الدكتور النمر : الحنيذ والفول والكبدة و"الشيشة" تهدد 10 ملايين سعودي بأمراض القلب

قال إن أصعب حالتين شاهدهما رجل توقف قلبه لدقيقة ثم نهض​وذهب لمنزله و"خمسيني" اكتشف الجلطة قبلها بدقائق

الدكتور النمر : الحنيذ والفول والكبدة و"الشيشة" تهدد 10 ملايين سعودي بأمراض القلب

- كثرة الغضب والضغط النفسي المزمن والتوتر في المنزل والعمل يسبب أمراض الشرايين.

- النساء السعوديات لسن الأكثر سمنة على مستوى العالم، ومشكلتنا في سمنة الأطفال والرجال والنساء.

- يندر حدوث الجلطات وأمراض القلب عند النساء لأن الله سبحانه حماهن خلال فترة الحمل والإنجاب بالهرمونات الأنثوية.

- أدوية التخسيس وفقدان الوزن التي تُشترى من الإنترنت تؤثر على القلب وصماماته وعدم انتظام نبضاته.

- خفقان القلب بعد الأكل يكون بسبب الشخصيات القلقة الانفعالية ممن لديهم تاريخ مرضي للقولون العصبي.

حاوره: شقران الرشيدي- تصوير: عبد الملك سرور- سبق- الرياض: قال الدكتور خالد النمر، استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين، زميل كلية أمراض القلب الأمريكية أن أمراض القلب عموماً هي هاجس العصر في جميع دول العالم وهي المرض الأول في قائمة الأمراض غير المعدية عند منظمة الصحة العالمية لأنها ببساطة السبب الأول للوفيات. وأشار في حديثه لـ"سبق" إلى أن الغذاء غير الصحي، وانتشار مطاعم الوجبات السريعة أو المطاعم التي تقدم وجبات عالية الدهون، وكثيرة الملح، وعالية السعرات الحرارية تزيد من السمنة، وارتفاع الضغط، وتؤدي لأمراض القلب. وأكد أن كثرة الغضب، والضغط النفسي المزمن والتوتر سواء في المنزل أو العمل هو أحد العوامل الرئيسية المسببة لأمراض شرايين القلب.

ونفى ما يتردد من أن النساء السعوديات هم الأكثر سمنة على مستوى العالم بسبب تقاليد، وعادات المجتمع، وعدم ممارسة الرياضة. وتطرق الحوار إلى عددٍ من المحاور المهمة المتعلقة بالصحة العامة، وأمراض القلب والشرايين، والأوعية الدموية ومدى انتشارها في المجتمع السعودي.. فإلى تفاصيل الحوار..

* ما مدى صحة ما يتردد من إحصائيات ذكرتها منظمة الصحة العالمية من أن 10 ملايين سعودي مهددون بأمراض القلب، والجلطات، والأوعية الدموية بسبب تدخين الشيشة، والسجائر، وتزايد البدانة، والإصابة بمرض السكر؟

- أمراض القلب عموماً هي هاجس العصر في جميع دول العالم وهي المرض الأول في قائمة الأمراض غير المعدية عند منظمة الصحة العالمية لأنها ببساطة السبب الأول للوفيات في جميع أنحاء العالم أكثر من الحوادث، وأمراض السرطان مجتمعة، وهي كذلك السبب الثاني للإعاقة وخسارة ساعات العمل. فلا غرو أن تهتم بها جميع منظمات الصحة الدولية.

* تنتشر بكثرة مطاعم المندي، والحنيذ، والمثلوثة، والكبدة، والفول في مدننا السعودية، فهل لذلك تأثير في الصحة العامة للمجتمع؟

- الغذاء غير الصحي وانتشار مطاعم الوجبات السريعة أو المطاعم التي تقدم وجبات عالية الدهون وكثيرة الملح وعالية السعرات الحرارية كما هي الأمثلة أعلاه. بلا شك هو من العوامل التي تزيد من السمنة وارتفاع الضغط وبالتالي زيادة نسبة حدوث أمراض القلب في تلك المجتمعات.

