زواج بنت سعيد بن المسيب قصة عجيبة

📕زواج بنت سعيد بن المسيب قصة عجيبة 📕


الإمام سعيد بن المسيب علم من أعلام التابعين، وأحد فقهاء المدينة السبعة في زمانه،
عاصر الإمام سعيد بن المسيب عهد الخلفاء الراشدين عثمان وعلي رضي الله عنهما، ومن بعدهم معاوية رضي الله عنه وأرضاه،ثم رأى بعد ذلك تبدل الأحوال، وتغير الناس، ورأى الاقتتال على الملك؛ فلم يرض عن سياسة بني مروان، فآلى على نفسه ألا يسكت على ظلم يراه، ومنكر يظهر، ورفض أن يأخذ عطاءه من بيت المال، واستغنى عن ذلك كله، وكان يقول: لا حاجة لي فيها، حتى يحكم الله بيني وبين بني مروان.
وكانت له بنت من اجمل النساء و اكملهن فاراد الخليفة عبد الملك ابن مروان ان يخطبها لولي عهده الوليد بن عبد الملك و ارسل له وفدا عظيم لكن سعيدا رفض ، نعم رفض طلب أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان الذي دانت له الدنيا، وخضعت لهيبته ملوك الروم؟ أبى أن يزوجها من الوليد بن عبد الملك ولي عهد المسلمين، وابن أمير المؤمنين الذي بنى الجامع الأموي أيًعقَل هذا؟
وبقي الخليفة يحتال عليه فيرفض حتى ضربه مئة سوط في يوم بارد، وصبَّ عليه جرَّة ماء، وألبسه جُبَّة صوف!
كان لسعيد بن المسيب طالب فقير يقال له (عبد الله بن وداعة) فابطا عنه اياما, فسال عنه فطلبه, فاتاه و اعتذر اليه واخبره ان سبب تاخره هو مرض زوجته وموتها.. فقال سعيد بن المسيب له " يا عبد الله تزوج ولا تلق الله و انت اعزب
فقال عبد الله بن وداعة لسعيد ابن المسيب " يرحمك الله و من يزوجني وانا فقير لا أملك إلا ثلاثة دراهم ؟
فقال له سعيد "انا ازوجك ابنتي
فسكت عبد الله في استحياء
فساله سعيد بن المسيب "ما لك سكت؟ اسخطا و اعراضا؟
فقال عبد الله "واين انا منها؟
فقال له سعيد " قم و ادع نفرا من الانصار فدعا له و اشهدهم على النكاح فدعا من كان في ناحية المسجد ، ثم قال : الحمد لله وأثنى على الله ، ثم قال : زوجنا فلاناً من فلانة على درهمين تمَّ العقد ..
ذهب الشاب إلى داره وهو يكاد يطير من شدة الفرح ..ودخل الى داره ساعة مغيب الشمس وكان صائما و أخرج خلَّاً وخبزاً يريد الإفطار ..
فإذا بطارق يطرق الباب.. فقال الشاب :من ؟!..قال : سعيد ..
ايقول الشاب : فجاء على بالي كل سعيد إلا سعيد بن المسيب ..فما رُؤي منذ أربعين سنة إلا بين بيته والمسجد ..فإذا بسعيد بن المسيب ..: فظن الشاب ان سعيد رجع في كلامه .. فقال : لماذا أتيت ، كان حري بك أن تستدعيني وأنا آتيك ..
قال سعيد : مثلك يُؤتى إليه ..أنت إنسان زوجناك ، وخفتُ أن تبيت الليلة عزباً ويحاسبني الله على عزوبيتك في هذه الليلة ..فإذا ببنتت سعيد خلفه ..دفعها داخل البيت ..فسقطت من حيائها ..
ثم قال له : بارك الله لك ، وبارك عليك ، هذه زوجك أسأل الله أن يوفق ويصلح بينكما ثم ذهب في طريقه ..
يقول : فنظرت إليها فإذا هي من أجمل النساء ... والله ما رأت عيني أجمل منها ..
فذهبتُ أخبر أمي ، فقالت لي : وجهي من وجهك حرام .. والله لا تقربنها إلا بعد ثلاثة أيام حتى أزينها كما تُزيَّن العروس .. بعد ثلاثة أيام أُدخلت عليها ..والله ما رأت عيني أجمل منها ..إن تكلمت أحسن الكلام ..وإن سكتت على أجمل مقام .
أردت الذهاب إلى مجلس سعيد ..
قالت : إلى أين تذهب ؟!..
قلت : إلى مجلس سعيد لطلب العلم ..
قالت : اجلس فإنَّ علم سعيد كله عندي ..
ذهبتُ إلى مجلس سعيد بعد شهر ..
فلما رآني تبَّسم ولم يكلمني حتى انفضَّ الجمع من المجلس ..
فلما انفضَّ جئته وجلست بين يديه ..
قال : كيف ضيفكم ؟..
قلت : على أحسن حال ..
قال : إن رأيت ما لا يعجبك فالعصا ..
ثم أعطاني عشرين ألف دينار ..
وقال : استعن أنت وإياها على قضاء حوائجكم ..