تمسك بأوهامك الزوجي
كثيرا ما يقع شركاؤنا في هوانا بسبب إعجابهم بفضائل وسمات إيجابية في شخصياتنا، إلا أن نظرة الحب الأولى عادة ما تخبو والرضا الزوجي يواجه انحدارا مستمرا مع توالي السنوات، ولا تسلم من ذلك أغلب الزيجات القوية.
فنقاط القوة التي جذبتنا في البداية لشريكنا سرعان ما يتم أخذها على أنها مسلم بها ويتم الاستخفاف بها، وقد تتحول من سمات محبوبة إلى عادات مملة، فالوفاء الذي أحببته بشدة في البداية قد يصبح مملا، وذكاؤها المشع الودود يصبح لغوا سطحيا، والاستقامة عناد والمثابرة تصبح تعنتا والطيبة سذاجة وخفة عقل.
يقترح الدكتور جون جوتمان ـــ وهو باحث متخصص في شؤون تطوير العلاقات الزوجية ـــ تمرينا قويا لتنشيط العلاقة الزوجية يتمثل في استحضار ثلاث نقاط قوة في شخصية الزوجة، ثم كتابة حدث قريب يوضح تمثل زوجتك لتلك النقطة، واجعلها تقرأ ما كتبته وهي بدورها تستحضر ثلاث نقاط قوة، ثم تكتب أحداثا تؤكد تلك النقاط.
تعتمد فلسفة التمرين على تعزيز الذات المثالية سواء في ذهنك أو في ذهن شريكك، والذات المثالية هي الصورة التي نحملها لأفضل ما نستطيع القيام به وتعمل على تنشيط أفضل قدراتنا ونقاط قوتنا وعندما نعلم بأن شريكنا يرى فينا تلك السمات فسنعمل من أجل ألا نحبط إيمان زوجنا بنا، وتشجع هذه الفكرة على التمسك بأوهامك الإيجابية حول شخصية شريكك.
لقد أثبتت مراقبة الدكتور جوتمان للعديد من الأزواج أنه كلما كان الوهم أكبر كانت العلاقة أسعد وأكثر استعدادا، فالأزواج السعداء يرون فضائل في الطرف الآخر لا يراها أقرب الأصدقاء، وعلى عكس بريق هذا التشويه الإيجابي فإن الأزواج غير السعداء لديهم صورة فاسدة عن بعضهم البعض، فإنهم يرون فضائل أقل في شركائهم عما يراه المحيطون والأصدقاء، فالأزواج الأسعد ينظرون للجانب المشرق من العلاقة، ويركزون على نقاط القوة ويعتقدون أن الأحداث السيئة التي تهدد الأزواج الآخرين لا تؤثر فيهم، وهؤلاء الأزواج ينجحون عندما تواجههم هذه الأحداث وفقا لحجم أوهام كل منهما عن الآخر، فالأوهام الإيجابية تحقق نفسها؛ لأن الأزواج يحاولون أن يرتقوا إلى مستواها، وهم يسامحون بعضهم البعض بسهولة أكبر؛ لأنهم يستخدمون كيمياء الأوهام للتقليل من فداحة الأخطاء والارتقاء بالنقائص إلى مرتبة الفضائل.
التفاؤل يساعد الزواج، فعندما يقوم زوجك بشيء يغضبك حاول بجد أن تجد تبريرا معقولا له، وعندما يقوم بشيء محبب قم بتضخيمه والمبالغة فيه، وتمنياتي لكما بدوام التوفيق.