"الأحمد" ​​​: ​الطائرة الماليزية مختطفة من إرهابيين.. وطيار الجزائرية "إنجم" ​وأسقطها

قال: ​لكي تتحول الخطوط السعودية ​ ​إلى قطاع استثماري ​عليها ​التخلص من أصحاب "​الشلة ​و​البشكة​"​



"الأحمد" ​​​: ​الطائرة الماليزية مختطفة من إرهابيين.. وطيار الجزائرية "إنجم" ​وأسقطها

​- كوادر​ الهيئة العامة للطيران المدني "حكوميون تقليديون" في صناعة يعتمد نجاحها على الشفافية.


- السياسيون ​في الخليج يعتبرون الخطوط الجوية أملاكاً مالية ومعنوية خاصة ​ ولا يمكن دمجها في شركة واحدة قوية.

- منح رخصتي طيران الخليج والخطوط القطرية للعمل داخل السعودية، فيه أمور مغيبة وغامضة، والشائعات تؤكد وجود شريك سعودي لم يعلن عنه.

- مواسم الحج ​تحد تفشل فيه ​دائماً كوادر ومرافق مطار جدة ​لأنهم عاجزون عن الإدارة.

​​- طيران الخليج شركة ذات تاريخ مليء بسوء الإدارة وغارقة في الديون، فكيف تمنحها هيئة الطيران السعودي رخصة؟

- ما تعرضت له طائرة الخطوط الماليزية المنكوبة فوق أجواء أوكرانيا عملية إرهابية وإعلان حرب.

​- لو أن هناك كوادر فاعلة تدير مطار الرياض ​لاستطاع التعامل مع عشرين مليون مسافر في السنة​.​

- عجزنا عن إدارة إمكانات مطار الملك فهد الدولي العملاق فأصبح مدينة أشباح يعمل بعُشر طاقته القصوى.



أجرى الحوار شقران الرشيدي- سبق-الرياض: أشار الدكتور سعد الأحمد​ الأكاديمي والمستشار في صناعة النقل الجوي، إلى أن الهيئة العامة للطيران المدني لا تزال تعاني لأن الكثير من كوادرها "حكوميون تقليديون" في صناعة يعتمد نجاحها على الشفافية.



ويقول في حواره مع "سبق" نعم هناك غموض مخيف في حادث الطائرة الماليزية (MH370) التي اختفت، وأن الاحتمال الأقوى أنها تعرضت للاختطاف، وأن من اختطفها لديه معلومات عن مناطق التغطية الرادارية حيث اتخذ مساراً يصعب على رادارات الدول المحيطة.



ويشير إلى أن ما تعرضت له طائرة الخطوط الماليزية التي أسقطت بصاروخ فوق أجواء أوكرانيا هو عملية إرهابية وتصنف كإعلان حرب. كما يوضح أن رخصتي طيران الخليج والخطوط القطرية تدخلان في أمور "مغيبة" من قبل الهيئة والدليل اختلاف المقاييس بين الرخصتين،​ وقال إن ​مواسم الحج حالات استثنائية تواجه فيها كوادر ومرافق مطار جدة تحدياً حقيقياً دوماً يفشلون فيه لأنهم ببساطة عاجزون عن إدارة حركة جوية بهذا الحجم ​​​،​ و​السياسيون ​في الخليج ينظرون ​إلى ناقلاتهم كمرافق سيادية أو أملاك مالية ومعنوية خاصة ​ لا يمكن دمجها في شركة واحدة قوية​.​



ويتناول الحوار عدداً من المحاور في شؤون الطيران وصناعة النقل الجوي وما يثار حولها من استفسارات.. فإلى التفاصيل.​



** ​كخبير في صناعة النقل الجوي..​​ أما تزال الهيئة العامة للطيران المدني السعودية بطيئة في قراراتها رغم تحقيقها بعض المرونة العملية عما قبل، كما يتردد؟



نعم تعاني الهيئة العامة للطيران المدني من موروثها السابق عندما كانت تابعة لوزارة الدفاع، والكثير من كوادرها حكوميون تقليديون في صناعة يعتمد نجاحها على الشفافية والسرعة والمرونة في اتخاذ القرارات.



** في ظل الفجوة بين العرض والطلب في السوق الداخلية، يتساءل الكثير عن موعد بدء عمل الخطوط القطرية في سوق النقل الجوي الداخلي، متى تتوقع ذلك؟



المتتبع من أهل الصناعة لتسلسل أحداث رخصتي طيران الخليج والخطوط القطرية يدرك أن هناك أموراً مغيبة من قبل الهيئة، والدليل اختلاف المقاييس بين الرخصتين، فبينما دخلت طيران الخليج في البداية مع شريك سعودي، منحت رخصة القطرية بصورة منفردة وغامضة، هناك شائعات تقول أن هناك شريكاً سعودياً لم يعلن عنه. وفي معرض السفر والسياحة السعودي، وخلال ورشة عمل حضرها نائب رئيس القطرية وجهت له سؤالاً أمام الجمهور عما إن كانت الحكومة القطرية ستمنح رخصة لمستثمر سعودي ينشئ ناقلة جوية تعمل من مطار الدوحة إسوة بالرخصة السعودية، رد بالنفي، بعدها وجهت كلامي إلى نائب الهيئة، وقلت له: هل يعقل أن نعامل من طرف واحد، المطارات مرافق سيادية إستراتيجية يجب أن نكرسها ونطورها لتوفير وظائف لأبناء وبنات الوطن. الأمر الآخر بخصوص الرخصتين، ما أعلنت عنه طيران الخليج من أنها ستدخل كاستشاري فقط مع الشريك السعودي لتأهيله، الطريف أن طيران الخليج شركة ذات تاريخ مليء بسوء الإدارة وغارقة في الديون، فكيف تمنحها الهيئة الرخصة؟ لو أرادت الهيئة النهوض بالنقل الجوي حقاً لدعت ناقلات مشهورة بالإدارة الفاعلة والنجاح كخطوط (إير آسيا) أو (إيزي جت) للنقل الداخلي منخفض التكاليف ولدعت الخطوط البريطانية مثلاً لتعمل مع الخطوط السعودية لإعادة هيكلتها التي تعثرت طويلا.



** ما يزال لغز سقوط الطائرة الماليزية "الأولى" التي لم يوجد لها أثر حتى الآن بلا حل أو تفسير منطقي، ما هي في رأيك احتمالات أسباب سقوطها؟



نعم هناك غموض مخيف في حادث الرحلة (MH370) باتفاق خبراء العالم في التحقيق في حوادث الطائرات. اللحظات الأولى بعد انقطاع الاتصال مع طاقم الطائرة هي مفتاح حل اللغز. لكن ما تبع اللحظات الأولى من أدلة بقي وحتى هذه الساعة محل خلاف بين الجهات الماليزية وبين جهات غير ماليزية ذات علاقة مثل الشركة البريطانية التي توفر خدمة الاتصال الهاتفي للركاب عبر الأقمار الصناعية، شركة محركات الطائرة.. كلهم أفادوا أن الطائرة بقيت ترسل إشارات لساعات بعد انقطاع الاتصال. وحتى لا أثقل على القراء بأمور فنية أختصر الاحتمالات بالتالي: (يتم تطبيق علم الفرضيات والاحتمالات في مثل هذه الحوادث)، الاحتمال الأقوى أنها تعرضت للاختطاف وذلك يفسر إغلاق نظام بث الموقع عمداً وفي منطقة (عمياء) أي لا تغطيها الرادارات المدنية والعسكرية، وأن من اختطفها لديه معلومة على مناطق التغطية الرادارية حيث اتخذ مساراً يصعب على رادارات الدول المحيطة بالمسار، والطائرة إما حطت في مكان ما أو أن الخاطفين تنقصهم كفاءة قيادة هذا النوع من الطائرات ولم يتمكنوا من التعامل مع الطائرة بعد ساعات وتحطمت في منطقة بعيدة في المحيط. الأحتمال الثاني وهو أقل، أن الطائرة البوينج 777 تعرضت لخلل كبير أدى إلى انقطاع شامل لكل أنظمة الطاقة الكهربائية، وهو الذي أدى إلى تعطل نظام بث الموقع، هذا الاحتمال ضعيف جداً عطفاً على الاعتمادية العالية لهذا النوع من الطائرات.




