11/01/2008, 01:48 PM
|
|
عندما تتساقط الأوراق
لك أن تتخيل انك سافرت إلى بلد ومجتمع لم تسافر إليه من قبل وكانت هذه الرحلة اما بقصد العمل في هذا المجتمع أو بغرض الدراسة أو السياحة ، وكان القصد البقاء فيه بصفة مؤقته أو دائمة لم تحددبعد وضع وظروف هذا المجتمع هما الوحيدان اللذان سيحددان لك البقاء أو الرحيل ولا تعرف عن الظروف الخاصة بك أيضاً هل ستسمح لك بالبقاء أو انك ستغادر بعد فترة ، أنت في هذه الحالة ستحاول جاداً البقاء بطريقة حيادية لاتحب الخوض مع افراد هذا المجتمع في كل صغيرة وكبيرة وستكون حذراً في جميع تعاملاتك الحياتية والمجتمعية معهم خوفاً بعدم رضاهم عنك ، و انك تخشى الفشل بينهم ، طبعاً بحكم الفارق الاجتماعي أو المادي أو حتى الثقافي وتصبح غير مرغوب فيك بعد أن ينكشف امرك بينهم إذا كنت تحس بالفوارق المذكورة آنفاً ، لذا أنت تحاول كسب رضاهم عنك ومجاملة البعض منهم حتى تضمن لنفسك الاستمرارية في البقاء ، يوماً بعد يوم تكتشف أمر ذلك المجتمع التي كنت تُحسب له الف حساب وإذا بهذا يكذب وذلك مغلوب على امره وهذا يحب النفاق وهذا لايكاد يفقه شيء ، وذلك به من الجهل ماالله به عليم والآخر ينصب الخ......... من الاشياء القبيحة ، ترجع إلى الوراء قليلاً سبحان الله أهذا هو المجتمع الذي لم اتوقع ان يحدث به كل هذا ؟ ، هل هذا هو المجتمع الذي لايكاد أن يغمض لي جفن خوفاً من الوقوع في الخطأ بينهم ؟ في هذا الواقع المُر أنت مخير بين أمرين اما أن تغامر وتصبح فرد منهم بكل ما في ذلك المجتمع من عيوب أو تتمسك بالثوابت والعادات التي نشأت عليها ، بالتأكيد تعيش في حيرة من أمرك خصوصاً إذا كنت تُحب البعض من افراد ذلك المجتمع ويصعب بعد العشرة معه مفارقته بتلك السهولة ، وتخشى في الاستمرار التعود وقد تنسى ما كنت وما ستصبح عليه خصوصاً ان تلك الأوراق زاد تساقطها أكثر من السابق ، تذهب إلى من تُحب وتبلغه ما يدور في مخيلتك تنصحه بالرحيل إلى الأبد عن هذا المجتمع إلى مجتمع عُرف عنه المثالية مقارنة بالسابق ، إلا أنه يصر على البقاء رغم تلك العيوب . ورغم تعري تلك الأشجار من أوراقها التي كانت تملاْ الأرض خُضرة وجمال واصبحت تلك الأوراق في الحضيض تُداس من قبل الذاهب والقادم .
آخر تعديل دكتور الموسى يوم
11/01/2008 في 02:06 PM.
|