أول سيدة أعمال سعودية تطور الكوفي شوب إلى مقهى عربي.. محبوبة التركي لـ «عكاظ»:

أول سيدة أعمال سعودية تطور الكوفي شوب إلى مقهى عربي.. محبوبة التركي لـ «عكاظ»:
نجاح الاستثمارات الصغيرة بدعم البنوك وتسهيل الإجراءات الإدارية



هيفاء القريشي ـ جدة
لم تستسلم أمام أية معوقات، تحدتها بالصبر والعمل الدؤوب، حتى تمكنت من ترك بصمة سعودية نسائية على خارطة الاستثمارات الوطنية. إنها سيدة الأعمال محبوبة التركي صاحبة أول سلسلة من المقاهي والكوفي شوب في جدة، أكدت أهمية تعزيز الاستثمارات الصغيرة بدعم البنوك وصناديق الإقراض وتسهيل الإجراءات الاستثمارية في الجهات المختصة، وطالبت بتنويع مجالات عمل المرأة دون حصرها فقط في المشاغل النسائية والتجميل.
وقالت لـ «عكاظ» إن القواعد الأساسية لإنجاح أي مشروع تكمن في الاقتناع بفكرته، فصاحبة المشروع يجب أن تكون مقتنعة به، وملمة بكل تفاصيله وأسراره، والعامل الثاني والأهم هو توفر رأس المال للمشروع بالكامل حتى يتسنى تنفيذه دفعة واحدة ومن جميع جوانبه منذ البداية حتى نضمن نجاحه، وهذا هو الخطأ الذي تقع فيه بعض سيدات الأعمال اللواتي يعتمدن على تنفيذ جزئية من مشاريعهن كبداية تنطلق منها، في ظل عدم توفير الدعم المالي لهذه النوعية من المشاريع، مما أنتج كمية هائلة من المنشآت الصغيرة طابعها نسائي.. وأخيراً: لا بد من توفر الموقع المناسب لتنفيذ المشروع، ودراسة الجدوى الاقتصادية له قبل الشروع فيه، وذلك من خلال دراسة حاجة السوق لنوع الاستثمار، ونوع المنافسة المتوقعة، والعائد من التكاليف والأرباح.

