محمد بن جحلوط مخزن التراث المهدد بالإندثار‏

محمد بن جحلوط مخزن التراث المهدد بالإندثار‏



محمد بن جحلوط الزهراني مخزن تراث رغم كونه رجل بسيط مسافر في أعماق الماضي يفيض شعراً وسرداً لايكتفي بفنون المشافهة والقول بل يتعداها إلى إلمام عميق بفنون أدائية من أقاصي الماضي كـ((الرقصات الشعبية بمختلف مسمياتها والنجارة والنحت والأداء الصوتي للطروق والألحان )) يتحدث عن الماضي فتجدك مشدود إلى حديثة لأنه لايكتفي بالسرد بل ينقلك إلى أعماق الماضي هو لاينقل الحدث بل يصوره ويملك القدرة على تجسيده
بن جحلوط خزان ومخزن للشعر والحكمة والمثل والقصة والحكاية
رغم أميته وبساطته إلا أنه يتحول محاضراً يذهب بك إلى عمق الماضي فينقلك وينقل إليك سير الماضي وأيامه وعاداته وتقاليده

وأنت تصغي إليه تشعر أنك أمام وعاء وحافظة لكل جميل من ماضي الآباء والأجداد الكثير ممن يعرفون هذا المسافر في في أعماق الماضي يدركون حجم ماتملكه ذاكرته وأنا واحد من هؤلاء
لكني في ذات اللحظة أعتقد أن من المهم أن نتساءل ماذا قدمنا له؟

ليس على صعيد التكريم مع أنه يستحق لكن ماذا قدمنا له على صعيد تحويل ماتحويه ذاكرته إلى شكل آخر من التدوين يضمن لهذا الكم المهول من ((الماضي والتراث )) عدم الإندثار بتحويله من مجرد سرد آني يلقيه في مجالسنا العابرة فينسى إلى نتاجات ((محفوظة )) عبر الملتميديا الحديثة .

حيث تعتز ( صحيفة زهران ) بالتعاون مع المتعهد اللالكتروني للتوثيق الصوتي و المرئي ( وحدات صوت الجنوب السعودية للانتاج الفني ) انتاج مادة متكاملة مع نهاية موسم عام 2010م لصيف هذا العام ان شاء الله .

أتساءل أين الجهات المعنية عن القيام بمهمة كهذه خدمة للإبداع والتراث وحفاظاً على مايملكه ((بن جحلوط)) من الإندثار أتساءل هنا أين جمعية الثقافة والفنون والنادي الأدبي وحتى القنوات الفضائية المعنية بالتراث وغيرها من الجهات القادرة على تقديم شيء للتراث ولهذا الرجل الظاهرة لا أتحدث هنا عن إمسية عابرة ولا عن لقاء عابر عبر مطبوعة أنا أتحدث عن فعل ثقافي يتجاوز الآني إلى الدائم فرادة بن جحلوط تنبع من كونه ((ضمن قلة قليلة )) يحفظ الكثير مما أندثر ويكفي أن أقول أن فنون ((الهرموج واللبيني وطرق الجبل )) أفلت إلا من ذاكرة بن جحلوط فهوالوحيد على وجه التقريب من يجيد تقديمها أداءً ولحنا ويحفظ من تلك الألوان مايجعله وحيداً في مضمار أفتقر لفرسانه بالموت والعجز والغياب
ولعل من حسن حظ بن جحلوط أن الوسائط الحديثة تستطيع أن توثق لما تحويه ذاكرته بالصوت والصورة وهذه مسؤولية الجهات المعنية بالثقافة والتراث أيا كان أسمها ليس من مهمة بن ((جحلوط)) أن يكون حريصاً على أن يحول ماتحويه ذاكرته إلى نتاج محفوظ لأنه لايملك الأدوات ولا الرؤية ولا حتى المال الكافي الذي يمكنه من التحول نحو فعل التأليف والتوثيق ويكفيه أنه حفظ هذا التراث في ذاكرته التي أسأل الله أن يحفظها من صروف الزمن حتى يلتفت لها من يحيلها إلى شكل آخر يمنحها فعل البقاء محمد بن جحلوط كم مهول من التراث بكافة ألوانه لكنه عرضه للإختفاء بحكم الضعف البشري والزوال المحتوم وغوائل الدهروصروفه ومن هنا نطلق نداءً لكل من يستطيع الإسهام في حفظ هذا الإرث وتدوينه ومن الظلم أن يختفي فجأة كل هذا الكم التراثي دون أن يكون للجهات التي تعنى بالثقافة والفكر والتراث والفنون دون أن يتحول ((مايحمله )) بن جحلوط من معارف نتاجا محفوظاً يستطيع أن يقاوم الزمن ويكتب له السيرورة ليعبر الآفاق والزمن إلى أبعد نقطة في المستقبل مؤلم أن يكون مايحفظه ويعيه وتختزنه ذاكرة ((محمد بن جحلوط )) مجرد جلسات عابرة يحضرها نفر من الناس ومن غير المعقول أن تمر مثل هذه الظاهرة النادرة وأعني بها حافظته وإلمامه بفنون التراث -دون أن تتصدى لها الجهات المحتلفة بالرصد والتوثيق هنا نداء عاجل نوجهه لكل مهتم بالتراث والثقافة والأدب إبتداءً من وزير الثقافة المثقف وحتى آخر مهتم وقادر بأن يكونوا عوناً لهذا البسيط النحيل العميق وأن يقدموا من خلاله خدمة لإرث وتراث تكاد تغرب شمسه دون أن يكتب له أن يتحول إلى مادة تستلهم منها الأجيال القادمة عبق التراث وأن يكون ماتحويه ذاكرته نافذة مطلة على الماضي بكل مافيه فهل نسمع قريباً عن جهة أو مهتم وقادر يقدم من خلال ذاكرة ((محمد بن جحلوط)) مواد شتى تغني المكتبة التراثية بكل ممتع وجميل هذا مانتمناه .
منقول

الله يطول بعمره

أشكرك أخي أبو احمد على الموضوع ,انا أضم صوتي إلى ما تنادي به