فيصل بن خالد في حوار مع "سبق": لم أحمل مشروعاً يهُم أهالي عسير للملك إلا وافق عليه فوراً

قال عشية إطلاق المهرجانات الصيفية من أبها: لن أقضي إجازتي خارج المنطقة



فيصل بن خالد في حوار مع "سبق": لم أحمل مشروعاً يهُم أهالي عسير للملك إلا وافق عليه فوراً

- "مشاريع مليارية" تعليمية وسياحية وخدَمية وطبية لخدمة أبناء المنطقة.

- لم أحمل مشروعاً يهُم أهالي عسير إلى الملك إلا وافق عليه فوراً.

- هيّأنا كل شيء وجاهزون لاحتضان السياح وإسعادهم طوال العام.

- بعض رجال الأعمال مُقَصّرون في الاستثمار السياحي.. وجهود مبذولة لإقناعهم.

- شباب وشابات عسير يقودون التنمية المتوازنة بكل كفاءة واقتدار.

- لا نقبل إطلاقا برفع الأسعار.. ولن نتردد في فرض العقوبة النظامية على المخالفين.





حوار- محمد حضـاض: "لن ولم يسبق أن قضيت إجازتي السنوية خارج عسير، في وقت تشهد تدفق ملايين السياح إليها؛ فأنا -وجميع زملائي المسؤولين- في خدمة السياح، ونسعد بذلك".. بهذه العبارة استهلّ الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير حديثه مع "سبق"؛ مؤكداً أن عسير أصبحت اليوم منطقة سياحية على مدار العام؛ نظراً لما تتميز به من تراث عمراني كبير، وأجواء سياحية فريدة، وخدمات راقية، وبنية تحتية متطورة.



وأكد الأمير فيصل بن خالد أن عسير ليست جاهزة الآن فقط لاستقبال السياح؛ بل هي جاهزة طوال العام لعشاق سياحة الصيف أو السياحة الشتوية بفضل الدعم الكبير الذي حظيت به هذه المنطقة من الملك الصالح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز.



وأجاب أمير منطقة عسير في حوار شامل مع "سبق"عن كل ما يثار حول السياحة من قضايا؛ بينها ارتفاع الأسعار، ومركزية الخدمات، ونُدرة الفنادق؛ كاشفاً النقاب عما تشهده عسير من مشاريع فريدة ستجعل منها واحدة من أفضل المناطق السياحة في الشرق الأوسط، كما كشف عن الرؤية المتقدمة التي تم صياغتها مع هيئة السياحة والآثار لجعل عسير منطقة سياحية طوال العام. وتحدّث بصدر رحب عن التعديات على الأراضي البيضاء وإحالة المتورطين إلى القضاء، وأزمة المياه، وكيف أصبحت من الماضي، ومشاكل النظافة والمشاريع المتعثرة، ودور شباب المنطقة في رحلة البناء والإعمار.



فإلى التفاصيل..





سياحة متواصلة

- تستعدّ عسير صيف هذا العام لاستقبال أكثر من مليوني زائر خلال فترة لا تتجاوز 22 يوماً. ماذا أعددتم لهم من خدمات وبنية تحتية ومشاريع محورية؟



الواقع أخي الكريم أن الاستعداد للصيف لا يتم قبله بأيام ولا بأشهر قليلة؛ بل نبدأ منذ نهاية الصيف بالاستعداد للصيف الذي يليه، وهناك فِرَق عمل ولجان تواصل عملها ليل نهار لتوفير الخدمات المثلى والمناسبة للسائح السعودي والخليجي والأجنبي، وعسير لمنطقة حظيت كباقي مناطق المملكة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، هذا الملك الصالح الذي جنّد وقته وسخّر طاقته وصحته لخدمة شعبه؛ فهو لا ينام قبل أن يطمئن على أن كل الأمور التي تخص المواطنين في كل شبر من الوطن تسير بالشكل الأمثل وتقدم بالطريقة المناسبة، وسمو ولي العهد -رعاه الله- يبذل من وقته وجهده الكثير لتحقيق راحة المواطن وسعادته، وكذلك الأمر بالنسبة لسمو ولي ولي العهد.



