الوسام .. الاكاديمي ابن الجنوب ..حسن القرشي ... لؤلؤة زهران كل الحكاية قسم المحاورة


 
 عدد الضغطات  : 5725


إهداءات


 
العودة   أكاديمـيـة العرضـة الجنوبيــة - ربـاع > ~*¤ô§ô¤*~ المنتديات العامة ~*¤ô§ô¤*~ > منتدى الاخبار المحلية واالعالمية
 

منتدى الاخبار المحلية واالعالمية كل مايتعلق بالاخبار والاحداث اليومية في المنطقة العالمية والمحلية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 08/08/2008, 03:00 PM
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان
مشهور âيه ôîًَىà
Awards Showcase
لوني المفضل Brown
 رقم العضوية : 245
 تاريخ التسجيل : Feb 2005
 فترة الأقامة : 7205 يوم
 أخر زيارة : 28/02/2014 (09:03 AM)
 المشاركات : 6,236 [ + ]
 التقييم : 10000
 معدل التقييم : مشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي في الذكرى الثامنة لرحيله /أوراق مخفية في سيرة قيثارة الشرق طلال مداح



الجمعه 7 شعبان 1429هـ -8 أغسطس2008م - العدد 14655
--------------------------------------------------------------------------------
عودة الى مساحة زمنية
--------------------------------------------------------------------------------
نقل عن صحيفة الرياض اليوم الجمعه 7 شعبان 1429هـ -8 أغسطس2008م - العدد 14655
في الذكرى الثامنة لرحيله
أوراق مخفية في سيرة قيثارة الشرق
تقرير - محمد السعد
لم يكن العام (1940) عاما عادياً على الجزيرة العربية خاصة ولأعلى الأمة العربية قاطبة ذلك العام الذي رزق الله عبدالشيخ الجابري بابنه البكر وسمي طلال فهذا العام شهد ولادة الطفل الذي ابهر أقرانه ومستمعيه في صغره وعمالقة الفن العربي في صباه.
مرحلة الطفولة وبداية العبقرية:
ما ان قدم المولود الجديد واطلق علية اسم طلال حتى فقد حنان الأمومة بوفاة أمه ليبدأ البحث عمّن يعوض هذا الطفل الحنان المفقود ليستقر البحث على خالته بحكم أنها الأقرب لامه وبهذا القرار فقد في نفس الوقت حنان الأبوة فاصبح لا يرى أباه الا في النادر ليتولى زوج خالته علي مداح دور المربي والموجه ودور الأب في نفس الوقت، في مثل هذه الأجواء عاش الطفل طلال ما بين تعويض حنان الأم وتعويض حنان الأب الحاضر الغائب، ترعرع هذا الطفل وعاش في بيت زوج خالته في مكة كواحد من أبناء هذا البيت متأثرا بمحيطه، شخصية طلال التي عرفناها عنه من طيبة مفرطة وتواضع جم وإنسانية في اجمل صورها سببت له بعض المشاكل.!. وقد يجهل البعض لماذا اخذ طلال لقب المداح وهو اسم العائلة الذي يحمله زوج خالته؟. السبب يعود كما يقول طلال: (انه عرفانا منه ورد الجميل لما قام به علي مداح من تربية ورعاية له)، كما يقول طلال في لقاء صحفي: (انه سمع من أهله انه أصيب بمرض غريب في طفولته كاد ان يقضي عليه وكان المرض عبارة عن التهاب وتورم حول الرقبة استمر عدة أيام حتى شفي منه من دون ان يجدوا علاجا له لعدم معرفة هذا المرض الغريب الذي كما يوعز طلال قد يكون السبب في قوة صوته وعذوبته)، بدأت البوادر الفنية تظهر مبكرا عند الطفل طلال فأصبح تجتذبه الموسيقى والغناء وجميع أشكال الإيقاعات والأهازيج الدارجة في ذلك الحين، وما ان وصل الى سن (الخامسة) حتى اتضحت العملية الفنية لديه فأصبح يستمع لاغاني عبدالوهاب وفريد وللمطربين القدامى، إضافة