#1
|
||||||||||
|
||||||||||
مقالات الكاتب سمير عطالله
السذاجة في خدمة الخبث
الإشاعة ثلاث مراحل: رديء يؤلفها، وساذج يصدقها وغبي ينقلها. والناس في الغالب تميل إلى تصديق الإشاعات ضد من لا تحب، مهما بدت غير معقولة، أو بعيدة عن التصديق. وعندما تنتقل الإشاعة وتنتشر، تصبح أكثر إلحاحاً على الجماعة برمتها، لا فرق بين ساذج وذكي. وقد شهدت كيف بدأت حرب لبنان بالإشاعات قبل المدافع. وكان لكل حارة إشاعتها ولكل منطقة أكذوبة تخضها أو تثيرها. وكانت الناس تصدق وتظل مصدقة حتى بعد مرور الوقت والتأكد من أن ما قيل كان كذباً أو افتراء أو تحريضاً. وأسوأ علامات الحال في لبنان اليوم عودة الإشاعات. وظهور الرديء والساذج والغبي. وكانت كليات الإعلام تعرض في دروسها فيلماً للباحث الاميركي «ابير». وهو فيلم قصير يروي قصة بسيطة جداً من حياة أميركا في الماضي: رجل ابيض ورجل اسود يتشاجران، فيقدم الأبيض على قتل الأسود. وخرج أول مشاهد من الفيلم وروى الحكاية مع قليل من المبالغة. وأضاف إليها الثاني قليلاً من التفاصيل. واستخدم الثالث مخيلته. أما الرجل السابع الذي سمع القصة فقد رواها على أن الرجل الأسود هو الذي قتل الرجل الأبيض. حدث لي مرة أن أخبرت صديقاً لي أن صديقاً سياسياً ذهب إلى العراق لمقابلة أقربائه هناك. وفيما نحن جالسان في المقهى وصل رفيق ثالث، وقبل أن يلقي التحية هب صاحبي واقفاً وقال له، «هل تدري أين السياسي فلان؟ لقد ذهب إلى العراق للتآمر». وما أن حل المساء حتى كان هذا العبيط قد حوّل روايته إلى أن السياسي لن يعود إلى لبنان لأنه حاول تدبير انقلاب واعتقل. وفي اليوم التالي التقيت السياسي الذي كان صديقاً حميماً. وقلت له، ماذا حدث، الم تسافر إلى العراق، فقال: «لقد تغيرت كل مشاريعنا. بدل أن نذهب نحن لزيارة الأقرباء قرروا أن يأتوا هم، لأنهم هكذا يقابلون جميع أفراد العائلة ويرتاحون قليلا من حر بغداد». وبعد أيام التقيت الصديق العبيط. وكان له شدقان مثل وحيد القرن. وقبل أن يتخذ مقعده في المقهى، قال «هل عرفت آخر خبر. صاحبك معتقل في العراق ولا بد أن تقوم أزمة دبلوماسية مع لبنان». وضحكت. وذكّرته بأنني أنا من اخبره برحلة العراق. ثم قلت: «وأنا مدين لك باعتذار شديد. لقد غير صديقنا جميع مشاريعه وبقي هنا وسوف ينضم الينا بعد قليل». وقام وحيد القرن ومشى معتذراً بأنه على موعد. ثم هرول. ثم اختفى. ثم تاب عن نقل حتى أخبار الأعراس. |
اخر 5 مواضيع التي كتبها مشهور | |||||
المواضيع | المنتدى | اخر مشاركة | عدد الردود | عدد المشاهدات | تاريخ اخر مشاركة |
صور: وزير النقل يباشر ميدانياً التحقّق من مسبّبات... | محـليــــــــات | 0 | 8325 | 21/12/2013 01:19 AM | |
صور: رجال الحرس الوطني ينفذون حرباً إفتراضية أمام... | محـليــــــــات | 0 | 5642 | 21/12/2013 12:42 AM | |
راتب الزوجة … أهو للزوجة وحدها؟ | منتدى حواء | 1 | 7649 | 21/12/2013 12:19 AM | |
عن ماذا تبحث الفتاه في شريك حياتها ؟ | منتدى العرائيس | 0 | 9543 | 21/12/2013 12:13 AM | |