* هل للضغط النفسي، والتوتر العصبي، والوضع الاقتصادي السيئ، والظروف الاجتماعية غير المستقرة دور في حدوث مشاكل القلب وأمراضه؟

- دراسة "انترهارت" التي أجريت على اثنتين وخمسين دولة في العالم وتسعة وعشرين ألف مريض أثبتت أن كثرة الغضب والضغط النفسي المزمن والتوتر النفسي سواء في المنزل أو العمل هو أحد العوامل الرئيسية المسببة لأمراض شرايين القلب، فهي بالترتيب من الأقوى إلى الأضعف تأثيراً كالتالي: الكولستيرول ثم التدخين ثم الضغوط النفسية الاجتماعية ومن ضمنها الغضب المتكرر ثم مرض السكري ثم مرض الضغط المزمن ثم التاريخ العائلي بالإصابة بأمراض الشرايين المبكر. وكما يتضح من هذه الدراسة أن كثرة الغضب والانفعال النفسي أقوى من السكري في الإصابة بانسداد شرايين القلب.

* تشير إحدى الدراسات أن 42 % من الوفيات في السعودية بسبب أمراض القلب، وأن40 % من المرضى الذين تستقبلهم أقسام الطوارئ بالمستشفيات السعودية هم من مرضى القلب.. ما أسباب معاناة قلوب السعوديين بهذا الحجم؟

- الوضع ليس خاصاً ببلدنا فأرقام عوامل أمراض القلب الإحصائية في الدراسات الحديثة التي أُجريت بالتعاون مع مركز الأبحاث في جامعة جورج واشنطن تتقارب كثيراً مع دول الخليج والهند، وإن كانت أكثر مما هو في أوروبا وأمريكا ولكن يجب أن نلاحظ الفارق في العمر الزمني للنظام الصحي لديهم، بالإضافة إلى مستوى الوعي الصحي، والثقافي للفرد وكفاءة نظام الرعاية الصحية الأولية، وبالتالي فهي مشكلة تعانيها جميع دول العالم المتطور، ولذلك وجهت منظمة الصحة العالمية كل مسؤولي الصحة في العالم بوضع خطط واضحة لمكافحة هذا المرض المزمن على جميع المستويات: المدرسة والأسرة والمجتمع والمراكز الصحية المجتمعية سواء على مستوى الوقاية أو العلاج.

* هل فعلاً النساء السعوديات هم الأكثر سمنة على مستوى العالم، والسبب تقاليد وعادات المجتمع وعدم اتباع الطرق الصحية، والسليمة في التغذية، وعدم ممارسة الرياضة؟

غير صحيح، وسبق أن علقت على هذا الموضوع وهذا لا يعني أنه ليس لدينا مشكلة سمنة سواء في الأطفال أو الرجال أو النساء ولكن يجب ألا تؤخذ تلك المادة للمبالغة والإثارة في مواقع التواصل الاجتماعي.

* ما أبرز أمراض القلب التي تصيب السعوديين الشيوخ والشباب، الرجال والنساء؟

- الدراسة الوطنية التي أُجريت من 1995م إلى 2000م أوضحت أن نسبة انتشار أمراض شرايين القلب نحو 6 %، ومرض السكري 25 % ، ونحو 26 % من ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع كولستيرول 50 % أما الخمول، وعدم اللياقة فكان 96 %، وعند مقارنتها على وجه العموم مع إحصائيات مركز الأبحاث في جامعة جورج واشنطن الحديثة فهناك تحسن واضح في تلك العوامل على مدى الأربع عشرة سنة الماضية، وهي بلا شك تحتاج إلى مزيد من العمل المؤسسي، وتفعيل دور مراكز دور الرعاية الأولية، ولمن أراد مزيداً من التفصيل هذه دراسة حديثة نشرناها عن جلطات القلب الحادة في المرضى السعوديين بجميع تفاصيلها وتحليلاتها العلمية على الرابط التالي: www.ncbi.nlm.nih.gov

* في إحدى محاضراتك نصحت مرضى القلب بضرورة استخدام الأسبرين والمضادات الحيوية، وعدم استخدام الأدوية المدرة للبول كثيراً.. هل بالإمكان توضيح ذلك أكثر؟

