الناجي من القصاص : رأيت والدتي بالمنام وشاهدت الموت عدة مرات

الناجي من القصاص : رأيت والدتي بالمنام وشاهدت الموت عدة مرات



السبت, 14 مارس 2009


سعد ال منيع -جدة .



تخيّل نفسك نائمًا في الصباح وجاء من يوقظك ليقول لك : ارتد ملابسك، لان موعدك مع القصاص قد حان بعد ساعات قليلة ، مشهد من الصعب ان تعيد الذاكرة حكايته من جديد لكن ذلك ما حدث مع السجين ضيف الله المالكي الذى عفا عنه اولياء الدم قبل التوجه الى ساحة القصاص بدقائق معدودة .
قبل لقائه المحدد مع الموت وجهًا لوجه وجد السجين تفسيرا لحلمه قبل ساعات قليلة عندما رأى والدته في المنام وانه كان يقبل رأسها ويطلب منها ان تعفو عنه . وفي لحظات الوادع لم يجد افضل من مسبحته ليهديها الى صديقه المقرب ليتذكره دائما ويدعو له بالرحمة . ولايكتمل مشهد السجين العائد للحياة الا بصورته في السجن استعدادا للتوجه لساحة القصاص عندما دخل في غيبوبة اثر مفاجأته بخبر العفو الذى جاء نتيجة لقاء اولياء الدم وشفاعة الامير خالد الفيصل والمسؤولين فى السجن ولجنة الاصلاح .
“ المدينة “ التقت بالمعفو عنه ضيف الله المالكي بمكتب العقيد علي بن عبدالرحمن القرني وكان يحمل في يده “ مسبحته “ وجريدة “ المدينة “ وكان يردد الحمد لله وتوكلت على الله وعندما جلس على الكرسي قال اشكر جريدة المدينة لأني اصبحت على يقين باننى حي أرزق وأنه تم العفو عني وعن كيفية حصوله على الجريدة وبها تفاصيل العفو عنه قال: قدمها لي أحد السجناء كهدية .
بداية القصة
واضاف السجين العائد إلى الحياة: ارتكبت جريمة قتل شخص يدعى
“ م . م ” قبل سنتين ونصف دون ان تكون هناك معرفة سابقة بيننا شرق الخط السريع حينما كان يقوم بتوصيلي الى احد الاستراحات وبعد ارتكابي الجريمة هربت الى مكة وجلست بالحرم لمدة ثلاثة ايام بعدها اتجهت الى محافظة الطائف وكنت اسلم على معارفي واودعهم بدون ان اخبرهم بما ارتكبته وعندما كنت متوجها الى مدينة جدة لتسليم نفسي ودعت والدتي وسلمت عليها وطلبت منها ان تدعو لي بعدها ألقي القبض علي في اليوم التالي واعترفت في التحقيق بجميع ماارتكبته لانني كنت في حالة ندم شديدة.
وخلال مدة سجني التي امتدت سنتين ونصف كان أملي كبيرا بالله عز وجل بان تكتب لي النجاة وكنت ادعو الله طوال اليوم واقرأ القرآن الكريم الذي لم يفارقني ابدا بالاضافة الى مسبحتي التي كنت استغفر وادعو بها وكنت اتوقع ان يحن قلب الاب ويعفو عني اما الأم فلم اتوقع ان ترحمني ابدا لقتل ولدها ولكنها اخلفت توقعاتي .
موعد مع القصاص
وعن اللحظات الأخيرة وقبل تنفيذ حكم القصاص بثلاث ساعات ونصف قال: عند الساعة السابعة والنصف وبينما كنت نائما ايقظني أحد أفراد السجن وطلب مني لبس ثوبي فسألت: لماذا فقال جاء موعد تنفيذ الحكم فتذكرت الرؤية التي حلمت بها في الليل حيث شاهدت أمي في الحلم .
وكنت اسلم على يديها ورأسها وطلبت منها ان تدعو لي وتسامحني وكنت أبكي بشدة وأنا أحضنها . واضاف : بكى زملائي السجناء لفراقي واحتضنوني وقبل خروجي من العنبر اعطيت احدهم المسبحة ” وطلبت منه ان يحتفظ بها ويدعو لي.
وكانت الدموع تتساقط في منظر تدمع له القلوب وأخذت سجادتي والقرآن الكريم وعندما كنت أسير للذهاب الى مقر ادارة شعبة السجن العام كان في استقبالي العميد فايز اسحاق مدير شعبة السجن العام والعقيد علي عبدالرحمن القرني مساعد مدير شعبة السجن العام و استقبلاني وطلبا مني ان أصلي وادعو وأن اتوكل على الله .
وبينما كنت أصلي وعند حدود الساعة العاشرة والنصف زفّ لي خبر العفو العميد فايز اسحاق والعقيد علي القرني.
فدخلت في غيبوبة لم اشعر خلالها بمن حولي رغم ان الافراد والضباط تدافعوا يباركون لي ويسلمون علي ولكنني لم أكن اشعر بمن حولي .
فطلبت منهم احضار كوب من الماء وكنت أبكي فرحًا غير مصدق بما سمعته وسجدت شكرا لله ادعو لأهل الدم لعفوهم عني ومسامحتهم لي بالرغم من الالم الذي سببته لهم
واضاف توجهت الى عنبر السجن وكان في استقبالي زملائي الذين ما ان شاهدوني حتى ارتموا في احضاني وحملوني على اكتافهم وكانوا يرددون “ الله كريم ” .
وفي هذه الاثناء جاء إلي زميلي بالغرفة واعاد لي “ المسبحة ” التي اعطيتها له ليحتفظ بها عند مغادرتي لعنبر السجن وقال لي لقد عدت وعادت “ المسبحة ” لصاحبها .
واضاف ادعو لكل من وقف معي وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل امير منطقة مكة المكرمة لشفاعته عند اهل الدم وكذلك مسؤولي السجن وفي صدارتهم اللواء احمد الزهراني