** أخيراً ​أسقطت طائرة ماليزية أخرى بصاروخ من الأراضي الأوكرانية.. ما تحليلك لتبريرات إطلاق صاروخ عسكري على طائرة مدنية؟



هذا شأن آخر ومختلف تماما، ما تعرضت له طائرة الخطوط الماليزية المنكوبة فوق أجواء أوكرانيا عملية إرهابية وتصنف كإعلان حرب (Act of War)، ولقد ذكرت لوسائل إعلام عالمية أن الاتحاد الدولي للناقلات الجوية (آياتا) يتحمل جزءاً من المسؤولية وكذلك الخطوط الماليزية لعدم تقديرهم ومتابعتهم لتطورات مناطق النزاع في العالم وسرعة اتخاذ قرارات تحويل المسارات الجوية.



​** ​أيضاً سقطت هذا الأسبوع طائرة جزائرية في شمال مالي.. هناك من يقول إنها سقطت بعمل إرهابي وآخرون يرونها بسبب الأحوال المناخية السيئة، ما هي في رأيك الأسباب الحقيقية المرجحة لسقوطها؟



حادث الطائرة الجزائرية في الأغلب خطأ طيار (Pilot Error) لأنه وجه نداء بطلب تغيير المسار بسبب أحوال جوية سيئة صادفته، نتجت عنها انعدام تام للرؤية. في عالم الطيران هناك ظاهرة طبيعية في الإنسان تسمى التيهان (disorientation) - وتعرف لدينا بالعامية بأن يقولوا (إنجم) بتشديد النون – وتبدأ عندما يؤدي الظلام أو شبه الظلام إلى تشويش المنظر الحقيقي للأفق أو اختفائه تماما وبهذا يختل إدراك العقل مما ترى الأعين ليعطي الإنسان (الطيار هنا). تتفاقم المشكلة عندما يكون الطيار في وضع المناورة أي أنه هو الذي ممسك بعصا القيادة حين تتسبب حركة المناورة مع نظام الإحساس والتوازن الحركي في الأذن الوسطى في إيهام الطيار بأن الطائرة تتجه عكس ما يريد، فبدلا من الاعتماد التام على عدادات الطائرة، يصحح ما يعتقد أنه خطأ بخطأ أكبر ليقع ما لا تحمد عقباه. للأسف الشديد هناك كثير من الحوادث في السنوات الأخيرة تسببت بها هذه الظاهرة.



​** ​بشكل عام ما أسباب سقوط الطائرات حول العالم؟



مع التطور التقني الهائل في الطائرات الحديثة، يصبح الإنسان لا الطائرة هو السبب الرئيسي في الحوادث، أتكلم عن الحوادث العامة، أما حوادث الإرهاب أو الحوادث المقصودة فهذا شيء آخر.



​**​ تدني انضباط الرحلات الجوية الخاصة بمواسم الحج أدى لتفاقم المشاكل في السنوات الأخيرة وتسببت في تكدس آلاف من الحجاج في مطاري الملك عبد العزيز الدولي في جدة ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي في المدينة المنورة. كيف يمكن التغلب على تلك المشاكل؟



مواسم الحج حالات استثنائية تواجه فيها كوادر ومرافق مطار جدة تحدياً​ ​حقيقياً دوماً يفشلون فيه لأنهم ببساطة عاجزون عن إدارة حركة جوية بهذا الحجم. لدينا ضعف في التشريعات​، ​وضعف في الكوادر وسوء إدارة مرافق أصلا متقادمة ا​لخ. دوما نعول عجزنا على المرافق التي أصلا فشلت بسبب فشلنا في تطويرها التدريجي مع الزمن. وليس مطار جدة وحده، مطار الرياض بوضعه الحالي يستطيع التعامل مع عشرين مليون مسافر في السنة لو أن هناك كوادر فاعلة تديره، دوما مشاريع عملاقة (Mega Projects) تغطي عجزنا البشري، وعندما يكون لنا مطارات عملاقة مثل مطار الملك فهد الدولي بالدمام يخيم عليه عجزنا لتهرب منه الحركة إلى مطار البحرين ويقبع هو كأنه مدينة أشباح يعمل بعشر طاقته القصوى.



