![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
إهداءات |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#31 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
( 1 ) من كرم الرسول صلى الله عليه وسلم : كان الرسول صلى الله عليه وسلم من أجود الناس ومن أكرم الناس جميعهم في الجود والكرم وأجود من الريح المرسلة ، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان ، أو كما جاء في صحيح حديثه صلى الله عليه وسلم .
|
![]() |
![]() |
#33 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() من هدي الرسول في قرءاة القرآن ![]() وذكر الزهري أن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت آية آية وهذا هو الأفضل الوقوف على رءوس الآيات وإن تعلقت بما بعدها وذهب بعض القراء إلى تتبع الأغراض والمقاصد والوقوف عند انتهائها واتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته أولى . وممن ذكر ذلك البيهقي في " شعب الإيمان " وغيره ورجح الوقوف على رءوس الآي وإن تعلقت بما بعدها . وكان صلى الله عليه وسلم يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها وقام بآية يرددها حتى الصباح وهنا ينطرح تساؤل أيهما أفضل " هل الأفضل الترتيل مع قلة القراءة أو السرعة مع كثرتها " وقد اختلف الناس في الأفضل من الترتيل وقلة القراءة أو السرعة مع كثرة القراءة أيهما أفضل ؟ على قولين . فذهب ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما وغيرهما إلى أن الترتيل والتدبر مع قلة القراءة أفضل من سرعة القراءة مع كثرتها . واحتج أرباب هذا القول بأن المقصود من القراءة فهمه وتدبره والفقه فيه والعمل به وتلاوته وحفظه وسيلة إلى معانيه كما قال بعض السلف نزل القرآن ليعمل به فاتخذوا تلاوته عملا ولهذا كان أهل القرآن هم العالمون به والعاملون بما فيه وإن لم يحفظوه عن ظهر قلب . وأما من حفظه ولم يفهمه ولم يعمل بما فيه فليس من أهله وإن أقام حروفه إقامة السهم . قالوا : ولأن الإيمان أفضل الأعمال وفهم القرآن وتدبره هو الذي يثمر الإيمان وأما مجرد التلاوة من غير فهم ولا تدبر فيفعلها البر والفاجر والمؤمن والمنافق كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر والناس في هذا أربع طبقات أهل القرآن والإيمان وهم أفضل الناس . والثانية من عدم القرآن والإيمان . الثالثة من أوتي قرآنا ولم يؤت إيمانا الرابعة من أوتي إيمانا ولم يؤت قرآنا . قالوا : فكما أن من أوتي إيمانا بلا قرآن أفضل ممن أوتي قرآنا بلا إيمان فكذلك من أوتي تدبرا وفهما في التلاوة أفضل ممن أوتي كثرة قراءة وسرعتها بلا تدبر . قالوا : وهذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم فإنه كان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها وقام بآية حتى الصباح . وقال أصحاب الشافعي رحمه الله كثرة القراءة أفضل واحتجوا بحديث ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف رواه الترمذي وصححه . قالوا : ولأن عثمان بن عفان قرأ القرآن في ركعة وذكروا آثارا عن كثير من السلف في كثرة القراءة . والصواب في المسألة أن يقال إن ثواب قراءة الترتيل والتدبر أجل وأرفع قدرا وثواب كثرة القراءة أكثر عددا فالأول كمن تصدق بجوهرة عظيمة أو أعتق عبدا قيمته نفيسة جدا والثاني : كمن تصدق بعدد كثير من الدراهم أو أعتق عددا من العبيد قيمتهم رخيصة . وفي " صحيح البخاري " عن قتادة قال سألت أنسا عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال كان يمد مدا وقال شعبة : حدثنا أبو جمرة قال قلت لابن عباس إني رجل سريع القراءة وربما قرأت القرآن في ليلة مرة أو مرتين فقال ابن عباس : لأن أقرأ سورة واحدة أعجب إلي من أن أفعل ذلك الذي تفعل فإن كنت فاعلا ولا بد فاقرأ قراءة تسمع أذنيك ويعيها قلبك وقال إبراهيم قرأ علقمة على ابن مسعود وكان حسن الصوت فقال رتل فداك أبي وأمي فإنه زين القرآن . وقال ابن مسعود : لا تهذوا القرآن هذ الشعر ولا تنثروه نثر الدقل وقفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكن هم أحدكم آخر السورة وقال عبد الله أيضا : إذا سمعت الله يقول يا أيها الذين آمنوا فأصغ لها سمعك فإنه خير تؤمر به أو شر تصرف عنه وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى : دخلت علي امرأة وأنا أقرأ ( سورة هود فقالت يا عبد الرحمن هكذا تقرأ سورة هود ؟ والله إني فيها منذ ستة أشهر وما فرغت من قراءتها . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسر بالقراءة في صلاة الليل تارة ويجهر بها تارة ويطيل القيام تارة ويخففه تارة ويوتر آخر الليل - وهو الأكثر - تاره اول لليل وتاره آخر الليل |
![]() |
![]() |
#34 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
( 2 ) من كرم الرسول صلى الله عليه وسلم : لم يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رد سائلا قط فقد كان يضرب به المثل في البذل والعطاء والكرم ، بحسب قدرته صلى الله عليه وسلم التي وهبها الله عز وجل صفة له صلى الله عليه وسلم فقد جاء من سيرته أن رجلا سأل الرسول صلى الله عليه وسلم حلته بمعنى ثيابه التي يلبسها صلى الله عليه وسلم ، فخلعها له صلى الله عليه وسلم وأعطاها الرجل ، وللجميع أن يتصور هذا الموقف عندما يمر به سائل ويسأله أن يعطيه مثلا ثوبه الباهض الثمن أو ساعته الثمينه فما هو موقفه ؟
وأنا أتخيل أن الرسول صلى الله عليه وسلم وواحد فقط من الأسباب الكثيرة التي يعيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يعلم تمام العلم اليقين أن هذه الدنيا فانية زائلة ، ومنها قد يكون يعلم تمام العلم بحاجة هذا السائل ، ومنها الحث على الصدقة والإيثار على النفس وغيرها ، كما قال الله عز وجل ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) هذه الشخصية الفريدة على مر العصور والأزمان لن تتكرر أبدا ولله ما أرحمك يا رسول الله وما أكرمك يا رسول الله النبي الكريم . |
![]() |
![]() |
#35 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
علاقة المسلم مع الآخر من هدي الرسول
د. محمد القويز بنيت علاقة المسلم مع الآخر على أسس واضحة تجعلني أستغرب الطرح المخالف لها أياً كان صاحبه. ولا يشكك أحد بأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الأفقه في دين الله ولهذا سأسترشد بهداه ومواقفه بدءآً بموقفه من حلف الفضول الذي كان في الجاهلية فقد قال عنه : (لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفاً ما أحب أن لي به حمر النعم ولو أدعى به في الإسلام لأجبت). ثم علاقته مع عمه أبي طالب إلى أن مات عمه (التجأ لمشرك لحمايته والذود عنه) ثم الهجرة الأولى إلى الحبشة «النصارى» طلبا للنصرة ثم حلفه مع خزاعة «القبيلة المشركة» وحلفه مع اليهود. وللرسول صلى الله عليه وسلم مواقف مع الآخر على امتداد الرسالة وهذا بعضها: ٭ الموقف الأول: هزيمة الروم (النصارى) من قبل فارس وحزن المسلمين لذلك. وقد أنزل الله آيات يعزي فيها المسلمين بهزيمة الروم ويبشرهم بأن النصر سيكون حليفهم في المستقبل القريب. قال تعالى {ألم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون} يفرح المؤمنون بنصر الروم برغم الممارسات الشركية التي كان جل النصارى إن لم يكن كلهم يمارسها آنذاك. ولهذا دلالة كبيرة على أن علاقتنا بالمسيحيين تصل إلى درجة أن تسوؤنا هزيمتهم ويفرحنا نصرهم. ٭ الموقف الثاني: صيام يوم عاشوراء وهو يوم كانت العرب تصومه في الجاهلية. ولما قدم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وجد اليهود يصومونه فلما سألهم عن سبب صيامه قالوا هذا اليوم الذي أظهر الله فيه موسى على فرعون فصامه صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه. ٭ الموقف الثالث: موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من مشركي مكة عند فتحها وكان ذلك قبل وفاته بسنة وأشهر. فقد نهى عن مقاتلة المشركين إلا من قاتل المسلمين، وإذا استثنينا من أهدر دمهم وهم أربعة رجال وقيل ستة رجال وأربع نساء فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أمن المشركين على أموالهم وأعراضهم وضمن لهم حرية المعتقد في أقدس البقاع وأشرفها. ٭ الموقف الرابع: في غزوة حنين طلب النبي صلى الله عليه وسلم من صفوان بن أمية - وكان مشركاً آنذاك- « يا أبا أمية أعرنا سلاحك نلق فيه عدونا. فقال أغصباً يامحمد؟ قال بل عارية مضمونة حتى نؤديها إليك» فأعطاه مائة درع. بل لقد انتقل المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى رحمة ربه ودرعه مرهون عند يهودي. هذه الأمثلة وغيرها كثير لم تكن في فترة محددة ولا مكان محدد بل لقد غطت الرسالة زمانا ومكانا لترسم لنا الطريق الأمثل في التعامل مع الآخر(غير المسلم) وهذا يعارض ما يذهب إليه المتشددون في ذلك المجال من معاصرينا ومن سبقهم. ومن الأهمية بمكان أن نشدد هنا على أن ذلك الموقف المتسامح من المسلم تجاه الآخر موقف دائم ولكنه لايتعارض مع آيات الجهاد لتحرير الأرض والدفاع عن أنفس المسلمين وأموالهم وأعراضهم، قال تعالى: {أذن للذين يقاتَلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير)}. ولهذا فليس غريبا برغم كثرة الغزوات في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لايتعدى قتلى جميع المعارك من المشركين واليهود 803 قتلى. أسوق هذه الرؤية لكي يطلع المسلمون على الكيفية التي كان يتعامل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع غير المسلم على امتداد الرسالة. |
![]() |
![]() |
#36 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
هدي الرسول صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح في القيام في رمضان
