الله لايجزي الغنادير بالخير

الله لايجزي الغنادير بالخير .
‏ والله لا يفتح لهن باب جنة .
‏المبعدات المقربات المناكير .
‏الطير لو هو بالخضيراء رمنه .
‏كم من سببهن خنقته المقادير .
‏ وكم من غريرٍ بالهوى لوعنه .
‏وكم من صويب مثل أبو زيد والزير .
‏ وكم من قتيل مثل قيس دفننه .
‏وكم من عشير راح يقضي المظاهير .
‏يتبع أثرهن بالهوى غربلنه .
‏وكم من سببهن طاح في جمّة البير .
‏ يبغى الظما ينزاح مار قبرنه .
‏وكم من سببهن باع كل المغاتير .
‏يشري رضاهن مار هن فضحنّه .
‏وكم من سببهن جرفته المعاصير .
‏ ذيب الخلا مع الغنم سرّحنه .
‏وكم من ولي أمرٍ علومه تسافير .
‏ اليون خفرات البني حكمنّه .
‏وكم من سنافي سمعته تسعد الغير .
‏ من عقب علم الطيب هن دهورنّه .
‏الله لا يجزي الغنادير بالخير .
‏ إن كان ظيم الناس منهن مغنّه .
‏أقولها وانا بنص الطوابير .
‏ اللي لنا الخفرات هن صفصفنّه .

‏ عبد الله بن سبيّل الباهلي

استحق الشاعر الكبير ابن سبيل لقب الشاعر الكبير ؛ وهو مجايل أول عمره للشاعر الكبير محمد عبدالله القاضي ومجايل في النصف الأخير من حياته للشاعر الكبير العوني ؛ ثلاثة شعراء من معالم وأعلام الشعر الشعبي في عصره الحديث ! يسيل شعر ابن سبيل عفوية وسلاسة وعذوبة وكأنه يتنفس الشعر ؛ وكأن الشعر هو الذي يُنشد لسانه ؛ وليس الشاعر ! تُراثه الذي ترك غزير بالحكمة وعالم النساء وحقيقة الحياة ! رحمه الله وغفر له وللشعراء الثلاثة الكبار ؛ تركوا لنجد العَذيَّه ؛ شعرا مثل قيصومها وشيحها وعرارها غذاء للعقول ومكارم الحياة ؛ ووصفوا بيئتهم بأدق وصف وأصدق تعبير ؛ وماتوا وما مات شعرهم الخالد !