تركي الفيصل ينفي لقاءه بمسولين اسرايلين في موناكو | منتدى الاحداث السياسية والجريمة | 0 | 5434 | 20/12/2013 11:12 PM |
22/11/2006, 01:03 AM | #2 |
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان
|
مسألة اكتفاء سمير عطالله الشرق الاوسط
مسألة اكتفاء
في تراث الشعوب دعابات كثيرة على بعضها البعض. وأحيانا ضمن الشعب الواحد. فالمصريون يركبون النكات ثم ينسبونها الى الصعايدة. والسوريون يحولونها الى نقاش بين أهل حماة وأهل حمص. والبريطانيون ينكتون على الايرلنديين. والفرنسيون على البلجيكيين. والألمان على البولنديين. وأهل الولايات الكندية على مقاطعة نيوفاوندلاند.. وهلم جرا. غير أن بعض الشعوب التي يقوم بينها عداء تاريخي وحروب، تميل الى مزج الدعابة بالسخرية الحادة، أو الجارحة، كما هو الأمر بين الفرنسيين والإنكليز. أو العكس. ويعود ذلك الى زمن بعيد. وكان صامويل جونسون واضع القاموس الذي يحمل اسمه (القرن الثامن عشر) يزدري جيرانه عبر القنال. وكان مرة يشرح لأستاذه السابق في أوكسفورد كيف انه سوف ينهي قاموسه في ثلاث سنوات. فقال الأستاذ «لكن الأكاديمية الفرنسية، المؤلفة من 40 عضواً، أمضت اربعين عاماً لاستكمال قاموسها». فأجاب جونسون: «هذه هي النسبة على وجه الضبط. دعنا نعمل حساباً صغيراً: أربعون مرة أربعين تساوي 1600. ونسبة ثلاثة على 1600 هي نسبة المقارنة بين الفرنسي والإنكليزي». ودارت دعابات كثيرة حول القاموس الإنكليزي الأشهر وصاحبه، ومنها انه بعد صدوره التقى جونسون سيدتين معروفتين قالتا له: «كم نريد أن نشكرك لأنك لم تدرج الكلمات الملعونة في قاموسك». فرد على الفور: «أيتها الملعونتان. لقد أمضينا وقتاً طويلاً في تقليب الصفحات للتأكد من ذلك». وسألته سيدة عن معنى كلمة معينة ولماذا اختار تفسيراً معيناً. وكانت تتوقع منه الدفاع عن وجهة نظره، لكنه قال: «إنه الجهل يا سيدتي. الجهل ولا شيء سواه». وعرف عنه انه لا يحب الموسيقى إطلاقا. واضطر مرة حضور حفل عزف على «الهارب». ولما انتهت العازفة سألته اذا كان يحب الموسيقى، فأجاب: «اطلاقاً. لكنها الأقرب الى قلبي بين جميع انواع الضجيج». وكما كان جونسون يزدري الفرنسيين كان يتعالى على الاسكوتلنديين. وفي إحدى الجلسات قال له صديق اسكوتلندي: «انك تتجاهل دائماً ما لهذا البلد من آفاق». فأجاب جونسون على الفور: «الأفق الوحيد المفتوح أمامكم هو انكلترا». وسئل مرة ان كان احد يمكن ان يجاري شاعراً اسكوتلندياً شهيراً فقال: «طبعاً. الكثيرون من الرجال ومن النساء ومن الاطفال». وقيل له مرة ان صديقاً له تزوج مرة ثانية بعد طلاقه فقال: «هذا يحدث دائماً. الأمل ينتصر على التجربة». وروي له مرة أن خطيباً بالغ في رثاء احد الوجهاء، فقال: «ولم لا؟ إن الخطباء لا يؤدون القسم». وكان معاونه في وضع القاموس أكثر دقة منه، فانتفض في وجهه ذات يوم قائلاً: «اسمع يا بوزويل ـ ليس لديك سوى موضوعين: انت وأنا. وقد سئمت الاثنين معاً». جاءه مرة شاب متعال وقال: «قل لي يا دكتور جونسون. ماذا تعطي مقابل ان تكون شاباً ووسيماً مثلي؟». فأجاب: «ايها الشاب لن اطمح الى كل ذلك. سوف اكتفي بأن أكون غبياً ومدعياً». |
