نحن والمصريون .. صافي يا لبن !

نحن والمصريون .. صافي يا لبن !
خلف الحربي

خلاص .. انتهت الأزمة العابرة بيننا وبين أشقائنا المصريين، كل رداح عليه أن يبحث اعتبارا من اليوم عن عرس آخر كي يكسب أكل عيشه، وكل نواحة عليها أن تذهب إلى بيتها لتقشر البطاطس وتنتظر النصيب!، انتهى الموضوع من أساسه لأنه لم يكن شيئا من الأساس، وبالطبع لم تكن هناك خطوات معقدة من أجل إعادة الأمور إلى طبيعتها لأن كل هذه العاصفة الهوجاء تم احتواؤها وفق نظرية: (صافي يا لبن ..حليب يا قشطه) !.
اليوم اقتنعت أن من وضع نظرية (صافي يا لبن) هو الشخص الوحيد الذي يستحق جائزة نوبل للوئام !، فلا فائدة من الوقوف عند نقاط الخلاف وتسجيل أخطاء كل طرف على حدة مادامت نقاط الاتفاق تعادل مليون ضعف من نقاط الخلاف، لذا من الأفضل أن نقول لبعضنا: (صافي يا لبن) ونعود إلى ما كنا عليه، فالذي بيننا وبين المصريين ليس لقاء خاطفا في المصعد.. بل بيننا وبينهم عيش وملح ومصالح وصداقات وزمالات ومصاهرات.. وأشياء كثيرة بعدد قطرات البحر الأحمر.
آه .. كم اتمنى لو سمحتم لي كي اتفلسف على رؤسكم وأتحدث عن (العبر والدروس المستلهمة من هذه الأزمة العابرة)، ولكنني أعلم أنكم لستم في حاجة لاستلهام العبر والدروس فهي مكشوفة وواضحة للصغير والكبير، يعرفها الحاكم والمحكوم، ويدركها رجل الأعمال والعامل، ويفهمها المعلم والتلميذ، فالذي حدث أننا دخلنا فجأة في اختبار مفاجئ لقياس حجم تمسكنا ببعضنا البعض وفشلنا فشلا ذريعا في الأيام الأولى ولكن الله رحمنا بالحكماء من الطرفين الذين أعادوا الأمور إلى نصابها فنجحنا بتجاوز الاختبار القاسي بأعجوبة!.
هذه ليست أول مرة نختلف فيها.. ولن تكون الأخيرة، فالعلاقات بيننا متشابكة إلى درجة يستحيل معها ألا تظهر عقدة هنا أو عقدة هناك، ولكن من المهم في حال حدوث خلافات قادمة – لا سمح الله – أن نعي أهمية تناول نقطة الخلاف بالعقل والمنطق وإعطاء كل موضوع حجمه الطبيعي لا أن ندخل في الموضوع من باب الحمية الجاهلية، بالتأكيد نحن لا نستطيع منع الشوفونيين من استغلال أي أزمة عابرة لتمرير قباحاتهم ومحاولة إغراقنا في مستنقع التعميم.. ولكننا في كل الأحوال مسؤولين كل المسؤولية إذا ما التفتنا إلى أطروحاتهم العنصرية ولو للحظة واحدة، فهذه اللحظة كافية بالنسبة لهم كي يسرقوا المزاج العام.
المهم اليوم هو أن نفكر في المستقبل وأن لا نكتفي بتبادل العواطف الجياشة، فالعالم العربي بأسره يمر بمرحلة تاريخية خطيرة ونحن ليس لنا إلا بعضنا.. إن ضعفت السعودية ضعفت مصر والعكس صحيح، وإذا سمحنا لأي كان أن يدخل البلدين في مواجهة على أي مستوى فإننا نرتكب جريمة تاريخية بحق الأمة العربية بأسرها وليس بحق بلدينا فقط، فخلاف السعودية ومصر يعني انهيارا حادا في الوضع العربي الموشك على الانهيار أصلا.
وأخيرا نقول: حفظ الله أبا متعب ملكنا الحكيم وقائدنا الهمام ووالدنا الغالي الذي ندين له بالولاء والحب، ونسأل الله أن يطيل في عمره، وأن يديمه ذخرا للعروبة والإسلام، وأن يحفظه زعيما يجمع الصفوف ويوحد الكلمة ويحمل هموم الأمة في قلبه ليل نهار، كما نسأله تعالى أن يحفظ السعودية ومصر.. وأن يخذل الكائدين ويرد كيدهم إلى نحورهم سواء كانوا في تل أبيب أو طهران.. أو بين ظهرانينا !.