الأول: عدد ركعات القيام ثانياً: مقدار القراءة في القيام أ. هدي النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ب. هدي الصحابة رضوان الله عليهم في ذلك ج. هدي التابعين رحمهم الله في ذلك د. أقوال الأئمة وهديهم في ذلك الخلاصة الحمد لله القائل: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كـان يرجو الله واليوم الآخر"1، وصلى الله وسلم على رسوله القائل:" لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به".2 فالتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم واجب سيما في العبادات، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "صلوا كما رأيتموني أصلي"3، وقال في حجة الوداع: "لتأخذوا عني مناسككم، لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا"4 الحديث. وبعد.. فإن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، وهدي صحابته الكرام، والسلف العظام، في قيام رمضان معلوم معروف، وينبغي للمسلم أن يتأسى بهم في ذلك لينال الأجر والثواب الذي وعد به: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".5 والقيام إيماناً واحتساباً كغيره من العبادات له شرطان، هما: 1. الصدق والإخلاص. 2. وموافقة السنة. فإذا فقدت العبادة هذين الشرطين أوأحدهما فسدت، وإن اختل شرط منهما اختلت العبادة بقدر اختلاله. كثير من الناس لا يؤدون صلاة القيام، والقليل الذي يؤدي هذه الصلاة يخل بها، ويرجع ذلك لأسباب هي: 1. ضعف الهمم والعزائم. 2. الجهل بهديه صلى الله عليه وسلم وهدي أصحابه في القيام. 3. استجابة كثير من الأئمة لرغبات المصلين في تخفيف الصلاة تخفيفاً مخلاً ومضيعاً لغرض القيام، فبعض الأئمة يكتفي بقراءة آية واحدة تتكون من كلمة نحو "مدهامتان" في الركعة الأولى، وفي الركعة الثانية المداومة على سورة الإخلاص، ومنهم من يقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة بآيتين وفي الثانية بآية واحدة، ومنهم من يقرأ بعد الفاتحة في الركعات الأول من القيام بالتكاثر إلى الكافرون، وفي الثواني بالإخلاص. بحيث أن القيام لا يزيد في كثير من الأحيان عن ربع ساعة، ولا زلت أذكر أنَّ أحد المصلين سُبق بركعة، فلم يستطع إدراك الإمام بعد إلى نهاية الصلاة من سرعة قيامه وخفة ركوعه وسجوده، وفي ذلك خلل عظيم، وضياع لخير كثير. فالأفضل للمرء أن يصلي ركعتين أوأربعاً فيهن شيء من الطمأنينة والخشوع وينصرف بدلاً من ذلك. وهدي الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته والسلف الصالح في القيام يتمثل في جانبين: الأول: عدد ركعات القيام. والثاني: مقدار القراءة فيها. الأول: عدد ركعات القيام ذهب أهل العلم في ذلك مذاهب هي: 1. ثماني ركعات غير الشفع والوتر، وهو أفضلها على الإطلاق لفعله صلى الله عليه وسلم، ولقول عائشة رضي الله عنها: "ما زاد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إحدى عشرة ركعة في رمضان، ولا في غيره، يصلي أربعاً لا تسأل عن حسنهن وطولهن" أوكما قال الحديث، تعني مثنى مثنى. 2. عشر ركعات سوى الشفع والوتر، وهذا مشهور مذهب مالك ورواية عن أحمد، وقد صح عن عائشة رضي الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم كان يوتر بعشر، وكذلك صح عن عمر رضي الله عنه أنه كان يأمر بذلك. 3. عشرون ركعة غير الشفع والوتر، وهذا مذهب عمر وجمهور الأئمة، أبي حنيفة، والشافعي، ورواية عن أحمد. 4. ست وثلاثون ركعة غير الشفع والوتر، وهذا مذهب مالك، إذ كان عمل أهل المدينة في وقته. 5. أربعون ركعة، وهذا مذهب الأسود بن يزيد، وكان يوتر بسبع. والأمر فيه سعة، وبأي هذه الأعداد أقام أجزأه إن شاء الله، على أن أفضل الجميع الثمانية، وتليها العشرة في الفضل، ولا ينبغي لأحد أن يحرِّج على أحد في ذلك. وينبغي أن يكون هناك تناسب بين عدد الركعات ومقدار القراءة، فإذا قل عدد الركعات زيد في مقدار القراءة، وإذ زيد في عدد الركعات نقص في مقدار القراءة، كما قال الشافعي رحمه الله. ثانياً: مقدار القراءة في القيام أ. هدي النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يطيل القراءة في قيام رمضان بالليل أكثر من غيره، وقد صلى معه حذيفة ليلة في رمضان قال: "فقرأ بالبقرة، ثم النساء، ثم آل عمران، لا يمر بآية تخويف إلا وقف وسأل، قال: فما صلى ركعتين حتى جاءه بلال فآذنه بالصلاة".6 وعند النسائي: "إلا أربع ركعات". وقد روي عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بهم ليلة ثلاث وعشرين إلى ثلث الليل، وليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل، فقالوا: لو نفلتنا بقية ليلتنا؟ فقال: "إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له بقية ليلته".7 وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كُتب من المقنطرين".8 ب. هدي الصحابة رضوان الله عليهم في ذلك كان عمر رضي الله عنه قد أمر أبيَّ بن كعب وتميم الداري9 رضي الله عنهما أن يقوما بالناس في شهر رمضان، فكان القارئ يقرأ بالمائتين في ركعة، حتى كانوا يعتمدون على العصيِّ من طول القيام، وما كانوا ينصرفون إلا عند الفجر. وفي رواية: أنهم كانوا يربطون الحبال بين السواري ثم يتعلقون بها. وروي أن عمر رضي الله عنه جمع ثلاثة قراء، فأمر أسرعهم قراءة أن يقرأ بالناس ثلاثين، وأوسطهم بخمس وعشرين، وأبطأهم بعشرين. ج. هدي التابعين رحمهم الله في ذلك كان الناس في زمن التابعين يقرأون بالبقرة في قيام رمضان في ثمان ركعات أوما يعادلها، فإن قرأ بها في اثنتي عشرة ركعة رأوا أنه قد خفف. د. أقوال الأئمة وهديهم في ذلك 1. كره مالك أن يقرأ دون عشر آيات في الركعة الواحدة. 2. وقال ابن منصور: سئل إسحاق بن راهويه: كم يقرأ في قيام شهر رمضان؟ فلم يرخص في دون عشر آيات؛ فقيل له: إنهم لا يرضون؛ فقال: لا رضوا، فلا تأمهم إذا لم يرضوا بعشر آيات من البقرة، ثم إذا صرت إلى الآيات الخفاف فبقدر عشـر آيـات من البقـرة10، يعني في كل ركعة. 3. أكثر الأئمة تخفيفاً في القراءة أحمد رحمه الله. سئل الإمام عما روي عن عمر كما تقدم ذكره في السريع القراءة والبطيء، فقال: في هذا مشقة على الناس، ولا سيما في هذه الليالي القصار11، وإنما الأمر على ما يحتمله الناس؛ وقال أحمد لبعض أصحابه، وكان يصلي بهم في رمضان: هؤلاء قوم ضعفاء، اقرأ خمساً، وستاً، وسبعاً، وقال: فقرأت فختمت في ليلة سبع وعشرين. 4. وروي عن الحسن أن الذي أمره عمر أن يصلي بالناس كان يقرأ خمس آيات، ست آيات. وكلام أحمد يدل على أنه يراعي في القراءة حال المأمومين، فلا يشق عليهم، وقاله أيضاً غيره من الفقهاء من أصحاب أبي حنيفة وغيرهم. الخلاصة أن الحد الأدنى في القراءة مقدار عشر آيات في كل ركعة، خاصة والناس يصلون عشر ركعات، حتى يكون مقدار قراءتهم مائة آية، وإن كانوا يصلون عشرين فست أوخمس آيات مثلاً. وليجتهد الإمام في أن يختم في رمضان حتى يسمع الناس جميع القرآن، ومن عسر عليه ذلك لضعف من خلفه فلا أقل من أن يقيم بحزب من القرآن. أما أن يقتصر في الركعة على آية وآيتين، أوعلى العشرة الأواخر من قصار المفصل في الركعة الأولى، وعلى الإخلاص في الركعة الثانية في سائر القيام، فهذا ليس من السنة، ولا يعد قياماً، والعلم عند الله. اعلم أخي الكريم أن أفضل أنواع الصبر الصبر على الطاعة، فلابد للمسلم أن يجاهد نفسه على تعود ذلك حتى تستقيم عبادته، وليحذر عدم الاطمئنان في الركوع والسجود المبطل للصلاة، فكم من مصلٍ سبعين أوثمانين سَنَة لا تُقبل له صلاة، كما جاء في الأثر، فربما أتم ركوعها ولم يتم سجودها، والعكس، وربما ضيع ركوعها وسجودها. والله أسأل أن يوفقنا لما يحب ويرضى |
![]() |
![]() |
#37 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
اغتنم صيام الدهر بصوم ستا من شوال-من هديه صلى الله عليه و سلم
, من هدي الرسول صلى الله عليه و سلم, ![]() الحمد لله المتفضِّل بالنِّعم، وكاشف الضرَّاء والنِّقم، والصلاة والسلام على النبي الأمين، وآلهوأصحابه أنصار الدين. وبعد: أخيالمسلم : لا شك أن المسلم مطالب بالمداومة علىالطاعات، والاستمرار في الحرص على تزكية النفس. ومن أجل هذه التزكية شُرعتالعبادات والطاعات، وبقدر نصيب العبد من الطاعات تكون تزكيته لنفسه، وبقدر تفريطه يكون بُعده عن التزكية.لذا كان أهل الطاعات أرق قلوباً، وأكثر صلاحاً، وأهل المعاصي أغلظ قلوباً، وأشد فساداً. والصوم من تلك العبادات التي تطهِّر القلوب من أدرانها،وتشفيها من أمراضها.. لذلك فإن شهر رمضان موسماً للمراجعة، وأيامه طهارة للقلوب. وتلك فائدة عظيمة يجنيها الصائم من صومه، ليخرج من صومه بقلب جديد، وحالة أخرى. وصيام الستة من شوالبعد رمضان، فرصة من تلك الفرص الغالية، بحيث يقف الصائم على أعتاب طاعة أخرى، بعدأن فرغ من صيام رمضان. وقد أرشد صلى الله عليه وسلم أمته إلى فضل الست من شوال،وحثهم بأسلوب يرغِّب في صيام هذه الأيام.. قالرسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صامرمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر» [رواه مسلم وغيره]. قال الإمام النووي رحمه الله: قالالعلماء: وإنما كان كصيام الدهر، لأن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر،والستة بشهرين.. ونقل الحافظ ابن رجب عن ابن المبارك: قيل: صيامها من شوال يلتحق بصيام رمضان في الفضل، فيكون له أجر صيام الدهر فرضاً . أخي المسلم: صيام هذه الست بعض رمضان دليل على شكر الصائم لربه تعالى على توفيقه لصيام رمضان،وزيادة في الخير، كما أن صيامها دليل على حب الطاعات، ورغبة في المواصلة في طريقالصالحات. قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: فأمامقابلة نعمة التوفيق لصيام شهر رمضان بارتكاب المعاصي بعده، فهو من فعل من بدل نعمةالله كفراً . أخي المسلم: ليس للطاعات موسماً معيناً، ثم إذا انقضى هذا الموسم عاد الإنسان إلى المعاصي! بل إن موسم الطاعات يستمر مع العبد في حياته كلها، ولا ينقضي حتى يدخل العبدقبره.. قيل لبشر الحافي رحمهالله: إن قوماً يتعبدون ويجتهدون في رمضان. فقال: بئسالقوم قوم لا يعرفون لله حقاً إلا في شهر رمضان، إن الصالح الذي يتعبد ويجتهد السنةكلها . أخي المسلم: في مواصلة الصيام بعدرمضان فوائدعديدة، يجد بركتها أولئك الصائمين لهذه الست من شوال. وإليك هذهالفوائد أسوقها إليك من كلام الحافظ ابن رجب رحمه الله: إن صيام ستة أياممن شوال بعد رمضان يستكمل بها أجر صيام الدهر كله هديه صلى الله عليه و سلم في صوم التطوع من هدي الرسول صلى الله عليه و سلم, ![]() هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في صَوْمِ التَّطَوُّعِ : 1- كان هديه فيه أكمل الهدي ، وأعظم تحصيل للمقصود وأسهلَه على النفوس فكان يصومُ حتى يُقالَ : لا يُفْطِرُ ، وَيُفْطِرُ حَتَّى يُقال : لا يَصوم . وما استكمل صيام شهرٍ غير رمضانَ ، وما كان يَصُوم في شهرٍ أكثر مما كان يصوم في شعبان ، ولم يكُن يخرجُ عن شهرٍ حتى يصُومَ منه . 2- وكان من هديه كَراهيةُ تخصيص يوم الجُمعةِ بالصوم ، وكان يتحـرَّى صيامَ الاثنين والخميس . 3- وكان لا يُفطرُ أيَّامَ البيض في حضرٍ ولا سفرٍ . 4- وكان يصوم من غُرةِ كل شهرٍ ثلاثة أيام . 5- وقال في ستة شوا |
![]() |
![]() |
تم حذف هذه المشاركة بواسطة الرميصاء.