الى استماعه وشغفه وحبه للشعر وحفظه، وقد يستغرب البعض ان يكون طفل في الخامسة من عمره يملك هذا الحس أو يملك هذه القدرة على الحفظ والترديد وهذا يدلل على امتلاك هذا الطفل معجزة الموهبة والملفتة بشكل غريب، يقول طلال عن هذه المرحلة: (ان للعم محمد رجب الذي كان يعمل عند والده دورا كبيرا في تربيته وكان يمتلك صوتا جميلا وكان يردد أشهر الأغاني في ذلك الوقت)، وبما ان الطفل طلال كان سريع الحفظ كان يحفظ ما يغنيه العم رجب، ويعود الفضل بعد الله للعم رجب في تلمس موهبته الفنية وهو أول من بداء يحفظه الأغاني وأول أغنية حفظها كانت أغنية "كل دا كان ليه" لعبدالوهاب، معتبرا العم رجب أستاذه في الغناء.
في سن السادسة (1946م) انتقل طلال مع أهله إلى مدينة الطائف لانتقال عمل والده إليها، وانتسب طلال تلميذا في المدرسة السعودية في مدينة الطائف وكانت هذه المدرسة تقيم عدة حفلات في مناسبات عدة وكان معروفا عن طلال حلاوة الصوت ونقاوته، الأمر الذي شجع المدرسة على ان تسند اليه القيام بمقرئ الحفل في كل حفلات المدرسة.
في سن التاسعة (1949م) بدأت فكرة العزف على العود تراود خيالة لتأتيه الفرصة الذهبية في أن يتعلم العزف على العود حيث كان احد أصدقائه (عبدالرحمن خونده) المولع بحب العزف وكان يمتلك عودا ويذهب الى مدرس عود وعندما ينتهي من الدرس يضع العود عند طلال لان والده كان يرفض ان يتعلم ابنه العزف مما أتاح الفرصة لطلال ان يتعلم العزف على العود بمفرده مما جعل منه سيد المهرة في هذه الآلة الوترية، وظل مختلفا في عوده وفي ريشته التي تلامس القلوب قبل أن تلامس الأوتار وبقي العازف الوحيد الذي تميز عوده عن البقية،فالعازفون المهرة يتشابهون في طريقة العزف.
ومن طرائف الأمور في هذه الفترة الطفولية لطلال انه من عشقه وولعه بحب العزف ذهب الى الفنان القدير حينها عبدالقادر حلواني وكان ذايع الصيت وقتها فتأمل طلال منه أن يعلمه العزف على العود ولكنه عندما شاهد وسمع صوته قال لطلال أرني أصابع يدك وعندما شاهدها قال له أصابعك لا تنفع للعزف وكانت هذه أول صدمة له بعدها توالت حتى تعود عليها.
ومن الطرائف أيضا بعد ان تعود طلال على العزف على عود صاحبه خوندة جاء ذات يوم واخذ العود من عند طلال إلى الأبد وأصبح طلال في ورطة بعد ان تعلق بحب العزف فأصر على والده ان يشتري له عودا وبعد محاولات في إقناع والده وإلحاح شديد منه رضخ والده إلى رغبة طلال فابتاع له عودا من احد أصحاب طلال الذي قال: (ان العود يعود لفريد الاطرش وكانت قيمته خمسمائة ريال فضة) ويعتبر هذا المبلغ كبيرا جدا وقتها ليكتشف طلال لاحقا (انه ليس من أعواد فريد ولا يحزنون) كما قال، وان طلال أكل المقلب من صديقه الذي استغل حب طلال للفنانين العمالقة وخاصة فريد الأطرش الذي كان يردد طلال أغانيه ويحفظ الكثير منها عكس المشاع عن طلال بأنه يميل لعبدلوهاب الذي كان يحل في المرتبة الثانية عند طلال بعد فريد.
ما أن وصل طلال لسن الثالثة عشرة (1953م) حتى أصبح يجيد العزف والغناء وبدأت شهرته تتسع وكان أول من غنى أمامهم كانوا أصحاب والده الذين كانوا يجتمعون عنده في البيت وكانوا يطلبون من طلال ان يغني لهم وبدأ يشتهر بين أصدقاء ولده ومن ثم أصدقاء أصدقاء والده، واستمر على هذا الحال فترة وهو يغني ويزداد عليه طلب الناس، وكان يغني من دون مقابل حتى التقى بالعم يوسف كعكي الذي كان مدعوا ضمن أصدقاء والده الذي تساءل كم يأخذ على غنائه فاخبروه انه يغني ببلاش وأحيانا مقابل (وجبة عشاء)، ولما سمع العم يوسف هذا الكلام اخذ طلال جانبا وقال له لا يجب ان تغني ببلاش او من اجل ان تأكل هذا عيب، ولما سمع والد طلال هذا الكلام قرر ان يأخذ أجرا مقابل كل جلسة يغني فيها طلال فصار طلال يغني ووالده يقبض الأجر، وأصبح منافسا لكبار الفنانين الذين أصبحوا يتذمرون من ظهوره لان الجمهور صار يردد اسمه في أي حفلة كبيرة فضاق الأقدمون من ذلك التصرف.
أول مواجهه مع الفنانين والجمهور:
بدأت سمعت طلال تزداد وتتسع في الطائف حتى جاءت الفرصة الذهبية لطلال ليغني في احدى الحفلات الكبرى في الطائف ولم تكن مشاركته في هذا الحفل بالامر الهين خاصة اذا ما عرفنا مشاركة فنانين كبار في ذلك الوقت امثال طارق عبدالحكيم وعبدالقادر حلواني وعبدالله محمد وغيرهم من الفنانين ومعرفتهم بمقدرة طلال على الغناء وجمال صوته رغم صغر سنه وكان البعض منهم يناصب العداء له ومحاولة إبعاده عن مثل هذه الحفلات الهامة، لكنه لم يستسلم وبقي يحاول ان يشارك وان يجد اسمه ضمن الفنانين ولكنه قوبل بالرفض، بدأ الحفل وبدأ الفنانون بتقديم فقراتهم الغنائية حتى جاء وقت وجبة العشاء حيث جرة العادة في ذلك الوقت ان يقدم وجبة للفنانين اثناء الحفلة ولكن واجهت أصحاب الحفل مشكلة مع الجمهور الذي كان متعطشا للغناء فاقترح احدهم مشاركة الصبي الذي يدعى طلال ليشغل الجمهور حتى يتناول الفنانون عشاءهم وافق طلال على ان يشارك وان ينهي مشاركته مع انتهاء الفنانين عشاءهم، انتهز طلال هذه الفرصة على أكمل وجه حيث غنى واطرب الحضور وقدر ان يثيرهم بعبقريته وبصوته وبمولاته في وقت قصير جدا، التزم طلال بالوقت المحدد له وانسحب من الحفل وسط اعتراض الجمهور ومطالبته بالبقاء ولم يستغل نقطة الجمهور بل أصر على المغادرة وهذا يدلل على نبل أخلاق طلال منذ الصغر على الرغم من عملية الحرب والإقصاء التي تعرض لها، وكان الدور المجدول في الحفل كما يذكر الرواة للفنان طارق عبدالحكيم الذي تفاجأ برفض الجمهور له ومطالبتهم بعودة طلال للغناء، إذ حاول ان يغني ويكبت طيشان الحضور ومن دون جدوى فلم يجد أصحاب الحفل من حل سوى إعادة طلال للغناء والاعتذار لبقية الفنانين في عدم المشاركة في الحفل نزولا لرغبة الجمهور، فعلا عاد وبقي يغني ويمول الى ان ظهر الفجر، معلنا ذلك الفجر عن ظاهرة تدعى طلال مداح، وبركان نغمي احرق كل من سبقه من الفنانين، ومعلنا أيضا عن تزعمه على عرش الأغنية السعودية وهو في سن السادسة عشرة.
مع اشتهار اسم طلال في الطائف سمع الفنان القدير عبدالله محمد صوت طلال وأعجب به كثيرا، مما حدا به ان يقابل طلال وكان عبدالله محمد وقتها مطربا من الوزن الثقيل، فذهب إلى بيت طلال ولم يصدق طلال ان فنانا بحجم عبدالله محمد جاء لرؤيته، ولكن تفاجأ بان أهله نصحوه بان لا يماشيه بحكم ان طلال مقدم في الفترة القادمة على زواج وكان عمر طلال في ذلك الوقت في السادسة عشرة تقريبا، فقام طلال بإبلاغ عبدالله بهذا الكلام فما كان من عبدالله محمد الا ان عاهد طلال بان لا يسبب له أي مشاكل وان يبتعد عن الشقاوة، وافق طلال بعد هذا العهد وبقي مع طلال في بيته لمدة أكثر من سنة وخلالها عَلمَ طلال كل ما يعرف من أصول الفن والغناء وحفظ منه معظم الأغاني التي كان يحفظها.