|
26/11/2006, 12:51 PM | #3 |
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان
|
اغتيال ابتسامة سمير عطالله
اغتيال ابتسامة
هناك تعابير بليدة في المصطلحات العربية ولغة الاعلام اليومي، منها ان فلانا «قتل بوحشية»، مما يعني تضمينا ان ثمة قتلا انسانيا. وآخر من اغتيل «بوحشية» في يوميات العراق كان الكوميدي الشعبي وليد الحسن، الذي اضحك العراقيين على انفسهم وعلى مآسيهم وعلى نزاعاتهم القاتلة. وقبل ذلك كانت عصابة من القتلة قد هاجمت محطة تلفزيونية وقتلت المذيعين والمحررين والحرس. وهؤلاء الضحايا هم من نعرف هوياتهم ،لأن لهم شهرة اجتماعية ما. لكن في سبيل عدم قيام أي شكل من اشكال الدولة، تشمل يوميات العراق ايضا قتل عمال القمامة، وهو اقصى حد من حدود الوحشية، اذا كانت للهمجية المدبرة او العفوية من مقاييس ودرجات. تذّكر هذه العدمية بما حدث في الجزائر طوال اعوام، ولكن مع فارق مرعب في اعداد الضحايا والوحوش معا. فأكثر الارقام تشاؤما وضعت عدد قتلى الجزائر عند 250 الفا، وظل العدد الرسمي المعترف به نحو 50 الفا. لكن الارقام العراقية شبه الرسمية تقول ان مجمل الضحايا يزيد على 650 الفا، جميعهم عراقيون، وجلهم بأيد عراقية، مقابل نحو 3 آلاف من جنود الاحتلال. هذه العدمية المتظللة بالنضال شهدناها في الجزائر من قبل، مرحلة مرحلة. وعندما تصل المسألة الى الفنانين والذين يحاولون اضحاك العراقيين، وهم غارقون في الدم والدموع، يتخذ المصطلح البليد بعدا سقيما اضافيا، اذا ما تبقى هناك من سقم وبلادة ووحشية لوصف حال الانحطاط الانساني، التي يغرق فيها العالم العربي. على ان ثمة فارقا واضحا بين ما كان عليه الوضع في الجزائر وبين ما هو الوضع في العراق اليوم. ففي الجزائر كانت هناك مؤسسة عسكرية قوية تحمي الدولة والمؤسسات وتحول دون انهيارها. وكان القتلة هناك يتقنعون بثياب الدرك لارتكاب المجازر. اما في العراق فلم يعد معروفا ان كانوا حقا من الشرطة ام انهم مزورون. وقد اعلن وزير الدفاع العراقي يوم الاثنين الماضي، اكتشافا مدويا تعليقا على حصيلة الموت ذلك النهار، اذ قال «ان العراق في حالة حرب»! لا، لا، لا. كنا نعتقد ان العراق في نزهة على دجلة يتمشى ويقرأ قصائد احمد الصافي النجفي، الذي تكهن، شعرا، بما يحدث وهو يافع بعد. وقبل ان يهاجر نهائيا الى بيروت ليعيش بعباءه بسيطة في مقهى الحاج داود على البحر وشقته المعزولة. هل غادر الشعراء من متردم؟ انهم لا يطيقون مشاهد القسوة الرسمية او الشعبية. ولذلك عاش الجواهري في الخارج ايضا. وهرب البياتي الى العواصم. ومات بلند الحيدري في لندن. وترك بدر شاكر السياب جيكور الى بيروت والكويت. وجميعهم لم يعيشوا ليروا فنانا مضحكا يقتل بثلاث رصاصات في الرأس على طريقة اعدامات المافيا. ماذا كان السياب سيكتب تحت عنوانه النائح الشهير يا عراق! |
|
29/11/2006, 10:44 PM | #4 |
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان
|
المعلمون سمير عطالله
المعلمون
كتب استاذ عراقي جامعي في «الواشنطن بوست» قبل يومين، انه غادر بلاده هربا بسبب حملة مؤكدة ضد المعلمين، أدت حتى الآن الى اغتيال نحو 265 معلما ومعلمة في تعمد وتقصد واضحين. ويقول الكاتب ان الفئات التي تقف خلف عمليات الاغتيال هي السنة والشيعة والبعث، لأنها تلتقي على هدف ابادة المدرسين المستقلين والذين لا ينضوون ضمن منهج ايديولوجي معين، والرقم مرشح للتصاعد. لا ادري كم مرة كتبت هنا عن ديكتاتورية فيدل كاسترو والغاء الحريات في كوبا واقامة سلالة شيوعية. ولكن أول وأهم ما فعله كاسترو بعد نجاح الثورة هو جعل التعليم إلزاميا. ذهب الى حقول قصب السكر والى المناجم والى الجبال، وقال لشعبه لا يجوز ان يبقى أمي واحد في هذه الجزيرة. والشيء الآخر الذي فرضه وعمل من اجله كان الصحة والطب. وقال لشعبه ما لم نكن أصحاء لا نستطيع ان نكون منتجين. مجازر العراق ليست في حق المعلمين فقط. لقد فتح الاحتلال ابواب الجحيم امام القتلة من جميع الفئات، والضحايا من جميع الفئات أيضا. لكن هذا العدد المرتفع بين المدرسين يوضح التوافق على تجهيل الناس ومعاداة الأمل المستقبلي الوحيد في أي صراع، وهو العلم. لقد ادرك كاسترو ان صراعه مع الجار الهائل لا يقوم على سهول القصب ولا أوراق التبغ، وان الصغير يستطيع مواجهة الكبير بسلاح واحد، هو العلم. وعندما قامت الكاتبة الاوسترالية جيرمين غرير برحلة الى كوبا قالت انها لاحظت ثلاثة اشياء: فقراء لا يستعطون، وفقراء يتعلمون، وفقراء أصحاء. نسبة الأمية في العالم العربي تفوق 60%. وكلما ذكرتنا تقارير الأمم المتحدة بهذه الأرقام والنسب نقول ان الصهيونية تحرك واضعي التقارير. وأنا اعتقد ان الصهيونية هي التي تقتل المدرسين وتريد تعميم الجهل والبطالة وقتل الناس كالبرغش. ويقول لي صديق كبير «انك تنتقد ما يجري في العراق وكأن الاحتلال بريء». وقلت له ليس هناك احتلال بريء، ولكن ايضا ليس هناك جريمة مبررة ولا قتل جماعي مفهوم. واذا كان الاحتلال قد اشاع السرقة والفساد والقتل، فأين هي مناعة الشعب العراقي، وكيف يمكن ان نفهم ان مجموعة خطفت بريئا من الشارع من «اجل التدرب على ذبحه قبل خطف رهينة اميركي». كيف يجوز لأي عربي ان يسكت عما يحدث في العراق لمجرد انه تحت الاحتلال؟ وكيف نبرر المغامرة الاميركية الغبية، بقتل الاساتذة والمعلمين؟ وكيف نقبل هذا التناوب على المذابح بين الشيعة والسنة و«المقاومة»، كأن العراق شيء من الماضي لم تعد لنا علاقة به وبأهله وبأطفاله؟ |
|
09/12/2006, 01:09 AM | #5 |
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان
|
في تبرير الرهان سمير عطالله
في تبرير الرهان
عرفت السياسة الاميركية بقدر ما يعرفها اي متابع عادي. وادركت منذ ان بدأت متابعتها انها عملية معقدة مثل الدولة الاميركية، التي قامت على تجارة العبيد ودستور الحرية، وعلى رجال يستشهدون مثل ابراهام لنكولن ضد العنصرية، وحرب اهلية تقوم بسبب الموقف من الافارقة المستعبدين. ولكن ايضاً على دولة تذهب، بكل قواها العسكرية الضارية، الى القتال في بلاد لا تعرفها إلا على الخريطة في الفيتنام واللاوس وكمبوديا. في مثل هذه المشاهد المعقدة لا يمكن لأحد ادعاء التحليل السياسي والضرب بالودع واعتماد التنجيم. ولا يمكن ايضاً المراهنة على شيء. ففي وقت ما اقترعت اميركا لمزارع يدعى هاري ترومان. وهاري ترومان اتخذ قراراً لم يتخذه بشري من قبل ولا من بعد ـ حتى الآن ـ وذلك باستخدام المبيد البشري المعروف ايضاً بالسلاح الذري. واميركا انتخبت بأكثرية ساحقة ممثلاً محترفاً لرئاسة الجمهورية. واميركا اغتالت افضل رؤسائها: جون كينيدي بعد ابراهام لنكولن. لكنها عزلت ريتشارد نيكسون لمجرد انه كذب في شهادة امام القانون. واقالت رجلاً ارعن يدعى دونالد رامسفلد مع انه يملك نفوذاً لم يملكه اي وزير دفاع سابق في البنتاغون. وابعدت مندوبها في الامم المتحدة لأنه عين في غفلة عن الحزب الديمقراطي. وغرمت شركات التبغ بحوالى 200 مليار دولار بسبب إلحاق الضرر بصحة الناس. وحكم قاض منفرد ضد بيل غيتس، اغنى رجل في تاريخ اميركا. وتبرع اغنى اثنين بيل غيتس ووليم بافت، بنصف ثروتيهما لعمل الخير. اي حوالى 60 مليار دولار. لكن الكثيرين من اثرياء اميركا يتركون اموالهم للكلاب. راهنت على جيمس بيكر عندما جاء مع جورج بوش وزيراً للخارجية، لسبب وحيد. لقد اعلن انه يريد لاميركا الخلاص من نير اللوبي الاسرائيلي، ليس من اجل العرب، بل من اجل اميركا. فلا يجوز لبلده ان يظل رهين قوة خارجية مرة كل اربع سنوات. وعندما يتحرر الرئيس او مرشح الرئاسة من الهاجس الاسرائيلي يستطيع ان يقيم سياسة متوازنة في الداخل والخارج. وبالفعل بدأ جيمس بيكر عمله بإقامة مؤتمر مدريد الذي كان يفترض ان يكون المدخل الى حل شامل في المنطقة. لكن ايام جورج بوش الاب وجيمس بيكر الثالث لم تطل. واسقط الاميركيون، في هذا النظام المعقد، الرجل الذي اشرف على نهاية الاتحاد السوفياتي وتفكك الكتلة الشرقية، وانتخبوا رجلاً هارباً من الخدمة العسكرية يوم لا تزال إلزامية. عندما جاء جورج بوش الابن أبعد جيمس بيكر وابتعد عن كل من قال كلمة نقد في السياسة الاسرائيلية واحاط نفسه بغلاة مؤيديها. وراح يتنقل من مغامرة عسكرية الى اخرى. ومن إخفاق مبطن الى فشل معلن. وها هو جيمس بيكر يطل من جديد. ليس من اجل العرب ولا من اجل العراق، بل من اجل اميركا ووحدتها. يريد اولاً انقاذ بلاده من هذا الانزلاق والتدهور وفقدان الهيبة الدولية. انه حكيم آخر من صف الحكماء التاريخيين في واشنطن: دين اتشيسون وافريل هاريمان وجورج مارشال، الذين ادركوا ان قوة اميركا في العلاقات الودية مع الشعوب. |
|
15/12/2006, 01:18 AM | #6 |
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان
|
معقولة يا محمود! **سمير عطالله الشرق الاوسط
معقولة يا محمود!
لكي تعرف كم تغيرت القاهرة، يجب ألا تكتفي بالذهاب الى «ريش» والفيشاوي. يجب ان تذهب ايضا الى «غروبي». وفي غروبي البلاط الأبيض قد اسودّ واهترأ. وجناح الشوكولاتة والحلويات شبه مهجور. وعلى المدخل إعلان يقول «8 جنيهات الحد الأدنى الإلزامي للطلبات»، أي حوالي دولار ونصف. ولا حرج. فعندما ذهبت إلى مقهى فندق بلازا في نيويورك أول مرة عام 1973 كان الإلزامي 5 دولارات ويتضمن القهوة والحلوى وموسيقى الاوركسترا. وفوق «غروبي» على واجهة المبنى القديم يافطة عريضة تعلن مرور سنة على اعتقال أيمن نور زعيم حزب الغد المعارض. وقد تسربلت القاهرة بالزحام. أو بالأحرى بالمزيد منه. ولذلك اضطر الزميل محمود عوض أن يغير مكان الغداء من كافيتريا نقابة الصحافة، التي يطيب لجميع المتظاهرين التجمع أمامها، إلى مطعم لفتة الكوارع والموزة والاستاكوزا قرب شارع عماد الدين. وأرجو ألا يسألني احد ما هي ـ أو هو ـ الاستاكوزا. لكن يا مولاي هي دي الاستاكوزا على اللائحة ومعها البتيلو والجيلاتي. وشكوت لمحمود عوض من أنني أجد صعوبة في التعرف إلى القاهرة التي أعرفها. الحشود تغطيها. ومباني شارع عماد الدين المطرزة بالشرفات نصف المستديرة، تغطيها طبقة هائلة من نفث العوادم. وفوق كل مربع من ألف متر مربع ألف سيارة تاكسي ترسل ألف زمور في الثانية الواحدة. وليس بلا سبب، كما في بيروت، بل لألف سبب، وألف إنسان يحاولون عبور الشوارع والساحات من جهة إلى جهة من دون أن يفرقوا بين الرصيف والإشارة والطريق. إنني أكتب عن الازدحام في القاهرة كما يكتب الرحالة والمستشرقون لكنني، برغم كوني قادما من بيروت وزماميرها وعتي سائقيها، منبهر بهذا العدد من الناس والسيارات والزمامير وعابري الطرقات على كل الإشارات في كل الشوارع والساحات والميادين. ولا مفاجأة طبعا. فالقاهرة خمس مرات بيروت. وربما هذا يفسر أنها آخر مدينة في العالم يستخدم فيها الشرطي صفارة حتى اليوم. طبعا بلا جدوى. فقط للإيقاع. هرعنا ندخل إلى مطعم فتة الكوارع والموزة (فخذ الخروف). وطلبت صحن فلافل، فوقف النادل حائرا وحزينا إلى أن ترجم له محمود عوض بأن المقصود هو الطعمية. وطلبنا يا مولاي «فول إسكندراني». وإذ حضر ذكر الإسكندرية تذكر محمود يوم قضى عشرة أيام في أحد فنادقها ضيفا على أم كلثوم. وبعد أيام ذهب يسهر عند محمد عبد الوهاب. وأخذ موسيقار الشرق يتحدث في كل شيء، ثم توقف فجأة وقال: «صحيح يا محمود أن أم كلثوم دفعت عنك أجرة الأوتيل؟» وتهرب محمود من الجواب. وتحدث عبد الوهاب عن ذكرياته مع شوقي ثم توقف وقال: «ما قولتليش يا محمود، هي أم كلثوم فعلا دفعت أجرة الأوتيل»، وأعطى محمود جوابا مبهما. ثم دندن عبد الوهاب إحدى أغانيه لكي يخدر أعصاب صديقه، وبعدها وضع العود جانبا وقال: «معقولة دي يا محمود، أم كلثوم بتدفع أجرة أوتيل»؟ وقال محمود «عشرة أيام». فقام الموسيقار وخرج تاركا محمود في بيته ومشى لا يصدق. معقولة يا محمود. إلى اللقاء |
|
15/12/2006, 05:12 PM | #7 |
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان
|
حياة بلدنا ****سمير عطالله
حياة بلدنا
أكرر دائما ما كتب شوقي وغنى عبد الوهاب «النيل نجاشي حليوة أسمر»، وارتكب في ذلك خطأ في حق الثلاثة الكبار من ينابيع مصر: النيل وشوقي ومحمد عبد الوهاب. وصحيح شوقي هو: «النيل نجاشي، حليوة اسمر، عجب للونه، دهب ومرمر، أرغوله فى ايده يسبح لسيده، حياة بلدنا، يارب زيده». وقد قرأت النص فى مقالة للأستاذ مرسي سعد الدين في «الأهرام» متحدثا عن صدور كتاب جديد عن النيل. كانت مصر هبة النيل وستبقى. واعتقد ان جزءا كبيرا من حل مشكلاتها الاقتصادية لا يزال فى النيل. وكما ادخلت دبي البحر في البر والبر في البحر، لا بد ان تمد مصر المزيد من النيل في المزيد من الصحراء. وتملك مصر بحرا آخر، هو بحر الاهرام والاقصر ووادي الملوك وسبعة آلاف سنة من التاريخ. لكن فما يأتي الى إسبانيا من السياح ما يزيد على عدد سكانها لا يأتي الى مصر منهم ما يوازي عدد سكان الجيزة. أو المعادي. وهناك أيضا ألف سبب، اولها ان التطرف يستهدف دائما ضرب مرافق الاقتصاد والحياة وينابيع الدخل. ويريد ان تظل الدولة مفتقرة لكي يحل مكانها في تقديم المساعدات والمعونات، وهي في الغالب لا تزيد على شيء من اللقمة والعلاج. لكن في بلد مثل مصر يشكل ذلك الكثير. فاللقمة صعبة على الألوف والعلاج بعيد عليهم. وتستخدم التنظيمات في مخاطبة الفقراء لغة الأدعية والروح وكيف شبعت مصر في عصر يوسف الصديق. وهذه لغة ممنوع على الدولة استخدامها. فهي عبارة عن وزارات وادارات ملزمة. كيف تحل المعضلة الكبرى في مصر؟ اياك ان تقترح تنظيم الأسرة. وليس الانفتاح هو الحل، كما يقول الدكتور جلال أمين في «ماذا حدث للمصريين» (دار الشروق). وليس طبعا النموذج اللبناني. فهو يحمل معه الفوضى والمال الأجنبي والخروقات السياسية ويجعل البلد سريع العطب. ولا أدري إلى أي مدى ذلك دقيق. فالدولة الثانية في تقديم المساعدات لمصر مثلا، هي ايطاليا. دولة غير سياسية. ولست أرى ما هو الضرر في الاستثمارات الضخمة التي تقوم بها دولة الإمارات. وهناك طبعا من أساءوا الى مصر كما هناك من يسيئون من جميع الأمم في كل الأزمات. وثمة قضايا فساد كثيرة. لكن ذاكرة الناس قصيرة جدا ولا تستطيع أن تقارن بين ما كانت عليه مصر قبل الحرية وبعدها. ولم يحقق حسني مبارك الدولة النموذجية، لكنه الرجل الذي أعاد الأحزاب والصحف وخفف من وطأة السجون، ولكن لم يغلقها. وليس من ذنبه ان تستغل بعض الصحف الحرية وتحولها الى شتم وسب يعطل عمل المحاكم المليئة بالدعاوى. ولكن لماذا يضيق صدر الدولة بالمظاهرات وحركة «كفاية» وطلاب حرم الجامعة الأمريكية. لا أدري. لكنني ايضا لا أدري كيف سيستقبل 20 مليون بشري نزول آلاف الناس إلى شوارع المدينة، المختنقة اصلا بالناس والمشلولة بالزحام. إلى اللقاء.. |
|
16/12/2006, 05:50 PM | #8 | |
شخصية مميزة وعضو شرف منتديات رباع
|
اقتباس:
مصر جزء من الهم العربي ماذا يمكن ان يحل مشكلاتنا في السعوديه في الخليج في الوطن العربي في العالم الاسلامي اليس هناك من رجل حكيم شكرا |
|
[IMG][url=http://www.up.alammod.com/][/url[/IMG]
:) :) كل مافلنا متى قال لي بكرة والله العالم متى بكرة ياجينا :) :)
|
18/12/2006, 02:29 PM | #9 |
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان
|
القاهرة تغمر وتعاتب **سمير عطالله
القاهرة تغمر وتعاتب