وبينت أنها حرصت على إجراء دراسة جدوى لمشروعها الخاص من خلال حسابات للمبيعات والمصاريف المتوقعة، وقيمة استهلاك الأصول الثابتة، وتعرفها على هامش الربح المتوقع، ونسبة المخاطر لتتخذ بعد كل ذلك قرارها الاستثماري.
وأكدت أن دراسة الجدوى لأي مشروع، هي دلالة على الوعي الاقتصادي المرتفع الذي وصلت إليه المرأة السعودية، وصاحبات الأعمال اللواتي لا يجهلن هذه المبادئ الأولية للعمل في السوق، وقالت: إن هذه الدراسات متوفرة في لجان الغرفة التجارية والصناعية في جدة لدعم سيدات الأعمال، ورفع مستوى المشاركة النسائية في التنمية الاقتصادية في كافة المجالات، بدعم وجهود أعضاء وعضوات مجلس إدارة الغرفة، لافتة إلى أن سيدات الأعمال يستفدن من المزايا التي تقدمها مضاوي الحسون عضو مجلس إدارة الغرفة، من خلال خبرتها العملية السابقة كسيدة أعمال ومن خلال موقعها الفعال في الغرفة، إضافة إلى ألفت القباني عضو اللجنة الصناعية ورئيسة لجنة المسؤولية الاجتماعية، التي عرفت بمساهماتها في خدمة سيدات الأعمال، وكذلك الدكتورة لمى السليمان، ونشوى طاهر لدورهما البارز في احتواء مشكلات سيدات الأعمال، والعمل على حلها، إضافة إلى التسهيلات التي تحظى بها سيدات الأعمال كتسهيل إجراءات استخراج التصاريح من خلال التعاون المثمر والمشترك بين سيدات الأعمال والغرفة.
كوفي شوب عربي
وعن تجربتها الاستثمارية قالت: فكرت في إنشاء الكوفي شوب أو المقهى الذي يفضله الشباب والعامة من الناس لقضاء أكثر أوقاتهم، ولكن بطريقة عربية، تقدم بالإضافة إلى المأكولات المألوفة الأطعمة والحلويات والمشروبات السعودية القديمة مثل السحلب وقهوة اللوز والدخن بالتمر واللبنية والكيك بالتمر وتوفي الحليب وغيرها، وذلك لتعريف الشباب بتراثهم الحجازي,وأصالة موروثاتهم.
وعن المعوقات التي واجهتها في بداية مشروعها، وكيف تعاملت معها وحولتها إلى تحديات وخطوات لتحقيق النجاح قالت: كأي مشروع في أوله تواجهه صعوبات وعراقيل، ومن الصعوبات التي واجهتني في البداية عدم وجود الأيدي العاملة المساعدة، حيث إنني أعد المأكولات والأشربة خاصة التراثية منها في المنزل، ومن المعوقات أيضا صعوبة استخراج تأشيرات للعاملات، أما استخراج التصاريح اللازمة من البلديات أو وزارة التجارة والصناعة فلم تواجهني فيه أية صعوبة.
التدريب والسعودة
وعن كيفية حل مشكلة نقص الأيدي العاملة التي تواجه سيدات الأعمال قالت: إن الحل الجذري لمشكلات الأيدي العاملة لا يتحقق إلا بتدريب الأيدي الوطنية من شبابنا وشاباتنا بمؤازرة من رجال الأعمال وأصحاب المصانع والفنادق والمطاعم الكبرى ومتاجر السوبر ماركت، وذلك بصرف مكافآت تشجيعية لهم لمواصلة العمل ثم إحلالهم محل العمالة الوافدة، وبذلك نضمن وظائف وفرص عمل أكثر للشباب، ونعمل على مبدأ السعودة لأبناء الوطن وهم أولى بخيراته، ونقلل من نسبة البطالة ونجد حلولا فعلية لكثير من مشكلات العمالة الوافدة والسائبة في المجتمع.
تنويع المجالات
وعن حجم التسهيلات المقدمة لصاحبات الأعمال، وأهمية دورهن في خدمة المجتمع اقتصاديا قالت: يجب دعم دور المرأة وتنميته، وفتح المزيد من مجالات الاستثمار أمامها، وعدم نزولها إلى سوق العمل يعني تهميش دورها في خدمة المجتمع والوطن، خصوصا أنها قادرة على إدارة أي عمل كبير، ومن خلال عملي تأكدت أن كثيرات من سيدات الأعمال يدرن العمل في مؤسسات وشركات عملاقة رؤوس أموالها بالبلايين، لذا فإنني أرى أن أكثر العراقيل التي تعطل تقدمهن الاستثماري، هو عدم السماح لهن بخوض كثير من المجالات، وتحديد نشاطاتهن في أنواع معينة من الاستثمار، مثل الأزياء والمشاغل النسائية والتجميل، التي فاق العرض فيها على الطلب، وأصبحت تجارة كاسدة، كما أن الأنظمة لا تسمح للنساء بإدارة أعمالهن بأنفسهن إلا من خلال وكيل، والوكيل لا يتمكن من إدارة العمل مثل صاحبته، فهي القادرة من خلال علمها بأهداف مشروعها والتسويق له والتعامل مع زبائنها، على إدارته بنجاح أكثر من غيرها، ولكن عندما تعطى النساء الفرصة كاملة لإدارة أعمالهن بأنفسهن واستحداث مجالات إنتاج جديدة سينعكس ذلك على دعم الناتج المحلي العام والارتقاء باقتصاد الوطن.
استثمارات الشباب
وحول كيفية إثراء الساحة الاقتصادية بأفكار مشاريع جديدة قالت: نثري الساحة الاقتصادية بإعطاء الشباب من الجنسين الفرصة لتنفيذ أفكارهم ومشاريعهم من خلال مساهمة الشركات الكبرى، وتقديم التسهيلات لهم من خلال البنوك وصناديق الاقتراض، وتسهيل الإجراءات الإدارية في الوزارات المختصة، وعند نجاحهم ستكون لدينا كيانات ومؤسسات اقتصادية منتجة مما يدعم الاقتصاد محليا ودوليا، من خلال تصديرنا لمنتجاتنا السعودية، خاصة أن العالم أصبح مفتوحا بعد اتفاقية التجارة العالمية، كما أن التجارب والخبرات الاقتصادية في البلدان المجاورة يمكن الاستفادة منها في تفعيل الحركة الاقتصادية عامة، ويتم ذلك بالتفاعل بين هذه الثقافات والتواصل فيما بيننا كمجتمعات خليجية ذات نطاق واحد وطابع اقتصادي متشابه إلى حد كبير.. خاصة أن كل سبل الاتصال متوفرة وميسورة، كما يجب التأكيد على سيدة الأعمال الناجحة والمتجددة دوما حضور المنتديات والاطلاع عليها لتطوير مشاريعها وخطوط إنتاجها.. خصوصا أن هناك الكثير من المنتديات الاقتصادية النسائية في دبي والبحرين.