ليس الأمر على إطلاقه، فالأسبرين دواء له مضاره، ومنافعه يجب أن توزن فيه المنافع والمضار في كل حالة مرضية على حدة، وهو دواء فعّال لمنع الجلطة الثانية, أما للوقاية من الجلطة الأولى ففيه تفصيل!! فقد رفضت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية قبل يومين طلب الشركة المسوقة للأسبرين باعتباره دواءً يستخدم للوقاية لجميع الأعمار من دون تمييز لأنه يجب أن تكون محددة للفئة عالية الخطورة بسبب خطورة النزيف لدى هؤلاء المرضى فتكون المنفعة أكبر من الضرر المحتمل. والمفهوم نفسه ينطبق على المدرات فهي سلاح ذو حدين فهو يفيد في إزالة السوائل، ولكنه قد يقود المريض إلى قصور الكلى!! ولذلك لابد أن يكون تحت إشراف طبي.

* ما مخاطر استخدام أدوية التخسيس التي تُباع عبر مواقع الإنترنت في حدوث مشاكل في القلب؟

- هذه مشكلة يقع فيها كثير من الشباب فهم يريدون فقدان الوزن بسرعة، ودون مجهود من الحمية، والرياضة، والحقيقة أن العلم الحديث صدم عدة مرات في تلك الأدوية، وتأثيرها على القلب، وصماماته، وعدم انتظام نبضاته ...بل إن بعض تلك الأدوية التي تسوق في الولايات المتحدة الأمريكية تكون مخلوطة بهرمون الثايروكسين من دون ذكره في محتويات تلك الأدوية ... وهي ما يسمى بمشكلة undisclosed ingredients.والتي تحاربها هيئة الغذاء والدواء الأمريكية بشتى الطرق.

* يتساءل البعض عند الانتهاء من الأكل يبدأ خفقان القلب، والاضطراب لفترة من الزمن، فهل لها علاقة بأعراض مرضية في القلب؟

- ليس شرطاً فهناك عدة أسباب له قد تكون متعلقة بالقلب، وقد لا تكون من ضمنها ..فمثلاً القابلية للسكري أو من لديه السكري فعلاً مع مضاعفاته على الأعصاب التي تتحكم في الجهاز الهضمي أو انخفاض الضغط بعد عمليات تكميم المعدة أو اقتطاع جزء من المعدة لأسباب طبية متعددة مثل الأورام. كذلك بعض الأمراض الهرمونية مثل اضطراب الغدة الدرقية أو نقص وراثي في إنزيمات معينة في الجسم. وكذلك ازدياد "هرمونات الكيتوكولامين"، وبالذات في الشخصيات القلقة الانفعالية وتحدث الأعراض مماثلة لنوبات الهلع، ولكن مع كون تحليل السكر طبيعياً، وهي تكثر فيمن لديهم تاريخ مرضي للقولون العصبي، ومن الحالات النادرة –الاستثناء وليس القاعدة– أن يكون من أمراض شرايين القلب، وبالذات آلام الشرايين التي تحدث بعد الأكل، وكذلك نعرف أيضاً أن هذا المرض ليس خطيراً ولا يسبب جلطات في القلب ومن السهل علاجه.

* يشتكي البعض من أن ضربات القلب تحدث لديهم اهتزاز في الجسم بقوة، ما الأسباب؟

- درجة شعور الإنسان بتغير نبضات القلب تختلف من شخص إلى آخر فتجد شخص تمر به الخوارج البطينية ولا يشعر بها، وشخص آخر قلق، وحساس ومتوتر إذا حدثت الخوارج البطينية يحس أن جسمه كله يرتجف!! أو أن قلبه يتوقف!!

* ما الوصفة الناجحة لتكون الصحة في أحسن حالاتها؟

- الالتزام بالأركان السبعة لصحة القلب، وهي: 1.مقياس السكر: في الإنسان الطبيعي عند استيقاظه من النوم "صائماً ثماني ساعات" يجب أن يكون السكر لديه أقل من 100 ملغ في الديسيلتر الواحد. 2.مقياس الكولستيرول الضار: في الإنسان الطبيعي يجب ألا يتعدى الكولستيرول الضار "البروتين الدهني منخفض الكثافة" 160 ملغ في الديسيلتر. 3.مقياس الدهون الثلاثية: في الإنسان الطبيعي يجب ألا تزيد الدهون الثلاثية عن 150 ملغ في الديسيلتر. 4.مقياس الضغط الشرياني: في الإنسان الطبيعي يجب ألا يزداد الضغط الشرياني عن 140 على 90 في غالب قياسات يومه خلال النهار وألا يزيد خلال فترة النوم عن 90 ملم من الزئبق في أغلب مراحل النوم "75 % على الأقل". 5.مقياس قوة ضخ القلب: في الإنسان أن الطبيعي يجب ألا تقل قوة ضخ عضلة القلب عن 55 % فإذا قلت عن ذلك فذلك ما يسمى ضعف عضلة القلب، وذلك أما أن يكون بسبب تضيق شرايين القلب أو الصمامات أو ارتفاع الضغط المزمن غير المتحكم به أو التهابات فيروسية أو أمراض مناعية. 6.مقياس الوزن: الوزن يتناسب الوزن مع الطول في البشر، ولذلك لا يمكن تحديد وزن معين يجب ألا يتجاوزه جميع البشر، ولكن المتعارف عليه هو معيار كتلة الجسم وهو وزن الجسم بالكيلو جرام مقسوماً على طول الجسم بالمتر" تربيع"-BMI - وفي الإنسان الطبيعي يجب ألا يتعدى ناتج هذه المعادلة 25 وإلا اعتبر سميناً، وهناك نوعٌ من أنواع السمنة خفي قد لا ترصده هذه المعادلة، وهو أن يكون الإنسان سمنته متركزة في بطنه فقط أما باقي جسمه فنحيل. ولذلك يقاس محيط البطن عند السرة ويجب ألا يتعدى 102 سنتيمتر عند الرجال و 88 سنتيمتر عند النساء. 7.الرياضة: لمدة 30 دقيقة يومياً في خمسة أيام في الأسبوع بحيث تكون نبضات القلب من 60- 75 % تقريباً من أعلى نبض يسمح به لذلك العمر ويحسب بهذه المعادلة "220- العمر" فمثلاً إذا كان عمر الشخص خمسين سنة فيجب أن تكون نبضات قلبه من 102-127 نبضة في الدقيقة.

* كيف يمكن جعل موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" وسيلة مهمة في ربط المريض بالطبيب وتزويده بالحقائق الصحية؟

- بلا شك هي وسيلة تواصل فعّالة في نقاش مفاهيم عامة عن الصحة وشرحها للمريض، ورفع الوعي الصحي، وليس لإعطاء تشخيص معين أو صرف دواء أو تغيير جرعة دواء لأن ذلك يجب ألا يتم إلا بعد فحص المريض والاطلاع على فحوصاته.

* هل ظاهرة النوم لفترات طويلة عند كبار السن أمر طبيعي أم هي مشكلة يجب علاجها؟

- كثرة النوم في كبار السن قد يكون من عدة أسباب مثل ضعف الغدة الدرقية, الاكتئاب, والتهابات الصدر أو البول أو قصور الكلى أو تغير الأملاح في الدم أو هبوط السكر المتكرر أو تأثير بعض الأدوية أو هبوط الضغط، ولذلك يجب دوماً التأكد أنها ليست غطاءً لمرض يعانيه أحد الوالدين.

* كيف يسهم انتشار تناول الأكلات السريعة، ووفرة الأطعمة عالية الدسم، وزيادة القدرة الشرائية لدى المواطن، في تزايد أمراض المجتمع؟

- مطاعم الوجبات السريعة في جميع دول العالم هي مراكز لنشر الغذاء غير الصحي: عالي الملح، والدهون كثير السعرات الحرارية فتنتشر السمنة بكثرة بين رواد تلك الأماكن من الشباب، وبالتالي زيادة الضغط، والسكر، وأمراض القلب في الأجيال القادمة، ولذلك تبنت جمعية القلب الأمريكية نشر الوعي الصحي بين الشباب والأطفال عن خطورة تلك المطاعم في العالم.

