صدق المشاعر لقد أثلجت صدري بما نطق به قلمُك . العلم أخي فريضة لكن أي العلوم يقصدها الشارع؟ أهي علوم دينية وإنسانية ؟ أم هي علوم دنيويّة ، جميعها في نظري مهمة . أنا لا أتحدث عن طلبتنا ما بعد الجامعة ، فكلي أملٌ أنهم وصلوا إلى مرحلة إدراكية ، قد نجد منهم قاصية وهي بالطبع للذئب ، لكني أتكلم عن شباب في مرحلة المراهقة ، هنا المشكلة . هل نضع النار بالقرب من الزيت ؟ هل مللنا منهم ؟ لذا لابد الزجّ بهم في مجتمعاتٍ دنيا بلا دين ؟ . إخوتي قبل عامين جاءني أحد أولياء الأمور وأبنه بالصف الأول ثانوي ومع ولي أمره مجموعة من الاستبيانات والأوراق يطلب التوقيع عليها ، قلت له إلى أين أخي ؟ قال إلى أمريكا يتعلم لغة ويأتي بشهادة ، قلت له هذا ؟ أحمد يسافر أمريكا ؟ لماذا؟ قال والدته رفضت لكني مُصر على ذلك ، قلت أخي اتق الله في ولدك أمه كانت أكثر وعي ورشد منك ، شرحت له ما ذا يدور هناك من واقع تجربة لي ولغيري رأيتها وهي ليست خافية حتى على البسطاء من الناس ، تركني وفي العام الماضي أقبل علي ، قال : أخي الله يجزاك عني وعن ولدي ألف خير ، ضاعوا شبابنا هناك ، حتى أهلهم لم يعد البعض منهم يعرف لهم أثر ، يكاد يبكي المسكين فرحاً وحزناً ، ناهيك عن الحملة الشعواء التي تقوم بها تلك البلدان على الإسلام وأهله ، من بأمن مكرهم ؟ من يثق فيهم ؟ الم يقتّلوا شعوبنا ؟ الم ينهبوا خيرات بلاد المسلمين ؟ الم يسبوا حبيبنا ؟ السنا أذلة عندهم ؟ ما فعلوه في قوانتناما وأبو غريب والسجون السرية في البلدان العربية والغربية لأكبر دليل على كرههم لنا ، نأخذ منهم ما يفيدنا في سن الرشد وما دون ذلك فلا . بالتأكيد من المسلمين من أساء للإسلام وأهله وعاثوا في الأرض فساداً لكن العقاب لديهم جماعي . أما أنت صدق المشاعر عز الله أنك أجدت وأضفيت لموضوعي الكثير ، لا فُض فوك أخي .