على شارعين : ملاحظات على موسم الج
على شارعين
ملاحظات على موسم الحج
خلف الحربي
انتهى موسم الحج بنجاح كبير ودون حوادث ولله الحمد والمنة، وقد شهد هذا الموسم مجموعة من الإجراءات المتقدمة التي جعلت منه موسما متميزا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ولكن أي عمل بشري لا يخلو من النقص ولا يسلم من بعض الأخطاء الصغيرة التي لا تتناغم مع الإنجاز الكبير، وقد تلقيت مجموعة الرسائل التي احتوت على ملاحظات مهمة سجلها بعض الإخوة القراء وأتمنى أن يتم أخذها بعين الاعتبار في المواسم المقبلة!.
الملاحظة الأولى تتلخص في عدم وجود عدد كاف من دورات مياه في منى وعرفة ومزدلفة حيث تمتد الطوابير أمام كل دورة مياه بصورة غير معقولة، والملاحظة الثانية أن الحجاج الذين يفترشون الأرض لازالوا يعيقون الطرق ما يسبب مشاكل دائمة بينهم وبين رجال الأمن ولا بد من ابتكار حل جديد للتغلب على المشكلة فوجود هؤلاء الحجاج أمر واقع لا مفر منه ويصعب اقتلاعهم من الأماكن التي يفترشونها بالقوة خصوصا أن نسبة كبيرة من هؤلاء الحجاج لم يجدوا أماكن للسكن أو أنهم وقعوا ضحية بعض حملات الحج التي خدعتهم وتركتهم يواجهون مصيرهم في مكة المكرمة، وقد يكون الحل في بناء إسكان منخفض التكاليف لهذه الفئة من الحجاج. الملاحظة الثالثة أن خطة النفرة صاحبها فوضى مرورية عارمة واختلاط السيارات بالبشر إلى درجة أن بعض الباصات كانت تسير في ممرات المشاة، والملاحظة الرابعة هي التغاضي عن بعض المقيمين (أو لعلهم مخالفو إقامة) من الجنسيات الأفريقية الذين كانوا يطبخون الأطعمة للحجاج بطريقة خالية من الشروط الصحية، بل إن أحد القراء يؤكد أنهم يستخدمون في طبخاتهم العاجلة أغذية منتهية الصلاحية، بل إنهم يوقدون النار للطبخ بطريقة تهدد سلامة الحجاج. الملاحظة الخامسة أن بعض الشباب (وأغلبهم غير سعوديين وإن كانوا من مواليد مكة) ممن يقودون الدراجات النارية في موسم الحج قد أساؤوا لسمعة أهل البلد لأنهم يستغلون الحجاج بطريقة بشعة حيث ينقلون الحجاج بين المشاعر بمائتي ريال أو أكثر، والعجيب أن أحدا لم يعترض طريقهم بل كانوا يعملون بكل حرية أمام أعين الجميع، ولا بد أن تشمل خطط تطوير مكة إنشاء شبكات نقل حديثه (مترو أو أوتوبيسات) وأن يتم القضاء على ظاهرة الدراجات النارية بصورة نهائية.
الملاحظة السادسة سجلها أحد الإخوة في مطار جدة وتتلخص في عدم وجود برادات لمياه الشرب فالطريقة الوحيدة المتاحة للحصول على الماء هي شراؤه من الكافتيريا حيث يبلغ سعر القارورة الواحدة خمسة ريالات (ما هي قصة الخمسة ريالات في مطار جدة؟ .. ما عندهم فكة مثلا)، وهو يتمنى السماح لأهل الخير بالتبرع ببرادات مياه لسقاية الحجيج إذا كانت إدارة المطار عاجزة عن توفيرها!.
أما الملاحظة الأخيرة هي استقدام أعداد كبيرة من الإخوة العرب لتشغيل قطار المشاعر بينما الأولى أن يقوم شباب البلد بهذه المهمة ونتمنى أن تكون الفترة من هنا حتى موسم الحج القادم كافية لتدريبهم وتوظيفهم، فأهل مكة أدرى وأولى بشعابها.
|