صراع مع الزمن
حياة ملئية بالكفاح ، صعود ونزول ، لعل الحياة ترضى أو نرضي الحياة كما يفسرها البعض ، كبدٌ ويعتريها نكد في الكثير من الأحيان . ظالمٌ ومظلوم ، ولكل منهما نهج يتميز به عن الآخر، بل يتفنن فيه لعله يصل إلى الهدف المنشود ، حواجز أُعدت تتدرج من السهل إلى الصعب وكأنك في مضمار خيل ليرى من يعتلي تلك الحواجز دون لمس . تنتظر الثناء تارة وتخشى السخرية تارة أخرى ( عجيبة هذه الدنيا ) إن فرحت بها مرة قد لا يدوم ذلك طويلا ، وإن زاد حزُنك وجراحك كأنك أمام زجاجة يصعب جبرها (كسر القلوب ) تمشي في خيالك برهة من الزمن وتلتفت يمينا وشمالاً وتقول : أنتي تضحكين علي ( إنها نفس ّلوامة) وهذا من حسن جمال الضمير الحيّ . تتذكر ما بعد ذلك يا له من هول وموقف ، لن تجد من يأخذ بيدك إن لم يكن رصيدك الأخروي جاهز وتستطيع أن تستجديه بعد رحمة الرحمن ، تجد العين تدمع دون أن تحسب لذلك حساب أو حتى تتصنع تلك الدموع ، لازلت أقول : ذلك ضمير حيّ وعلى صاحبه أن يفرح ،بل يكثر من الخلوة بنفسه ليزداد عضة وعبرة من الزمن . تتذكر من حولك من الأصحاب هل سيكونوا معي في محنتي إن جنح بي الزمان .؟ أم أنهم سيلقونني على قارعة الطريق لأتخُطف من هنا وهناك . تعود قليلا لما حدث لإسلافك الذين غدر بهم الزمن ،ندرة من أُخذ منه بأطراف أنامله ومن بقي منهم دعّوا إلى حفرة عميقة جدا وقد يوارى عليهم الثرى ليكون صاحبهم في عداد الموتى . أه ... منك يا زمن من يأ من غدرك . رحم الله أسلافنا حينما قالوا : إنها لك وعليك والبعض كانت جُلها عليه ردحاً من الزمن حتى هلك . تعود بك تلك النفس إلى ما كانت عليه ، وهكذا بين مدّ وجزر تارة يدركك الخطر الداهم وتارة أُخرى تنساق مع الزمن . قد تبقى على هذا الحال حتى تفارق الحياة ولا تدري ماذا يصنع من كان بعدك هل يصارع زمنك ؟ أم أنه سيبقى يلهو ويلعب ، وقد تحاسب أنت على ما تركت ، ليس هذا المهم هنا لكن المهم صراعك أنت مع الزمن .