قليل من الحياد ولو في كأس العالم!

الخميس 26 رجب 1431هـ - 08 يوليو 2010م

قليل من الحياد ولو في كأس العالم!






عجيبون نحن مجتمعات كرة القدم العربية.. لقد بلغ منا التعصب (الكريه) مجرى الدماء في عروقنا.. والأهواء والميول المفرط فيها حدا لا يطاق على الإطلاق!. بادئ ذي بدء.. لا بد علي أن أوضح (جيدا) عدم الاعتراض (مطلقا) على كل من لديه ميول معتدلة عقلانية لأي من المنتخبات العالمية.. وضعوا أكثر من خط تحت (معتدلة) و(عقلانية)!!.. كيف؟!

مثلا لا بأس من إعلان ميولي لمنتخب الأرجنتين.. إما إعجابا بالقدرات الكروية الفذة للاعب (نادر) اسمه دييغو أرماندو مارادونا.. أو إعجابا شموليا بأداء هذا المنتخب اللاتيني على مر السنين.. والكلام ذاته ينطبق على منتخبات عريقة وشهيرة.. مثل البرازيل.. ألمانيا.. إيطاليا وفرنسا.. وغيرها!.

لكن.. غير اللائق أو غير المقبول.. إعلان التعصب (التام) لأي من هذه المنتخبات حتى وهي تقدم أضعف النتائج ناهيك بـ«هزالة" المستويات!. من أصدقاء وزملاء سمعنا كلمات مبالغا فيها مثل.. والله حرام يطلع منتخب البرازيل (؟!) لقد فسدت منافسات كأس العالم.. وأخرى مثل.. والله قهر خسارة منتخب الأرجنتين لن نتابع المباريات بعد خروجه!. ومثلها عبارات تتردد بعد سقوط فرنسا وإيطاليا وكذلك مثلهما إنجلترا.

يا سادة.. يا أحبة.. يا كرام.. نتقبل منكم تعصبكم لفرقكم الكروية.. ومنتخبات بلدانكم.. على الرغم من قناعتنا التامة أن التعصب مذموم في كل شيء، خاصة الرياضات ومنافساتها.. لكن الذي لا يتقبله العقل والمنطق تعصب (بعض) العرب لمنتخبات لا رابط بينهم وبينها في أي شيء!!!.

من فضلكم تعلموا قليلا من الحيادية ولو في كأس العالم.. كفرصة نادرة لا تتكرر إلا كل أربع سنوات وربما في العمر الشبابي الرياضي عشر مرات.. لا أكثر؟!

إذا كان هناك من سيشجع منتخبا (ما) عليه أن يكون عقلانيا في تشجيعه، ومتى سقط كـ(فرنسا) أو (إيطاليا) شر سقطة في بـ«........».. الرجيم.. والله هم لم يسألوا عنك أو فيك كـ(عربي) بل ما «دروا» عنك!!.

شخصيا لي تعاطفات مع عدة منتخبات.. لكني مثل المتوازنين (القلة) مع اللعب الجميل أيا كان مصدره، وضد التهورات والتصرفات اللا أخلاقية ولو صدرت من نجم سعودي أو عربي!.

جميل السيد «حياد» أو السيدة «حيادية» تجعلك دائما متذوقا للإبداع دون ضغط أو سكر.. كل أداء جميل يطربك والأهداف الجميلة تشدك كثيرا في أي شباك!.

مثلا صفقت لهدف الأوروغواي التعادلي في شباك هولندا مثلما صفقت لهدف هولندا الأول كواحد من أروع أهداف هذه البطولة.

لا أدري من فاز البارحة ألمانيا أم إسبانيا؟ لكنني مع ألمانيا لجدارتها وإسبانيا كي نضمن فوز منتخب جديد بكأس العالم ولأول مرة في التاريخ.

الأهم أن نشاهد نهائيا بديعا يسقي عطش عشاق المستديرة في كل مكان

* نقلا عن "الشرق الأوسط" اللندنية