عندما يكتب الصحافي عن نفسه يبدو في أحسن الأحوال وأضمن الحالات مهرجا. وانا أعد الآن كتابا بعنوان «مترحل في صحافة العرب» لا يرد ذكري فيه إلا كمؤلف. او صاحب توقيع على حوالي 400 صفحة، او يزيد. ولست أتحاشى الحديث عن النفس من قبيل التواضع الكاذب، بل من قبيل حماية النفس. وانا اشعر بامتنان مطلق لمسؤول البريد في «الشرق الاوسط» باعتباره حارسي الاول. فهو من اصل كل مائة رسالة واردة إليَّ على الانترنت لا ينشر أيا منها. ولذلك كلفت زميلا في بيروت أن يطبع لي ما يرد، لأنه لا يزال بيني وبين استخدام الانترنت عصر أو دهر. سوف أغامر بالخروج على هذا الالتزام، معتذرا سلفا من مسؤول البريد في «الشرق الاوسط»، فقط من قبيل الاضطرار الطارئ. فقد غمرتني القاهرة حتى أحرجتني. وأحرجني الطلاب السعوديون فيها. وأحرجني الزملاء. وقد اعطيت من المقابلات ما استطعت. ثم اعتذرت عن كل كلام. وقلت لمعدة برنامج تلفزيوني، اخشى ان ابدو مثل مسحوق غسيل أو معجون أسنان، أو كأنني مفوض الدعاية في الحزب الشيوعي السوفيتي. لكن ليس كل من اتصل من الزملاء كان يريد لي امتداحا. وقد اتصل بي زميل من مكتب «الحياة» في الرياض، وهو على ما يبدو خارجا من «خناقة» مع مدير المكتب، او مع زوجته. وبدا من لهجته ان «الخناقة» ما زالت قائمة. وأراد ان يعرف لماذا كتبت عن الاستاذ جمال مبارك ما كتبت، وكيف أرشحه لرئاسة الجمهورية. وقلت للزميل الفاضل، ان الافضل، لكلينا، ان يعيد قراءة المقال. وكما هو مكتوب لا كما قرأه، او كما طاب له ان يقرأه. لكنه عاد يشدد لاهثا على ما يريد قوله. وأطول حوار اجريته خلال الزيارة كان مع الزميلة رانيا بدوي من «المصري اليوم». وسألتني إن كنت اعرف جمال مبارك شخصيا. وقلت لها «لا يا ستي ما حصلش الشرف». وسألتني إن كنت قابلت الرئيس مبارك. وقلت لها «تقاليد الرئاسة تقضي ان يقابل الرئيس رؤساء التحرير. اذن، لماذا أويد مبارك في كتاباتي. وتكرر السؤال. وفي النهاية قلت لها: «اذا كنت تريدين مني الحصول على نقد للرجل، فالأمر صعب. انا لا اقول ان مصر بلد نموذجي ودولة مثالية وازدهار مثير. كل ما اريد قوله ان عبد الناصر اخذ مصر الى اقصى اليسار وان انور السادات اخذها الى اقصى اليمين. وحسني مبارك اعادها الى حيث يجب ان تكون. الأول اخذها الى اقصى الانقباض والثاني اخذها الى اقصى الانفتاح. والرئيس مبارك حاول اعادتها الى التوازن. والأول سجن اهل اليسار واهل اليمين والثاني سجن جميع المعارضين، ومبارك اكثر حاكم مصري يعطي هذا القدر من الحريات. ثم انني يا عزيزتي لا اصنع الانتخابات في مصر. انا انسان لي موقفي ومشاعري ورؤيتي. وبين الطلاب الذين يدخلون الى الجامعة منقبين على طريقة محرري العراق ومنقذيه، وبين دعوة جمال مبارك الى الازدهار والحرية والعمران، خياري واضح. وبين هذا النوع من الطلاب وبين مصر التي كان وزير التربية فيها طه حسين، انا يا ستي مع مصر». واعتذر تكرارا من الزميل في مكتب «الحياة» في الرياض. الى اللقاء |
|
19/12/2006, 11:49 AM | #10 |
شخصية مميزة وعضو شرف منتديات رباع
|
معقولة يامشهور
هل تصدق ان مدننا في القريب العاجل سوف تكون كلها قاهرة جده - الرياض - مكه الله يعين ويستر شكرا |
[IMG][url=http://www.up.alammod.com/][/url[/IMG]
:) :) كل مافلنا متى قال لي بكرة والله العالم متى بكرة ياجينا :) :)
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
|
|
الإعلانات النصية ( أصدقاء الأكاديمية ) |
|||||