تكريم المشري والسلوك يميز ملتقى الباحة الثقافي
عبدالرحمن أبورياح - الباحة
اختتمت مساء يوم الثلاثاء الماضي فعاليات ملتقى الباحة الثقافي الثاني الذي نظمه نادي الباحة الأدبي واستمر لمدة ثلاثة أيام بعنوان «الرواية وتحولات الحياة في المملكة العربية السعودية» تخلله تكريم أعضاء مجلس إدارة النادي السابقين وكذلك المؤرخ علي بن صالح السلوك «شفاه الله» والأديب عبدالعزيز المشري «يرحمه الله» وقد حفلت أوراق العمل الأخيرة في الجلسات الأخيرة بتنوع في الطرح بالرغم من السباق مع الوقت واعتذار البعض عن الحضور وتغيير في أدورا المشاركين واستدعاء مشاركين جدد حتى مر الملتقى بسلام. وقد كان هناك اعتراض كبير حول عنوان الملتقى وورقات العمل المقدمة كما اعترض آخرون على العنوان بأنه غير ملائم مما جعل هناك العديد من المشاركين من أطياف مختلفة حضرت واستمعت لترى ما هو معنى «تحولات الحياة» وخرجت عدد منهم وهم لا يعلمون شيئا فيما ألمح البعض إلى أن ورقات العمل والمناقشات في الروايات لم تخضع «للمنظور الإسلامي» ولكن الشيء الجميل في الملتقى أن يكون هناك تكريم للرواد انتظره من كان على قيد الحياة طويلا ومن مات «مغبونا» وهذه تحسب لمجلس إدارة النادي الحالية وعلى رأسهم أحمد بن حامد المساعد. أما ورقات العمل الأخير فقد شارك في كل من الدكتور سلطان سعد القحطاني والذي قدم ورقة بعنوان «الرواية السعودية في مراحل أربع» وهي الرواية الإصلاحية التعليمية والمرحلة الثانية تخلصت الرواية بمفهومها الحقيقي من سيطرة الوعظ والإنشاء إلى النقد المبطن في النص.
كما شارك أحمد الدويحي بورقة بعنوان «التكوين» وفيها قال: صعب جدا أن يتحدث كاتب عن تجربته ونحن على الأرض، فما بالكم بقراءة وجه السماء الخفيضة على رؤوس الجبال، هاجس وربما حلم هلامي صغير، وأزعم أني ذهبت في غواية هذا الحلم في سن مبكرة، وقدري أن أعيش في مكان آخر وأحيا حياة وتحولات أخرى قبل تشكيل هذا الحلم في صورة كاملة، شكل لي ذلك الانقطاع أفقا آخر ومحطة شاسعة أخرى لأسئلة صاحبتها تحولات سياسية واجتماعية وثقافية لا تنفصل عن معاناة الفرد وأزماته والهروب والتسامي عن هذا الواقع، لا يكون إلا من خلال وعي إبداعي جديد.
وتناول الدكتور حسين المناصرة نموذج كبش الفداء النسوي.. وعي الذات وآفاق الحل في نماذج روائية سعودية وهي ورقة نقدية عن إشكالية رئيسة في الكتابة النسوية وهي إشكالية المرأة الضحية أو كبش الفداء، وذلك من خلال سياقين مهمين هما: الأول وعي الذات النسوية باضطهادها وبأزمتها الأنثوية، وما يفرضه هذا الوعي من تعقد حياة المرأة على مستويي علاقتيها بذاتها ولآخر «المذكر» في المجتمع. والثاني: آفاق الحل التي تجد فيها المرأة نفسها متجهة إليها باختيارها أو مجبرة على ممارسة حل معين؛ للخروج من وضع المرأة الضحية أو الاستجابة الكاملة لهذا الوضع وما يفرضه من آثار سلبية تعاني منها في ذاتها على وجه التحديد.
وتحدث سامي الجريد عن الكتابة على الجسد في الرواية السعودية قائلا: إن للرواية علاقتها الكبرى بالفنون الأخرى وبخاصة الفن التشكيلي من رسم ونقش ووشم مستشهدا برواية «سماء فوق إفريقيا» لعلي الشدوي.
وتناولت سماهر الضامن بناء ذاكرة الأنثى في الرواية النسائية السعودية وتسعى ورقتها لمقاربة المنجز الروائي النسائي المحلي للوقوف على دلالات التحول فيه، وعلى أثر الوعي النسوي في تشكيل خطابه وممارساته السردية.وتحدث الدكتور صالح معيض الغامدي عن الرواية وعقد السيرة الذاتية وتناقش الورقة الصلة الملتبسة بين الرواية والسيرة الذاتية في الأدب السعودي، التي سبق للباحث أن ناقش بعض جوانبها في بحث سابق.أما الدكتور عالي سرحان القرشي فقد تناول ثقوب المكتسب الثقافي في الرواية النسائية وجهة البوصلة نموذجا حيث وقفت ورقته على توخي الثقافة المكتسبة قدرة على المواجهة بحكم ما تعنيه هذه الثقافة من تغير في نمط التفكير وما تقوم به من اختراق للعادات السائدة.وفي ختام الجلسات كان هناك شهادات احتفاء بذكرى عبدالعزيز المشري شارك فيها كل من علي الدميني ومسفر الغامدي وغيرهم ثم تكريم المؤرخ علي السلوك وشارك فيها الدكتور سعيد أبوعالي وعبدالفتاح أبومدين وقينان الزهراني وأحمد الطامي.
|