​** ​ما أكثر مشاريع الخطوط السعودية المرشحة بنجاح للخصخصة؟



كل القطاعات الرئيسة بالخطوط واعدة استثماريا لكن قطاع التموين والملاحة أكثرها ربحية، كما أن قطاع الخدمات الأرضية له نموذج عمل سهل ومربح. أما الناقلة (أي الخطوط السعودية) فلكي تتحول إلى قطاع استثماري رابح أمامها طريق طويل قاس، يبدأ بالتخلص من الحرس القديم أصحاب المصالح الخاصة والمدرسة الإدارية الشللية (نسبة إلى الشلة أو البشكة) ثم إعادة تنظيم حجم ومهام القوة البشرية بما يتناسب مع ما تتطلبه ناقلة جوية عالمية بحجم الخطوط السعودية.



​** ​إلى أي مدى يمكن أن تؤدي الأزمات الاقتصادية إلى دمج بعض الخطوط الجوية العاملة في الخليج لتصبح أكثر قوة ونجاحاً؟



كل مبادرات الدمج في الشركات العالمية بما فيها الخطوط الجوية تحصل بسبب تجاري بحت. في الدول العربية ودول مجلس التعاون الأمر مختلف تماما حيث يطغى الجانب السياسي على التجاري وينظر السياسيون إلى ناقلاتهم كمرافق سيادية (أو أملاك مالية ومعنوية خاصة). من غير الوارد إطلاقا أن تختفي طيران الاتحاد أو القطرية مثلا تحت مظلة طيران الإمارات.



​** ​هل أسعار التذاكر التي تقدمها الخطوط السعودية مناسبة للمسافرين أم مرتفعة ولا توازي ما يقدم من خدمات؟



موضوع الأسعار طويل وذو شجون. لكن الأهم أن المواطن اليوم أصبح لديه ثقافة ممتازة عن أسعار الرحلات الجوية لدى الناقلات المحلية والإقليمية والدولية وأصبح يعرف سعر رحلة (الرياض- ​جدة) مثلا مقارنة برحلة مشابهة في الزمن لدى ناقلات أخرى حول العالم. قبل عشر سنوات دعيت من رئيس الهيئة السابق لأنشر بحثاً أعدوه عن أسعار منتقاة من ناقلات حول العالم، كانوا بهذا البحث يمهدون لمجلس الشورى تمرير رفع الأسعار، لكني امتنعت عندما رأيت الإحصائية منتقاة ولا تعكس عاملاً مهماً، وهو سعر الوقود المدعوم.



​** ​طيران الإمارات والاتحاد والقطرية، ما أفضل تلك الخطوط، ولماذا؟



لا يسأل عن الأفضل بين الناقلات الجوية هكذا مطلقاً، فمقاييس الجودة مختلفة، لكل ناقلة منتج معين بجودة معينة وبسعر معين. نعم الدرجة الأولى في طيران الإمارات مترفة جداً لكنها أغلى كثيرا من الدرجة الأولى على الخطوط السعودية التي لا تقل كثيرا عنها بل تجاريها في الطائرات الجديدة من نوع 777 إي آر. الدرجة السياحية على الخطوط السعودية (قبل أن تفسدها الإدارة السابقة التي حولت الطائرات إلى عشر مقاعد في الصف الواحد بدلا من تسعة على طائرات 777) أفضل من أي ناقلة خليجية بشهادة زملاء غربيين من واقع تجاربهم، فالمقعد السياحي السابق في الخطوط السعودية أكثر راحة من الخليجيات الثلاث، والوجبات أكثر تنوعاً وكرماً إلخ. المواطن السعودي اليوم -ولله الحمد- أصبح لديه وعي استهلاكي عال يعرف من خلاله قيمة ما يدفعه من مال مقابل الخدمة.