وكحاكم إداري للمنطقة أحرص كل الحرص أن تؤدى الأعمال بجودة ورؤية ووفق برنامج زمني دقيق، وعسير اليوم أصبحت منطقة سياحية على مدار العام؛ ففي مرتفعاتها سياحة الصيف؛ حيث الضباب والمطر والخضرة، وفي سهولها وشواطئ بحارها سياحة الربيع من خلال المهرجانات الشتوية التي تنتظم سنوياً، وتحظى بإقبال كبير من جميع المواطنين والمقيمين وتستقطب سياحاً من خارج المملكة أيضاً.



- هل تقيمون برامجكم السياحية وتطورونها باستمرار؟



لدينا تقييم مستمر لمختلف الأنشطة والبرامج التي تُقدم للسياح؛ فضلاً عن التقييم النهائي الذي سيكون في ختام المهرجان لتلافي أي أخطاء قد تقع في المهرجانات القادمة؛ حيث يحضر جميع المسؤولين للاستماع إلى هذه الملاحظات وخلق برامج وطريقة عمل تتلافى ما سُجّل من قصور.



- تأكد إطلاق مهرجان الصيف في عموم مناطق المملكة من عسير، لماذا تم ذلك؟



أخي، رئيس هيئة السياحة والآثار رأى أن تكون انطلاقة فعاليات الصيف من أبها هذا العام، وهي بادرة يُشكر عليها؛ كونه نقل إطلاق الفعاليات من الرياض العاصمة إلى المناطق، وهذا قرار مهمّ ونحن سعداء بذلك؛ فأبها هي شامة السياحة، وقبلة السياح، ومدينة كل الفعاليات الترفيهية، وفيها من الجمال الشيء الكثير الذي يسر الناظرين.. فأهلاً بالسياح لدى إخواني أهل المنطقة الكرام، الذين فتحوا قلوبهم وأشرعوا أبواب منازلهم للترحيب بالسياح.



- كيف تنظرون لصيف هذا العام تحديداً؟



صيف هذا العام سيكون متميزاً لعدة أسباب، أولها أن هيئة السياحة والآثار برئاسة أخي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز اختارت عسير المنطقة وأبها المدينة؛ لتكون المحطة الثانية بعد الرياض لإطلاق فعاليات الصيف، وبالتالي سيكون حفل تدشين هذه الفعاليات مميزاً بإذن الله، ونحن في عسير لدينا برامج ثقافية وترفيهية واجتماعية وسياحية، ستحقق طموح الزوار وتكون مفاجأة.



تقصير رجال الأعمال



- تشكو عسير من هجرة رؤوس الأموال، البعض يصف ذلك بضعف الإمكانيات والبنية التحتية، والبعض يعزوها إلى أن أبها مدينة سياحة في الصيف.. ما هو القول الفصل؟



رأس المال جبان كما يقال، وهو يبحث عن الربح، والاستثمار في مجال السياحة، استثمار طويل الأمد؛ لكن وبعد التشريعات التي أقرتها هيئة السياحة، أؤكد لك أن الأفق سيكون أرحب ومتاح، وستشهد عسير دخول مستثمرين في مختلف المجالات والأنشطة.



- يلاحظ الزائر إلى عسير ندرة الفنادق، وقلة مرافق الإيواء، في مدينة صيغ لها رؤية بأن تصبح مدينة سياحية طوال العام من السهل إلى الجبل؟



هذا الأمر صحيح، والإقبال الكبير على منطقة عسير وتحديداً مدينة أبها الفاتنة، يجعل تلبية الطلب على الفنادق متزايداً؛ ولكن واقع الأمر يؤكد وجود فنادق، ومنتجعات، ونُزُل، وشقق مفروشة مصنفة من هيئة السياحة؛ جميعها تصبح ممتلئة في فصل الصيف. وواقع الحال أن هناك تقصير من بعض رجال الأعمال من أثرياء المنطقة، وفي المقابل هناك جهد يُبذل لإقناعهم بضرورة الاستثمار في منطقتهم لإحداث نقلة متميزة تعود عليهم بالفائدة، ونحن الآن ومن خلال الغرفة التجارية الصناعة في أبها وقبلها هيئة السياحة والآثار، وهيئة الاستثمار العامة نبذل جهداً كبيراً لتسويق الفرص الاستثمارية الجاذبة، بغرض جذب مستثمرين في مجال الفندقة والشقق المفروشة لتلبية الطلب المتزايد على السياحة، والحقيقة أن التنظيمات الجديدة التي طبّقتها هيئة السياحة أسهمت في نمو الاستثمارات الفندقية في المملكة بشكل متزايد.



المبادرات الثلاثة



- حدثنا عن مبادرة "عسير مدينة سياحية طوال العام".



- المبادرة ستكون من ثلاث مراحل؛ المرحلة الأولى القصيرة وستكون خلال العام 2014م، والمرحلة الثانية المتوسطة ستنفذ عام 2015م، والمرحلة الطويلة سيتم تنفيذها بدءاً من عام 2016م، وتبدأ المبادرة اعتباراً من أول يناير المقبل وحتى نهاية 2015، وسيتولاها جميع الشركاء في القطاعيْن الحكومي والخاص والمجتمع المحلي؛ بينما تتكون عناصر الخطة الشاملة من ثلاث مراحل؛ الأولى آنيّة 2014، والثانية متوسطة الأجل 2015، والثالثة طويلة الأجل ما بعد 2015.



وشملت الخطة الآنية التي أقرتها هيئة السياحة والآثار: تسويق المنطقة بطرق إعلامية متعددة، وإعداد السفر برفع الطاقة الاستيعابية لطيران عسير، وإيجاد ما تحتاجه مرافق الإيواء من خدمات، والترخيص لـ 60 مرشداً سياحياً؛ بينما شمل الوصول: تطوير مطار أبها، وتحسين خدمات السياح في مطار بيشة، وإنشاء استراحات نموذجية، وتحسين الوضع الحالي لاستراحات الطرق، ومعالجة التشوه البصري، وإيجاد التشويق واستكمال مشاريع الطرق.



- وهل تحتوي المبادرة على شق يتعلق بالخدمات المباشرة للسياح مثل السكن؟



بالتأكيد؛ فالمبادرة -التي يتولى تنفيذها فريق مؤهل- تعمل على تحسين خدمات الفنادق والشقق والترخيص من الدرجتين الثانية والثالثة، وإنشاء موتيلات على المسارات السياحية، وتحسين منتجعات الشركة السياحية، ويحوي تأهيل وتطوير المواقع السياحية وسط أبها والمحافظات، والأسواق الشعبية، ومسارات الحرف، والمراكز الثقافية، والمسارح ببعض المحافظات، ومتحف أبها الإقليمي، وبعض المشاريع القائمة حالياً، وتضمين فرص الاستثمار التي قدمتها الأمانة.



وتستمر الخطة المتوسطة التي أفصحت عنها هيئة السياحة لعام 2015م في العمل على تطوير التسويق بمجالات إعلامية أوسع وأكبر، والحجوزات، وخدمات الوصول من مداخل برية، والنقل، وتحسين وتجميل الطرق واللوحات، ومشاريع الطرق؛ بينما تشمل الإيواء: إنشاء شقق درجة أولى وترخيص للمنشآت القائمة من الدرجتين الأولى والثانية، ونأمل أن يكون هناك موتيلات على الطرق الإقليمية ومنتجعات جبلية وبحرية وصحراوية، إلى جانب استمرار تأهيل وتطوير المواقع السياحية أوساط أبها والمحافظات والأسواق الشعبية ومسارات الحرف والمراكز الثقافية.



- ماذا عن المشاريع التي سيتم إطلاقها لخدمة هذه الرؤية؟



أما الخطة طويلة الأجل ما بعد 2015 فتشمل مشاريع عملاقة، مثل: التعاقد مع شركة عالمية للتسويق، واستخدام طرق مختلفة في ذات الصعيد، وإنشاء استراحات نموذجية، ومشاريع طرق سياحية؛ كازدواج أبها/ الفرعا/ المسقي/ الجرة/ الحبلة، وأبها/ الدرب.



كما تضم من المشاريع التي ستعمل على إنشائها هيئة السياحة فنادق ذات خمسة وأربعة نجوم وموتيلات ومنتجعات متعددة، و10 قرى تراثية في كل من: أبها، أحد رفيدة، سراة عبيدة، النماص وتنومة، ظهران الجنوب؛ فضلاً عن التوثيق المعماري لخمس قرى، والإشراف على خمس أخرى، ودراسة تأهيل قرية بني عامر؛ وذلك من خلال الهيئة العامة للسياحة والآثار، وإقامة مدن ترفيهية؛ منها رالي صحراوي، ومدن ملاهٍ، وألعاب ترفيهية في بعض المحافظات؛ فضلا عن مولات في أماكن متفرقة، مع استمرار تكثيف برامج ودورات رياضية وتهيئة عدد من المزارع الطبيعية والمؤتمرات والمعارض والتدريب.



مراقبة الأسعار



- في الأعوام الماضية يبالغ أصحاب الشقق والمطاعم في الأسعار، ما هو دوركم في الرقابة على ذلك للحدّ من هذا الجشع المنفّر للسياح؟



- الأسعار محددة من قِبَل هيئة السياحة والآثار، ومعلومة للجميع من خلال لوحة توضع في واجهة الفندق والشقة المفروشة، وهناك رقابة كبيرة على هذه الفنادق، وهناك أيضاً قنوات للتواصل وتقديم البلاغات، وإمارة المنطقة يقظة وتتعامل مع جميع البلاغات بجدية عالية، وتحرص تماماً على أن يحصل السائح على كل الخدمات وفق الأسعار المحددة، ولا يمكن أن تقبل بأي حال من الأحوال بأي رفع للأسعار أو زيادة؛ لكنها في الوقت نفسه تقف على مسافة واحدة من الجميع سياح ومستثمرين، هدفنا فرْض العدالة بين المستهلك والمستثمر.



- وهل من عقوبات صارمة على الجشعين من التجار والمستثمرين لضمان تدفق السياح؟



- لدينا رصد يومي وتقارير وقراءة بعين فاحصة لكل البلاغات، ونرفع للجهات ذات العلاقة كل ما يردنا من حقائق، ولا أتردد في فرض العقوبة التي كفلها النظام متى ما ثبت جشع تاجر أو تهاونه في تقديم خدمة أخذ مقابلاً مادياً عليها.



تجاهل القرى والمراكز



- يتردد أن مهرجانات الصيف محصورة في أبها المدينة، وإغفال المدن والمراكز الإدارية؛ مما شكّل عبئاً على البنية التحتية والخدمات، ما ردكم؟



من يقول هكذا قول يبدو أنه غير مطلع على ما تنهض به عسير المنطقة والإنسان من جهد طوال العام لتحقيق راحة وسعادة السائح؛ فلدينا مهرجانات كثيرة في النماص، وسراة عبيدة، وظهران الجنوب، وأحد رفيدة، وبلقرن وبلسمر، ولدينا مهرجان سياحي كبير في بيشة يُطلق عليه مهرجان البادية سينطلق في الخامس عشر من الشهر الجاري بحضور أخي رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار.



أؤكد لكم أن الكثير من هذه الفعاليات جديدة ومتنوعة، وصُممت لتلبي احتياجات ورغبات الأهالي وزوار المنطقة، وأقولها بثقة؛ أن المصطافين وأهالي المنطقة سيشاهدون هذا الصيف نقلة نوعية في الفعاليات والبرامج والخدمات المقدمة.



