نساء عاملات يطالبن بوسائل نقل عامة مخصصة للمرأة

نساء عاملات يطالبن بوسائل نقل عامة مخصصة للمرأة



السبت, 7 مارس 2009


البندري سعود - الرياض



أصبحت قضية المواصلات والتنقل من المنزل إلى العمل أكبر هاجس يقض مضجع الأسر عموما، والمرأة على وجه الخصوص، ولاسيما العاملات منهن واللائي يعشن بين ناري السائق الأجنبي، والبقاء في المنازل والتحول إلى قوى معطلة، وبالتالي زيادة حالات الفقر بين الأسر، حيث أجمع عدد من العاملات في مجالات مختلفة على ضرورة إيجاد وسائل نقل عام خاصة بالنساء تسهل مهمتهن وتجنبهن كثير من المشاكل التي تواجههن بشكل يومي، مؤكدات على أن الظروف الاجتماعية اختلفت عن ذي قبل، وأن عمل المرأة أصبح من الضروريات الحياتية للمجتمع والأسر لإسهامها في دخل الأسرة والمشاركة في التنمية الاجتماعية.
مفسدة كبرى
وقد أوضحت الأكاديمية والكاتبة الدكتورة حسناء القنيعر أن كثيرا من النساء ليس لديهن الإمكانيات التي تسمح بإحضار سائق خاص، وهناك نساء ليس لديهن رجال أيضا، فكيف يسمح لرجل أجنبي معهن في البيت، وماذا يفعلن في حالات الذهاب لعمل أو حتى لقضاء الحوائج؟ وخاصة أن هناك من لم يزل يرفض قيادة المرأة لسيارة، فما هو الحل أمامها إذن؟
وتضيف الدكتورة حسناء قائلة: أعتقد أن المفسدة التي تترتب على وجود هؤلاء الأجانب في بيوتنا كبيرة، والسماح بذلك أمر خطير جدا، حيث تأتي في أحيان كثيرة ثقافات فاسدة لا ترعى حرمة للأخلاق ولا القيم ولا الآداب الاجتماعية.
وأكدت أن العمل أصبح ضرورة للمرأة وليس ترفاً كما يعتقد البعض، حيث لها مساهمة كبيرة في دخل الأسرة وخدمة المجتمع، ومن هذا المنطلق لن تستطيع أي امرأة التحرك دون سائق، وإذا لم تجد سائقا ستصبح عالة على نفسها وعلى المجتمع، مشيرة إلى أنه قد تحدث مشاكل في بداية الطريق وهذا أمر طبيعي، لكنه يجب علينا ان ننظر للأمور والمشاكل من زوايا متعددة وليس من زاوية واحدة. وقالت استشارية طب الأسنان الدكتورة إيمان فطاني أن مقترح نقل عام للسيدات سيكون مضمون العواقب، حيث أن المرأة ستخرج إلى وجهات معينة ومحطات تضمن وصولها.
نقل جماعي
واقترحت فطاني أن يكون هذا النقل فرع من النقل الجماعي، لا سيما والنقل الجماعي مؤسسات مساهمة وهذا سيسرع من عملية تفعيل هذا الاقتراح، لأن هناك اعدادا كبيرة من العاملات أو الراغبات في العمل لا يمتلكن تكاليف استقدام سائق خاص بالأسرة أو دفع أجرة المواصلات.
فيما قالت المعلمة فاطمة الناصر أن العمل بات ضرورة للمرأة، وأن هناك أعدادا متزايدة من النساء اللاتي يعلمن خارج منازلهن في ظل تدني دخول كثير من الأسر، فنحن نريد نساء يساهمن في ارتفاع دخل الأسرة لا في فقرها، ويجب أن نساعد هؤلاء النساء على ذلك ولا نزيد من أعبائهن، فاستئجار السيارة والسائق تكون فوق طاقة العديد من النساء. وعليه فقد أصبحت مشكلة المواصلات بالنسبة لكثير منهن عقبة رئيسية، إذ لا توجد في البلاد شبكة جيدة للمواصلات العامة، وأنا كمواطنة أطالب بإيجاد وسائل نقل في كل المدن السعودية خاصة بالسيدات فقط، حتى يحدث الله بعد ذلك أمرا.
حاجة ملحة
وأشارت مها أحمد، موظفة في أحد البنوك، الى ان خروج المرأة اصبح ضروريا وكثيفا بحكم عملها، قائلة: أصبحنا نخرج من منازلنا بشكل يومي بل أكثر من ذي قبل ولم يعد الوضع كما كان في الماضي، الأمر الذي يجعلنا أكثر حاجة للتنقل ولم يعد الأب أو الأخ أو الزوج قادر على تلبية إيصالنا لكل الأماكن التي نحتاج الوصول اليها مع أطفالنا وانطلاقا من هذه المعاناة فإنني أطالب المسؤولين بالنظر في وضع المرأة خصوصا العاملة مع المواصلات وإيجاد حلول بديلة تنهي معاناة المرأة مع المواصلات لأن عدم توفر وسيلة نقل عامة تساعد الناس على التنقل تصبح طريقا للفقر واللجوء للشؤون الاجتماعية، وهذا ليس حلا في ظل قدرة النساء على العمل والتنمية، وبالتالي أتمنى أن ينظر في الموضوع ويؤخذ بعين الاعتبار. أما سيدة الأعمال موضي صالح الراجحي فتقول: ناقشنا موضوع إيجاد نقل عام للسيدات في الغرفة التجارية بالرياض لأهميته وحاجة المرأة لذلك. ورفعناها للجهات المختصة. وتضيف: نحن كسيدات أعمال لدينا مؤسساتنا وشركاتنا ونشعر بمعاناة الموظفات لدينا، فإذا وفرت شركة ما مواصلات لموظفاتها فلن توفر شركة أخرى ذلك، مؤكدة على نجاح فكرة إيجاد نقل عام للسيدات كحل مؤقت وغير مكلف وسريع.
وسيلة آمنة
ومن جانبه أيد عضو المجمع الفقهي الدكتور محمد النجيمي تفعيل مقترح إيجاد نقل عام يقتصر على النساء فقط. وقال النجيمي لـ«المدينة»: أؤيد ما طالبت به عدد من السيدات العاملات بإيجاد حلول عاجلة ومناسبة للوضع الحالي عن طريق نقل عام ذو شكل ولون موحد يكون للنساء فقط يقوده رجل وحرمه داخل كل مدينة، ويتواجد في أماكن معينة عبر محطات متقاربة وذلك لحاجة النساء العاملات لوسيلة نقل آمنة تساعدهن، ولا يقف ذلك حجر عثرة في طريق عملهن.
وأكد النجيمي على أهمية أيجاد حلول عاجلة لهذا الوضع في ظل عدم السماح للمرأة بقيادة السيارة في الوقت الحالي، وحتى ينظر في ذلك الأمر.

من حقهم اخي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .