رمضان رحمة
إن رمضان نموذج تعبيري واقعي عن مدى تلك الرحمة المتاحة لنا – نحن المدعوكين في حمأة الصراعات الزائلة – بينما نحن نهملها ونعرض عنها .
إنها نداءات دائمة مستمرة من صاحب الكمال المطلق لخلقه المتصفين بكل معاني الفقر إليه , باللجوء إليه – وهو الكريم سبحانه – الذي يدعو عباده " من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون "
ونداءات دائمة من صاحب القدرة المطلقة سبحانه للمتصفين بالضعف في كل حال أن يعودوا إليه , فيقويهم ويمدهم من عنده بالمدد الرباني العزيز وبالقدرة التي لا تدانيها قدرة " أليس الله بكاف عبده " ؟
يغلق لنا كل واد إلا واد واحد كريم يسألنا آن نلجه وندخله , " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنان وغلقت أبواب النيران وصفدت الشياطين " .." وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون "
ورحمته سبحانه المتاحة لنا لا حدود لها , فمن عاد إليه قبله , ومن تاب إليه رضي عنه , ومن استغفره , غفر له , ومن استحى من ذنبه ستره , ومن بكى على خطيئته لم يعذبه , ومن وفي عهده فهو أصدق المعاهدين " ومن أوفي بعهده من الله " ؟
إن ثمة رحمة تعلونا جميعا نحن الذين نرفع كلمة التوحيد , فتجعلنا نتحمل مصاباتنا , ونثبت على مبادئنا , ونظل نرفع نداء الحق في كل مكان , فندعو إلى عبادته واتباع رسوله , والسير على نهجه .
إنها رحمة تقوينا مهما ضعفنا , وتصبرنا مهما جرحنا ,ترغبنا فيما عنده سبحانه للمحبين , وتنصحنا بما في منتهى السبيل القويم , تقيم عودنا بعد اعوجاجه , و تجبر كسرنا فنعود من جديد
|