يوم في مدرسة رباع الفيصلية

في وسط القرية بجوار المسيد القديم ( المسجد ) تتواجد مدرستنا مدرسة رباع الفيصلية منزل أبناء احمد بن شهوان امامها ساحة متوسطة كنا نلعب فيها اغلب اوقاتنا ويعرض فيها الجماعة ايام الأعياد والمناسبات في ركن الساحة الجنوبي تتواجد حماطة كبيرة في حوش موسى بن شهوان كان ثمرها يتساقط فنلتقطة ونتسابق على اكله وأحيانا من الشقاوة نحذفها بحجر صغير ليتساقط الحماط فناكله وكانوا أهلها كرماء على من توفى منهم واسع الرحمة والمغفرة .
انشئت المدرسة في السبعينات للهجرة او قبلها وتخرج منها خيرة أبناء رباع يتوافد الطلاب إليها من رباع والصغرة وبراج والعسلة والخربة فهي أقرب مدرسة لهم في ذلك الوقت .
اعداد الطلاب في كل فصل بين 8 إلى 14 طالب تقريبا ولأن طبيعة القرية باردة لوجودها على الطفة ( الشفا ) المطل على تهامة فكنا ندرس أحيانا في ساحة المدرسة نتشمس او فوق المدرسة أحيانا وإذا غاب أحد المعلمين نلعب كورة في ساحة المدرسة وكان غيابهم من النوادر كانت من أفضل الحصص لدينا حصة الرياضة لكنها كانت تمر سريعا

معلمينا القادمين من خارج القرية لديهم دبابات هوندا 70 او سوزوكي واحد الاساتذة عنده هايلكس مشرع ومدير المدرسة المربي الفاضل الاستاذ ضيف الله كان عنده جيب رحمة الله عليه .
كنت في الصف الخامس في العام 91 هجرية وكان احد الاساتذة المشهورين بالشدة المستمرة في غير موضعها لم نشاهده يضحك في يوم من الأيام كان دائم العبوس وممكن يضربك بالخيزرانة وانت ماشي في حالك كان مربي لنا الرعب وفي الشرح بمادة الرياضيات ماكنا نستوعب منه ....
استمر الحال وفي بداية النصف الثاني من العام جاءنا مدرس اردني يقال له ناصر عكور مدرس رياضيات لايقل في الشدة عن سابقه لكن بالامانة كانت بالنسبة لنا نقلة كبيرة في فهم الرياضيات رغم شدته بدأنا نستوعب منه الرياضيات بل واحببناها معه كان شرحه شرح بسيط مفهوم تستوعب المسائل ويقدم لك الحل في عدة طرق لم نكن متعودين على هذا الاسلوب الجميل في الشرح ..
دخلنا الفصل كالعادة ففجأنا الأستاذ ناصر بأن اليوم اختبار فقام بتوزيعنا على الساحة والطرقات الامامية للساحة بين كل طالب وطالب لايقل عن 10 أمتار وفعلا اعطانا الاسئلة وبدأنا الاجابة انهيت الاجابة في الدفتر ابو 40 وسلمته إياه فبدأ بالتصحيح وعند الانتهاء لم يسلمني الدفتر بل ذهب إلى مدير المدرسة الواقف على بوابة المدرسة الاستاذ ضيف الله وبدأ الاثنان في الكلام بكل سعادة وهم يطالعون الدفتر لا اخفيكم تملكني الخوف رغم الوجوه المبتسمة فلم نتعود في حياتنا طيلة دراستنا على أسلوب كهذا بعدها أشر لي وذهبت مسرعا إليه وهم واقفين فاعطاني الدفتر وعليه دائرة مكتوب فيها 30 من 30 ممتاز كنت في غاية السرور والسعادة ولا زلت أشعر بتلك اللحظة حتى يومنا هذا أسأل الله لمن مات منهم الرحمة والمغفرة وأن يسكنهم فسيح جناته ومن عاش منهم أن يمد في عمره على طاعته ويمتعه بالصحة والعافية .

من جميل الذكريات