* ما أصعب حالة مريض بالقلب كشفت عليه في عيادتك؟

- عندما تتعامل مع واحدٍ من أهم أعضاء جسم الإنسان وهو الذي توقفه يعني الموت بأمر الله فإن الثواني تعني لك شيئاً كبيراً. ولا يحضرني حالياً أصعب موقف ولكني ما زال أتذكر موقفين نشرتهما في المجلات العلمية دولياً لفائدة طلبة الطب، والأطباء: أولهما: رجل عمره خمسون سنة يعمل مفتش بنكي ومدخن ولديه كولستيرول كان يريد السفر للقاهرة ولكنه أحس بألم بسيط في صدره واختفى ثم أتى إلى المستشفى وبعد الفحوصات اكتشفنا وجود التخثر داخل التضييق الشرياني في طريقها إلى إغلاق الشريان" أي أنه اكتشفنا الجلطة قبل دقائق من وقوعها" وتم معالجته وتفادي وقوع الجلطة، وتم نشرها قبل سنتين في مجلة "shj". ثانيهما: رجل توقف قلبه نهائياً بعد الجهد البدني فجأة لمدة 60 ثانية ثم قام بعد ذلك من دون أي شكوى وأصر على الذهاب لمنزله.

* لماذا يندر حدوث الجلطات، وأمراض القلب عند النساء؟

- لأن الله سبحانه حماهن خلال فترة الحمل، والإنجاب بالهرمونات الأنثوية، وذلك للحفاظ على استمرارية الجنس البشري فهي الأم وهي الزوجة وهي "عمود البيت".

* ما تأثير زيت الزيتون على الكولستيرول الضار والدهون الثلاثية؟

- زيت الزيتون هو زيت نباتي يتكون 99.9 % من أحماض دهنية ثلاثية أهمها الأوليك والبالميتيك وكل 15 مليلتر منه تحتوي على 115 سعرة حرارية من الطاقة و13.5 جم من الدهون "90 % "غير مشبعة و10 % مشبعة" وفي كل الدراسات الطبية التي أُجريت على زيت الزيتون والتي يقاس فيها الكولستيرول الضار والدهون الثلاثية يلتزم بها الشخص بحمية شديدة تنزل فيها نسبة الدهون الحيوانية المشبعة إلى أقل من 7 % من مجموع السعرات اليومية ويستبدل بها تناول الزيوت النباتية في تلك الدراسات مثل زيت الزيتون وزيت الذرة وزيت الكانولا "زيت بذور اللفت" التي ثبت أنها كلها تنزل الكولستيرول الضار بنسب متقاربة وكذلك الدهون الثلاثية...فالمفعول الذي أثر على مستوى الدهون في الدم هو "استبدال" الدهون الحيوانية المشبعة في تلك الدراسات بالدهون النباتية التي تحتوي دهوناً أحادية غير مشبعة التي هي بلا شك "أكثر صحة" من الدهون الحيوانية المشبعة "زيوت الأبقار والأغنام" وهذا هو موقف وكالة الغذاء والدواء الأمريكية من هذه النقطة تحديداً ولذلك أعطت وكالة الغذاء والدواء الأمريكية الموقف نفسه للزيوت النباتية الثلاثة "الزيتون والذرة والكانولا" ولذلك لا ينصح بإضافة زيت الزيتون إلى الدهون الحيوانية المشبعة الموجودة في غذائنا اليومي وادّعاء أن ذلك يحمي القلب والشرايين.