|
![]() |
#39 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ( الفضائل الخاصة بكل واحدة منهن )
(1) خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قٌصي. وقُصي جد النبي صلى الله عليه وسلم، وهي ثاني أقرب أمهات المؤمنين إليه نسباً من جهة الأب، ولم يتزوج غيرها من ذرية قُصي إلا أم حبيبة بنت أبي سفيان . وتُعتبر خديجة أوسط نساء قريش نسباً، وأعظمهن شرفاً، وأكثرهن مالاً، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وعشرين سنة بعد أبي هالة بن النباش بن زرارة التميمي حليف بني عبد الدار. آمنت به صلى الله عليه وسلم ونصرته، فكان يفضّلها على جميع النساء.، وأنجبت له أولاده إلا إبراهيم فإنه من السيدة مارية رضي الله عنها، ولم يتزوج عليها الرسول صلى الله عليه وسلم حتى توفيت قبل الهجرة بثلاث سنين. - ولها فضائل جليلة ومناقب عظيمة منها: 1- إنها من السابقين الأولين إلي الإسلام: فهي أول الناس إيماناً بما أنزل الله، فكان لها أجرها وأجر من آمن بعدها. 2- لم يتزوج عليها صلى الله عليه وسلم حتى فارقت الحياة الدنيا فانفردت بخمس وعشرين سنة من ثمانية وثلاثين سنة هي حياته الزوجية صلى الله عليه وسلم (حوالي الثلثين). 3- كان حب الرسول صلى الله عليه وسلم لها رزقاً من الله رزقه إياه فحبها فضيلة. 4- كان صلى الله عليه وسلم يكثر من ذكرها والثناء عليها والمدح لها وصلة ودها. قالت عائشة رضي الله عنها: "ما غرت للنبي صلى الله عليه وسلم على امرأة من نسائه ما غرت على خديجة؛ لكثرة ذكره إياها وما رأيتها قط" . 5- كانت خير نساء أمة محمد صلى الله عليه وسلم. روى البخاري بإسناده إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "خير نسائها مريم وخير نسائها خديجة". 6- سلام الله عليها وبشارتها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب. روى الشيخان بإسناديهما إلى أبي هريرة رضي الله عنه قال: "أتى جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومنى وبشرِّها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب" . 7- رزقه الله تعالى منها من الولد ولم يرزقه صلى الله عليه وسلم من غيرها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ورزقني الله منها الولد إذ لم يرزقني من غيرها". (2) سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبدُ وُدّ بن نصر بن مالك بن حِسْل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر. أمها: الشموس بنت زيد بن عمرو الأنصارية، وكانت قبل النبي صلى الله عليه وسلم عند السكران بن عمرو، روت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنها ابن عباس ويحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة. أسلمت بمكة قديماً وهاجرت هي وزوجها إلى الحبشة الهجرة الثانية، مات زوجها هناك، وهي أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خديجة، وكان ذلك بمكة، وانفردت به نحواً من أربع سنين، وهي سيدة جليلة ونبيلة. توفيت سنة خمس وخمسين على الأرجح في آخر خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. - ومن مناقبها: 1- حرصها على البقاء في عصمة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد وهبت يومها في القَسْم لعائشة تقرباً إليه صلى الله عليه وسلم وحباً له، ولتكون من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة. ذكر ابن سعد في الطبقات أن سودة قالت النبي صلى الله عليه وسلم أنشدك بالله أما راجعتني، وقد كبرتُ ولا حاجة لي في الرجال ولكني أحب أن أبعث في نسائك يوم القيامة فراجعها النبي صلى الله عليه وسلم . وروى البخاري بإسناده إلى عائشة رضي الله عنها: (أنّ سودة بنت زمعة وهبت يومها لعائشة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يَقْسم لعائشة بيومها ويوم سودة" . 2- تمني عائشة أن تكون مثل هديها وطريقتها. روى مسلم بإسناده إلى عائشة رضي الله عنها قالت: "ما رأيتُ امرأة أحب إليّ أن أكون في مسلاخها من سودة بنت زمعة... ". (3) عائشة بنت أبي بكر الصديق، وهو عبد الله بن عثمان التيمي القُرشي، تُكنى بأم عبد الله، فقد سألت النبي صلى الله عليه وسلم أن تكتنى فقال اكتني بابن أختك فاكتنت بأم عبد الله، وهو عبد الله بن الزبير بن العوام، وأمه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهم جمعياً. وأمها: أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية، ولدت بعد البعثة بأربع سنوات، وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بنت ست ودخل بها وهي بنت تسع سنين، ولم يتزوج بكراً غيرها، وقد نزلت براءتها من فوق سبع سموات، وكانت أحب أزواجه إليه من بعد خديجة، وأفقه نساء الأمة يستفتيها أكابر الصحابة . توفي عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي في الثامنة عشرة من عمرها وكانت وفاتها في 17 من رمضان سنة 58ه- وصلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه ودفُنت ليلاً في البقيع رضي الله عنها. - وانفردت عائشة رضي الله عنها بمجموعة من المناقب التي ذكرتها كتب السنة منها: 1- كانت أحب الأزواج إلى النبي صلى الله عليه وسلم، من بعد خديجة رضي الله عنها. روى البخاري بسنده عن عمرو بن العاص رضي الله عنه" أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل قال: فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، فقلت: فمن الرجال؟ قال أبوها.." . 2- جاء جبريل عليه السلام بصورتها إلى الرسول الله صلى الله عليه وسلم في قطعة من الحرير قبل زواجها. روى الشيخان بإسناديهما إلى عائشة رضي الله عنه أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أريتك في المنام ثلاث ليال جاءني بك الملك في سرَقَةٍ من حرير فيقول: هذه امرأتك، فأكشفُ عن وجهك فإذا أنتِ هي فأقول إن يكُ هذا من عند الله يُمضه" . 3- أرسل لها جبريل السلام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى البخاري بإسناده إلى عائشة "فقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً يا عائش، هذا جبريل يقرئُك السلام" فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، تَرى ما لا أرى - تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم " . 4- أُنزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في لحافها دون غيرها من أمهات المؤمنين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ".. يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل عليّ الوحي في لحاف امرأة منكن غيرها" 5- أول من بدأها النبي صلى الله عليه وسلم بالتخيير عند نزول آية التخيير، وهي قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلاً. وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا)) [الأحزاب:28ـ29]. وقرن ذلك بموافقة أبويها فاختارت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن تستشيرهما فاستن بها بقية أمهات المؤمنين. روى الشيخان بإسناديهما إلى عائشة قالت: ".. ففي أيّ هذا استأمر أبوي؟ فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة، قالت: ثم فعل أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما فعلت" 6- نزلت آيات من القرآن الكريم بسببها منها ما هو بشأنها ومنها ما هو للأمة، فمن الخاص بها. - أن شهد الله لها بالبراءة مما رميت به من الإفك والبهتان. ((إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ)) [النور:11] إلى قوله تعالى: ((الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)) [النور:26]. - أما ما نزل بسببها وهو عام للأمة: - آية التيمم التي كانت رحمة وتسهيلاً للأمة. روى الشيخان بإسناديهما إلى عائشة " أنها استعارت من أسماء قلادة فهلكت، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناساً من أصحابه في طلبها فأدركتهم الصلاة فصلوا بغير وضوء فلما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم شكوا ذلك إليه فنـزلت آية التيمم فقال أُسيد بن حضير جزاك الله خيراً فوالله ما نزل بك أمر تكرهينه إلا جعل الله لك منه مخرجاً وجعل للمسلمين فيه بركة" 7- حرص النبي صلى الله عليه وسلم أن يُمرَّض في بيتها، فكانت وفاته بين سحرها ونحرها في يومها، وجمع الله ريقيهما في آخر ساعة له من الدنيا وأول ساعة له من الآخرة، ودفن في بيتها، فقد روى البخاري بسنده عن عائشة رضي الله عنها، قالت: دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا مسندته إلى صدري، ومع عبد الرحمن سِواك رَطبٌ يستنُّ به فأيدّه رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره، فأخذتُ السواك فقضمتُه ونقضتُه وطيبّه ثم دفعته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستنَّ به.." . 8- أخبر صلى الله عليه وسلم بأنها من أصحاب الجنة. روى البخاري بإسناده إلى القاسم بن محمد "أن عائشة اشتكت فجاء ابن عباس فقال: يا أم المؤمنين، تقدمين على فرط صِدْقٍ، على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أبى بكر" ، فقطع ابن عباس لها بدخول الجنة لا يكون إلا بتوقيف. كما روى البخاري والترمذي وصححه عن عبد الله بن زياد الأسدي قال: "سمعتُ عماراً يقول: هي زوجته في الدنيا والآخرة" . 9- هي أعلم نساء هذه الأمة، إذا روت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة تجاوزت الألفين. ، إضافة إلى أن كبار الصحابة كانوا يرجعون إليها ويستفتونها. (4) حفصة بنت عمر بن الخطاب العدوي القرشي، وهي أخت عبد الله لأبيه، وأمها: زينب بنت مظعون أخت عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة ثلاث للهجرة بعد زوجها خنيس بن حذافة البدري المتوفي بالمدينة، وكانت صوّامة قوّامة، وُلدت قبل البعثة بخمس سنين، وتُوفيت في شبعان سنة 45هـ رضي الله عنها. - ومن مناقبها: 1- شرفت بالهجرة مع زوجها، روى ابن سعد بإسناده إلى أبي الحويرث، قال: "تزوج خنيس بن حذاقة، من حفصة بنت عمر فكانت عنده وهاجرت معه إلى المدينة" . 2- كثرة الصيام والقيام وهي زوجة المصطفى صلى الله عليه وسلم في الجنة. روى الطبراني بإسناده إلى قيس بن زيد "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق حفصة تطليقة.. فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل فتجلببت فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل عليه السلام فقال: راجع حفصة فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة" . 3- لما جُمع المصحف على عهد أبي بكر رضي الله عنه ظل عنده حتى وفاته عند عمر في خلافته ثم صار عند حفصة، ثم استعانوا به عندما جمعه عثمان رضي الله عنه وأعادوه لها حتى توفيت سنة خمس وأربعين بالمدينة (5) زينب بنت خزيمة بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية، كان يقال لها أم المساكين لإطعامها إياهم والتصدق عليهم، استشهد زوجها عبد الله بن جحش بأحد فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان دخوله بها بعد حفصة ولم تلبث معه إلا شهرين أو ثلاثة، توفيت سنة أربع للهجرة، وإن كانت لم تذكر لها مناقب على الخصوص فيكفيها ما جاء في حقهن على العموم، وكذلك صلاة رسول الله عليها لما ماتت، فتلك فضيلة اختصت بها؛ لأنه لم يمت في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم من زوجاته إلا خديجة وهي، وصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة واجبة للمؤمنين. (6) أم سلمة هند بنت أبي أمية (حذيفة) المخزومية القرشية، كان أبوها يلقب (زاد الركب) لجوده، فالمسافر معه لا يحمل زاداً، وأمها: عاتكة بنت عامر كنانية من بني فراس، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موت زوجها أبي سلمة بن عبد الأسد وهو ابن عمها ، الذي هاجرت معه إلى الحبشة ثم إلى المدينة، وقيل إنها أول ظعينة، دخلت المدينة، وكانت من أجمل النساء وأشرفهن نسباً، وكانت آخر زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وفاةً فقد توفيت على الأرجح سنة واحد وستين من المهجرة. - ومن مناقبها: 1- زواج النبي صلى الله عليه وسلم منها ودعاؤه لها، وروى مسلم بإسناده إلى أم سلمة " قالت: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطب بن أبي بلتعة يخطبني له فقلت: إنّ لي بنتاً وأنا غيور، فقال: أما ابنتها فندعو الله أن يغنيها عنها، وأدعو الله إن يذهب بالغيرة. 