هل ستعود العقول العربية المهاجرة إلى أوطانها ..؟

رأينا الكثير من المظاهرات في وطننا العربي ، كما رأينا بعض الحكومات التي سقطت بعد إن كانت سببا مباشرا في هجرة عقول مواطنيها . تأخرنا عن بقية الأمم المتقدمة بمئات السنين ، والسبب تحجيم تلك العقول لكي لا تسمو ببلدانها والنهوض بها أسوة ببقية الدول المتقدمة . الكثير من تلك العقول ساهمت بشكل مباشر في تلك البلدان التي هاجرت إليها ، رغم حاجة الأمة إليها . فقد بلغ عدد تلك العقول المهاجرة ما يقارب من 834 ألف مهاجر من جمهورية مصر العربية وحدها ، وهذا العدد خسارة فادحة ليس على مصر وحدها بل على الأمتين العربية والإسلامية
ومن أشهر العلماء المصريين الذين هاجروا من بلدانهم إلى بلدان أخرى :
*الدكتور فاروق الباز ويشغل حاليا منصب مدير أبحاث الفضاء في بوسطن بالولايات المتحدة
*والدكتور أحمد زويل عالم الكيمياء والحائز على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999
*الدكتور محمد صلاح الدين زكي أكبر جراح زراعة القلب في العالم
*الدكتور فوزي اسطفانوس أكبر خبير تخدير بأمريكا
*الدكتور محمد شقير خبير الزلازل وتقوية التربة بالولايات المتحدة،
* ماجد أبو غربة المتخصص في كيمياء المنتجات الطبيعية
*. أسامة عبد المحسن قنديل الخبير في هندسة هوائيات ميكانيكا المواقع بالولايات المتحدة
*. إسماعيل السيد مبارك أستاذ الهندسة الإنشائية بأمريكا
*. علي حامد أستاذ وراثة الجينات بالولايات المتحدة
*. مجدى يعقوب من أكبر أطباء جراحة القلب فى العالم بأمريكا
*. إسماعيل سراج الدين خبير العلوم السياسية ويعمل في مركز اتخاذ القرار الأمريكي بجامعة هوبكنز
لم تقف هذه الهجرة عند مصر وحدها بل ساهمت سوريا بـهجرة 56% من خريجي الجامعات السورية إلى خارج وطنها الأصلي ، كما ساهمت لبنان بـ 29% من خريجي الجامعات ، أما تونس فقد ساهمت بـ 12.5% من علماء الطبيعة . هذه الهجرات ،والتي تعتبر بلدانها طاردة لها تخسر أكثر من 200مليار دولارأمريكي مقابل الفائدة التي تستفيدها تلك البلدان المهاجر إليها من تلك العقول وعن كيقية استغلالها الاستغلال الأمثل .
ما يعنينا الآن نحن العرب :هل ستعود تلك العقول التي ُطردت من بلدانها بعد أن هاجرت تلك الحكومات إلى غير رجعة والتي كانت سببا مباشرا في هجرة تلك العقول .؟
من وجهة نظري ستعود وإن لم تعد فستكون على صلة دائمة مع بلدانها ، وستعمل جاهدة من أجل تطوير بلدانها ، وهذا سيجعل من أمتنا دول متقدمة إن شاء الله ، إن لم تتم تصفية تلك العقول قبل عودتها إلي بلدانها . هذا اايوم استمعت إلى ما قام به الثوار في مصر من رفضهم لمقابلة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية ، وذلك بسبب وقوف أمريكا مع نظام مبارك البائد ، وما تقوم به أمريكا من الكيل بمكيالين مع قضايا الأمة العربية والإسلامية في الشرق الأوسط . وهذه في نظري خطوة ممتازة للثوار المصريين تجاه المسار الصحيح بعد أن اعتادت أمريكا على أن يُستمع لها ، ولا تستمع هي لأحد . ليت تلك الدول التي تحررت من الاستبداد أن تعطي امتيازات لتلك العقول من أجل عودتها لتعيد حساباتها من جديد تجاه أمتها الهزيلة والضعيفة تحت حفنة من البشر لم يكن همها سوى مصالحها وأسرتها ومن حولها دون النظر إلى مصالح الأمة السياسية ، والا قتصادية في زمنٍ الأمم الأخرى لم تعد تنظر إلينا لبعد المسافة التي حالت بيننا وبينهم.