ليس لديهم سرير لك يا خالة - سعيد السريحي

ولكم الرأي

ليس لديهم سرير لك يا خالة

سعيد السريحي

حين افتتحت إدارة الشؤون الصحية في محافظة الطائف المبنى الجديد لمستشفى الملك فيصل أكدت بلغة تحمل من الثقة ما يبلغ حد التباهي أن المستشفى جهز بأحدث التجهيزات والأنظمة العالمية في مختلف أقسامه، وبخاصة غرف العمليات والأشعة والمختبرات وجميع الأقسام المساندة، وقال مدير الشؤون الصحية في المحافظة وهو يضيف الانتهاء من مشروع بناء المستشفى إلى رصيد المنجزات التي تتجاوز حدود المحافظة لتضاهي المشاريع المتطورة في كافة أنحاء المملكة، قال سيادة المدير: إن المستشفى الجديد يعتبر نقلة في مجال المشاريع الصحية.ولوزارة الصحة أن تتباهى كما تشاء بمشاريعها، وأن تعلن للمواطنين أن في محافظة الطائف وحدها 14 مستشفى حكوميا، إضافة إلى 113 مركزا صحيا، ولها أن تعلن للمواطنين جميعا، ولا تنسى المواطنات كذلك، أن بإمكانهم أن يمرضوا كما يشاءون، فالصحة يؤسفها مرضهم وتعمل على علاجهم، لوزارة الصحة كل ذلك، ولنا جميعا أن نصدقها إن استعجلنا التصديق أو نتريث قليلا كي نتحقق إلا تلك السيدة السبعينية التي حملوها من السعن ببني سعد جنوب الطائف وهي تتقيأ دما، فليس فوق الأرض من قوة أو مقدرة على الإقناع تجعلها تصدق شيئا مما تقوله إدارة الشؤون الصحية في الطائف، تلك السيدة التي عجز مستشفى السحن أن يوفر لها علاجا، فحملها ذووها إلى مستشفى الملك فيصل فعجز أن يوفر لها سريرا، وحين ذهبوا بها إلى مستشفى الأمراض الصدرية كان هو الآخر أشد عجزا فقلب مسؤولوه أكفهم معتذرين: ما كو سرير يا خالة.
مستشفى الملك فيصل الذي تتجاوز مجمل مساحته 73 ألف متر مربع لم يستطع أن يوفر سريرا لسيدة في السبعين من العمر تتقيأ دما، بهوه الذي يخطف الأبصار بمصاعده الاثني عشر، والذي ظهرت روعته في حفل افتتاح المستشفى لم يوفر لتلك العجوز شيئا غير حيرتها عما إذا كان بهوا لمستشفى أو لفندق خمس نجوم مهيأ للاحتفالات والوفود الرسمية. لوزارة الصحة أن تتباهى بمشاريعها، وليس للمواطنين سوى أن يركضوا إلى أقرب مستشفى خاص، فالصحة مشغولة عنهم بمشاريعها التي تجهزها لهم.



Suraihi@gmail.com