وعي السائح والنظافة



- تعاني المنتجعات والقرى السياحية من قلة النظافة، وضعف الخدمات.. هل من رؤية تنقل المنطقة سياحياً؟



الحقيقة أن مستوى النظافة تحسّن بشكل لافت خلال السنوات الماضية، وأمانة المنطقة تبذل جهوداً كبيرة لضمان بقاء المتنزهات والمواقع السياحية نظيفة لاستقبال سياح جدد، وهناك رقابة ولجان تتابع الوضع لحظة بلحظة، وكما تعلم أن استقبال أعداد كبيرة من السياح قد ينتج عنه بعض التصرفات والسلوكيات الخاطئة التي لا نقبل بها ولا نقرها؛ لكنها ليست كبيرة، وليست بالشكل الذي يصوّره البعض، نحن نعوّل على وعي السائح أن يترك المكان نظيفاً كما وجده.



مشاريع المياه 700 مليون



- شكّل انقطاع المياه في السنوات الماضية مشكلة رئيسة في المنطقة أضرت بالسياح والمستثمرين، هل أنتم مطمئنون إلى أن موسم السياحة سيكون خالياً من أي مشاكل؟



لم يعد انقطاع المياه عن أبها هاجساً لنا، بفضل دعم خادم الحرمين الشريفين أمده الله بالصحة والعافية، أصبحت هذه المشكلة من الماضي، والآن المياه متوفرة عبر شبكات التحلية التي تصل إلينا من الشقيق، وهناك مشاريع يجري تنفيذها في قطـاع المياه بأكثر من 700 مليون ريال في ميزانية هذا العام.



مشاريع مليارية



- ما هي أبرز التحديات التي تواجهكم في نقل السياحة إلى مصافّ العالمية؟



التحديات كثيرة؛ لكن بعد دعم القيادة لنا وتوفير ما نحتاج إليه، ولرؤيتنا في السير بالمنطقة نحو أفق أرحب، ليس هناك تحديات يصعب تجاوزها؛ فأبناء المنطقة مؤهلين وعلى درجة عالية من العلم ولديهم القدرة في تخطي كل الصعاب.



المنطقة اليوم تشهد تنفيذ شبكات طرق عالية الكفاءة، ولك أن تتخيل أن هذا العام يشهد تنفيذ مشاريع طرق بأكثر من مليار ريال، وتحتضن واحدة من أرقى الجامعات السعودية ميزانيتها هذا العام تتجاوز ملياري ريال، ولأهلها مدينة طبية بأعلى المواصفات والمعايير العالمية. أبها وكل مدن عسير هي شريان تجري في أوردته الحياة، وكل يوم تشهد تدشين مشاريع ووضع أساس مشاريع أخرى؛ فالحمد والشكر لله ثم للقائد الوالد خادم الحرمين الشريفين، وساعده الأيمن ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز، والشكر أيضاً لسمو ولي ولي العهد؛ على ما يولونه لإنسان هذه المنطقة من رعاية واهتمام دائم.



إجازتي في عسير



- سمو الأمير.. أين تقضي إجازتك صيفاً؟



- أنا وبقية فريق عمل الإمارة ورؤساء القطاعات في مؤسسات الدولة الأخرى نتنازل عن إجازتنا في الصيف لنكون في خدمة المواطن، ليس لنا فضل في ذلك، وُضِعنا هنا لخدمة المواطن والمقيم، وفي الصيف تكون عسير قبلة للسياح؛ فمن غير المعقول أن نترك من نعمل على خدمتهم ونغادر للاستجمام والسياحة.



المعتدين على الأراضي



- بعيداً عن السياحة، لأول مرة تقدم إمارة منطقة معتدين على الأراضي البيضاء إلى القضاء، هل نفهم من هذا أن الإجراء كان نتيجة لتزايد التعدي على الأراضي البيضاء؟



لن نتهاون مطلقا في فرض النظام، والتعدي على أراضي الدولة دون مستمسك شرعي، ولدينا -كأمراء مناطق- توجيهات واضحة بالتعامل مع جميع التعديات بما يجب.



نحن بتطبيق القانون نحافظ على هذه الأراضي لتكون مهيأة لتنفيذ مشاريع يستفيد منها أبناء الوطن، لا أن تكون في يد قلة قليلة من تجار الأراضي البيضاء.



- وهل أحلتم المتعدين على الأراضي للقضاء فعلاً؟



نعم أحلنا متجاوزين للنظام إلى القضاء بعد التحقيق معهم من الجهات ذات العلاقة، ومصممون على حماية جميع الأراضي البيضاء من التعديات ليقام عليها مشاريع تنموية كبيرة تخدم الأجيال الحالية والمستقبلية بإذن الله تعالى.



- أسألك سمو الأمير عن شباب عسير أين هم من برامجكم؟



يعلم الجميع أن إمارة منطقة عسير كانت سباقة في إنشاء أول مجلس للشباب، ونسبة كبيرة من برامجنا وخططنا تستهدف، الشباب وكما تعلم فإن نسبة الشباب مرتفعة في المجتمع، وعسير تحتضن منتدى شباب منطقة عسير، الذي يناقش بحرية مسؤولة جميع ما يتمناه الشباب ويتطلعون إليه، ويحوله إلى برنامج عمل نتبناه بكل قوة في مجلس المنطقة، كما أن المنتدى يشارك في الكثير من القرارات التي يتم رسمها ويُبدي الرأي حولها، نحن هنا لتوظيف الطاقات والاستفادة منها.



- وهل لمست شخصياً تفاعل شباب المنطقة وفاعليتهم؟



الحمد لله جميع المشاريع التي تشاهدونها صَنَعَها أبناء المنطقة الذين قلت لك إنهم يحملون أعلى الشهادات من أرقى الجامعات، ويعشقون وطنهم وقيادتهم، ويتفانون في خدمة مجتمعهم، وأنا أقدّر دورهم، وأعتبرهم شركاء حقيقين في مسيرة بناء عسير، وللمجلس دور كبير في كثير من البرامج والمشاركة في اتخاذ القرار ودعم المشاريع السياحية والثقافية في منطقة عسير، وكان له مشاركات دولية آخرها في جمهورية مصر العربية، ونحن نعتبر الشباب شريكاً في جميع برامج السياحة بشكل خاص والتنمية بشكل عام.



- هل حقق أمير عسير حلم الأهالي في أن يروى منطقتهم الأجمل بين مدن المملكة؟



للإنسان الحق في أن يطمح لأن يجد خدمات عالية المستوى في جميع المجالات، وحلمي الذي أثابر من أجله أن يحصل المواطن والمقيم في عسير على الخدمات بأسهل الطرق، ومهما بذلتُ، وسهرت، وعملت، وكابدت لا فضل لي، نحن هنا لخدمة المواطن، نتقاضى أجراً وفي رقبتنا مسؤولية وأمانة كبيرة من ولي الأمر، ومسيرة البناء لم تتوقف.



عسير لو تجولت في مدنها اليوم ستجد أنها ورشة عمل لا تتوقف، هذه المشاريع نراقبها ونخضعها لبرامج زمنية دقيقة حتى لا تتأخر أو تتعثر، وقد قلت غير مرة إنني لن أتهاون مع أي مسؤول يثبت أن قصوره كان متعمداً أو نتيجة عدم مبالاة أو تفريط.



- هل حصلت عسير على كل ما تحتاجه من المشاريع؟



أقولها بكل صدق، لم أتقدم بمشروع إلى مقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهد الأمين؛ إلا وجاءت الموافقة عليه فوراً؛ لأنهم -يحفظهم الله- حريصون على أن يحصل المواطن على كل ما يحتاج إليه، وهذا موقفهم مع جميع المناطق، وعسير لديها رؤية واضحة، ومشاريعها لا تتم إلا وفق دراسات واحتياجات مستقبلية.. ونأمل أن نوفق في تحقيق تطلعات أهلها الكرام الذين يستحقون الغالي والنفيس.



- هل من كلمة أخيرة؟



- شكراً لكم في صحيفة "سبق" الإلكترونية، على إتاحة هذه الفرصة للتحدث عن السياحة والإنسان والمكان في عسير.. ونحن ننظر للإعلام عموماً بعين التقدير والاحترام.