يقول الموسيقار غازي علي: (ان عبدالله محمد طلب مني أن اذهب معه ليعرفني ويسمعني صوت صبي لم يسمع يوما أجمل من صوته، وعندما سمعته وشاهدت عزفه على العود، قلت لعبدالله محمد إن هذا الصبي سوف يكون له شأن كبير في عالم الغناء والموسيقى وكان هذا الصبي طلال مداح، خلال هذه الفترة تعرف طلال على عازف الكمان البارع محمد الريس والذي بدوره أعجب بصوت طلال وقام بتعليمه أصول الفن والنغم المتمثل بكيفية العزف والغناء مع الفرقة، وقد تعلم الريس على يد الفنان القدير حسن جاوة الذي طلب من الريس أن يحضر له طلال بعد أن سمع عنه وكان هذا الخبر مصدر سعادة لطلال لما يمثله الفنان حسن جاوة من مكانه فنية كبيرة في ذلك الوقت، ذهب طلال مع الريس الى بيت حسن جاوة وقام طلال بالغناء أمامه وبعد سماعه صوت طلال بكى الفنان القدير حسن جاوة، واخذ ورقة وكتب فيها: (هذا الفنان سوف يكون له شان في مسيرة الأغنية السعودية)، وكان هذا اللقاء في آخر أيام حسن جاوة، وكون طلال مع الريس فرقة موسيقية وكانت تحمل اسم فرقة النجوم وشاركت طلال حفلاته التي كان يحيها في الأفراح والأعراس.
أول حفل رسمي له:
في سن الثامنة عشرة (1958م) شارك طلال في أول حفل رسمي يحضره كبار الشخصيات والمسؤولين في الدولة ويعتبر هذا الحفل بوابة العبور والشهرة على مستوى المملكة حيث كان يضم جمهور المناطق المختلفة من جميع أنحاء السعودية لقضاء إجازة الصيف في الطائف إضافة إلى انتقال الوزارات والمؤسسات الحكومية للعمل في الطائف في فترة الصيف كما جرت العادة ذلك الوقت، عندما ظهر طلال ليغنى كان الكثير من الحضور لم يسمعوا بطلال والبعض سمع عنه ولكن لم يسمعه من قبل وما ان غنى حتى بدأ الجمهور بالهتاف والتصفيق له وما ان انتهى من تقديم وصلته الغنائية حتى قام الجمهور بمطالبة طلال بالبقاء ومواصلة الغناء مقصيا كل الفنانين المشاركين معه حيث وجدوا حرجا كبيرا في مواصلة الغناء بعد ان سمع الجمهور صوتا عذبا وغناءً مختلف شكلا ومضمونا وأصر الجمهور بان يعود طلال للغناء وعاد وغنى حتى بزوغ الفجر وقد غنى باكورة إنتاجه وهي أغنية الخالدة (وردك يا زرع الورد) التي تعتبر أول أغنية سعودية مبنية على أسس موسيقية سليمة وأول أغنية مكبلهه في الجزيرة العربية والخليج وكانت من الحان طلال نفسه، واستطاع طلال من خلال ذلك الحفل ان يضع اسمه بقوة ويفرض وضعاً جديدا للأغنية وسيدا للأغنية التي انتظرت طويلا إلى فنان يخرجها من حالة النمطية الى حالة التطوير والتجديد.
احتراف الغناء:
بدأ طلال يفكر جديا في ان يحترف الفن لتعارض عمله الجديد مع عمله الرسمي في مؤسسة البريد حيث كان من الصعب التوفيق بين العملين فعادة ما تنتهي الحفلات في وقت متأخر والعمل في المؤسسة يحتاج للاستيقاظ مبكرا، فوقع طلال في حيرة في أيهما يختار وبعد تفكير طويل قرر طلال احتراف الفن وخصوصا بعدما أصبح اسمه يتردد على كل لسان وبدأ يعد العدة لذلك، عندما احترف طلال الغناء اقترح كل من عبدالله محمد وغازي علي والأستاذ عباس غزاوي مدير الاذاعة بان ينتقل الى مدينة جدة وان يسجل أول أغانيه للإذاعة وكانت (وردك يازارع الورد) أواخر العام (1959م)، وما ان أذيعت حتى أصبح مشهورا على مستوى الخليج، ثم قام بعدها بتسجيل أغنية (ابها) للإذاعة، بدأت شهرته تزداد وتتسع وأصبح طلال مركز أنظار الجميع فأصبح بيته في جدة يعج بالكتاب والشعراء والفنانين واستطاع ان يجمع حوله كل مهتم بالفن والموسيقى والثقافة.
الرحلة الخارجية الاولى:
في العام (1961م) سافر الى لبنان التسجيل اول اسطوانة له، وتضمنت مجموعة من أغانيه وحملة اسم (سويعات الأصيل) ولقيت انتشارا واسعا، وعندما سمع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب صوته من خلال الأسطوانة أعجب بصوته أيما إعجاب وطلب مقابلته على الفور واتفق معه على مجموعة من الأغاني لم يغن منها طلال الا أغنية (ماذا أقول) التي حفظ لحنها من أول مرة وقام بتسجيلها قبل ان يفسخ العقد الذي كان ينوي عبدالوهاب منه احتكار صوت طلال.
أول حفلة خارج الوطن:
أراد طلال ان يستغل تواجده في لبنان بان ينقل فنه الى فضاءات أوسع بمشاركته في الحفلات التي تزخر بها بيروت في تلك الفترة، لكنه ووجه بالرفض بحجة ان هذا الفن لا يلقى صدى عند الجمهور الذي كان في معظمه من دول عربية غير خليجية وبعد محولات مع متعهد الحفل وافق ان يشارك طلال بوقت قصير بعد ان دفع له طلال مبلغا من المال مقابل مشاركته، وفعلا غنى وكعادته استطاع ان يطرب الجمهور وان يفرض نفسه وفي اليوم التالي تفاجأ طلال بمجيء المتعهد يترجاه بان يشارك في الحفل بعد ا ن أصر الجمهور على مشاركته وقد أعاد المبلغ الذي أخذه منه إضافة إلى أجره في الحفل ووضعه كمطرب الحفل (نجم السهرة) وأصبح اسم طلال يتردد بقوة في لبنان وأصبح مسرح طلال من أفضل ثلاثة مسارح تقام في بيروت وهي مسرح فريد الاطرش وعبدالحليم وطلال، حتى ان السائح العربي يحتار في أيهم يحضر عندما تقام في توقيت واحد.
حفلات صوت العرب:
يعتبر طلال أول من غنى في حفلات صوت العرب من الخليج حيث كانت هناك لجنة فنية تشرف على اختيار الفنانين المشاركين وكانت تضم الشيخ احمد زكريا وكمال الطويل ومحمد عبدالوهاب وتم اختيار طلال لما يقدمه من فن راق وتعتبر حفلات الصوت العرب حلم يتمناه جميع الفنانين وكانت إذاعة صوت العرب تبث الحفل مباشرة حين ذاك.
حفلات دمشق:
نهاية متوسط الستينيات، قدم طلال اروع الحفلات التي لم تذكر في تاريخه، قال عنها الفنان السوري صباح فخري: (سمعت ان فنانا سعوديا اسمه طلال سيأتي ليقدم معنا الحفلات، وكنا لا نكترث به لاننا لا نعرفه، وعند اول مشاركة له بالحفلة الاولى ألهب الجمهور بأدائه الرفيع، وفي ثاني ايام الحفلات أتيت مستعداً لأعيد نفسي من جديد لكن طلال سحب أيضا الجمهور علينا، وعندها اتصلت بوديع الصافي وقلت له، لابد من مجيئك لان هنا فنانا سعوديا ألهب الجمهور فنحتاج الى نجدتك، وبالفعل اتى وديع لكن المشكلة انه لم يعمل شيئا، لان طلال صال وجال في القدود الحلبية والموشحات والمجسات السعودية التي يعشقها الجمهور السوري، عندها أيقنت بان لا منافس لهذا الصوت الجميل، مما اضطرنا للتوقف لمدة ثلاثة أسابيع الى حين مغادرته ومن ثم معاودة النشاط من جديد.
التأثير الذي أحدثه طلال:
كان لطلال مداح تأثير فني في الحياة الثقافية والاجتماعية في الجزيرة العربية، وكان له دور الريادة في ذلك الوقت، والمتتبع للحياة الفنية والثقافية والاجتماعية في الجزيرة العربية بكل صورها وأشكالها المختلفة يجد بصمة طلال متجلية بكل وضوح، حيث كانت الحياة الموسيقية في الجزيرة العربية تدور وسط حلقة ضيقة من الحفلات الأعراس والمناسبات الرسمية النادرة في ذلك الوقت، واستطاع طلال من خلال موهبته وعبقريته الموسيقية ان يخرج بالموسيقى الى رحاب أوسع، ويوجد نهجا فنيا ذا أبعاد كبيرة، ويجعل اللون الغنائي والموسيقي يأخذ منحى آخر غير الذي اعتاد عليه المجتمع، وكل من أتى بعد طلال المداح بدا مقلدا له في نهجه الموسيقي والفني الى يومنا هذا وان اختلفت الأصوات الا انهم ظلوا ولا يزالون يتدثرون بعباءة طلال المداح، لذلك استحق ان يكون (عراب) الاغنية الخليجية بكل اقتدار.
الإنسانية في حياته:
كان طلال مداح إنسانا خلوقا اجتمعت فيه كل شمائل العرب في حسن خلقهم وإنسانيتهم،كان حساسا، كريما، ذا قلب نظيف لا يحقد على أحد ولا يكره أحدا على الإطلاق. تميزه عفويته، وابتسامته الممزوجة بحزن دفين والتي ارتسمت إشراقتها على محياه، وشفافيته ومشاعره الصادقة كل ذلك تجسد في شخصيته البسيطة. وكان يأخذ بيد الجميع ماليا حتى على حساب نفسه وأسرته وأولاده. وتتجسد هذه السمات في علاقته مع أبنائه، فهي علاقة جميلة، يعامل الكبير كما يعامل الصغير فقد كان حنونا جدا. وقد كانت علاقته مع أصدقائه قوية جدا حيث كان يسأل عن أحوالهم العامة والخاصة بصورة مستمرة ولا يتوانى في الوقوف معهم في أزماتهم ومواساتهم في آلامهم. ومن أجمل مواقف طلال الإنسانية، ساعد في إطلاق سراح أحد السجناء من المواطنين الذين دخلوا السجن بسبب الديون فكانت استجابة طلال سريعة عندما اتصل به الأسير المحتاج ففك أسره ودفع له كل ديونه.
يروي هاني مهنا قائلا: (لا أنسى موقفا له عندما كنا في لندن وطلبت سيدة فلسطينية مساعدته فأصر أن يأخذ مني مفتاح الخزنة وأعطاها عشرة آلاف جنيه استرليني على الرغم أن كل ما كان يملكه في ذلك الوقت 22ألفا، وكان هو في حاجة إليها وكذلك أسرته التي غاب عنها في لندن من أجل العمل ورفض أن يعطيها مبلغا بسيطا وأعطاها كل المال، وكنت أقول دائما له أنت يا أبو عبدالله تعيش في زمن غير زمنك). كان طلال يغني بمقابل وبدون مقابل حتى قال في إحدى لقاءاته قبل عشرين عاما (كنت أسير بسيارتي ليلا بحي السبيل بجدة ووجدت عرسا مقاما على الشارع فما كان مني إلا أن أوقف السيارة وأدخل الحفل بين دهشة الجماهير وفرحتهم بوجودي وصعدت إلى المنصة وأخذت أغني حتى الصبح وركبت سيارتي ومضيت)، ويروي الشاعر عبدالرحمن الغامدي عن موقف انساني حدث مع طلال فيقول: (كنت ذات يوم قد اتيته في منزله وعلامات الاستياء تغلف ملامحي على اثر حادث مروري وقع على سيارتي.. فأخذ يسألني بإلحاح عن أسباب استيائي فتحدث معه عن الموقف، وشعر بألمي واعتقد انني لا املك نقوداً لإصلاح سيارتي فغاب عني داخل منزله شيئاً من الوقت واتى وفي يده مبلغ من المال لمواساتي، فنظرت اليه وعلامات الدهشة تتطاير وكأنه بهذا حطم كل كبريائي، وبدوت امامه صغيراً فاعتذرت عن قبول المبلغ، لكنه أصر على ذلك، وكأن هذا الموقف وأنا في بداية مشواري الأدبي عام (1985م)..
عام المأساة.!:
طلال قدم كل شيء في عالمه المليء بالمتناقضات إلا انه ظل ثابتا يقدم الروائع ومنها حظي بالحب والمتابعة، بصوته الشجي لم يكن إلا صاغاً ذهبياً،أعماله النابعة من الوجدان وعمق الإحساس، ظني أن فن طلال لن يعود ولن يموت ، في2000/8/11م ، توفي طلال مداح (رحمه الله)، وترك إرثا كبيراً من الحالة الغنائية التي لن تنسى.



 توقيع : مشهور


رد مع اقتباس

اخر 5 مواضيع التي كتبها مشهور
المواضيع المنتدى اخر مشاركة عدد الردود عدد المشاهدات تاريخ اخر مشاركة
صور: وزير النقل يباشر ميدانياً التحقّق من مسبّبات... محـليــــــــات 0 8206 21/12/2013 01:19 AM
صور: رجال الحرس الوطني ينفذون حرباً إفتراضية أمام... محـليــــــــات 0 5573 21/12/2013 12:42 AM
راتب الزوجة … أهو للزوجة وحدها؟ منتدى حواء 1 7592 21/12/2013 12:19 AM
عن ماذا تبحث الفتاه في شريك حياتها ؟ منتدى العرائيس 0 9473 21/12/2013 12:13 AM
تركي الفيصل ينفي لقاءه بمسولين اسرايلين في موناكو منتدى الاحداث السياسية والجريمة 0 5373 20/12/2013 11:12 PM

قديم 08/08/2008, 09:58 PM   #2
شاعر كبير مؤسس و عضو شرف منتديات رباع


الصورة الرمزية علي السبيَه
علي السبيَه âيه ôîًَىà

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5018
 تاريخ التسجيل :  Oct 2006
 أخر زيارة : 24/11/2016 (04:03 PM)
 المشاركات : 21,599 [ + ]
 التقييم :  27180
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



طلال مداح اصل الفن واصالته ولولا طلال مداح لضاع الفن في الجزيره العربيه


 
 توقيع : علي السبيَه



رد مع اقتباس
قديم 08/08/2008, 10:00 PM   #3
شاعر كبير مؤسس و عضو شرف منتديات رباع


الصورة الرمزية علي السبيَه
علي السبيَه âيه ôîًَىà

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5018
 تاريخ التسجيل :  Oct 2006
 أخر زيارة : 24/11/2016 (04:03 PM)
 المشاركات : 21,599 [ + ]
 التقييم :  27180
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



طلال مداح اصل الفن واصالته قيثارة الشرق وملك الموال
طلال مداح حاله فريده في عالم الفن لم ولن تتكرر


 
 توقيع : علي السبيَه



رد مع اقتباس
قديم 11/08/2008, 12:50 PM   #4
المزيونه
Guest


الصورة الرمزية المزيونه

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01/01/1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



طلال مداح اصل الفن وهله

بس هو مات شنو نفعه بقبره ( الغناء من معازف الشيطان )

اللهـم ارحمه وتجاوز عنه

اللهـم ارحمه واسكنه الجنـه


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 :
لا يوجد أعضاء

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الإعلانات النصية ( أصدقاء الأكاديمية )

انشر مواضيعك بالمواقع العالمية من خلال الضغط على ايقونة النشر الموجودة اعلاه

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع

a.d - i.s.s.w