* هل المكسرات.. تقي من السرطان، وأمراض القلب، وتخفض الكوليستيرول الضار؟

توجد دراسات متعددة بيّنت أن هناك ارتباطاً بين تناول المكسرات NUTS ونزول طفيف في الكولستيرول الضار"أقل من خمسة بالمائة" وهو تغير لا يحدث في جميع من يتناول المكسرات، وتحديداً فقد وجد أن تأثيرها محدود جداً فيمن لديه زيادة في الوزن أو قابلية لمرض السكري prediabetes من جهة أخرى فإنه لم يثبت أن تناول المكسرات يقلل من جلطات القلب أو الدماغ كما في أدوية الكولستيرول، وبالتالي فإنها لا يمكن أن تستخدم كوسيلة علاجية لخفض الكولستيرول في مرضى القلب أو ارتفاع الضغط المزمن أو السكري، وأخيراً فإنه يجب الانتباه إلى أن في المكسرات سعرات حرارية وكثرتها قد تسبب السمنة وهي أشد خطراً من الفائدة الضئيلة المرجوة منها. وفي الدراسات الطبية التي أُجريت في جامعة لومالندا وجد أن جميع أنواع المكسرات تشترك في هذا التأثير الطفيف على الكولستيرول وذلك بتناول نحو 67 جم من المكسرات يومياً ويتغير ذلك التأثير بوزن المريض وبقيمة الكولستيرول الأساسية لديه وبنوعية الغذاء الذي يتناوله الشخص حيث وجد أن تأثيرها أقل في الأشخاص الذين يتناولون الغذاء الآسيوي والإفريقي مقارنة بنوعية الغذاء الغربي western diet وكذلك فيمن كان لديهم مستوى الكولستيرول طبيعياً.

* لماذا تتزايد لدينا عمليات القلب المفتوح؟

الذي ازداد لدينا هو كثرة المراكز الطبية التي تقدمها وليس ازدياد المرض تحديداً، فالعوامل المسببه لأمراض الشرايين موجودة في المجتمع حسب ما ذكرنا سابقا. وإن كانت هذه أحد المعايير في خدمة أمراض القلب، ومكافحتها ولكن أهم خطوة في النجاح هو قوة الرعاية الأولية في مكافحة العوامل المسببة لتضييق الشرايين، وهذا هو التوجه العالمي الصحي.

* الرعاية الأولية في مكافحة أمراض القلب، كيف يكون لها تأثير إيجابي على مستوى صحة الفرد والعائلة والمجتمع؟

- هذه أهم خطوة على الإطلاق في حرب البشرية مع العامل الأول المسبب للوفيات فبتلك الخطوة يركز الطبيب على مستوى الفرد على الاكتشاف المبكر للضغط، والسكر، والكولستيرول، ومحاربة نمط الحياة الذي يمكن أن يؤدي إلى تلك الأمراض على مستوى الفرد.

* هل لدينا مراكز عناية بالقلب تتناسب مع الكثافة السكانية، وتزايد الأمراض؟

- الحاجة إلى بناء مراكز قلب جديدة بالمملكة تخضع لعدة عوامل فنية، ومنها: الكثافة السكانية، ونوعية الخدمة التي يحتاج إليها المرضى، وذلك تتحكم به الإحصاءات، وليست وجهات النظر الشخصية. ولكن التوجه العالمي الآن ليست مكافحة أمراض القلب بزيادة القساطر وعمليات القلب المفتوح لأنك لا تعالج فيضان النهر بوضع السدود في آخر طريقه عند المصب، وإنما في بدايته "عند المنبع" فتستطيع التحكم به ولذلك يجب تفعيل دور طبيب العائلة في الأحياء .

* حدوث بعض التغيرات أو الألم المفاجئ في الصدر، هل يعني ذلك مرض القلب؟

- ليس شرطاً بل إن 93 % منها ليست من القلب بل من عظام وعضلات الصدر والمريء والرئتين وغشائهما البلوري ولكن أخطرها على الإطلاق هو ما يتعلق بالقلب والأوعية الدموية.

*هل تعاطي المخدرات وشرب الكحول يؤدي إلى إضعاف عضلة القلب كما يتردد؟

- بلا شك أن كليهما مسبب لتضييق شرايين القلب والوفاة المفاجئة وضعف عضلة القلب.

* متى ينبغي على المجتمع السعودي التخوف من تزايد أمراض القلب مستقبلاً؟

- لا ينبغي عليه الخوف إطلاقاً فمن يخاف لا يستطيع التصرف، ولا التفكير بحكمة وروية، وإنما يجب على كل فرد منا الاهتمام بصحته، وصحة أفراد أسرته، وزيارة طبيب الأسرة بانتظام والفحص الدوري عن الضغط، والسكري، والكولستيرول، والابتعاد عن الأطعمة السريعة الغنية بالملح، والدهنيات والسعرات الحرارية، وتنشيط مفهوم الرياضة بشتى أنواعها بين أفراد أسرته والابتعاد عن الضغوط النفسية قدر الإمكان.