2- أخبر صلى الله عليه وسلم بأنها من أهل الجنة، روى أحمد بإسناده إلى أم سلمة رضي الله عنها قالت: أغدف (غطى) رسول الله صلى الله عليه وسلم على علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله تعالى عنهم خميصة سوداء ثم قال: اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي، قالت: قلت: وأنا رسول الله، قال: وأنتِ. 3- وتظهر حكمتها جلية يوم الحديبية، لما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة فقال: " يا أيها الناس أنحروا واحلقوا. قال: فما قام أحد قال: ثم عاد بمثلها فما قام رجل حتى عاد بمثلها فما قام رجل. فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل على أم سلمة فقال: " يا أم سلمة: ما شأن الناس؟ قالت: يا رسول الله قد دخلهم ما قد رأيت، فلا تكلمن منهم إنساناً، واعمد إلى هديك حيث كان فانحره واحلق فلو قد فعلت ذلك فعل الناس ذلك، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكلم أحداً حتى أتى هديه فنحره ثم جلس فحلق، فقام الناس ينحرون ويحلقون، قال حتى إذا كان بين مكة والمدينة وسط الطريق فنـزلت سورة الفتح . وتلك المشورة دالة بوضوح على ما أوتيت من عقل وحسن تدبير. (7) زينب بنت جحش بن رباب بن يعمر الأسدي حليف بني عبد شمس، من المهاجرات الأول، وأمها: أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم، عمته صلى الله عليه وسلم، تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم سنة ثلاث أو خمس بعد ما كانت زوجة لزيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي كان يدعى ابن محمد وفي ذلك بيان حكم الزواج من زوجة الابن المتبني فقد تبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة رضي الله عنه قبل النبوة فكان يُقال له زيد بن محمد، فقطع الله تعالى هذه النسبة بقوله: (( ادْعُوهُمْ لآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّه )) )) [الأحزاب:5]، ثم زاد ذلك بياناً وتأكيداً بوقوع تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش رضي الله عنها" حتى نزلت الآية:((ادْعُوهُمْ لآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّه)) وفيها نزلت ((فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا)) [الأحزاب:37] . كانت زينب رضي الله عنها من سادات النساء ديناً وورعاً وجوداً، وهي أول الأمهات لحوقاً بالنبي صلى الله عليه وسلم حيث كانت وفاتها سنة عشرين. - ومن مناقبها: - زوجها الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم من فوق سبع سموات: ((وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً)) [الأحزاب:37]. وكانت تفتخر على الزوجات فتقول: "زوجكن أهاليكنَّ وزوجني الله تعالى من فوق سبع سموات" 2- كان زواجها سبباً لنزول آية الحجاب. روى البخاري بإسناده إلى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "... لما أهديت زينب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت معه في البيت، صنع طعاماً ودعا القوم فقعدوا يتحدثون، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يخرج ثم يرجع وهم قعود يتحدثون، فأنزل الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا))[الأحزاب:53] .فضُرب الحجاب، وقام القوم" . 3 - ثناء النبي صلى الله عليه وسلم عليها بين أزواجه بتصدقها وإنفاقها في سبيل الله. روى مسلم بإسناده إلى عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسرعكن لحاقاً بي أطولكن يداً، قالت: فكن يتطاولن أيتهن أطول يداً. قالت: فكانت أطولنا يداً زينب؛ لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق . 4- ومن فضائلها رضي الله عنها أنّ عائشة رضي الله عنها قالت: " لم أر امرأة خيراً في الدين من زينب وأتقى لله وأصدق حديثاً أو أوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تصدّق به وتقرّب به إلى الله تعالى . (8) جويرية بنت الحارث بن ضرار بن حبيب بن خزيمة الخزاعية المصطلقية، سبيت في غزاة بني المصطلق (المُريْسيع) ، سنة خمس أو ست من الهجرة، فوقعت في سهم ثابت بن قيس فكاتبها . فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابتها، وتزوجها بعد ما كانت تحت مسافع بن صفوان المقتول في المعركة نفسها، وأعتق المسلمون بسببها مئة أهل بيت من السبي فكانت بركتها على قومها عظيمة، توفيت سنة خمسين للهجرة. - ومن مناقبها: - كانت من المكثرات للعبادة الذاكرات الله كثيراً. روى مسلم بإسناده إلى عبد الله بن عباس عن جويرية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندنا بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال: مازلت على الحال التي فارقتك عليها؟ قالت: نعم قال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد قُلتُ بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قُلتِ منذ اليوم لوزنتهن.. سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته. 2- سمّاها النبي صلى الله عليه وسلم جويرية بعد ما كان أسمها برة . (9) أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية عبد شمس بن عبد مناف الأموية، أمها: صفية بنت أبي العاص بن أمية، ولدت قبل البعثة بسبعة عشر عاماً وأسلمت مع زوجها عُبيد الله بن جحش الأسدي وهاجر إلى الحبشة فولدت حبيبة، وتمسكت بدينها ثم هاجرت وتنصّر زوجها.، وأبدلها الله زوجاً خيراً منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي أقرب نسائه إليه نسباً، تلتقي معه في عبد مناف، توفيت سنة 44هـ. - ومن مناقبها: 1- إكرامها فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن يجلس عليه أبوها وهو مشرك لما قدم لتمديد الهدنة بين المسلمين وقريش. 2- هاجرت الهجرة الثانية إلى الحبشة. (10) صفية بنت حُيي بن أخطب بن سعية من بني النضير من ذرية هارون بن عمران، كانت تحت سلام بن مشكم قبل إسلامها ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق فقتل يوم خَيْبَر ثم صارت مع السبي فأخذها دحية الكلبي وكاتبها، وقد وفَّى النبي صلى الله عليه وسلم كتابتها فأعتقها وتزوجها وجعل عتقها صداقها، توفيت سنة اثنين وخمسين من الهجرة. - ومن مناقبها: 1- زوجة نبي وابنة نبي وعمها نبي. روى الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال: بلغ صفية أنّ حفصة قالت: بنت يهودي، فبكت فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي فقال: ما يبكيك؟ قالت: لي حفصة: إني ابنة يهودي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وإنك لابنة نبي، وإنّ عمك لنبي، وإنك لتحت نبي، ففيم تفتخر عليك؟ ثم قال: اتقي الله يا حفصة . 2- وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بالصدق لما قالت له في مرضه (أما والله يا نبي الله لوددت أنّ الذي بك بي، فتغامز بها أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أعبتنها فوالذي نفسي بيده إنها لصادقة" . (11) ميمونة بنت الحارث بن حزن بن عامر بن صعصعة الهلالية، وأمها: هند بنت عوف، تزوجت مسعود بن عوف الثقفي ثم خلف عليها أبو رهم بن عبد العزي، فمات عنها، فزوجها العباس- وكيلها- النبي صلى الله عليه وسلم، وبني بها بسرف قرب مكة، وكانت آخر امرأة تزوجها سنة سبعة في عمرة القضاء. - من مناقبها: 1- شهادة النبي صلى الله عليه وسلم لها بالإيمان. عن ابن عباس رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأخوات مؤمنات ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأختها أم الفضل بنت الحارث وأختها سلمى بنت الحارث امرأة حمزة وأسماء بنت عميس أختهن لأمهن . 2- سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة. روى البخاري بإسناده إلى ابن عباس رضي الله عنه: "كان اسم خالتي ميمونة برّة فسماها رسول الله ميمونة" . (12)ماريا القبطية : مولاة الرسول مولاة الرسول هي ماريـة بنت شمعون القبطيـة ، أهداها له المقوقس القبطي صاحب الإسكندرية ومصر ، وذلك سنة سبع من الهجرة ، أسلمت على يدي حاطـب بن أبي بلتعة وهو قادم بها من مصر الى المدينـة ، وكانت -رضي الله عنها- بيضاء جميلة ، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يطؤها بملك اليمين ، وضرب عليها الحجاب ، وفي ذي الحجـة سنة ثمان ولدت له إبراهيم الذي عاش قرابـة السنتيـن ، وكانت أمها روميّة ، ولها أخـت قدمت معها اسمها سيرين ، أهداها النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- لشاعره حسّان بن ثابت ، وقد أسلمت أيضاً مع أختها هدايا المقوقس بعد أن استتـب الأمن للمسلميـن ، وقوية هيبتهم في النفـوس ، أخذ الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- يوجه الرسل والسفراء لتبليغ رسالة الإسلام ، ومن أولئك ( المقوقس عظيم القبط ) وقد أرسل حاطب بن أبي بلتعة رسولاً إليه وعاد حاطب الى المدينة مُحَمّلاً بالهدايا ، فقد أرسل المقوقس معه لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أشياء كثيرة : مارية وأختها سيرين ، وغلاماً خصياً أسوداً اسمه مأبور ، وبغلة شهباء ، وأهدي إليه حماراً أشهب يقال له يعفور ، وفرساً وهو اللزاز ،وأهدى إليه عسلاً من عسل نبها -قرية من قرى مصر- وقبِل الرسول -صلى الله عليه وسلم- الهدايا ، واكتقى بمارية ، ووهب أختها الى شاعره حسان بن ثابت وطار النبأ الى بيوتات الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قد اختار مارية المصرية لنفسه ، وكانت شابة حلوة جذابة ، وأنه أنزلها في منزل الحارث بن النعمان قرب المسجد مارية أم إبراهيم ولقد سعدت مارية أن تهب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- الولد من بعد خديجة التي لم يبقَ من أولادها سوى فاطمة -رضي الله عنها- ، ولكن هذه السعادة لم تُطل سوى أقل من عامين ، حيث قدّر الله تعالى أن لا يكون رسوله -صلى الله عليه وسلم- أباً لأحد ، فتوفى الله تعالى إبراهيم ، وبقيت أمه من بعده ثكلى أبَد الحياة فقد مَرِض إبراهيم وطار فؤاد أمه ، فأرسلت إلى أختها لتقوم معها بتمريضه ، وتمضِ الأيام والطفل لم تظهر عليه بوارق الشفاء ، وأرسلت الى أبيه ، فجاء الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليرى ولده ، وجاد إبراهيم بأنفاسه بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فَدَمِعَت عيناه وقال تَدْمَع العين ويحزن القلب ، ولا نقول إلا ما يُرْضي ربَّنا ، والله يا إبراهيم ، إنا بك لَمَحْزونون ) وصية الرسول قال الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- إنّكم ستفتحون مِصـر ، وهي أرض يُسمّى فيها القيـراط ، فإذا فتحتوها فأحسنوا إلى أهلها ، فإن لهم ذمة ورَحِماً ) وقد حفظ الصحابة ذلك ، فهاهو الحسن بن علي -رضي الله عنهما- يكلّم معاوية بن أبي سفيان لأهل ( حفن ) -بلد مارية- فوضع عنهم خراج الأرض كما أن عبادة بن الصامت عندما أتى مصر فاتحاً ، بحث عن قرية مارية ، وسأل عن موضع بيتها ، فبنى به مسجداً وفاتها وبعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بقيت مارية على العهد إلى أن توفاها الله في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في شهر محرم سنة ست عشرة رضي الله عنها وأرضاها |
![]() |
![]() |
#40 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
(3 ) من كرم الرسول صلى الله عليه وسلم : جاء في الحديث الصحيح عن أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بينما هو يمشي مع الرسول صل الله عليه وسلم وهو عائد من غزوة حنين اجتمع الناس حول الرسول صلى الله عليه وسلم يسألونه عطاء حتى اضطر الى اللجوء إلى شجرة واختطفت رداءه صلى الله عليه وسلم من كثرة الناس ، فقال صلى الله عليه وسلم : ردوا علي ردائي فوالله لو أن لي عدد هذه الأشجار مالا أو نعاما أو عطاء لقسمته بينكم أبتغاء وجه الله عز وجل .رواه البخاري
|
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
, , , , , , |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() الإعلانات النصية ( أصدقاء الأكاديمية ) |
|||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |