيلي » May 2011
 آخر حضور » 25/06/2020 (05:56 AM)
مشآركاتي » 1,184
 نقآطي » 2255
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي



اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صقر الجنوب [ مشاهدة المشاركة ]
الله يجزاك خير على ماتقدم من علم نافع

الجميع ان شاء الله بارك الله فيك

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهراني زهران [ مشاهدة المشاركة ]
أثابك الله
وجعلنا واياك من المهتدين

الجميع ان شاء الله بارك الله فيك


 

رد مع اقتباس
قديم 26/01/2013, 06:01 PM   #18


الفقيرالى الله âيه ôîًَىà

 عضويتي » 23394
 تسجيلي » May 2011
 آخر حضور » 25/06/2020 (05:56 AM)
مشآركاتي » 1,184
 نقآطي » 2255
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي



اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمـيـر بعـزتـي [ مشاهدة المشاركة ]
الله يرضى عليك

الله يسعدك يالغالي بالتوفيق


 

رد مع اقتباس
قديم 01/02/2013, 08:37 PM   #19


الفقيرالى الله âيه ôîًَىà

 عضويتي » 23394
 تسجيلي » May 2011
 آخر حضور » 25/06/2020 (05:56 AM)
مشآركاتي » 1,184
 نقآطي » 2255
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي




ينشأ عن الدَّين مشاكل اجتماعية كثيرة بسبب إهمال الآداب الإسلامية التي شرعت للدائن والمدين، ولو التزم الدائنون والمدينون بآداب الإسلام في هذا الجانب لحلت هذه المشكلة تماماً. فمن آداب الدائن التيسير على المعسر، وحسن الاقتضاء، والتجاوز عن المحتاج، ومن آداب المدين المبادرة إلى تسديد الدين وعدم المماطلة وحسن القضاء.
آداب المقرض الدائن تعامل المقرضين من الصحابة مع المقترضين إنظار المعسر إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [النساء:1].
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * <يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب:70-71]. أما بعـد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. إخواني: لا زال حديثنا معكم عن هذه المشكلة الاجتماعية التي ضلع فيها كثير من الخلق اليوم، وكانت سبب حرج الكثيرين، لأن الآداب الإسلامية في هذا الجانب قد أهملت، وقد تكلمنا في الخطبة الماضية عن خطورة الدَّين والتشديد فيه، ونحن نتكلم في هذه الخطبة عن آداب المقرض وآداب المقترض، وما يجب على عموم المسلمين تجاه الدائن والمدين. أما المقرض صاحب الإحسان الذي أعطى القرض لأخيه المسلم، فإنه إذا جاء موعد حلول الدين، ولم يستطع المقترض أن يوفي الدين، فإن عليه أن يصغي سمعه لقول الله عز وجل : وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة:280]. فأمر الله سبحانه وتعالى بالصبر على المعسر الذي لا يجد وفاءً، وليس كما كان أهل الجاهلية يفعلون؛ يقول أحدهم لمدينه إذا حل الدين: إما أن تقضي وإما أن تربي، إما أن تعطيني مالي الآن أو أحسب لك الربا ابتداءً من هذا التاريخ، ولقد جاءت هذه الآية مباشرة بعد آية الربا، التي يقول الله عز وجل فيها: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * <فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ [البقرة:278-279]. ولا يخفى عليكم -أيها الإخوة- أن مشكلة العالم كله اليوم بالنسبة لقضايا الاقتصاد والمال إنما جاءت نتيجة الربا، والتعامل به والاقتضاء به، والاحتكام إلى أهل الربا، فحلت بذلك المشاكل، ونزل الجوع والفقر في بلاد كانت في يوم من الأيام من أغنى البلاد، وكان أقوامها وأهلها من أغنى الأهل والأقوام، وقد تحقق فيهم قول الله عز وجل : فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [البقرة:279]. والله عز وجل لم يحدد ما هي نوع الحرب، هل هي حرب عسكرية، أم حرب أمراض، أم حرب اقتصادية بالجوع والفقر.
فحل حرب الله بالمستعملين للربا، فكان قوم من الأقوام في العلية أغنياء، فأصبحوا اليوم عالة بسبب هذا الربا وتطبيقه والركون إلى أهله. ولعلنا نفرد خطبة خاصة إن شاء الله للكلام عن هذه الكبيرة العظيمة التي دوخت البلاد والعباد، وأقضَّت مضاجع الأمم والأفراد.
تعامل المقرضين من الصحابة مع المقترضين أيها الإخوة: لقد عملت هذه الأحاديث عملها في نفوس الصحابة، فاستجاب أصحاب الديون للترغيب الصادر من رسولهم صلى الله عيه وسلم، فبدءوا يضعون الديون عن المعسرين، ويتجاوزون عنهم، وينظرونهم إلى آجال طويلة، حتى يستطيعوا القضاء؛ لأنهم سمعوا رسولهم صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح: (من أنظر معسراً أو وضع عنه، أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله) وقال عليه السلام: (من نفس عن غريمه أو محا عنه كان في ظل العرش يوم القيامة).
بل إنهم قد سمعوا أحاديث فيها ترغيب شديد؛ يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (ما من مسلم يقرض مسلماً قرضاً مرتين إلا كان كصدقة مرة) فلو أقرضت مسلماً قرضاً ثم أخذته، ثم أقرضته ثم أخذته، فكأنك تصدقت بهذا المال، مرة واحدة، ولك أجر صدقة كاملة عن هذا المال وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (من أنظر معسراً فله بكل يوم مثله صدقة قبل أن يحل الدين، فإذا حل الدين فأنظره، فله بكل يوم مثلاه صدقة).
فإذاً إنظار المدين إلى حلول الأجل وإلى ما بعد حلوله فيه أجر عظيم، وكان بعض السلف يسلفون أموالهم للناس انتظار الثواب العظيم من الله عز وجل، فلقد كانت أحاديث الترغيب تفعل فعلها في نفوسهم.
إن إسلاف الناس كان له أثر في إنقاذ نفوس من جهنم؛ يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شيء، إلا أنه كان رجلاً موسراً -غنياً- وكان يخالط الناس، وكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر، فقال الله عز وجل لملائكته بعد أن مات هذا الرجل: نحن أحق بذلك منه تجاوزوا عنه) الله أكرم الأكرمين، أحق من هذا الرجل بالتجوز فتجاوز الله عنه سيئاته.
وفي حديث صحيح آخر: (أتي الله عز وجل بعبد من عباده آتاه الله مالاً، فقال: له ماذا عملت في الدنيا؟ فقال: ما عملت من شيء يا رب إلا أنك آتيتني مالاً، فكنت أبايع الناس، وكان من خلقي أن أيسر على الموسر، وأنظر المعسر، قال الله تعالى: أنا أحق بذلك منك، تجاوزوا عن عبدي) وفي رواية صحيحة أخرى: (أن رجلاً لم يعمل خيراً قط، وكان يداين الناس فيقول لرسوله: خذ ما تيسر واترك ما عسر، وتجاوز لعل الله أن يتجاوز عنا، فلما هلك قال الله: هل عملت خيراً قط؟ قال: لا، إلا أنه كان لي غلام وكنت أداين الناس، فإذا بعثته يتقاضى قلت له: خذ ما تيسر، واترك ما عسر، وتجاوز لعل الله أن يتجاوز عنا، قال الله: قد تجاوزت عنك).
أيها الإخوة: هذه الآيات القرآنية: وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ [البقرة:280]، وهذه الأحاديث النبوية تبشر بهذه الأجور العظيمة لمن تغاضى عن ديون الناس وأنظرهم وأخر آجال الاقتضاء حتى يستطيعوا الوفاء، وهي رسائل لأصحاب الديون من الأغنياء أو من غيرهم، ممن يطاردون المدينين فيرهقونهم، وقد يزجون بهم في السجن، وخلفهم عيال فقراء، ومع أن سجن المدين من حق الدائن، ولكن.
.
فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ [الشورى:40] ومن أنظر فأجره على الله، والأجر الدائم خير لك من هذا المال الفاني في هذه الدنيا.

إنظار المعسر وأول ما يجب على المقرض ألا يستعمل الربا، فإذا عجز المقترض عن وفاء الدين فعليه أن ينظر أخاه المسلم بالإحسان، وعن ابن عمر وعائشة رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من طلب حقاً، فليطلبه في عفاف وافياً أو غير واف) وهذا الحديث في سنن ابن ماجة ، وعنون عليه المصنف رحمه الله: باب حسن المطالبة وأخذ الحق في عفاف.
ويقول صلى الله عليه وسلم: (رحم الله عبداً سمحاً إذا باع، سمحاً إذا اشترى، سمحاً إذا قضى، سمحاً إذا اقتضى) رواه البخاري ، فهو يسامح صاحبه عند المطالبة بالدين.
وهذه الأحاديث قد أحدثت فعلها في نفوس الصحابة رضوان الله عليهم.
فعن عبد الله بن أبي قتادة : أن أبا قتادة رضي الله عنه طلب غريماً له فتوارى عنه، ثم وجده أبو قتادة ، فقال الغريم: إني معسر، فقال: آلله؟ يستحلفه على إعساره، فقال: آلله، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة، فلينفس عن معسر أو يضع عنه) وفي رواية عن محمد بن كعب القرظي : أن أبا قتادة كان له دين على رجل وكان يأتيه يتقاضاه فيختبئ منه، فجاء ذات يوم فخرج صبي فسأله عنه فقال: نعم هو في البيت، يأكل خزيرة -نوع من أنواع الطعام- فناداه يا فلان، اخرج فقد أخبرت أنك هاهنا، ثم قال له: ما يغيبك عني؟ فقال: إني معسر وليس عندي مال، فقال: آلله إنك معسر؟ قال: نعم، فبكى أبو قتادة رضي الله عنه -تأثراً بحال أخيه المسلم، الذي ألجأه عدم وجود المال للاختباء من صاحب الدين والفرار منه- ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من نفس عن غريمه، أو محا عنه، كان في ظل العرش يوم القيامة).
وليست هذه أحوالاً فردية، بل إن الأمر كان واسعاً في مجتمع الصحابة رضوان الله عليهم في إنظار المدين، فروى مسلم عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت رحمه الله قال: خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحي من الأنصار قبل أن يهلكوا -خرج هذا الفتى مع أبيه يطلبان العلم، في الأنصار قبل أن يموت الأنصار؛ حرصاً على تحصيل العلم- فكان أول من لقينا أبا اليسر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه غلام له مع ضمامة من صحف -معه أوراق مضمومة- فقال له أبي: يا عم! إني أرى في وجهك سفعة من غضب -وهذا أدب المتعلم مع العالم، وأدب طالب العلم، في مراعاة حال معلمه قبل أن يسأله، وفي استجلاء ما على وجهه من الآثار- إني أرى في وجهك سفعة من غضب، قال: أجل.
كان لي على فلان بن فلان الحرامي -نسبة إلى بني حرام- مال، فأتيت أهله فسلمت فقلت: أثم هو؟ قالوا: لا، فخرج إلي ابن له جفر -أي: غلام صغير- فقلت: أين أبوك؟ فقال لي: سمع صوتك، فدخل أريكة أمي -وهكذا يبلغ الحال بالمدين أن يفر من الدائن إلى مكان النساء من الذل الذي يلقاه- فقلت له: اخرج فقد علمت موضعك، فخرج المدين فقلت: ما حملك على أن اختبأت مني؟ قال: أنا والله أحدثك ولا أكذبك، خشيت أن أحدثك فأكذبك، وأعدك فأخلف -يقول: خشيت أن أكذب في الحديث وأن أخلف الوعد، فآثرت الاختباء على الخروج إليك- وكنت قد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنتُ والله معسراً، فقلت: آلله إنك معسر؟ قال: آلله -وفي رواية: رددها ثلاثاً- فاستخرجت صحيفة الدين فأعطيتها لهذا المدين فمحاها بيده وقلت: إن وجدت قضاءً فاقضني وإلا فأنت في حل -لقد أحللتك إن كنت لا تستطيع- ثم قال: فأشهد بصر عيني هاتين، ووضع أصبعه على عينه، وسمع أذني هاتين -كذا ضبطاها في جامع الأصول - ووعاه قلبي هذا -وأشار إلى نياط قلبه- رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: (من أنظر معسراً أو وضع عنه، أظله الله في ظله).


آداب المقترض ( المدين ) تسديد أجور العمال المتأخرة عدم المماطلة المبادرة إلى قضاء الدين ولو مقسطاً حسن القضاء وأما بالنسبة للمدين الذي عليه الدين، فإنه عليه آداباً:
تسديد أجور العمال المتأخرة الحمد لله وحده، أشهد أن لا إله إلا الله، هو الحي القيوم الغني، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
ومن أنواع الديون -أيها الإخوة- الدين الذي يكون للعامل عند صاحب العمل، فإن بعض العمال قد يغادرون البلاد، ولهم عند أصحاب العمل رواتب لم يستلموها، وهذه الرواتب هي ديون ولا شك على صاحب العمل، وهنا تبرز مسئولية صاحب العمل في البحث عن هؤلاء العمال الذين انتقلوا من أماكنهم، حتى يوصل إليهم حقوقهم، ولو اضطر لأن يسافر إلى آخر الدنيا.
ويدل على عظم حق العامل حديث الثلاثة الذين كانوا يمشون في مطر، فدخلوا غاراً، فانطبقت عليهم الصخرة، فكادوا أن يموتوا، حتى صار كل واحد منهم يدعو الله بعملٍ صالح لعل الله يفرج عنه، فواحد دعا الله بعمل صالح في بر والديه، وواحد دعا الله بعمل صالح في أنه قد قام عن امرأة كاد أن يزني بها خشية لله، وقال الثالث: اللهم إني كنت استأجرت أجيراً، فلما قضى عمله، قال لي: أعطني حقي، فعرضت عليه فرقه فرغب عنه، فلم أزل أزرعه -أي: أنميه- حتى جمعت منه بقراً ورعاءً -وهذه هي الأمانة، فصاحب العمل ينمي هذا الدين الذي عليه للعامل- فجاءني في يوم من الأيام، وقال: اتق الله ولا تظلمني حقي، قلت: اذهب إلى تلك البقر ورعائها فخذها كلها، فقال: اتق الله ولا تستهزئ بي -ظن أنه يستهزئ به، لأن المال الأصلي قليل- فقلت: إني لا أستهزئ بك، فأخذه وذهب به، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج ما بقي، ففرج الله ما بقي من الصخرة وخرجوا، قال العلماء: وهذا أعظم الثلاثة، لأن الله فرج عنهم بسببه التفريج التام، وأزال الصخرة.
إن أصحاب العمل اليوم يظلمون عمالهم، ويأكلون من حقوقهم، هؤلاء العمال أجرهم لن يضيع عند الله، وهذا الظلم لن يذهب وإن مات الغني غنياً في الدنيا، ومات العامل فقيراً في الدنيا، فإن لهم يوم القيامة شأنا آخر، فبادر يا صاحب العمل إلى أن توفي ما عليك لأصحابه، قبل أن يكون يوم لا مال فيه ولا دينار ولا درهم، وإنما بالحسنات والسيئات.

عدم المماطلة ومن آداب المدين كذلك أن يعجل بتسديد الدين تاماً، وبعض المستلفين يكون عنده ما يوفي به الدين، ولكنه من دناءة نفسه يقسطه على صاحب الدين المقرض المحسن؛ يقسطه عليه مبالغ صغيرة جداً، يكون عليه خمسون ألفاً مثلاً، فيعطيه يوماً خمسمائة، ويوماً مائتين، ويوماً مائة، ويوماً ألفاً، حتى يجعله ييأس من وفاء الدين، وعنده ما يوفي به المبلغ كاملاً، ولكن دناءة النفس والشح -نعوذ بالله من الشح- ويصبح صاحب الدين كأنه هو الفقير الذي يطارد، يمشي وراء المدين يقول له: أعطني أرجوك، إن عندي أعمالاً وتجارات، وعندي عمالاً ما أخذوا رواتبهم، وذلك الرجل المقترض عنده مال ولكنه لا يقضي، وهذه من المشاكل العويصة الموجودة -أيها الإخوة- اليوم، بسبب عدم خشية الله، وعدم معرفة حق الله عز وجل، وحق عباده الذي لن يضيع عند الله.
ومن الآداب كذلك أنه إذا وفى الدين أن يقول للدائن كلمات الشكر والثناء.

المبادرة إلى قضاء الدين ولو مقسطاً أولها: أن يبادر فوراً إلى القضاء إذا ملك، أو يبادر إلى قضاء جزء إذا ملك هذا الجزء حتى يضع عن كاهله هذا الثقل العظيم الذي ستتعلق به نفسه، وتكون محبوسة به في القبر إذا هو لم يوفه إلى صاحبه، وقد ذكرنا طرفاً من هذا في الخطبة الماضية.

حسن القضاء الأمر الثاني: أن يحسن القضاء إلى صاحب الدين، عن أبي هريرة رضي الله عنه: (أن رجلاً تقاضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أعرابياً جلفاً غليظاً في خطابه، فأغلظ له، فهم به أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال عليه الصلاة والسلام: دعوه، فإن لصاحب الحق مقالاً -صاحب الدين له صولة الطلب وقوة الحجة، ولكن مع مراعاة آداب الشرع- فقالوا: لا نجد إلا أفضل من سنه -لم يجدوا بعيراً مثل الذي استلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم منه، وكان عليه الصلاة والسلام قد استلف من هذا الرجل بعيراً- قال: اشتروه، فأعطوه إياه، فإن خيركم أحسنكم قضاءً) رواه مسلم .
وعن أبي سعيد الخدري قال: (جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه ديناً كان عليه، فاشتد عليه حتى قال له: أحرج عليك إلا قضيتني، فانتهره أصحابه وقالوا: ويحك.
.
تدري من تكلم؟ قال: إني أطلب حقي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هلا مع صاحب الحق كنتم!).
اليوم أيها الإخوة! لا يقف الكثيرون مع صاحب الحق، وأحياناً يكونون في موقع الحكم والقضاء، لا يقفون مع صاحب الحق، ويأخذون الرشاوى، حتى يحكموا لغير صاحب الحق، ويل لهم من نار جهنم يوم القيامة، يقول عليه الصلاة والسلام: (هلا مع صاحب الحق كنتم! ثم أرسل إلى خولة بنت قيس فقال لها: إن كان عندك تمر فأقرضينا، حتى يأتينا تمرنا فنقضيك، فقالت: نعم بأبي أنت يا رسول الله) وهذا يدل على جواز أن يقترض المدين قرضاً من دائن غير مستعجل حتى يوفي دائناً مستعجلاً، فقالت: (نعم بأبي أنت يا رسول الله، فأقرضته، فقضى الأعرابي وأطعمه، فقال الأعرابي لما رأى حسن قضاء النبي صلى الله عليه وسلم: أوفيت أوفى الله لك) فقال عليه الصلاة والسلام: (أولئك خيار الناس، لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع) أي: لا خير في أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه بدون قلق ولا إزعاج، لأن الضعيف قد يأخذ حقه في بعض الحالات، لكن بعد أن يريق ماء وجهه، وبعد أن يسحب ويماطل، وبعد أن يقلق ويزعج، وعلى صاحب الدين أن يتوكل على الله في وفاء دينه وأن يسارع إليه حالاً، وهذه قصة عظيمة في هذا الأمر.
القصة في البخاري وغيره؛ يقول عليه الصلاة والسلام: (إن رجلاً من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار، فقال:ائتني بالشهداء أشهدهم، فقال: كفى بالله شهيداً! قال: فائتني بالكفيل، قال: كفى بالله كفيلاً! قال: صدقت -لما لمس صدق صاحبه قال: صدقت! كفى بالله شهيداً وكفى بالله كفيلاً- فدفعها إليه إلى أجل مسمى، فخرج في البحر ليتاجر بها، فقضى حاجته، وتاجر وربح، ثم ذهب يلتمس مركباً ليعود إلى صاحب الدين حتى يصل في الوقت المحدد، فلم يجد مركباً، فأخذ خشبة فنقرها -حفرها وجوفها- فأدخل فيها ألف دينار وصحيفةً منه إلى صاحبه، يذكر فيها حاله وأنه لم يستطع أن يأتي وهذه حيلته، ثم زجج موضعها -أقفل على الخشبة- ثم أتى بها إلى البحر، فقال: اللهم إنك تعلم أني كنت تسلفت من فلان ألف دينار، فسألني كفيلاً، فقلت: كفى بالله كفيلاً! فرضي بك، وسألني شهيداً فقلت: كفى بالله شهيداً! فرضي بك، وإني جهدت أن أجد مركباً أبعث إليه الذي له فلم أجد، وإني أستودعكها -والله عز وجل إذا استودع شيئاً حفظه- فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه، وهو في ذلك يلتمس مركباً يخرج إلى بلده، وما اكتفى بإلقائها، وإنما جعل يلتمس مركباً، فخرج الرجل الذي كان أسلفه لعل مركباً قد جاء بماله، خرج في الوقت المحدد إلى الساحل، ينظر هل قدم مركب بالمال الذي أسلفه في الموعد المحدد، فما وجد مركباً، وإنما وجد الخشبة التي فيها المال، فأخذها لأهله حطباً، قال: آخذها لأهلي حطباً، فلما نشرها -وفي رواية معلقة: فنشرها أهله فتناثرت منها الدنانير والدراهم والصحيفة- فلما نشرها وجد المال والصحيفة، ثم قدم الذي كان أسلفه، فأتى بألف دينار أخرى، يظن أن تلك قد ضاعت، وقال: والله ما زلت جاهداً في طلب مركب لآتيك بمالك، فما وجدت مركباً قبل الذي أتيت فيه، قال: هل كنت بعثت إلي شيئاً؟ قال: أخبرك أني لم أجد مركباً قبل الذي جئت فيه، قال: فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت في الخشبة، فانصرف بالألف دينار راشداً) وهكذا تكون عاقبة التوكل على الله، فإن الله يؤدي، والمهم أن تصدق النية، والمشكلة عند الكثيرين من أصحاب الديون أنهم لا يصدقون النية في الأداء، فلذلك لا يساعدهم الله ولا يعينهم في أداء الديون.
هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم


 

رد مع اقتباس
قديم 01/02/2013, 11:02 PM   #20
شاعر مبدع مراقب المنتدى ومشرف المحاورات الجنوبية


حسن القرشي âيه ôîًَىà

 عضويتي » 23913
 تسجيلي » Nov 2011
 آخر حضور » 25/07/2018 (04:49 PM)
مشآركاتي » 2,963
 نقآطي » 15450
دولتي » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي



سلمت يا ابا حسن وأثابك الله وأثاب شيخنا الفاضل وجعل ذلك في ميزان حسناته


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 26 :
, , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , ,

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الإعلانات النصية ( أصدقاء الأكاديمية )

انشر مواضيعك بالمواقع العالمية من خلال الضغط على ايقونة النشر الموجودة اعلاه

الساعة الآن 02:59 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع

a.d - i.s.s.w